هوية الأصالة وأصالة الهوية
تعددت المسميات، وتفرعت القبائل وتشعبت، ويبقى الأصل والامتداد لواحد من مكونات سكان الصحراء الكبرى وشمال إفريقيا، وهم قبائل التوارق الرحل، التي يتواجد – أغلبها– في منطقة الصحراء الكبرى، وتحديدا جنوب ليبيا والجزائر، وشمالي مالي والنيجر وبوركينا فاسو، يتحدثون اللغة التارقية بلهجاتها (تماهق – تماشق – تماجق)، واسمها مشتق من كلمة (تارقة)، التي تعني الساقية أو منبع الماء، ويفضلون تسميتهم ب(إيموهاغ) أي الرجال الشرفاء الأحرار.
أما الكتابة التي يكتبون بها فهي (التيفيناغ)، أو الكتابة الفينيقية المعروفة في التاريخ، أما تمازغا فهي الأرض أو الوطن الأم لأغلب قبائل التوارق .
يعد التوارق من السكان الأصليين لشمال إفريقيا قبل الفتوحات الإسلامية، وقد ظلوا إلى عهد قريب خبراء الصحراء الكبرى العارفين بمسالكها، المؤمنين لحركة القوافل بها، وقد أعانهم على ذلك صبرهم وشجاعتهم، ومعرفتهم بأماكن الماء وإتقانهم الاهتداء بالنجوم ودرج المؤرخون والرحالة العرب على تسمية الطوارق بالملثمين، والسبب الأساس في ذلك هو محافظتهم على هذه العادة منذ فجر التاريخ.
من يعبر الصحراء يشعر أنه في برحلة تأخذه لقراءة ما بين ثنايا تلك الكثبان وهي تخبئ لنا أسرارها الدفينة وتبوح عن غموض تلك الفسيفساء الجغرافية، التي تحاكي الملامح والشخوص هنا، وفوق هذا البساط الرملي ينشر التوارق مضاربهم،، وعندما تدخلها تستقبلك تلك الوجوه المبتسمة ببياض قلوبها لا بسواد ليلها، تحتضنك طيبة أهل الجود والكرم، فلا تملك إلا أن تقول ياللروعة ويا للجمال …
حوار: سهاد الفرجاني
تصوير: حسناء سلمان
عندما نتحدث عن التوارق لابد أن نذكر رئيس المجلس الاجتماعي الأعلى لقبائل توارق ليبيا الشيخ مولاي قديدي استضافته مجلة (الليبية )/من يجلس معه يشعر أنه يقرأ موسوعة أكثر من كونه يتصفح كتاباً.
الأصل والجذور
بداية نود أن تحدثنا عن الأطروحات التي تنوعت عن النوارق ، ونشأتهم ، ومن أين تنحدر أصولهم؟ .. يجيب الشيخ قديدي :
نعم : اختلف البحاث والكتاب وجل الدراسات عن أصول التوارق وموطنهم الأصلي، وهنا أعتقد إن هناك تجنيا، فالكل يريد أن ينسبهم لمنطقة معينة، ولكن ما يمكن أن يقال أن التوارق هم السكان الأصليون لهذه الأرض، وكانوا في الأزمنة السابقة يقطنون منطقة الشمال، ولكن نظرا للظروف التاريخية التي أدت إلى الهجرة، وعدم استتباب الأمن نتيجة للهجمات التي حصلت في الشمال الإفريقي ساهمت في النزوح من الشمال للوسط، فمنهم من استوطن الجبل، ومنهم من استقر في الصحراء باعتبارها أكثر أماناً، ولايستطيع أن يصل إليها العدو، كما أنهم وجدوا فيها الأمن والاستقرار، ويعتبر وجودهم في المنطقة الصحراوية أقدم من هذه الخريطة السياسية وتقسيم المنطقة لدول فالاستعمار هو الذي خلق هذا الانقسام، وأعتقد جازما بأن التوارق أكثر من تضرر من هذا الانقسام وهذه، جريمة تاريخية بحق أهل الأرض الأصليين، حيث تمت تجزئتهم عن قصد؛ لأن المستعمر خاصة الفرنسي وجد فيهم العناد الشديد للدفاع عن أرضهم فالتوارق لم يمكنوا الاستعمار الفرنسي من تحقيق مآربه داخل أراضيهم سواء كانوا في الجنوب الليبي، أو جنوب الجزائر أو شمال مالي وشمال النيجر، لهذا نراهم قد أصبحوا أعداء للتوارق إلى يوميا هذا، ففرنسا هي السبب في دمار هذه الأمة ووجودنا في هذه المنطقة ليس مزايدة على أحد .
التيفيناغ حرف يكتب التاريخ..
الحقيقة التاريخية المثبتة ، يقول الشيخ قديدي: وجود آثار التوارق في هذه المنطقة، فالجنوب على سبيل المثال به آثار تدل على وجود التوارق منذ آلاف السنين كما أن وجود حرف (التيفيناغ) الذي يكتب به التوارق مازال شاهداً ومنقوشاً على جدران الكهوف، التي تترجم واقع الحال في تلك الحقبة كالقصص والحكم والأمثال، وكانوا قديما عندما يقومون بحفر بئر ماء يكتبون عليه اسم الشخص الذي حفر البئر بلغة (التيفيناغ)… الفسيفساء الجغرافية..
للتعرف أكثر على الامتداد الجغرافي يوضح الشيخ قديدي :
بأن مجتمع التوارق يتواجد في كل من ليبيا والجزائر والسودان وتشاد والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو ومالي، والمجتمع التارقي في ليبيا لا يقتصر على الجنوب فحسب، بل يتواجدون في أماكن متفرقة من الجنوب و الجنوب الغربي والشمال، وهناك عائلات قديمة جدا تقطن مدينة طرابلس، وكذلك المنطقة الشرقية في كل من بنغازي وطبرق ودرنة والبيضاء، ونحن على تواصل معهم، وعندما أسسنا المجلس الأعلى لتوارق ليبيا، تم اختيار شخص ليمثل توارق المنطقة الشرقية، والجدير بالذكر أن هذا المجلس قد تأسس في سنة 2012م، وهو وليد الظروف التي مرت بها البلاد ولعل أحد دواعي تأسيسه هو شعورنا بأن الجميع سواء كانوا قبائل أو عائلات أصبحوا يبحثون عن أصولهم وامتدادهم، لكي يشعروا بالقوة ، وكما تعلمون فلا وجود للضعفاء بيننا، وهم دائما خارج الحسابات، ومن هنا جاءت الفكرة حتى يكون لنا صوت قوي ومسموع، وكتلة بشرية كبيرة لها حضورها وكيانها …
يقال إن كلمة تارقة مأخوذة من وداي بمنطقة فزان بليبيا أي تارقي وليس كما يعرف الآن بالطوارق نسبة لطارق ابن زياد … حول هذه التسمية وكيف جاءت بوضح لنا الشيخ قديدي قائلا:
في اعتقادي كون التوارق عرفوا بهذا الاسم نسبة لطارق بن زياد هي مغالطة تاريخية وهذا لايعني اننا ننفي انتماءه لأحدى هذه القبائل، فالتوارق وجدوا قبل طارق بن زياد ويرجح أن تكون التسمية نسبة لوادي فزان أي تارقة، وقد كان التوارق يطلقون على فزان اسم (تارجة)، وهذا يؤكد أن التسمية الصحيحة هي تارقي بالتاء وليس كما يطلق عليها البعض طارقي وحتى المجلس الأعلى لتوارق ليبيا مكتوب بالتاء..
اللثام الأزرق الرمزية.. والجاذبية
وحول تسمية الأوربيين للتوارق باسم الرجال الزرق، ورمزية اللثام الذي يميزهم يستطرد الشيخ قديدي في حديثه : أجل هي تسمية يطلقها علينا العديد من الكتاب الأوربيين نسبة للزي الأزرق كما أن الطبيعة الصحراوية، التي نشأ أو تربى فيها التوارق هي طبيعة صعبة لايمكن، أن تقبل اللون الأبيض نتيجة للرمال والأتربة فلجؤوا إلى ارتداء مايعرف بالتارقي إلى (الشاش) أو اللثام، وفي الأصل كان مصبوغا باللون الأزرق أو الحبر الذي يستخدمه الكتاب في الزوايا، ويستخدمه الرجال والنساء ويطبع هذا اللون أو الصبغة في الوجه، الذي يعتبرونه نوعا من أنواع الجمال أو الجاذبية لدى التوارق .
تعليم القران الكريم لأبنائنا ضرورة ملحة ..للغوص أكثر في الخصائص الاجتماعية والأنشطة الحضارية من حيث اللغة والعمل والدين.. يتوقف الشيخ قديدي لبرهة من الزمن، دعونا نبدأ بالديانة:
التوارق مسلمون ومتأثرون بالمذاهب داخل المناطق المتواجدين بها وأغلبهم متأثر بالمذهب المالكي، ولديهم اهتمام كبير بتعليم أبنائهم القرآن الكريم، والعلوم الدينية، وحتى في فترة عدم وجود فقهاء كانوا يستفيدون من رحلات الحجاج القادمين من المغرب، أو الساقية الحمراء (وادي الذهب) أو من موريتانيا وهم في طريقهم إلى مكة لأداء مناسك الحج، فكانوا يتوقفون عند مضارب القبائل، فيقومون بتعليم أبنائهم القرآن، ويستمر تعليمهم حتى لسنة كاملة أو أكثر، وعادة ما يكون هذا التعليم بمقابل أو كنوع من تكريم المعلمين، وعرفت هذه العادة منذ قديم الزمان، وحتى قبل تقسيم المنطقة لدول، وهناك أيضا من تحلو لهم الحياة في هذه المضارب، وبعد عودتهم من آداء مناسك الحج، يقرر البعض العيش معهم ومصاهرتهم ..
لباسنا بصمة تميزنا
عن غيرنا من القبائل
إذا تحدتنا عن العادات والتقاليد التي تميزنا عن غيرنا فعلينا أن نبدأ باللباس فمن يرانا للوهلة الأولى يشعر أن لباس التوارق أو التبو أو بعض القبائل، العربية هو زي واحد ولكن في الحقيقة مختلف تماما، ونستطيع أن نميزالاختلاف حتى عن بعد من خلال اللثام أو الشاش وطريقة وضعيتها وطيها على الرأس، فطبيعة العيش في الصحراء وخاصة في فصل الصيف تجعل الكثير يتساءل كيف لهؤلاء الذين يختبئون وسط هذه الملابس الفضفاضة تحمل الحرارة ولكن هذا اللباس هو الذي يقينا حر شمس، الصحراء والأتربة والرياح فهو بمثابة واقي لأجسادنا ولايظهر منا سوى العيون كما أن الثوب يأتي مصمما بفتحات تعطي أريحية في الحركة والشعور بالراحة لأن التارقي لايحب اللباس الضيق، الأمر الذي يساعده أثناء الحركة في البيئة الصحراوية..
التمر المعجون بالحليب
الوجبة التارقية التي لاتقاوم
ولعادات الأكل عند التوارق او سكان الصحراء قصة تجعلك تسمعها بكل حواسك هذا ما لمسناه من الشيخ قديدي: عندما كان يصف لنا تلك العادات الجميلة بكل حب مؤكدا لنا بأنهم متشابهون بشكل كبير، وأهم اكلاتهم هو التمر خاصة في مناطق الواحات التي يكثر فيها النخيل؛ فيأخذون منها التمور والقمح والشعير، كما يفضلون أكل ( الكسكسي والعيش الذي يختلف عن البازين في تحضيره)، وأكثر ما يميزهم هو أكل التمور وبطرق شتى وأهم طريقة هو نزع النواة من التمر ويتم خلطه حتى يصبح كالعجين ويضاف إليه الحليب واللبن، مع إضافة نكهة القصب التي تعطي للأكلة طعماً لايقاوم علاوة على كونها وجبة صحية وسهلة التحضير..
المرأة الكائن الأكثر تقديسا واحتراما لدى التوارق..
وبسؤالي عن المرأة التارقية والمكانة الخاصة التي تحظى بها وتميزها عن غيرها من النساء أجابني قائلا:
أنت عزفت على الوتر الحساس عند التوارق وهو المرأة.. والتوارق أكثر المجتمعات تقديرا واحتراما بل وتقديسا للمرأة، فهي تحظى بمكانة خاصة، والدليل على ذلك وصولها لقيادة القبيلة فالتركيبة الاجتماعية عند التوارق خاصة؛ فعندما يتوفى شيخ القبيلة لا يورث ابنه إنما يورث ابن أخته فهو أولى بولاية القبيلة من بعده… وهنا يطرح الشيخ قديدي تساؤلا لماذا لا تكون المرأة ولي العهد طالما نحن سواسية، ولا فرق بيننا ؟ ومن ناحية أخرى فإن المرأة عندما تدخل في أي مشكلة يجب أن تحلها، لأننا نعي أنها وصلت إلى مستوى رفيع من الثقة والحكمة، ولنا في مكانة المرأة قصص كثيرة، ومنها عندما حصلت مشكلة بين قبيلتين وصلت للقتال، وقد تدخل بعض المشائخ لحل النزاع، ولكن دون جدوى وعندها قامت امرأتان كبيرتان في السن تميزتا بمكانتهما المرموقة بشد الرحال على الإبل بمرافقة مجموعة من الأعيان وقصدوا تلك القبائل حتى وصلوا إحداها، وقابلوا شيخ القبيلة وأخبروه بضرورة إنهاء المشكلة بعد أن حصلوا على موافقته، بعدها حطوا رحالهم على مقربة من القبيلة الأخرى وقاموا بتكليف مرسول للشيخ يبلغه بوصول المرأتين، اللتين ترغبان في التدخل لحل المشكلة وقد استجاب فورا للرسول، وقد قام شخصيا باستقبالهما وطلب منهما الدخول للمضارب لكنهما رفضتا الاستضافة من الشيخ قبل أن يقضي لهما طلبهما، وهو حل المشكلة وإنهائها وأخبرهم بأن طلبهم مجاب، وأن يعتبروا أن المشكلة قد حلت وأكرمهم في تلك المضارب لمدة ثلاثة أيام، وهذا دليل قاطع على مكانة المرأة التارقية .
كما نعلم أن سنة الحياة ليست زواجا فحسب فهناك طلاق أيضا ولكن في المجتمع التارقي وخاصة بعض القبائل فهو نادر وهذا نتيجة لمكانة المرأة حتى وإن حصل فنجده يتم بشكل ودي دون إثارة خلافات او مشاكل .
وهناك من الرجال من هو مقتنع بتعدد الزوجات ،ولكن نظرا لحبه لزوجته واحترامه لها يخشى ان تتأذى من شريكة لها ..
14000 أسرة ليبية يتأملون الحصول على الرقم الوطني
المحافظة على الموروث الثقافي مسؤولية تقع على عاتق الأم..
مازلنا نتعمق في قراءة هذا التاريخ الذي يميز التوارق عن غيرهم من خلال حفاظهم على لغتهم (تماهق) وهنا يسرد لنا الشيخ قديدي: كيف استطاعوا المحافظة عليها عبر الأجيال؟ مشيرا إلى أن : من المفارقات التي لا يعرفها الكثيرون عن التوارق أن الأم هي التي تعلم أبناءها وليس الأب لأن الأب يكمن دوره في العمل من خلال الزراعة والحصاد ورعاية الإبل والسفر والترحال والبحث عن قوتهم والحرب إذا لزم الأمر، دفاعا عن القبيلة، بعكس المرأة التي تعلم أبناءها حتى الكتابة بحرف (التيفيناغ) ويقول أنا شخصيا تعلمتها من والدتي ، إذن المرأة التارقية لها دور كبير جدا في المحافظة على الموروث الثقافي، وتاريخ التوارق وحرف (التيفيناغ) مازال شاهدا على جدران الجبال والكهوف ..
حرفك وفق انتمائك …
وهنا يعود بنا الشيخ قديدي: للبداية مبينا: أن حرف (التيفيناغ) أو لغة التوارق تختلف في طريقة نطقها من منطقة الى أخرى؛ فتنطق (تماشق) بالشين في مالي؛ وفي النيجر بالجيم (تماجق)؛ أما ليبيا تنطق بالهاء، (تماهق)، واختلاف الحرف هو ما يميز التارقي إلى أي بلد ينتمي..
يقطنون الصحراء
لا جنسية ولا هوية
ومن طريقة نطق حرف (التيفيناغ) إلى معرفة ما إذا كانت هناك إحصائيات دقيقة لحصر عدد التوارق بمنطقة الساحل الإفريقي ودول شمال إفريقيا..
لا يوجد أي رقم يحدد عدد التوارق، هذا ما صرح به الشيخ قديدي: وهنا يضرب مثالا بليبيا مؤكدا: بأنه لا توجد أي إحصائية دقيقة مقيدة بالسجل المدني بفروع البلديات، لأن التعداد السكاني الذي قامت به الدولة ومر على عدة مراحل لم يتجاوز المدن والقرى وبعض سكان الصحراء، وهناك من يقطنون الصحراء ولا يعرفون حتى المدن أو الحضارة ولا توجد لديهم أي أوراق ثبوتية، فعندما يولد الطفل التارقي يحتفل أهله وأقاربه، بولادته وتذبح له العقيقة ويسمونه، ولكن بدون قيد في السجل المدني ويعرفونه بالفطرة فقط أنهم ليبيون لكنهم لايحملون الجنسية والهوية .
وعود وحلول
ولا حياة لمن تنادي
يبدو أن هذا الموضوع الحساس قد اثار حفيظة الشيخ قديدي فتحدث بكل حرقة وألم عن الجنسية والوعود التي تلقوها مرارا من الحكومات المتعاقبة والحكومة الحالية فيما يخص الحصول على الجنسية، وحل هذه المعضلة التي لم تتعد بارقة الأمل؛ فكل الحكومات تستمع لمطالبهم وتتجاوب معهم ولكن تبقى وعود ولعل آخرهم رئيس حكومة الوحدة الوطنية حيث يقول الشيخ قديدي: بأنه وعدنا بحلول كوننا مواطنين ليبييون وإذا حصرنا المجموعة التي تدافع عن حقها للحصول على الأوراق الثبوتية فلا يتجاوز عددهم 14000 أسرة وهناك من يضخم الرقم الحقيقي، مخافة دخول توارق النيجر ومالي وهدفهم نحو التغير الديمغرافي، ولكن كل هذه الأقاويل غير واردة ولا أساس لها من الصحة كما أوضح بأنه قام مؤخرا بتوجيه خطاب شديد اللهجة لكل المسؤولين في ليبيا لأن القضية تمس بالدرجة الأولى الانتماء والهوية ..
تزييف الحقائق
مؤامرة ضد التوارق
خاطبنا المبعوث الأممي السيد “باتيلي “ولا يوجد أي مبرر يمنعنا من الحول على الجنسية الليبية
ذكر الشيخ قديدي : منذ النظام السابق وحتى الآن شكلت العديد من اللجان من كل الجهات المسؤولة وموثقة لدينا بشكل رسمي، دورها الأساس هو حصر التوارق في ليبيا ومعظم اللجان قامت بجزء من عملها وتم تسجيل هذه الأسر بالسجل المدني والحصول على شهادة ميلاد وإقامة دون الحصول على الرقم الوطني، هذا في السابق ولكن منذ سنة 2014 ومع المؤتمر الوطني العام، هناك من قام بتزييف الحقائق بحجة الخوف من التغير الديمغرافي، الذي جاء من قبل بعض سكان الجنوب من غير التوارق، الأمر الذي جعل المؤتمر الوطني يقوم بإصدار قرار الاعتماد على الرقم الوطني في جميع المعاملات، مما أدى لإيقاف المرتبات للكثيرين ممن يحملون أرقاما عسكرية أو يعملون بمؤسسات الدولة وليس لديهم أرقام وطنية، رغم أن لديهم ملفات مستوفية بالواصلات للحصول على الجنسية.
نحن نرفض أن يقال عنا
أننا لسنا ليبيين
يقول : المؤسف حقا أن الدولة قد لعبت بورقة التوارق من أجل استثمارهم في الدفاع عن ليبيا وزجهم في الحروب مع تشاد واوغندا، ولبنان وكافة حروب ليبيا فكانوا دائما في الواجهة ولدينا العديد من الأرامل زوجات الشهداء وأبنائهم الأيتام الذين لم يلتفت لهم أحد، فنحن نطالب بحقنا في الحصول على الجنسية، وإذا لم نجد آذانا صاغية، فنحن سنقوم بتصعيد الوضع وقد بدأنا بذلك مؤخرا وعرضه أمام المؤسسات الدولية التي تدافع عن الحقوق وذلك بإحالة الملف للمبعوث الأممي السيد عبدالله باتيلي، والتقينا مع نائبه وشرحنا حيثيات القضية عبر مذكرة مفصلة مرفقة بكل القرارات والمستندات لمناقشتها مع المسؤولين الليبيين ومعرفة مبرراتهم، وفي الواقع لايوجد أي مبرر قانوني يمنعنا من حصولنا على الجنسية الليبية.
كما لدينا قرار من امين اللجنة الشعبية العامة في النظام السابق بمنح الجنسية لعدد من التوارق ولكن لم يفعل من قبل جهات الاختصاص.
نحن نرفض ان يقال عنا إننا لسنا ليبين ولا مزايدة على إخوتنا في الوطن وكل من هو موجود فوق هذه الأرض فهو ليبي
استبعادنا عن الانتخابات
سببه الرقم الوطني …
يقول الشيخ قديدي: بمرارة وحرقة حتى الانتخابات حرمنا من الاشتراك فيها لأنها تشترط الرقم الوطني.. والحديث عن ثقافة وتاريخ الشعب التارقي تطول وتتمدد ولايمكن اختصارها في كلمات.
وهنا أشدد: أن كل المعايير والمقاييس والمكاييل عندنا تعاير وتقاس وتكال بمكيال الوطن لأننا لسنا تحت جناح أي جهة كانت، ولسنا مؤدلجين لأن المرحلة الحالية نعتقد جازمين أنها يجب ألا تكون إلا لمن هو وطني محاولة للملمة شتات هذا الوطن لنعيد له هيبته، ونحن سنكون مع كل من يعمل من أجل الوطن والمصالحة الوطنية، وأنا شخصيا عضو في السواد الأعظم من الجمعيات والمجالس التي تنادي بالمصالحة من أجل ليبيا.