الرئيسية / الرئيسية / يا للمصيبة …صرخ العظماء …

يا للمصيبة …صرخ العظماء …

ترجمة :هدى هرفالك

“يا للمصيبة” صرخت سوزان وهي تحزم الحقائب بسرعة كي تهرب وزوجها “صامويل بيكيت” من الصحافيين الذين تجمهروا حول باب الفندق الذي كانت تقضي فيه عطلتها. 

على المنضدة في الزاوية كانت برقية من الناشر “برغم كل شيء، وقع المقدر وربح سام جائزة نوبل للآداب. أنصحكم بالهرب والاختباء”. وكانت “سوزان” أول من قرأها، وصرخت “يادي المصيبة” سمح “بيكيت” للمصورين بأخذ صورة سريعة له، دون أن ينبس ينتشفة. لمدة ثوان ثم اختفى مع “سوزان”، يقول سام “جائزة نوبل حطمتني، تركت في نفسي شرخا، لم أعد نفسي. هذه الجائزة خربت طريقة تفكيري” واختفى لمدة أربعة أشهر تماما، أما المبلغ الذي تقاضاه فقد تبرّع بنصفه ومنح أصدقاءه المحتاجين، ما تبقى منه.

المشهد هذا كان قد كرر نفسه قبل سنوات في باريس، عندما حاز “جان بول سارتر على جائزة نوبل، قلب الصحفيون  باريس رأساً على عقب باحثين عنه. ثم تسرب الخبر أنه يتناول العشاء في مطعم صغير في الحي اللاتيني، مع رفيقة عمره “سيمون ده بوفوار” اقتحم الصحافيون المطعم، لكن سارتر تجاهلهم وواظب على تناول عشائه بكل هدوء. رفض “سارتر” استلام الجائزة، وشرح وجهة نظره كالتالي:

“هذه الجائزة ستكون حاجزاً بيني وبين من يقرؤنى، ستفقد كلماتي معناها الحقيقي وستغير حتى اسمي.. هل على من الآن وصاعداً أن أوقّع جان بول سارتر الحائز على جائزة نوبل؟”. 

وأردف ما من إنسان يستحق أن يكرم لأنه ببساطة يحيا لأنه يمارس الحياة. وهل للحياة جائزة؟.

ليس هناك أعظم من رفض جائزة تمنح لك لأنك تكتب.

فالكاتب الأصيل لا يبحث عمن يكرمه ويعترف به. وهذه كانت كلماته الأخيرة فيما يتعلق بهذه الجائزة.

ورفض “جورج برنارد شو” أيضا قبله الجائزة، ووصفها ساخراً “جائزة نوبل هي كطوق النجاة الذي يقذف به المرء إلى الغريق، بعد أن يصل إلى البر”. في عام 1958 ورفض كاتب رواية دكتور جيفاغو “بوريس باسترناك” الجائزة، ويتساءل: من له الشهرة هنا، هيئة استوكهولم أم أنا؟. 

لنتذكر جميعاً صرخة الرجل العجوز في مسرحية “بيكيت” نهاية اللعبة.. ولنذكر الصحافة السويدية التي تهاجم وتشتم “بوب ديلان” الذي اختفى ولم يصرح بكلمة منذ حصوله على الجائزة، وتصفه بالعجرفة والبدائية. إن النجوم في عصرنا الحالي، لا يبحثون عن المديح، ولا عن الأضواء، وإذا كان للأدباء ما يصرحون به فليس بوسع نجوم الروك آند رول والبوب إلا الغناء..

شاهد أيضاً

بسبب كسل العائلة أم ضعف التعليم العام .

في بيتنا معلمة شنطة .. معلم خصوصي ((مفردة دخلت قاموسنا الليبي ليس حديثآ وليس مبكرآ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *