الرئيسية / الرئيسية / ولد بلاد.. الرواية كوسيلة احتجاج ومطالبة بالحقوق

ولد بلاد.. الرواية كوسيلة احتجاج ومطالبة بالحقوق

اشراف : مصطفى حمودة

رأفت بالخير .

نواصل الكاتبة الروائية الليبية كوثر الجهمي، الشير بخطوات واثقة في بناء مشروعها الادبي، من خلال روايتها الجديدة «ولد بلاد» الصادرة عن دار الفرجاني الليبية.

رواية

الجهمي في روايتها الجديدة، تبرهن أنها استطاعت أن تطور أسلوبها الشردي، بالإضافة إلى وجود مجهود مبذول في سبيل تقديم رواية غَنيّة بالتفاصيل والمعلومات، الأمر الذي يؤكد أننا أمام كاتبة تراكم خبرات أدبية، وتركز على موضوعات تكاد تكون مهملة في الأدب الليبي، حيث قامت بتسليط الضوء على قضية تهم الكثير من أبناء الليبيات من آباء غير ليبيين، وهو حقهم في الحصول على جنسية والداتهم.

يقول الروائي التونسي كمال الرياحي في كتابه

«فن الرواية» عن أهمية الرواية في المجتمعات العربية «إن الرواية تبدو الوسيلة الأخيرة التي في يد الشعوب الفقيرة اليوم لتعبر عن نفسها وترتقي بها في مسيرة توقها نحو التطور الاجتماعي وتحسين وضعها الاقتصادي وكسب استحقاقاتها من قيم الحرية والعدالة والمساواة وغيرها من القيم الانسانية التي تأتي الرواية لتدافع عنها وتطالب بها بشتى

الأساليب السردية.»

وهذا ما قامت به الجهمي في روايتها ولد بلاد،

حيث انتصرت لحق أصيل من حقوق الإنسان، حق لأبناء بنات

ليبيا، اللواتي ارتبطن بشكل

قانوني، وبعد أخذ الموافقات

القانونية من السلطات المختصة،

ارتبطن بعقد الزواج من رجال

غير ليبيين.

الجهمي، تمكنت أدبياً من السيطرة على النّص، واستطاعت من خلال الحبكة أن تدخلنا عوالم تغيب عن كثير منّا، وبناء شخصيات طورت لكل منها تاريخ

وأسلوب حياة وأهدافا مستقلة،

نتعارض مع أهداف شخصيات

أخرى.

الشخصيات في هذه الرواية، تعبر بوضوح عن جهد رصين ومهم في بنائها، ما جعل النّص ينساب بتلقائية مخطط

ها، ولا تُخل بالمتعة المنتظرة، علاوة عن التعاطف

مع القضية الأساسية لبطل الرواية، الذي يبحث عن كيانه في بلد أحبه ولكنه ازدراه، كما قال الشاعر الليبي عُمر الكدي في عنوان مجموعة شعرية له « بلاد تحبها وتزدريك».

وتحاول الرواية أن تُنبه، إلى

أخطار إهمال هذه القضية، التي تُمثل تحدياً لأصحابها، وتأتي في المقام الأول من تفكيرهم، وقد تدفعهم إلى سلوك مسالك تكون

نهايتها مأساوية.

هذه الرواية هي تواصل لمشروع

سردي أصيل ومستقل لكوثر الجهمي،

بدأته بروايتها الأولى «عايدون»

وواصلته في روايتها الثانية «العقيد»،

لتكون رواية «ولد بلاد» امتدادًا متطوراً لهذا المشروع

شاهد أيضاً

من يحرك الدمى في أغاني التيك توك؟

نعتبر منصة (تيك توك) منصة اجتماعية ثورية غيرت الطريقة التي نستهلك بها المحتوى الموسيقي.. فمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *