الرئيسية / الدراسة / قراء موقع Goodreads  يشيدون  برواية “تغريبة القافر” الفائزة بجائزة البوكر للعام 2023م..

قراء موقع Goodreads  يشيدون  برواية “تغريبة القافر” الفائزة بجائزة البوكر للعام 2023م..

رواية للأديب العماني “زهران القاسمي” تبدأ بالعثور على جثة سيدة حامل غارقة في بئر، وعلى الرغم من وفاتها منذ مدة إلا إنهم استخرجوا طفلاً حي من بطنها، ومن هنا تبدأ الغرائبية في الرواية. وهذا الطفل هو القافر الذي نجا من الغرق في بطن أمه أصبح يسمع خرير الماء ولو أنه ليس موجودا أمامه. يسمعه بين الصخور، ومن وراء الجبال، ومنذ أن كان طفلا يضع أذنيه على الأرض ويقول “ماي ماي” حتى أصبحت مهنته هي البحث عن المياه في أوقات الجفاف.

 

باكينام محمد: الرواية فكرتها خارج الصندوق..

أشاد بالعمل قرؤوه في تعليقاتهم ضمن الخاصية التي تتيحها منصة (Goodreads)، فهذه “باكينام محمد” إحدى المتفاعلات وصفت الرواية بأنها ‘‘حكاية جديدة ومختلفة عن أي شيء قرأته من قبل، وهذا هو النوع من الروايات الذي يستحق الترشح لجوائز’’. وتابعت قائلة ‘‘إن أسلوب السرد رائع على رغم تضمن الرواية بعض الكلمات العامية. شخصيات تظهر ثم ترسم بعناية فائقة فيما بعد. شخصيات من لحم ودم تشعر بهم وبمشاعرهم، ولكل من هذه الشخصيات قصة مختلفة وأحياناً غرائبية لما تتضمنه من حكايات وأساطير مستوحاة من القرية العمانية، ولكنها قصص ممتعة ومكتوبة باحترافية’’.

وتتابع “باكينام”: ‘‘هناك أشياء بسيطة في الحبكة والتسلسل الزمني كانت بحاجة إلى توضيحٍ أكثر، وغير ذلك فالرواية ككل فكرتها خارج الصندوق، وترمز بطريقة غير مباشرة لإحساسك كقارئ بوطنك وانتمائك له، وأنه كيف من الممكن أن تحس بغربة فيه لو كنت مختلفاً عن أهله، الأمر الذي يؤدي بك في النهاية إلى ترك كل شيء والبحث عن وطن بديل’’.

 

·      رمزي الحاج: “القاسمي” ابتكر علاقة جديدة بالماء..

رمزي الحاج” بعد سبع قراءات ضمن قائمة الكتب التي ترشحت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربيّة 2023م، يقول ‘‘منذ العنوان، وبعبقريّة فذّة أبدع الكاتب العماني في تقديم سرديّة مكتوبة بقراح عذب من الماء تأخذك معها حد الغرق، فكل الحكاية أصلها الماء بدءً من المكان، الزمان، الحكايات، السكان، تاريخهم وقراهم، زروعهم ودوابهم، رخائهم وقحلهم، أمثالهم الشعبية، شعائرهم الدينيّة، حتى أفراحهم وأتراحهم مرتبطة بالماء الذي يمنح الحياة ويسلبها، وهذا ما تقدمه لنا سيرة حياة القافر، كجزء تاريخي مهم في تراث القرى العمانيّة، ومعيشة أهلها ومجتمعاتها’’.

 

ويرى “الحاج” أن “القاسمي” ‘‘ابتكر علاقة جديدة بالماء فهو يبحث عنه في كل مكان، يكتب عن المؤشرات التي تدل عليه حتى في الروح والعاطفة والغربة والجوع والسجن منذ بداية المشهد المدويّ للغريقة، مروراً بكل الأحداث والتفاصيل حتى النهاية التي يبعث الماء بصاحبها إلى المجهول’’. مضيفا بأن الرواية ‘‘مُنسابة ما بين الواقعي والتاريخي والأسطوري بشخصيّات ذات دلالات غنيّة تُثير التساؤلات في ذهنك لمحاولة فك شيفراتها المحصورة بين جانبي ساقية أو فلج أو محبوسة خلف صخرة صلّدة، يكون الماء خلفها عامل البعث والفناء’’.

 ويثني “الحاج” في ختام تعليقه بشأن الرواية ‘‘نادرة مميّزة في زحمة الإصدارات الروائيّة جعل منها كاتبها مرجعاً اجتماعياً، وأرشيفاً وثائقياً لحياة كانت موجودة بالقرب’’.

 

·      عمر قاسم: كنت أُشعر بالأرض تُدك من تحت قدمي..

وكتب “”عمر قاسم” ‘‘ستظل هذه الرواية عالقة في ذهني لسببين: الأول: إني أعدت قراءتها مباشرة بعد أن انتهيت منها في المرة الأولى من شدة إعجابي بها وبجمال قصتها وسحر كلمات زهران القاسمي. والسبب الثاني والأهم، بينما كان سالم بن عبد الله الملقب بالقافر ينقب الأرض بحثًاً عن الأفلاج وعن الماء كنت أُشعر بالأرض تُدك من تحت قدمي، في البداية بدا الأمر خفيفًا ثم أصبحت زلزلة لا يمكن للكلمات وصفها، سمعت صوت الأرض حرفيًا، ذلك الصوت المرعب، المخيف، الرهيب، مثلما كان “القافر” يسمع صوت المياه في شرايين الأرض’’.

 

·      آراز غوران: كأنني دخلت عالماً غامضاً فجأة تجتمع فيه المأساة والغموض..

ويعترف “آراز غوران” في تعليقه على الرواية أنه لا يميل عادة إلى قراءة الروايات التي تحظى بالجوائز وخاصة العربية منها، قائلا: ‘‘هذه الرواية أسرتني من أول صفحة، أسلوبها، طريقة تشويقها للقارئ، وكأنني دخلت عالماً غامضاً فجأة تجتمع فيه المأساة والغموض والبحث عن شيء ضائع، بداية تجعلك تقشعر ألماً ورغبة في تقصي الحقيقة، تجلس متفرجاً على أحداث الرواية وهي تتسرب كتسرب الماء في الشقوق العطشة، هذه الرواية التي تحكي تحديداً عن الماء، هذا الكائن العجيب الذي حولته الرواية إلى مادة دسمة، في أرض جرداء حيث يعني الماء كل شيء’’.

 ويتابع: ‘‘أحببت هذه الرواية وأحببت شخصياتها وعنادها وغرابتها وبحثها الدائم عن الحياة رغم البؤس والبساطة، الحياة هنا تبدو في غاية البساطة وكأن الرواية تحكي عن أول البشر على سطح الأرض، حيث الإنسان بكل ما فيه من أصالة روحية وجسدية بعيداً عن رائحة أي حضارة، الإنسان هنا هو إنسان فحسب، يعيش حياته ويعبد الله ويتزوج ويأكل ويبحث عن الماء ويبحث عن عزلته الضائعة ويمتزج قدره بقدر الأرض والسماء والعشب والماء والحياة التي تهوي بها يميناً وشمالاً’’. مضيفاً أن ‘‘الرواية تحفة عربية في زمن شح فيه هذا النوع من الروايات الخالية من أي أيديولوجيا، في عالم روائي أصبح يعج بحشو مفاهيم في كل صفحة؛ حيث يصعب أن تجد رواية تحكي عن الإنسان كما هو، بعيداً عن الأجندات السياسية والجندرية والثقافية’’.

 

 “شيماء هشام” تصف “تغريبة القافر” بأنها ‘‘من الروايات التي تؤكد للمرء أن أبرع الروائيين هو ابن بيئته، الذي تعيش معه في بلده بين دفتين، تتعرف على أمته وأهله، ويمد بينك وبين وطنه جسورًا من حب وأنت البعيد عنه على الخريطة والغريب عنه في كتب التاريخ’’. تقول ‘‘هنا تتمثل أصالة الرواية والخبرة الحقيقية للروائي بوصفه مبدعًا حقيقيًّا عند النظر إلى أدواته وما أنتج في مستواه الفني، وبصفة ما يكتب نصًّا مفهومًا له دلالات واضحة لا يتعسر عليك فهمها أو تنعدم كما يتوهم بعض الروائيين أن عبقرية النص في استعصائه على الفهم، نصًّا تستطيع أن تخرج منه بإجابة لسؤال مهم: إلامَ رمى الكاتب من هذا المشهد، وما معنى هذه التفاصيل كلها’’. وتأسيساً على ما سبق ترى “شيماء” ‘‘أن بلاغة الرواية تكمن في تأثرك الصادق والكبير بالفكرة التي طرحتها، وشعورك بأن الكاتب لم يكتب من أجل فعل الكتابة وإنما امتلك فعلا شيئًا كبيرًا ليقوله وأنطق به كل حدث وكل تشبيه وكل مشهد مرسوم، فكل الأدوات خدم للفكرة لا مؤديات استعراض’’.

 

·      آلاء محمد: تركتني الرواية مع كثير من الأسئلة..

وأحالت “آلاء محمد” إلى أسطورة تقول إن الجن في وادي “عبقر” هم من علموا العرب الشعر فكان الشعراء ينتقلون بين عالمنا وعالمهم فيلقّنهم الجن الأشعار التي تأسرنا بجمالها إلى يومنا، وتقول بالخصوص: ‘‘أحب أن أصدق تلك الأسطورة الآن لأجد تفسيرًا لجمال هذه الرواية وجمال قلم كاتبها’’. ثم تتحدث “آلاء” عما تشعر به حيال الرواية قائلة ‘‘هذه القرية ستظل بذاكرتي دائما فلم أقرأ عن مثلها من قبل، الوصف لكل شجرة وفلج ومنزل وجبل بها كان ماثلاً أمام عيني وأحببت كل تفاصيله. أنا التي كنت أظن القراءة عن القرى الجافة والقفار تسقمني ولا أحب الاقتراب منها، جعلني الكاتب أنتظر خروج الماء مع “القافر” بارتباك شديد يعقبه فرح بنجاحه في مهمته’’.

 وتقول القارئة ‘‘تركتني الرواية مع كثير من الأسئلة: هل الزمن الذي أصبح شعور سالم به دائريًا داخل الفلج له تاريخ قديم؟. سالم ورث عن أمه الصداع الذي يبدو كطرق الصخور في رأسها، وسالم هل أورث أمه الصدى في تلك الدائرة الزمنية من خلال طرق الأفلاج طوال حياته؟’’. وتكمل ‘‘شعرت الأم بالماء يناديها من البئر ولم يهدأ رأسها حتى استقرت داخله، وبعد سنوات كان سالم في قاع فلج متتبعًا صوت الماء حتى ارتاح من همسه داخل رأسه، كانت عينا أمه مريم غاضبتين داخل البئر، وآخر ما شعر به سالم كان الغضب اليائس من تكسير صخور الفلج’’.

 وقالت إحدى القارئات وتدعى “سالمة”: ‘‘من الصعب تخيل أن تُخلق روحًا حية من داخل جسد ميت، تلك هي الصدمة الأولى التي ألقاها الكاتب في وجوهنا كقراء في تلك الرواية الغرائبية التي يصارع الإنسان فيها الطبيعة، لكي تمن عليه لتخرج من بطنها الماء’’.

 وحول “اللغة والسرد” أشارت ‘‘استخدم الكاتب اللغة والمفردات التي تتناسب مع الأحداث، والزمن وطبيعة السرد، فلم تكن ضعيفة، وأيضًا لم تكن مبهرة، استخدم الكاتب العامية بإفراط فكانت من سلبيات الرواية، خاصة أن الكلمات معظمها غير مألوفة أو معروفة، وإن كان البعض يرى أن هذا الاستخدام يتناسب مع الشخصيات والأماكن’’. وأضافت ‘‘جاء السرد أيضًا سلسًا، جذابًا، يحمل ثيمة الأساطير ليشعل الخيال والتصور، فلا بد أن تجد نفسك ترسم ملامح الشخصيات كلما توغلت في الحكاية’’.

 وذكرت “سالمة” أن ‘‘الرواية في المجمل غير نمطية، فكرتها جديدة، تلقي الضوء على أوجاع وطن، وأحوال شعوب عانت وحرمت من الماء، والذي هو من النعم التي من فرط اعتيادنا وجوده صرنا لا نقدر قيمته’’ كما أشارت أيضا إلى أن ‘‘الرواية تعد وثائقية، وتعد مرجعًا للتعرف على بلد وشعب، لم نعرف عن حياته إلا القليل’’.

 

 

اقتباسات من (تغريبة القافر):

 

‘‘أدخلت يديها لتخرج الطّفل من الرّحم، وما إن قطعت حبل المشيمة ورفعت الطّفل كما تفعل أيّ قابلة متمرّسة، حتّى سمع الجميع بُكاءه، وعندما انتبه النّاس إلى بُكاء الرّضيع التفتوا إلى مصدر الصّوت مُندهشين، فابتسمت في وُجوههم، ابتسمت وسط الفجيعة، وردّدت وقد ملأت الدّموع عينيها: «محلاه… صلاة محمّد السّلام… يُخرج الحيّ من الميّت، يُخرج الميت من الحي»’’.

 • ‘‘تستطيع العتمة أن تحتل بصر الإنسان، ويصبح أعمى بعينين صالحتين للنظر ولكن لا يرى بهما، عرف ذلك في السرداب، وعرف أيضًا كيف يرى الأشياء بيديه’’.

 • ‘‘كان يتساءل متعجّبًا: كيف يقضي النّاس كلّ حياتهم في مكانٍ واحدٍ لا يبرحونه؟ وكيف يهابون المضيّ وحيدين إلى الأمكنة البعيدة خوفًا من الجنّ والشّياطين والسّحرة؟’’.

 • ‘‘والقافر يدرك أنّه تحت عيون النّاس، وأنّ كلّ حركة من حركاته مرصودة، سواء صعد جبلًا أو نزل واديًا، سعيدًا كان أو حزينًا بائسًا، خرج من بيته أو ظلّ فيه، فلا أحد في هذه القرية يتحرّك خارج عيون الآخرين. لكنّه يدرك أيضًا أنّ كلّ حكاية في القرية مهما كبرت ستخبو ذات يوم، وأنّ حكايات أخرى ستأتي فتُنسي النّاس وتشغلهم عن حكايته، ولذلك قال لها وهو يمسح دموعها بيده الضّخمة: «إنّ الله مع الصّابرين»’’.

 • ‘‘يحتاج إلى ذلك الصّمت، إلى ذلك الرّفيق الّذي لطالما تسرّبت الأصوات الخفيّة من خلاله’’.

 

شاهد أيضاً

بسبب كسل العائلة أم ضعف التعليم العام .

في بيتنا معلمة شنطة .. معلم خصوصي ((مفردة دخلت قاموسنا الليبي ليس حديثآ وليس مبكرآ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *