» أشراف : منى أبو عزة
قصتنا هذه المرة لسيدة مسنة عمرها يناهز السبعين عاماً طلبت الاستشارة هي وفتاة صغيرة في السن ومنذ أن جلست بدت عليها علامات الغضب والسخط وأصبحت تتحدث عن أن الدنيا ليست بخير وأن لا أمان في أحد وعلى حد قولها «حتى عيل كبدك» سألتها ما بك يا أمي ؟من أغضبك ؟قالت ابني يا أستاذة أتعبني في تربيته كان عاقًا لي ولوالده الذي أصابته جلطة دماغية أودت بحياته بسبب عناده ،ها هو الآن سيقضي عليّ وعلى أخته .. وبدأت تسرد قصتها بأنها تعاني من هذا الابن العاق منذ طفولته ولأنه وحيدها أفرطت في تدليله وأعطته كل شيء حتى سلطة القرار في المنزل عليها وعلى أخواته .. إلى أن جاء اليوم الذي مرض فيه والده بسبب الضغط وأصبح طريح الفراش وأصبح هو المتحكم في كل شيء يمارس علينا في عنفه المعهود فتارة يضرب أخواته وتارة يصرخ في وجهي حتى إنه دفعني أكثر من مرة وسقطت على الأرض ..
يسرق أموالي وكل شيء .. وعندما كان والده على فراش الموت استخدم أصبعه وبصمه على تنازل على المنزل له بيع وشراء .. بذلك تسقط حقوقنا جميعاً أنا وأخته لأن باقي أخواته متزوجات وحرمهن من زيارة بيتنا بسبب مشاكل مع أزواجهم .. وبعد الوفاة فوجئنا بهذا الإجراء .. وأصبح يهددنا كل يوم بالطرد من المنزل ويحملنا ما لا يمكن تحمله ..
يأخذ من أخته كامل مرتبها بحجة أنه سيصرف على البيت ويشاركنى في راتبي الضماني الذي تركه والده رحمه الله .. أنا كرهته وغضبت عليه وأصبحت أدعو الله ليل نهار أن يقبض روحه لأنه انسان ضار لنفسه ولكل من حوله ..
السيدة واضح أنها متعبة ومريضة ولا تكاد تمشي .. آلمني مصير هذا الشاب وماسيحدث له في حياته جراء ما يفعل .. سألتها لماذا لم يتزوج وخصوصاً أن عمره لا بأس به ؟.. قالت إنه مدمن على «الحشيش» ولا أعتقد أنه أهل للزواج .. تقول الأم حاولت تزويجه ابنة أختى ولكنه أفسد علاقته بها بطبعه العنيف واللاأخلاقي ..تبحث الأم عن مخرج لهذه المشكلة التي نراها تتكرر كل يوم .
الحل : للأمانة لم أخفها بأنها هي من كانت أحد أكبر الأسباب فيما هو عليه الآن لأنه لم يتعلم القيم التربوية الصحيحة بسبب الافراط في دلاله .. ولكن الآن هي تحتاج إلى حل اجتماعي وقانوني ..
بالنسبة للاجتماعي نصحتها بأن تستعين بشخص كبير في العائلة ليساعدها في نصحه وتقويم سلوكه أو حتى أكثر من شخص إن كان مازال يحترم أحداً .. وأن تحيل موضوع البيت إلى إحدى المحاميات للنظر في الرأي القانوني .. لو لم ينفع موضوع النصح باللين وبما يرضي الله عليها التوجه إلى إحدى الجهات الأمنية التي من اختصاصها إعادة تأهيل مدمني المسكرات ومذهبات العقول لمساعدته في التعافي والرجوع لعقله وإصلاح ما يمكن إصلاحه من حياته واسترجاع علاقته بأمه واسترداد حصة والدته وأخواته من الميراث وأخيراً طلبت منها أن تدعو له من كل قلبها وأن تستخدم الحوار اللين الهين معه لعله يحن قلبه ويمتثل .. الله سبحانه مجيب الدعوات لعل دعوة من والدته في ظهر الغيب يهديه بها الله.