الرئيسية / الدراسة / نالوت مهد الأصالة والاكتشافات

نالوت مهد الأصالة والاكتشافات

تظل المتاحف العامة أحد أهم الوسائط الفعالة والحيوية لبناء وصياغة الفکر الجمعي والثقافي للمجتمعات، بما لها من دور في تشکيل أساسات الوعي الإدراکي، وتقديم مادة ثقافية، محلية وحضارية، تسهم في إثراء النضج المعرفي وتعزيز الانتماء للوطن والتاريخ الإنساني.

اعداد : محبوبة فلوكة

الصدفة وحدها هي من أوقعت ابن مدينة نالوت مسعود مشائخ، وهو يسير في أحد المحاجر في مدينة نالوت، بين كتل من العظام الضخمة الغريبة، الأمر الذي استرعى انتباهه وحيرته معا.

لم يجدمشائخ من وسيلة للتعرف على هذه البقايا العضمية سوى باللجوء إلى الجهات المختصة بالمنطقة، حيث انطلق الى عين المكان اثنان من المختصين في شؤون طبقات التربة، وبعد المعاينة،  أكدا أنها عظام قد تعود لحيوانات ضخمة انقرضت منذ مئات السنين، و بحضور مجموعة من الجيولوجيين تقرر إرسال عينة الى جامعةجلاكسوفي بريطانيا، وبعد فترة، وصل تقرير من قبل خبير مختص إنجليزي يفيد أن العظام تعود إلى أحد الديناصورات الشرسة من نوع  آكلة اللحوم.

وأكد التقرير أن درجة حفظ العينات الموجودة جيدة، وتحمل تفاصيل إضافية لما سبق اكتشافه في منطقة شمال أفريقيا.

كما أشار التقرير إلى أن مضمون هذا الاكتشاف تعود لقرابة 120 مليون مضت، وتم الانفاق على القيام بزيارة استكشافية للمكان قريبا.

 

نواة المتحف الليبي

في منتصف المسافة الفاصلة بين مدينتي طرابلس وغدامس تقع مدينة نالوت احدى المدن العريقة في جبل نفوسة حيث تم تدشين نواة المتحف الليبي للديناصورات والتاريخ الطبيعي والذي يعد من أهم المتاحف ألحق بمكتبة متخصصة مفتوحة الأبواب للباحثين وطلبة الجامعات.

تواصل و تعاون علمي

وفي هذا الشان يقول ويقول الأستاذ أحمد عسكر أحد مسؤوليمحجر نالوت” :بعد تطورات الوضع للحدث المفاجئ الذي اكتشفه بالمصادفة السيد مسعود مشائخ، وماترتب عليه من مشاورات و آراء، ومراسلات مع جهات علمية مختصة، وصل فريق من الخبراء للبدء في عملية التنقيب عن العظام في محجر نالوت عن طريق مكتب بحوث الحفظ بنالوت عام 2005، وتم الاتصالبجامعة جورج واشنطنفيسان لويس”الامريكية بشان ايفاد خبراء من الجامعه وفعلاحضرفريق مختص و أخدت أول عينةعظمةقاموا بدراستها قرابة ست ساعات متواصلة للخروج بتقرير مبدئي والذي خلصت تفاصيلة الى ان العينة المختارة من الاكتشاف تعود لقدم ديناصور من نوع اكلة اللحوم نوع ثيركس

ويشير التقرير الى ان هذه العينة تعتبر الاقدم عينةعلى مستوى ىشمال أفريقيا، إلى جانب مجموعةمن المخالب الملساء، وهو مايدل على تفاصيلها الواضحة،الى جانب وبعض الأنياب و عظام لأسماك القرش والمدرعة  التي تصل طولها إلى حوالي خمسة أمتار، و عظام اخرى لنوع من التماسيح الضخمة، و عظام سلحفاة برية، وبعض البرمائيات

 

 

سورينو في نالوت

واضاف و أضاف التقرير حسب رواية الأستاذعسكر” ل الليبية أهمية اكتشاف محجر نالوت تكمن في كثرة العظام ذات درجة الحفظ الجيدة و تفاصيلها واضحة التي بالامكان معرفة الى اي نوعية تنتمي ويضيف عسكر: ثم تكررت محاولة التنقيب والاستكشاف عام 2011 باستدعاء فريق من شيكاغو تترأسه شخصية علمية مختصة بالحفريات، وهو العالمبول سورينوليجري أبحاثه عن تلك العينات. فبحضور شخصية معروفة عالميا مثلبول سورينو بحد ذاتها تعد إضافة و برهان على قيمة هذا الاكتشاف.ويشير الأستاذ عسكر إلى أن هذه الواقعة كان لها الأثر الكبير بما قدمته من شواهد على غنى المنطقة وإمكانية استثمار ذلك علميا وسياحيا، وبناء على ذلك، يضيف عسكر، تم العمل على استحداث متحف مختص بالمنطقة أطلق عليه:المتحف الليبي للديناصورات والتاريخ الطبيعي، والذي ألحق بمكتبة مختصة للطلبة و الباحثين

ونخلص مما سبق إلى أن اكتشاف بهذا القيمة العلمية، وإن حالت ظروف عدة دون مواصلة البحث فيه وعرضه وفق خطة علمية محكمة تميط اللثام عن أسراره العلمية، فإنه يعد مدخلا للجهات المختصة كي تتخذه منطلقا لدعم البحوث العلمية والتواصل مع مراكز علمية عالمية مختصة، للعمل معا من أجل المشاركة في كشف ما تحتويه بلادنا من كنوز أثرية في أمس الحاجة لأن تتصدر أحدث الاكتشافات العلمية الراهنة.

 

 

 

شاهد أيضاً

بسبب كسل العائلة أم ضعف التعليم العام .

في بيتنا معلمة شنطة .. معلم خصوصي ((مفردة دخلت قاموسنا الليبي ليس حديثآ وليس مبكرآ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *