الرئيسية / الدراسة / اعوجــــاج لســـان العــــــــرب

اعوجــــاج لســـان العــــــــرب

 »  عفاف‭ ‬عبدالمحسن

يقول‭ ‬الحطيأة‭ ( ‬الشعر‭ ‬صعبٌ‭ ‬وطويلٌ‭ ‬سُلَّمُه‭) ‬فهل‭ ‬لغة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمسلم‭ ‬العربي‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬يغير‭ ‬كنه‭ ‬الناس‭ ‬كما‭ ‬الأشياء‭ ‬؟‭.. ‬كيف‭ ‬تقرؤنني‭ ‬يامن‭ ‬ترون‭ ‬الآن‭ ‬مقالتي‭ ‬هنا‭ ‬هل‭ ‬بلسان‭ ‬بين‭ ‬اللغة‭ ‬الأم‭ ‬لموقعكم‭ ‬الجغرافي‭ ‬من‭ ‬خارطة‭ ‬العالم‭ ‬أم‭ ‬تستعيرون‭ ‬وأنتم‭ ‬في‭ ‬قارة‭ ‬أخرى‭ ‬لغتها‭ ‬أعجمية‭ ‬ماكانت‭ ‬من‭ ‬لغات‭ ‬العالم‭ ‬الست‭ ‬الموافق‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬؟‭ ‬لغات‭ ‬رسمية‭ ‬يتحدث‭ ‬بها‭ ‬الرؤساء‭ ‬وتترجم‭ ‬لغير‭ ‬الناطقين‭ ‬بها‭ !! ‬من‭ ‬أطرنا‭ ‬كعرب‭ ‬لنا‭ ‬لغة‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬الأحرف‭ ‬الهجائية‭ ‬ماليس‭ ‬في‭ ‬غيرها‭ ‬نحن‭ (( ‬أمة‭ ‬الضاد‭ )) ‬وهل‭ ‬للضاد‭ ‬أنداد‭ ‬وأشباه‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬العربية‭ ‬؟‭ ‬ألا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬بهذا‭ ‬؟‭ ‬البعض‭ ‬حولي‭ ‬في‭ ‬ملتقى‭ ‬للشباب‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬الأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬يتحدثون‭ ‬الفرنسية‭ ‬بطلاقة‭ ‬ومنهم‭ ‬الملون‭ ‬لن‭ ‬تتوقع‭ ‬من‭ ‬سحنته‭ ‬مع‭ ‬لسانه‭ ‬المعوج‭ ‬هذا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بلاد‭ ‬العرب‭ ‬ويتبجحون‭ ‬بينما‭ ‬المغتبط‭ ‬بهم‭ ‬ولهم‭ ‬يبارك‭ ‬شباباً‭ ‬وعوا‭ ‬حديث‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ( ‬من‭ ‬علم‭ ‬لغة‭ ‬قوم‭ ‬أمن‭ ‬شرهم‭ ) ‬وعلى‭ ‬ذات‭ ‬المنوال‭ ‬المحزن‭ ‬من‭ ‬طمس‭ ‬كينونتهم‭ ‬الأصلية‭ ‬فطغت‭ ‬على‭ ‬لسانهم‭ ‬لهجة‭ ‬عامية‭ ‬كما‭ ‬لغة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬لغة‭ ‬أهل‭ ‬الجنة‭ ‬من‭ ‬يخرجون‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬المسلسلات‭ ‬أو‭ ‬نصادفهم‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬عامة‭ ‬حتى‭ ‬دور‭ ‬الثقافة‭ ‬والعلوم‭ ‬ومواطن‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭ ‬الأصيل‭ ( ‬يفترض‭ ) ‬نجد‭ ‬الإنجليزية‭ ‬تأكل‭ ‬نصف‭ ‬الجملة‭ ‬الترحيبية‭ ‬أو‭ ‬يظل‭ ‬واقفاً‭ ‬لتسعفه‭ ‬بمعنى‭ ‬ماقاله‭ ‬باللاتينية‭ ‬مرادفه‭ ‬بالعربية‭ ‬أو‭ ‬بلهجته‭ ‬ليتم‭ ‬التفاهم‭ ‬بينكما‭ .. ‬يا‭ ‬الله‭ ‬أنت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬عربية‭ ‬وتتحدث‭ ‬مع‭ ‬عربي‭ ‬مثلك‭ ‬لماذا‭ ‬تستورد‭ ‬لغة‭ ‬لا‭ ‬تشبهكما‭ ‬؟‭!!!! ‬إنه‭ ‬العجب‭ ‬العجاب‭ ‬،فندرك‭ ‬أنهم‭ ‬ماتعلموها‭ ‬ليؤمنوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬وأوطانهم‭ ‬بل‭ ‬ليتباهوا‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬لديهم‭ ‬مهارات‭ ‬صعبة‭ ‬تمكنوا‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬ساقتها‭ ‬لهم‭ ‬الأقدار‭ ‬كما‭ ‬ساقت‭ ‬لبلاد‭ ‬العرب‭ ‬الاستعمار‭ ‬فكان‭ ‬استدماراً‭ ‬للهوية‭ ‬من‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العرب‭ ‬المنساقة،‭ ‬والأدهى‭ ‬والأمر‭ ‬استلاباً‭ ‬لألسنة‭ ‬كانت‭ ‬لتنطق‭ ‬العربية‭ ‬بطلاقة‭ ‬لولا‭ ‬انبهاراً‭ ‬خفياً‭ ‬في‭ ‬الأنفس‭ ‬الضعيفة‭ ‬بلغة‭ ‬الآخر‭ ‬كما‭ ‬كل‭ ‬حياة‭ ‬الآخر‭ ‬السطحية‭ ‬القشرية‭ ‬فقط‭ ‬تبهر‭ ‬العربي‭ ‬فلا‭ ‬ينتقي‭ ‬مايفيده‭ ‬ويغربل‭ ‬مايتناسب‭ ‬وبيئته‭ ‬ومنطق‭ ‬عيشه‭ .. ‬الأمر‭ ‬حينما‭ ‬وصل‭ ‬للمهنية‭ ‬أزعجني‭ ‬فكان‭ ‬لزاماً‭ ‬استطراداً‭ ‬لدور‭ ‬ثنائي‭ ‬ألعبه‭ ‬متصورة‭ ‬أنني‭ ‬ممتلكة‭ ‬لأدواتي‭ ‬في‭ ‬كليهما‭ ‬الإذاعي‭ ‬والكتابة‭ ‬الأدبية‭ .. ‬لزاماً‭ ‬أرفع‭ ‬لوحة‭ ‬توقف‭ ‬ثانية‭ ‬خطر‭ ‬وثالثة‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬؟‭ ‬ورابعة‭ ‬لماذا‭ ‬؟‭ ‬وماذا‭ ‬ينقص‭ ‬لغتنا‭ ‬ليتعالى‭ ‬إعلامي‭ ‬شاب‭ ‬صغير‭ ‬على‭ ‬لسانه‭ ‬الأم‭ ‬إما‭ ‬إغراقاً‭ ‬في‭ ‬لهجة‭ ‬الشارع‭ ‬القحة‭ ‬الخالية‭ ‬أحياناً‭ ‬من‭ ‬الذوق‭ ‬الرفيع‭ ‬للحديث‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬إعلامية‭ ‬دورها‭ ‬توعوي‭ ‬ورسالتها‭ ‬ارتقائية‭ ‬ثقافية‭ ‬مع‭ ‬الإخبار‭ ‬والإعلان‭ ‬والتواصل‭ ‬الحياتي‭ .. ‬وهذا‭ ‬المتداول‭ ‬حداثة‭ ‬أو‭ ‬تفاهة‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬؟‭ ‬استصغاراً‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬أنفسهم‭ ‬وأمتهم‭ ‬ولغتهم‭ ‬وإن‭ ‬غاليت‭ ‬سأقول‭ ‬استصغاراً‭ ‬لدينهم‭ ‬ولكتابهم‭ ‬الذي‭ ‬نزل‭ ‬على‭ ‬نبي‭ ‬الأمة‭ ‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭ ‬بلسان‭ ‬عربي‭ ‬مبين‭ ‬ولو‭ ‬يدركون‭ ‬معنى‭ ‬مبين‭ ‬لما‭ ‬تركوها‭ ‬لغيرها‭ .. ‬وإن‭ ‬قيل‭ ‬عني‭ ‬ماتزال‭ ‬تعيش‭ ‬بحس‭ ‬المؤامرة‭ .. ‬سأقول‭ ‬نعم‭ ‬أنا‭ ‬كذلك‭ ‬أستشعر‭ ‬الخطر‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬ودينها‭ ‬ورسالتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬المنساقين‭ ‬المنبهرين‭ ‬بثقافات‭ ‬غيرهم‭ ‬فلم‭ ‬يصبحوا‭ ‬هم‭ ‬ولم‭ ‬يكونوا‭ ‬كغيرهم‭ ‬بل‭ ‬أصبحوا‭ ‬وسيظلون‭ ‬هكذا‭ ‬مسوخاً‭ ‬غير‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬لاهثين‭ ‬وراء‭ ‬سراب‭ ‬وليسوا‭ ‬هم‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬تعنيني‭ ‬فخيارك‭ ‬لذاتك‭ ‬ولشخصك‭ .. ‬الخوف‭ ‬كل‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬تفشي‭ ‬مرض‭ ‬الألسن‭ ‬المعوجة‭ ‬أكثر‭ ‬وأكثر‭ ‬في‭ ‬الجيل‭ ‬القادم‭ ‬لأن‭ ‬المعلمات‭ ‬والمعلمين،لأن‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬الجدد‭ ‬هكذا‭ ‬تبلورت‭ ‬أفكارهم‭ ‬ناحية‭  ‬الآخر‭ ‬الغريب‭ ‬عنّا‭ ‬شكلاً‭ ‬ومضموناً‭ ‬ولغة‭ ‬والمصيبة‭ ‬بدأت‭ ‬باعوجاج‭ ‬الألسن‭ ‬فأضحت‭ ‬في‭ ‬اعوجاج‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬وتدني‭ ‬الأخلاق‭ .‬

شاهد أيضاً

عندمـا يبتسـم القلـم !

» محبوبة خليفة  يحدث‭ ‬هذا‭ ‬كثيراً‭ ‬وأحياناً‭ ‬يعجبُ‭  ‬من‭ ‬يقرأُ‭ ‬لي‭ ‬،‭ ‬فالسيدة‭ ‬التي‭ ‬تكتب‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *