الرئيسية / الرئيسية / الحياة شبيهة بمستند “وورد”

الحياة شبيهة بمستند “وورد”

في ليبيا التطوُر أحيانا يعني والتأخر ّ أحياناً يحيل إلى الانفتاح .

يحدث ذلك عندما نستقبل منجزاً علميا ً دون أن يمر المجتمع بمرحلة التهيئة و التكليّيف اللازمين لضمان استقباله بما يحقق الغرض الذي أنتج من أجله ،أن يكون فعالاًبين يدي المستخدمين له .ولكن يكون التطور ذا دلالة ، ويؤدي الدور المطلوب منه ، يجب علينا تحديث البنية التحتية لتواكب أي إضافة نوعية .

بعد أعوام من حدوثها لي ، خطرت ببالي قصة كنت قد تعرضت لها ،شعرت على إثرها أنني متأخرُ عن جميع الناس ، رغم أنني في الواقع كنت متقدماً جداً على أشخاص البيئة المحيطة.

القصة هي أن ظرفاً ما حتّم علي التعامل مع منجز تكنولوجي متطوّر، و لجد تّه لم يكن متداولاً بين اًلناس حينها ، حيث أرسل لي التعامل مع منجز تكلنولوجي  متطوّر ،و لجد ّته لم يكن متداولا ًبين اًلناس حينها ، حيث أرسل لي صديق عبر البريد الالكتروني من إحدى الدول المتقدمة تكلنولوجيا مستند (وورد ) 2007، في وقت كان يشيع في ليبيا استخدام مستند (وورد)2003 وقتها شعرت بأنني مواكب للمستجدات كوني أتعامل مع برنامج ٍ متقدّم على ماهو متداول في بلدي ،وكان الرضا الذي غمرني لا حدود له ،باعتباره شيئاً ( جديدا، حديثاً ،متطوراً ). ولقد كان للأمر مردود إيجابي علي ، لكن مشاعر الرضا عندما اكتشفت أنني وحيدّ ومعزول عن الجميع ،وأنٍ الذين يملكون (وورد)2003 أكثر اتصالا وفها لبعضهم البعض من شخص يستخدم منجزاً غير مألوف لم  تهيأله  البيئة الملا ئمة ليحقق أغراضه ..تمنيت حينها لو أن المستند كان تقليدياً ووفق ماهو متداول بين الناس ، فقد حرمت من الاطلاع عى المادة التي به ، وشعرت بأنني أدفع ضريبة تقدمٍ لم  نتهياُله، وغير قابل للتكيف مع الواقع .

منذ ذلك الوقت تعلت درساً مهماً من دروس الحياة، أن :

تكييف الواقع مع ما نستقبله من جديد لهو أمر مهم للغاية، ويعطي ثمرات الجهد والفكر الإنساني القيمة والأهمية المرجوّة. وأن الإعلان عن أي منجز جديد قبل أن تؤسس له الأرضية المناسبة، سواء من ناحية أدوات فهية أو التعامل معه، يجعل المنجز أجوف غير ذي أهمية .فما أشبه الحياة بهذا المستند .

شاهد أيضاً

بسبب كسل العائلة أم ضعف التعليم العام .

في بيتنا معلمة شنطة .. معلم خصوصي ((مفردة دخلت قاموسنا الليبي ليس حديثآ وليس مبكرآ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *