الرئيسية / الرئيسية / الإعلام يحتاج لضخ الميزانيات المستمر لينجح في كسب ثقة متابعيه

الإعلام يحتاج لضخ الميزانيات المستمر لينجح في كسب ثقة متابعيه

الإعلام‭ ‬يحتاج‭ ‬لضخ‭ ‬الميزانيات‭ ‬المستمر‭ ‬لينجح‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬ثقة‭ ‬متابعي

عواطف‭ ‬الطشاني‭ :‬

» حاورتها : ربيعة  أبوالقاسم 

» تصوير :إيمان بن عامر 

‭ ‬درست‭ ‬الابتدائية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الجلاء‭ ‬بناصية‭ ‬شارع‭ ‬ميزران‭ ‬ثم‭ ‬الإعدادية‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الجلاء‭ ‬الواقعة‭ ‬وسط‭ ‬الشارع‭ ‬نفسه‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬طرابلس‭ ‬الثانوية‭ ‬للبنات‭ ‬درست‭ ‬الثانوية،‭ ‬وفي‭ ‬جامعة‭ ‬طرابلس‭ ‬أصبحت‭ ‬طالبة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬القانون،‭ ‬وتعددت‭ ‬وظائفها‭ ‬وتنوعت‭ ‬كما‭ ‬يتنوع‭ ‬حضورها‭ ‬و‭ ‬شخصيتها‭ ‬،‭ ‬فهي‭ ‬تمتلك‭ ‬ابتسامة‭ ‬الطفولة،‭ ‬وحنان‭ ‬الأمومة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬مطرقة‭ ‬القضاء،‭ ‬وقوة‭ ‬الكلمات‭ ‬حين‭ ‬ترتدي‭ ‬الرداء‭ ‬الأسود،‭ ‬وفي‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسات‭ ‬لها‭ ‬حضور‭ ‬تفاعلي‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬موظفيها‭ .. ‬عواطف‭ ‬الطشاني‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬اللقاء‭ ‬سألتها‭ ‬بأي‭ ‬الصفات‭ ‬تفضلين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بداية‭ ‬الحديث‭ ‬إجابة‭ ‬دون‭ ‬تفكير‭ ‬الأم‭ ‬و‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬هذا‭..     ‬‭

أشعر بالارتياح النفسي المطلق 

بين جدران بيتي الدافيء

ماذا‭ ‬تعني‭ ‬الأمومة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليك؟

أفتخر‭ ‬بكوني‭ ‬أم،‭ ‬فالأمومة‭ ‬هبة‭ ‬منحها‭ ‬الله‭ ‬للمرأة‭ ‬وحدها،‭ ‬و‭ ‬لايمكن‭ ‬أن‭ ‬ينافسها‭ ‬عليها‭ ‬الرجل،‭ ‬وهي‭ ‬الأقدر‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬أسرة‭ ‬متزنة‭ ‬وتأهيل‭ ‬أطفالها‭ ‬ليكونوا‭ ‬نافعين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بتوفيق‭ ‬إلهي‭ ‬محض،‭ ‬لذا‭ ‬أجد‭ ‬نفسي‭ ‬دائماً‭ ‬أبذل‭ ‬قصارى‭ ‬جهدي‭ ‬ليكون‭ ‬أطفالي‭ ‬محور‭ ‬حياتي‭ ‬و‭ ‬اهتمامي‭ ‬الأول‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬تأتي‭ ‬وظيفتي‭ ‬و‭ ‬دوري‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬يعتقد‭ ‬أني‭ ‬شغوفة‭ ‬بالعمل‭ ‬بينما‭ ‬الحقيقة‭ ‬أنا‭ ‬إنسانة‭ ‬‮«‬بيتوتية‮»‬،‭ ‬بيتي‭ ‬مملكتي‭ ‬الخاصة‭ ‬وأشعر‭ ‬بالارتياح‭ ‬النفسي‭ ‬المطلق‭ ‬عندما‭ ‬يحضنني‭ ‬أطفالي‭ ‬و‭ ‬جدران‭ ‬بيتي‭ ‬الدافيء،‭ ‬فأنسى‭ ‬المكاسب‭ ‬و‭ ‬الشهائد‭ ‬و‭ ‬الأوسمة‭ ‬والتكريم‭ ‬و‭ ‬الوجاهة،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يتبخر‭ ‬و‭ ‬أنا‭ ‬أستمع‭ ‬لأطفالي‭ ‬و‭ ‬هم‭ ‬يحكون‭ ‬لي‭ ‬أحداث‭ ‬يومهم‭ ‬،‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬اليومية‭ ‬المتكررة‭  ‬تساوي‭ ‬الدنيا‭ ‬عندي‭ ‬و‭ ‬لو‭ ‬الخيار‭ ‬بيدي‭ ‬لاخترت‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬أم‭ ‬ثم‭ ‬أم‭ ‬ثم‭ ‬أم‭ ‬و‭ ‬لكنها‭ ‬الاقدار‭ ‬والمشيئة‭ ‬الإلهية‭ .‬

لماذا‭ ‬اعترضت‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬ابنتك‭ (‬الاء‭) ‬كلية‭ ‬القانون‭ ‬؟

هي‭ ‬عاطفة‭ ‬الأم‭ ‬من‭ ‬أشفقت‭ ‬عليها‭ ‬و‭ ‬اعترضت‭ ‬بهدوء،‭ ‬وما‭ ‬اعتراضي‭ ‬إلّا‭ ‬بحكم‭ ‬تجربتي،‭ ‬فهذا‭ ‬المجال‭ ‬صعب‭ ‬يحتاج‭ ‬خوض‭ ‬معارك‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬والوسط‭ ‬القضائي‭ ‬والتنازل‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬أمور‭ ‬ومباديء،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المعترك‭ ‬السياسي‭ ‬الأشد‭ ‬صعوبة‭ ‬و‭ ‬الخطورة‭ ‬،‭ ‬حاولت‭ ‬بكل‭ ‬لطف‭ ‬الأمومة‭ ‬إقناعها‭ ‬بأن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬فكرتها‭ ‬و‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬اقتنعت‭ ‬و‭ ‬قررت‭ ‬دخول‭ ‬طب‭ ‬الاسنان‭ ‬مع‭ ‬أختها‭ ‬وكان‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬تفوقت‭ ‬فيه‭ .‬

ما‭ ‬الغاية‭ ‬من‭ ‬اصرارك‭ ‬على‭ ‬وجودهما‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬واحدة؟

لأني‭ ‬أريدهما‭ ‬دوماً‭ ‬سنداً‭ ‬لبعضهما‭ ‬ليس‭ ‬كأختين‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬رفيقات‭ ‬و‭ ‬صديقات‭ ‬و‭ ‬زميلات‭ ‬تدرسان‭ ‬معا‭ ‬وتذهبان‭ ‬للكلية‭ ‬معا‭ ‬كتابهما‭ ‬واحد‭ ‬مدرجهما‭ ‬واحد‭ ‬ومنهجهما‭ ‬واحد،‭ ‬أريدهما‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬وعلى‭ ‬الطريق‭ ‬وداخل‭ ‬الجامعة‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬أريدهما‭ ‬مجرد‭ ‬شقيقتين‭ ‬تجمعهما‭ ‬غرفة‭ ‬نوم‭ ‬ذات‭ ‬سريرين‭ ‬و‭ ‬طاولة‭ ‬أكل‭ ‬والسلام،‭ ‬فالأخت‭ ‬سند‭ ‬للأخت‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬اختلطت‭ ‬فيه‭ ‬الأمور‭ ‬و‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬صديقة‭ ‬تكون‭ ‬رافداً‭ ‬قوياً‭ ‬و‭ ‬نقياً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلّا‭ ‬بالأخت‭ ‬الصديقة،‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬فعلاً‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬بين‭ ‬ابنتيّ،‭ ‬اليوم‭ ‬هما‭ ‬صديقتان‭ ‬وفيتان‭ ‬لبعضهما‭ ‬،‭ ‬أحيانا‭ ‬يتآمران‭ ‬معاً‭ ‬ضدي‭ ‬وأقبل‭ ‬بهذا‭ ‬التآمر‭ ‬و‭ ‬أسعد‭ ‬به‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬بقائهما‭ ‬معاً‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬مؤشر‭ ‬لتحقق‭ ‬ما‭ ‬أسعى‭ ‬إليه‭ ‬وأريده‭ .‬

أين‭ ‬يكمن‭ ‬تأثير‭ ‬دور‭ ‬أمك‭ ‬في‭ ‬حياتك‭ ‬؟‭  

أمي‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتي‭ ‬،‭ ‬بفضلها‭ ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬باليتم‭ ‬و‭ ‬الانكسار‭ ‬بفقدان‭ ‬والدي‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬وعمري‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬أمي‭ ‬احتوتنا‭ ‬أنا‭ ‬و‭ ‬إخوتي‭ ‬ال‭ (‬6‭) ‬وتحملت‭ ‬كل‭ ‬المسؤوليات‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬و‭ ‬رغم‭ ‬نظرتنا‭ ‬كبشر‭ ‬للايتام‭ ‬نظرة‭ ‬شفقة‭ ‬،‭ ‬إلّا‭ ‬إن‭ ‬لله‭ ‬كلمته‭ ‬فأينما‭ ‬يوجد‭ ‬اليتيم‭ ‬توجد‭ ‬الرعاية‭ ‬و‭ ‬الحضوة‭ ‬الإلهية،‭ ‬أمي‭ ‬كانت‭ ‬و‭ ‬مازالت‭ ‬مليئة‭ ‬بالعطاء‭ ‬أغدقت‭ ‬علينا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬من‭ ‬حنان،‭ ‬ومازالت‭ ‬أمي‭ ‬تجمعنا‭ ‬كإخوة‭ ‬متحابين‭ ‬متماسكين‭ ‬مهتمين‭ ‬ببعضنا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬انعكس‭ ‬على‭ ‬حياتي‭ ‬واتخذته‭ ‬منهجا‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬اطفالي‭ . 

دخلت‭ ‬كلية‭ ‬القانون‭ ‬دون‭ ‬رغبة‭ ‬و‭ ‬أكملت‭ ‬دراستك‭ ‬بشغف‭.. ‬لماذا‭ ‬؟

‭ ‬صحيح‭ ‬دخلت‭ ‬كلية‭ ‬القانون‭ ‬دون‭ ‬رغبة‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬أول‭ ‬سنة‭ ‬تغيرت‭ ‬فكرتي‭ ‬وتفاعلت‭ ‬مع‭ ‬المواد‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬دكاترتنا‮»‬‭ ‬الأجلاء‭ ‬كانوا‭ ‬بارعين‭ ‬في‭ ‬الطرح‭ ‬والشرح‭ ‬منهم‭ ‬الكوني‭ ‬عبودة،‭ ‬عبد‭ ‬الغني‭ ‬رويمض‭ ‬محمد‭ ‬باره‭ ‬فائزة‭ ‬الباشا‭ ‬ومحمد‭ ‬الحراري،‭ ‬كانوا‭ ‬فقهاء‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬ومحاضراتهم‭ ‬غزيرة‭ ‬بالمعلومات‭ ‬و‭ ‬طريقتهم‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬و‭ ‬الشرح‭ ‬سلسة‭ ‬و‭ ‬مشوقة‭ ‬لدرجة‭ ‬كنت‭ ‬أنتظر‭ ‬التخرج‭ ‬حتى‭ ‬أدخل‭ ‬أروقة‭ ‬المحاكم‭ ‬و‭ ‬أترافع‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬مستندة‭ ‬على‭ ‬معلوماتهم‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬خرجتنا‭ ‬مؤهلين‭  ‬للعمل‭ ‬كمستشارين‭ ‬قانونيين‭ ‬و‭ ‬محامين‭.‬

متى‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬مرافعة‭ ‬لك‭ ‬؟‭ ‬و‭ ‬كيف‭ ‬دخلت‭ ‬أروقة‭ ‬المحاكم‭ ‬؟

بعد‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬تخرجي‭ ‬وحصولي‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬قبولي‭ ‬في‭ ‬نقابة‭ ‬المحامين‭ ‬المفيد‭ ‬بأني‭ ‬محامية‭ ‬تحت‭ ‬التدريب،‭ ‬ومن‭ ‬فرحتي‭ ‬توجهت‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬الاستقلال‭ ‬و‭ ‬المقريف‭ ‬و‭ ‬دخلت‭ ‬مكتب‭ ‬المحامين‭ (‬سليمان‭ ‬الشماخي‭ ‬و‭ ‬بلقاسم‭ ‬ابوالهول‭) ‬استقبلني‭ ‬المحامي‭ (‬رستم‭ ‬قرادة‭) ‬لطلب‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬وعندما‭ ‬رأى‭ ‬قراري‭ ‬استغرب‭ ‬استعجالي،‭ ‬و‭ ‬وعد‭ ‬بتبليغ‭ ‬الأستاذين‭ ‬بطلبي‭ ‬فانصرفت،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الشارع‭ ‬قابلتني‭ ‬لافتة‭ ‬المحامي‭ (‬عبدالكريم‭ ‬نوري‭ ‬القرقني‭ ..‬محام‭ ‬لدى‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬والمحاكم‭ ‬الليبية‭)  ‬فطرقت‭ ‬بابه‭ ‬وعندما‭ ‬سألني‭ ‬الموظفون‭ ‬عن‭ ‬هويتي؟‭ ‬قلت‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬و‭ ‬جرأة‭ (‬المحامية‭ ‬عواطف‭ ‬الطشاني‭.. ‬أريد‭ ‬مقابلة‭ ‬السيد‭ ‬القرقني‭)  ‬فأذن‭ ‬لي‭ ‬بالدخول‭ ‬،‭ ‬حقيقة‭ ‬ذهلت‭ ‬برؤيته‭ ‬كان‭ ‬مهاب‭ ‬الشخصية‭ ‬وقورً،‭ ‬اشتغل‭ ‬وكيل‭ ‬نيابة‭ ‬و‭ ‬قاضياً‭ ‬ورئيس‭ ‬محكمة،‭ ‬تدرج‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬القضائي‭ ‬بكل‭ ‬مهنية،‭ ‬كان‭ ‬يكتب،‭ ‬توقف‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭ ‬و‭ ‬أشار‭ ‬لي‭ ‬بالجلوس،‭ ‬وطلب‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬بهويتي،‭ ‬وهذا‭ ‬أول‭ ‬درس‭ ‬تعلمته‭ ‬منه‭ ‬واتخذته‭ ‬منهجاً‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬وقال‭ (‬كل‭ ‬انسان‭ ‬مشروع‭ ‬مدع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يثبت‭ ‬صفته‭) .‬

كيف‭ ‬كان‭ ‬اللقاء‭ ‬المهيب‭ ‬كما‭ ‬وصفتيه؟

أخبرته‭ ‬بأني‭ ‬لم‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬كانت‭ ‬لحظات‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬مد‭ ‬لي‭ ‬قلماً‭ ‬و‭  ‬ورقات‭ ‬،‭ ‬وقال‭ ‬بصوت‭ ‬جهوري‭ ‬و‭ ‬رصين‭ ‬اكتبي‭ ‬ما‭ ‬أمليه‭ ‬عليك‭ ‬الآن‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بعد‭ ‬طباعتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سكرتيره‭ ‬وتصويب‭ ‬الأخطاء‭ ‬اعتمدها‭ ‬ونسخها‭ ‬من‭ ‬صورتين‭ ‬تسلمت‭ ‬الأصل‭ ‬و‭ ‬الصورة‭ ‬وختمتهما‭ ‬بختم‭ ‬مكتبه‭ ‬،‭ ‬وضع‭ ‬كل‭ ‬المستندات‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬القضية‭ ‬المدنية‭ ‬ضد‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬لصاحبها‭ (‬أحمد‭ ‬النايض‭) ‬تعويض‭ ‬عن‭ ‬عقار،‭ ‬وسلمني‭ ‬إياه‭ ‬و‭ ‬امرني‭ ‬بالاطلاع‭ ‬عليه‭ ‬كاملاً‭ ‬مع‭ ‬حفظ‭ ‬اسم‭ ‬الموكل‭ ‬و‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬نقاط‭ ‬قوة‭ ‬المستندات‭ ‬الداعمة‭ ‬للدعوى،‭ ‬و‭ ‬أخذ‭ ‬ورقة‭ ‬كتب‭ ‬فيها‭ ‬و‭ ‬ختمها‭ ‬و‭ ‬سلمني‭ ‬إياها‭ ‬عندما‭ ‬اطلعت‭ ‬عليها‭ ‬وجدت‭ (‬تفويض‭ ‬من‭ ‬المحامي‭ ‬الأصيل‭ (‬عبدالكريم‭ ‬القرقني‭ ‬للزميلة‭ ‬المحامية‭ ‬عواطف‭ ‬الطشاني‭ ‬بحضور‭ ‬الجلسة‭) ‬تفاجأت‭ ‬واختلطت‭ ‬مشاعر‭ ‬الفرح‭ ‬بالرهبة‭ ‬لأن‭ ‬الجلسة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬مباشرة‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬مكان‭ ‬المحكمة‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬كيفية‭ ‬الدخول‭ ‬ولا‭ ‬توقيت‭ ‬الجلسة،‭ ‬وكأنه‭ ‬قرأ‭ ‬الحيرة‭ ‬على‭ ‬ملامحي‭ ‬فأجاب‭ ‬على‭ ‬حيرتي‭ ‬وشجعني‭ ‬بكلمات‭ ‬كانت‭ ‬و‭ ‬مازالت‭ ‬سندي‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬مشابهة‭ ‬في‭ ‬حياتي،‭ ‬و‭ ‬أيقنت‭ ‬أن‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬والكلام‭ ‬الواضح‭ ‬و‭ ‬المحدد‭ ‬و‭ ‬الموزون‭ ‬أهم‭ ‬أسس‭ ‬النجاح‭ ‬،‭ ‬وكالعادة‭ ‬هرعت‭ ‬لأمي‭ ‬التي‭ ‬شجعتني‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬خذلان‭ ‬ثقة‭ ‬الأستاذ،‭ ‬و‭ ‬بقيت‭ ‬طوال‭ ‬الليل‭ ‬أحفظ‭ ‬و‭ ‬كأني‭ ‬امام‭ ‬القاضي‭ ‬وفي‭ ‬الصباح‭ ‬توجهت‭ ‬للمحكمة،‭ ‬وكلما‭ ‬ذكرت‭ ‬اسم‭ ‬أستاذي‭ (‬القرقني‭) ‬أجد‭ ‬الترحيب‭ ‬و‭ ‬التقدير،‭ ‬و‭ ‬ترافعت‭ ‬أمام‭ ‬القاضي‭ ‬وقدمت‭ ‬دفوعي‭ ‬و‭ ‬طلبت‭ ‬حجز‭ ‬الجلسة‭ ‬للحكم‭ ‬،‭ ‬وعندما‭  ‬أمر‭ ‬القاضي‭ ‬كاتب‭ ‬الجلسة‭ ‬اُكتب‭ (‬حضرت‭ ‬الأستاذة‭ ‬المحامية‭ ‬عواطف‭ ‬الطشاني‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬المحامي‭ ‬عبدالكريم‭ ‬القرقني‭) ‬امتلكني‭ ‬شعور‭ ‬لم‭ ‬أعرف‭ ‬كيف‭ ‬أصفه‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬و‭ ‬لحظة‭ ‬الانصراف‭  ‬وجدت‭ ‬أستاذي‭ ‬ورائي‭ ‬وما‭ ‬حضوره‭ ‬إلّا‭ ‬لدعمي،‭ ‬كان‭ ‬راضياً‭ ‬بما‭ ‬قدمته‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬‮«‬قبولك‭ ‬محامية‭ ‬في‭ ‬مكتبي‭ ‬يعني‭ ‬التبني‭ ‬الكامل‭ ‬لك‮»‬‭ ‬منه‭ ‬عرفني‭ ‬الكثيرون‭ ‬و‭ ‬صنفوني‭ ‬محامية‭ ‬تخرجت‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬القانون‭ ‬والتعامل‭ ‬الإنساني‭ ‬اللبق‭ ‬مدرسة‭ ‬‭(‬عبدالكريم‭ ‬القرقني‭) ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يترافع‭ ‬في‭  ‬قضايا‭ ‬مشبوهة،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬المقابل‭ ‬مجزياً،‭ ‬ولا‭ ‬يتسلم‭ ‬أتعابه‭ ‬أو‭ ‬ملف‭ ‬قضية‭ ‬خارج‭ ‬مكتبه‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬مرجعيتي‭ ‬في‭ ‬الاستشارات‭ ‬القانونية‭  ‬استعنت‭ ‬به‭ ‬عندما‭ ‬دخلت‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وتأهلت‭ ‬لأكون‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الثقافية،‭ ‬كان‭ ‬ينصحني‭ ‬بالتريث‭ ‬وعدم‭ ‬قول‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬لتقديم‭ ‬استشارة‭ ‬صحيحة‭ ‬و‭ ‬مثمرة،‭ ‬كان‭ ‬يردد‭ ‬على‭ ‬مسامعي‭ (‬قبل‭ ‬اعداد‭ ‬صحيفة‭ ‬الدعوي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬أتخيل‭ ‬نفسي‭ ‬بجناح‭ ‬الحجة‭ ‬و‭ ‬الأسندة‭ ‬القانونية‭ ‬و‭ ‬جناح‭ ‬الاستعطاف‭ ‬والإنسانية،‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المذكرة‭ ‬ممزوجة‭ ‬ببصمتي‭ ‬و‭ ‬مفرداتي‭ ‬الخاصة‭ ‬لأني‭ ‬سأحيلها‭ ‬لكائن‭ ‬له‭ ‬روح‭ ‬

إذا‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬الثقافة‭ ‬و‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬دخولك‭ ‬إليهما‭ ‬؟‭ 

دخلت‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬صديقتي‭(‬حليمة‭ ‬الزروق‭) ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬كنت‭ ‬وكيلتها‭ ‬في‭ ‬قضية‭ (‬إرث‭) ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬الحكم‭ ‬لصالحها‭ ‬،‭ ‬ذاك‭ ‬المجمع‭ ‬رفيع‭ ‬الطراز‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعلم‭ ‬بوجوده‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬اطلاقا،‭ ‬كان‭ ‬يترأسه‭ ‬حينها‭ ‬الدكتورالقامة‭ (‬علي‭ ‬فهمي‭ ‬خشيم‭) ‬ولأني‭ ‬من‭ ‬عشاق‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬قدمت‭ ‬طلب‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬للمدير‭ ‬الإداري‭ ‬الدكتور‭(‬الفتحلي‭) ‬،‭ ‬وبعد‭ ‬أسبوع‭ ‬أصدر‭ ‬لي‭ ‬الدكتور‭(‬خشيم‭) ‬قرار‭ ‬متعاون‭ ‬كمستشارة‭ ‬قانونية‭ ‬في‭ ‬المجمع‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬فتحت‭ ‬أمامي‭ ‬أبواب‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬أغلب‭ ‬الجهات‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬حينها‭ ‬التي‭ ‬طالب‭ ‬أمينها‭(‬المهدي‭ ‬امبيرش‭) ‬انتقالي‭ ‬للعمل‭ ‬معهم‭  ‬بعد‭ ‬قراءته‭ ‬و‭ ‬إعجابه‭ ‬بصياغة‭ ‬مذكرة‭ ‬قانونية‭ ‬باسم‭ ‬المجمع‭ ‬للثقافة‭ ‬،‭ ‬لكني‭ ‬رفضت‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬أعشقه‭ ‬تعرفت‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬على‭ ‬أدباء‭ ‬وقامات‭ ‬و‭ ‬مدارس‭ ‬ليبية‭ ‬منها‭ ‬علي‭ ‬مصطفى‭ ‬المصراتي،‭ ‬محمد‭ ‬وريث‭ ‬و‭ ‬عمار‭ ‬جحيدر‭ ‬وعلي‭ ‬الصادق‭ ‬حسنين‭ ‬و‭ ‬غيرهم‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بقيت‭ ‬في‭ ‬المجمع‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬الثقافة‭ ‬و‭ ‬مركز‭ ‬بحوث‭ ‬ودراسات‭ ‬الموسيقا‭ ‬العربية‭ ‬برئاسة‭ ‬الموسيقار‭ ‬حسن‭ ‬عريبي‭ ‬3‭ ‬محطات‭ ‬ثقافية‭ ‬كنت‭ ‬مستشارها‭ ‬القانوني،‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬وقع‭ ‬جميل‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬و‭ ‬مخزون‭ ‬مفرداتي‭.‬

دخلت‭ ‬المؤسسة‭ ‬العامة‭ ‬للصحافة‭ ‬كقانونية‭ ‬و‭ ‬إعلامية؟‭ ‬

لم‭ ‬أدخل‭ ‬الوسط‭ ‬الإعلامي‭ ‬كاعلامية،‭ ‬بل‭ ‬كمستشار‭ ‬قانوني‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬الصحافة،‭ ‬و‭ ‬صحيفة‭ ‬مال‭ ‬و‭ ‬اعمال‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ ‬فتحي‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬وتقربت‭ ‬من‭ ‬الإعلاميين‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬امانة‭ ‬شؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬بمؤتمر‭ ‬الشعب‭ ‬العام‭ ‬قبل‭ ‬ثورة‭ ‬فبراير‭ ‬بسنتين‭ ‬كنت‭ ‬مستشار‭ ‬قانونياً‭ ‬و‭ ‬مهتمة‭ ‬بملف‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭  ‬ومنها‭ ‬حدثت‭ ‬لي‭ ‬نقلة‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬الثقافة‭ ‬و‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬وحصرت‭ ‬تركيزي‭ ‬علي‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬ثورة‭ ‬فبراير2011‭ ‬و‭ ‬شاركت‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭.‬

كيف‭ ‬جاء‭ ‬منصب‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة؟

دوري‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬اكتسبته‭ ‬من‭ ‬خبرة‭ ‬قانونية‭ ‬و‭ ‬مجتمعية‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬وراء‭ ‬ترشيحي‭ ‬لمنصب‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ (‬زيدان‭)‬،‭ ‬وفيها‭ ‬أسست‭ ‬مركز‭ ‬دعم‭ ‬وتأسيس‭ ‬وتنظيم‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وكان‭ ‬نواة‭ ‬لمفوضية‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬و‭ ‬شكّلت‭ ‬لجنة‭ ‬برئاسة‭ ‬الأستاذة‭ ‬عزة‭ ‬المقهور،‭ ‬و‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬قانوني‭ ‬بالخصوص،‭ ‬نال‭ ‬موافقة‭ ‬كل‭ ‬الوزراء‭ ‬و‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬حينها‭ ‬و‭ ‬اعتبرت‭ ‬تلك‭ ‬الموافقة‭ ‬إنجازا‭ ‬كبيرا‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬ملامح‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬التي‭ ‬نطمح‭ ‬إليها‭ .‬

لماذا‭  ‬قدمت‭ ‬استقالتك‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬علي‭ ‬زيدان‭ ‬؟

بسبب‭ ‬خلاف‭ ‬بيني‭ ‬و‭ ‬بين‭ ‬الوزير‭(‬الحبيب‭ ‬الأمين‭) ‬وكنت‭ ‬مصرة‭ ‬على‭ ‬الاستقالة‭ ‬رغم‭ ‬رفض‭ ‬الرئيس‭ ‬لها،‭ ‬و‭ ‬أوضحت‭ ‬أسبابي‭ ‬الصحية‭ ‬و‭ ‬رغبتي‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬دراستي‭ ‬العليا،‭ ‬وعدت‭ ‬لمدرج‭ ‬جامعة‭ ‬طرابلس‭ ‬و‭ ‬دخلت‭ ‬الامتحانات‭ ‬النهائية‭ ‬و‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تصفية‭ ‬كل‭ ‬المواد‭ ‬و‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬إلّا‭ ‬إعداد‭ ‬الرسالة‭ ‬و‭ ‬أهداف‭ ‬الماجستير،‭ ‬وعدت‭ ‬للعمل‭  ‬كمستشارة‭ ‬قانونية‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬المستشار‭ ‬صلاح‭ ‬المرغني،‭ ‬و‭ ‬عضو‭ ‬قانوني‭ ‬في‭ ‬لجنة‭ ‬تابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬النفط‭ ‬لإعداد‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬بمؤسسة‭ ‬تنقب‭ ‬عن‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬بنغازي‭ ‬وكان‭ ‬مشروعاً‭ ‬وطنياً‭ ‬كبيرا‭ ‬حسب‭ ‬اعتقادي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جاءت‭ ‬حكومة‭ ‬الوفاق‭ ‬الوطني‭ ‬اشتغلت‭ ‬مستشارة‭ ‬قانونية‭ ‬و‭ ‬إعلامياً‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬المستشار‭ ‬الإعلامي‭ ‬للرئيس‭ ‬الأستاذ‭ (‬حسن‭ ‬الهوني‭) ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬أُنكر‭ ‬دعمه‭ ‬الكبير‭ ‬لي،‭ ‬و‭ ‬توليت‭ ‬إدارة‭ ‬مكتب‭ ‬اللجان‭ ‬الوزارية‭ ‬كذلك‭.‬

كيف‭ ‬كان‭ ‬تكليفك‭ ‬برئاسة‭ ‬‮«‬قناة‭ ‬الوطنية»؟‭ ‬وما‭ ‬دور‭ ‬وزيرالاتصال‭ ‬الحكومي‭(‬وليد‭ ‬اللافي‭) ‬فيها؟

تكليفي‭ ‬بمنصب‭ ‬مديرعام‭ ‬شبكة‭ ‬قناة‭ ‬و‭ ‬راديو‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬يعتبر‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيرا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬لكوني‭ ‬لم‭ ‬أشتغل‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬القناة‭ ‬من‭ ‬تعثرات‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬في‭ ‬الكوادر‭ ‬والمبني،‭ ‬و‭ ‬لكن‭ ‬الوزير‭ (‬وليد‭ ‬اللافي‭) ‬صاحب‭ ‬الخبرة‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬عدة‭ ‬قنوات‭ ‬واطلاقها‭ ‬قال‭ ‬بأنه‭ ‬سيكون‭ ‬سنداً‭ ‬لي‭ ‬ومعي‭ ‬خطوة‭ ‬بخطوة‭ ‬و‭ ‬لن‭ ‬يبخل‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬المشورة‭ ‬المناسبة‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الفني‭ ‬و‭ ‬الاستشاري‭ ‬أما‭ ‬الإداري‭ ‬و‭ ‬القانوني‭ ‬فهو‭ ‬مسؤوليتي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬هاهي‭ ‬اليوم‭ ‬قناة‭ ‬الوطنية‭ ‬و‭ ‬مكوناتها‭ ‬و‭ ‬كوادرها‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬حلة‭ ‬جديدة‭ ‬متطورة‭ ‬تنال‭ ‬استحسان‭ ‬متابعيها‭.‬

‭ ‬ماذا‭ ‬تضمنت‭ ‬خطة‭ ‬تطوير‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتيها؟

هي‭ ‬خطة‭ ‬كاملة‭ ‬لتطوير‭ ‬الإعلام‭ ‬و‭ ‬قناة‭ ‬الوطنية‭ ‬وضعتها‭ ‬لجنة‭ ‬فنية‭ ‬برئاسة‭ ‬الأستاذ‭ (‬عبدالرزاق‭ ‬الداهش‭) ‬لم‭ ‬تشجع‭ ‬الإدارة‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬تنفيذها،‭ ‬و‭ ‬تسلمتها‭ ‬و‭ ‬اعتمدتها‭ ‬كمديرة‭ ‬عام‭ ‬للقناة‭ ‬و‭ ‬بدأنا‭ ‬في‭ ‬اطلاق‭ ‬البرنامج‭ ‬التطويري‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬5‭ ‬مشاريع‭ ‬تنموية‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬تطوير‭ ‬المحتوى‭ ‬الإعلامي‭ ‬و‭ ‬الصحافي،‭ ‬و‭ ‬تدريب‭ ‬الكوادر‭ ‬الإعلامية،‭ ‬وتطوير‭ ‬الاستوديوهات‭ ‬و‭ ‬إدخال‭ ‬التقنية‭ ‬و‭ ‬كان‭ ‬اهتمامنا‭ ‬الكبير‭ ‬و‭ ‬المستمر‭ ‬هو‭ ‬التدريب‭ ‬ثم‭ ‬التدريب‭ ‬ثم‭ ‬التدريب،‭ ‬لنواكب‭ ‬كل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تغول‭ ‬فيه‭ ‬الإعلام‭ ‬الخاص‭ .‬

‭ ‬ما‭ ‬العائق‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬تحدياً‭ ‬لك‭ ‬اليوم‭ ‬؟

تطوير‭ ‬وتكوين‭ ‬الكوادر‭ ‬الوظيفية‭ ‬والصحافية‭ ‬كذلك‭ ‬التكدس‭ ‬الوظيفي‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المؤهلين‭ ‬وغيرالمتخصصين‭ ‬و‭ ‬تقطع‭ ‬الميزانية،‭ ‬فالإعلام‭ ‬يحتاج‭ ‬لضخ‭ ‬الميزانيات‭ ‬باستمرار‭ ‬لينجح‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬ثقة‭ ‬متابعيه،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬فكرنا‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬بدائل‭ ‬توفر‭ ‬موارد‭ ‬مالية‭ ‬تساعدنا‭ ‬على‭ ‬الاستمرار،‭ ‬رغم‭ ‬أني‭  ‬امرأة‭ ‬تقود‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬ذات‭ ‬3700‭ ‬موظف‭ ‬أغلبهم‭ ‬رجال‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬صعوبة‭ ‬فيه،‭ ‬بل‭ ‬أعمل‭ ‬بجدية‭ ‬و‭ ‬قراراتي‭ ‬الإدارية‭ ‬حاسمة‭ ‬و‭ ‬جريئة‭ ‬و‭ ‬واثقة‭ ‬من‭ ‬نفسي‭ ‬لإيماني‭ ‬بأن‭ ‬المرتعش‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬،‭ ‬ولأن‭ ‬للتلفزيون‭ ‬تفاصيل‭ ‬و‭ ‬المرأة‭ ‬تهمها‭ ‬جداً‭ ‬تفاصيل‭ ‬التفاصيل،‭ ‬و‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬ترك‭ ‬بصمتي‭ ‬في‭ ‬قناة‭ ‬الوطنية‭ ‬قبل‭ ‬مغادرتها‭  . 

شاهد أيضاً

ابني بصَّم والده على أوراق ملكية بيتنا وهو على فراش الموت !!

    » أشراف : منى أبو عزة  قصتنا‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬لسيدة‭ ‬مسنة‭ ‬عمرها‭ ‬يناهز‭ ‬السبعين‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *