الرئيسية / الرئيسية / الشهادة الإعدادية المنافسة على الفشخرة(النجاح بالدف و الاحتفال بالدفوف)

الشهادة الإعدادية المنافسة على الفشخرة(النجاح بالدف و الاحتفال بالدفوف)

مفرقعات‭ ‬وألعاب‭ ‬نارية‭ ‬وحتى‭ ‬مدافع‭ ‬رشاشة‭  ‬،‭ ‬والقصة‭ ‬كلها‭ ‬‮«‬سيف‭ ‬الدين‭ ‬نجح‭ ‬‮»‬‭!

زمان‭ ‬كانت‭ ‬بالكاد‭ ‬زغروته‭ ‬من‭ ‬الجدة‭ ‬لأن‭ ‬الحفيد‭ ‬تخرج‭ ‬أو‭ ‬تجاوز‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ .‬

مظاهر‭ ‬الابتهاج‭ ‬بنجاح‭ ‬طلاب‭ ‬المرحلة‭ ‬الاعدادية‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬أعلى‭ ‬كلفة‭ ‬تطرح‭ ‬كم‭ ‬سؤالا‭ ‬؟

هل‭ ‬هو‭ ‬سطوة‭ ‬الثقافة‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وسلوك‭ ‬التباهي؟

هل‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬مركب‭ ‬نقص‭ ‬،‭ ‬فالطالب‭ ‬ينجح‭ ‬بأقل‭ ‬مجهود‭ ‬وعادة‭ ‬بأكثر‭ ‬غش؟

ولهذا‭ ‬مايحدث‭ ‬هو‭ ‬سلوك‭ ‬تعويضي‭ ‬ومقابل‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفاء‭ ‬،‭ ‬ولائم‭ ‬،‭ ‬وحتى‭ ‬استقدام‭  ‬فرق‭ ‬فنية‭ ‬ماهي‭ ‬النتيجة‭ ‬،‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬الغش‭ ‬الجماعي؟‭ .‬

الظاهرة‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬نلتفت‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬ونستطلع‭ ‬الآراء‭ ‬حولها‭ ‬،‭ ‬فالقصة‭ ‬صار‭ ‬مبالغا‭ ‬فيها‭ .

استطلاع :سعاد عبدالسلام 

البداية‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تغريدة‭ ‬لدار‭ ‬الإفتاء‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أحد‭ ‬شيوخها‭ ‬الأجلاء‭ ‬الدكتور‭ (‬عبدالغني‭ ‬بن‭ ‬سعيدان‭) ‬الذي‭ ‬قال‭ (‬أن‭ ‬تفرح‭ ‬لابنك‭ ‬أو‭ ‬ابنتك‭ ‬بالنجاح‭ ‬وتظهر‭ ‬البهجة‭ ‬والفرح‭ ‬والسرور‭ ‬والاحتفال‭ ‬فهذا‭ ‬كله‭ ‬فيمن‭ ‬علم‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬المحصود‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬الدراسة‭ ‬والمثابرة‭ ‬وبذل‭ ‬الجهد‭ ‬والتعب‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬نتيجة‭ ‬الغش‭ ‬والتزوير‭ ‬فلماذا‭ ‬تلك‭ ‬المظاهر‭) ‬

بين‭ ‬مؤيد‭ ‬ومعارض‭ ‬؟

وخلصت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الآراء‭ ‬مع‭ ‬أولياء‭ ‬أمور‭ ‬بعض‭ ‬الطلبة‭ ‬بين‭ ‬مؤيد‭ ‬لاستمرار‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بالمظاهر‭ ‬المصاحبة‭ ‬للبذخ‭ ‬كونها‭ ‬محفزاً‭ ‬للطلاب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬تطلعاتهم‭ ‬المستقبلية‭ ‬وبين‭ ‬معارض‭ ‬لبعض‭ ‬السلوكيات‭ ‬التي‭ ‬تفسد‭ ‬لذة‭ ‬الفرح‭.‬‭ ‬

‭ ‬تقليد‭ ‬دخيل‭ ‬وترى‭: ‬الاختصاصية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لصندوق‭ ‬التضامن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬السيدة‭ / ‬زينب‭ ‬عبد‭ ‬الجليل‭ ‬

أن‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬الاعدادية‭ ‬أصبح‭ ‬ظاهرة‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬انتشار‭ ‬النارفي‭ ‬الهشيم‭ ‬مؤكدة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬بأنها‭ ‬ليست‭ ‬ضد‭ ‬التعبيرعن‭ ‬الفرح‭ ‬بنجاح‭ ‬الأبناء‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬وفطري‭ ‬ويأتي‭ ‬بدافع‭ ‬الحب‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يدعم‭ ‬الطالب‭ ‬ويحفزه‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الاجتهاد‭ ‬والمثابرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الاحتفال‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬في‭ ‬كثيرمن‭ ‬الأحيان‭ ‬مع‭ ‬ظروف‭ ‬الأسرة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬التحصيل‭ ‬العلمي‭ ‬الواقعي‭ ‬للطالب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الغش‭ ‬الذي‭ ‬تفشى‭ ‬كالوباء‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وعلى‭ ‬مرأى‭ ‬ومسمع‭ ‬الجميع‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬سلوك‭ ‬سلبي،‭ ‬وتابعت‭  : ‬أن‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬انتشارمثل‭ ‬

هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬بسبب‭ ‬التقليد‭ ‬الأعمى‭ ‬وخاصة‭ ‬بين‭ ‬النساء‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬تأتي‭ ‬بفكرة‭ ‬جديدة‭ ‬تعتبر‭ ‬أكثر‭ ‬تحضرا‭ ‬من‭ ‬سابقتها‭ ‬وهكذا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬الأشياء‭ ‬المعنى‭ ‬الحقيقي‭ ‬لها‭ ‬ويصبح‭ ‬لحياتنا‭ ‬اسم‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬ترندات‭.‬

مجرد‭ ‬خداع‭..‬

أفاد‭: ‬الخبير‭ ‬الإعلامي‭: ‬السيد‭ / ‬خالد‭ ‬الدائمي 

بأن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالجهد‭ ‬والمثابرة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬التعلم‭  ‬تفرض‭ ‬مطلوبا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأهل‭ ‬ليكون‭ ‬حافزاً‭ ‬مشجعاً‭ ‬لفترة‭ ‬الدراسة‭ ‬والاجتهاد‭ ‬ولكن‭ ‬المبالغة‭ ‬تأتي‭ ‬بنتائج‭ ‬سلبية‭ ‬موضحاً‭: ‬أن‭ ‬التلميذ‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الاعدادية‭ ‬يدرك‭ ‬جيداً‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬يستحق‭ ‬ذلك‭ ‬وان‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬له‭ ‬مجرد‭ ‬خداع‭ ‬ولا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬بذله‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬،فما‭ ‬يحصل‭ ‬من‭ ‬مبالغة‭ ‬هونوع‭ ‬من‭ ‬التنفيس‭ ‬والكبت‭ ‬المجتمعي‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬نتيجة‭ ‬الضغوط‭ ‬الحياتية‭ ‬المختلفة‭ ‬ونوع‭ ‬من‭ ‬التقليد‭ ‬والتباهي‭ ‬الخارج‭ ‬عن‭ ‬المألوف‭ ‬وسينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬جيل‭ ‬يستقبل‭ ‬عادات‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالعنف‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬الخصوصية‭ ‬العامة‭ ‬واحترام‭ ‬الآخرين‭ ‬وتدهور‭ ‬الذوق‭ ‬العام‭.‬

إرضاء‭ ‬النفوس‭ ‬المكسورة‭ ‬

‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التباهي‭ ‬الزائف‭ ‬يعكس‭ ‬الفراغ‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي‭ ‬والوعي‭ ‬وغياب‭ ‬الأسرة‭ ‬وهي‭ ‬محاولة‭ ‬لإرضاء‭ ‬النفوس‭ ‬المكسورة‭ ‬عبر‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬ملفتاً‭ ‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬التقييم‭ ‬والامتحانات‭ ‬بالحاسوب‭ ‬والميكنة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬له‭ ‬ايجابيات‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬السرعة‭ ‬والاختصار‭ ‬والفهم‭ ‬للممتحن‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنظم‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬الطالب‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الغش‭ ‬ولكن‭ ‬لدينا‭ ‬يسهل‭ ‬الغش‭ ‬لأنه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المشاهدة‭ ‬للمظلل‭ ‬من‭ ‬الرقم‭ ‬أو‭ ‬الدائرة‭ ‬ولذلك‭ ‬لاتنفع‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬يأتي‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬الكرام‭ ‬الطيبين‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬الامتحانات‭ ‬لمساعدة‭ ‬الغش‭ ‬لأبنائهم‭ ‬مع‭ ‬مجتمع‭ ‬عائلي‭ ‬وقبلي‭ ‬وامتلاك‭ ‬السلاح‭ ‬والتباهي‭ ‬بارتداء‭ ‬ملابس‭ ‬شبه‭ ‬عسكرية‭ ‬أما‭ ‬اعتماد‭ ‬النتيجة‭ ‬رغم‭ ‬اعتراف‭ ‬المسؤول‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬لاستقال‭ ‬وزير‭ ‬التعليم‭ ‬وتحرك‭ ‬القضاء‭ ‬واستنفرت‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬وتظاهر‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬وانزعج‭ ‬الناس‭ ‬وحزنت‭ ‬الدولة‭ ‬ونكست‭ ‬الأقلام‭ .‬

التباهي‭ ‬و‭ ‬الاسراف‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭..‬

ومن‭ ‬جهته‭ ‬يقول‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬صحيفة‭ ‬صدى‭ ‬المجتمع‭ / ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬الأسطى‭:‬ 

ظهرت‭ ‬علينا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬عادات‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬ما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬سلطان‭ ‬فما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬مبالغة‭ ‬واسراف‭ ‬في‭ ‬مظاهر‭ ‬الزينة‭ ‬والفرحة‭ ‬العارمة‭ ‬بنجاح‭ ‬أحدهم‭ ‬في‭ ‬الشهادة‭ ‬الاعدادية‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬تصرفات‭ ‬مستحدثة‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وليست‭ ‬من‭ ‬موروثنا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬موضحا‭ : ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يعود‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬سيطرة‭ ‬بعض‭ ‬الأمهات‭ ‬سيطرة‭ ‬مطلقة‭ ‬على‭ ‬مقاليد‭ ‬الأمورفي‭ ‬البيت‭ ‬بحيث‭ ‬ينعدم‭ ‬دور‭ ‬الأب‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬أوجزئي‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الأسباب‭ ‬أيضاً‭ ‬مسألة‭ ‬المحاكاة‭ ‬للآخرين‭ ‬فيما‭ ‬يفعلون،‭ ‬كذلك‭ ‬الوضع‭ ‬المادي‭ ‬لعدد‭ ‬كبيرمن‭ ‬العائلات‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬الانفاق‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬له‭. ‬

الفرح‭ ‬الهستيري‭..‬

وترى‭ ‬الموظفة‭ ‬بوازرة‭ ‬الثقافة‭ ‬والتنمية‭ ‬المعرفية‭ ‬السيدة‭ / ‬مريم‭ ‬الأحرش

أن‭ ‬من‭ ‬سلبيات‭ ‬مجتمعنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬اظهار‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور‭ ‬بشكل‭ ‬هستيري‭ ‬والتعبيرعن‭ ‬فرحة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬الشهادة‭ ‬الإعدادية‭ ‬باطلاق‭ ‬الرصاص‭ ‬والمفرقعات‭ ‬وإقامة‭ ‬الحفلات‭ ‬بالصالات‭ ‬والمبالغة‭ ‬في‭ ‬الاسراف‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المظاهر‭ ‬بالفرق‭ ‬الموسيقية‭ ‬واقتناء‭ ‬الهدايا‭ ‬وباقات‭ ‬الورد‭ ‬المملوءة‭ ‬بالمال‭ ‬مشيرة‭: ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعضهم‭ ‬يقوم‭ ‬بتقديم‭ ‬سيارة‭ ‬لابنه‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ (‬14‭) ‬سنة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬لا‭ ‬لشيء‭ ‬إلا‭ ‬للتفاخر‭ ‬ونشر‭ ‬صورعبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يعلم‭ ‬الجميع‭ ‬مستوى‭ ‬أبنائهم‭ ‬وكيف‭ ‬نجحوا‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬يحاول‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬ينسى‭ ‬أو‭ ‬يتناسى‭ ‬وأن‭ ‬يعيش‭ ‬نشوة‭ ‬نجاح‭ ‬زائل‭ .‬

التحدي‭ ‬من‭ ‬يقيم‭ ‬حفل‭ ‬أكبروأفخم

ويصف‭ ‬الموظف‭ ‬بإحد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬السيد‭/ ‬محمد‭ ‬الظفير‭ ‬حفلات‭ ‬النجاح‭ ‬بأنها‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التحدي‭ ‬بين‭ ‬الأسر‭ ‬و‭ ‬العائلات‭ ‬،‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬يقيم‭ ‬حفلاً‭ ‬أكبروأفخم‭ ‬من‭ ‬الآخر‭ ‬مع‭ ‬علمهم‭ ‬مسبقاً‭ ‬أن‭ ‬حصول‭ ‬الطالب‭ ‬على‭  ‬الشهادة‭ ‬الاعدادية‭ ‬هي‭ ‬مرحلة‭ ‬انتقالية‭ ‬لمرحلة‭ ‬ثانية‭  ‬مؤكداً‭: ‬أن‭ ‬مبالغة‭ ‬الأهالي‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬المفرقعات‭ ‬والبهرجة‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬حتمية‭ ‬للعولمة‭ ‬فهم‭ ‬يقلدون‭ ‬ما‭ ‬يشاهدونه‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬السعي‭ ‬وراء‭ ‬الترندات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حجز‭ ‬الملابس‭ ‬وما‭ ‬يصاحبها‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬اسراف‭ ‬إلا‭ ‬دليل‭ ‬قطعي‭ ‬على‭ ‬غياب‭ ‬تام‭ ‬للوعي‭ ‬والوقوع‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬صدمة‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭  ‬،‭ ‬ويقول‭ : ‬نعلم‭ ‬جميعاً‭ ‬كيف‭ ‬تسير‭ ‬الامتحانات‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬اعتراف‭ ‬المسؤول‭ ‬،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬تعتمد‭ ‬النتيجة‭ ‬والجميع‭ ‬يعلم‭ ‬أنها‭ ‬حصلت‭ ‬بالغش‭ ‬المطلق‭ ‬وليس‭ ‬أمام‭ ‬الوزارة‭ ‬إلا‭ ‬اعتمادها‭.‬

‭ ‬التعبيرعن‭ ‬الفرح‭ ‬بخصوصية‭..‬

لايختلف‭ ‬الدكتور‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭: ‬السيد‭/ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬عن‭ ‬آراء‭ ‬من‭ ‬سبقوه‭ ‬بأن‭ ‬الشهادة‭ ‬الإعدادية‭ ‬هي‭ ‬نهاية‭ ‬مرحلة‭ ‬ونقطة‭ ‬تحول‭ ‬أولى‭ ‬ويعتقد‭ ‬أن‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬البهرجة‭ ‬هو‭ ‬إطلاق‭ ‬مسمى‭ ‬شهادة‭ ‬عليها‭ ‬موضحاً‭: ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬العادات‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬هو‭ ‬موجة‭ ‬عامة‭ ‬شملت‭ ‬الأفراح‭ ‬والمناسبات‭ ‬الخفيفة‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬الحج‭ ‬واحتفال‭ ‬الأسرة‭ ‬بنجاح‭ ‬أولادها‭ ‬ويقول‭: ‬لا‭ ‬نستغرب‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المفرقعات‭ ‬المعبرة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الفرحة‭ ‬لأن‭ ‬المجتمع‭ ‬تغير‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ ‬مبيناً‭: ‬أن‭ ‬بامكان‭ ‬الأهالي‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬فرحهم‭ ‬بخصوصية‭ ‬تامة‭ ‬وليس‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬مهمة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬بداية‭ ‬المشوار‭ ‬وليس‭ ‬نهايته‭ .‬

اعتماد‭ ‬الفوضى‭ ‬هو‭ ‬ضياع‭ ‬التعليم‭..‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الانجرار‭ ‬وراء‭ ‬الترندات‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الرياء‭ ‬والتفاخر‭ ‬ومتابعة‭ ‬المجتمع‭ ‬دون‭ ‬وعي‭ ‬ولو‭ ‬اضطررنا‭ ‬إلى‭ ‬الاستدانة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬مؤكداً‭: ‬أن‭ ‬اعتماد‭ ‬الشهادة‭ ‬الإعدادية‭ ‬رغم‭ ‬الغش‭ ‬الحاصل‭ ‬هو‭ ‬اعتماد‭ ‬للفوضى‭ ‬وتأكيد‭ ‬على‭ ‬ضياع‭ ‬التعليم‭ ‬بالغش‭ ‬علناً‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭.  

الغش‭ ‬،‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لايمكن‭ ‬انكارها‭..‬

ويؤكد‭: ‬الإعلامي‭ ‬السيد‭/ ‬حسين‭ ‬العائش‭: ‬

بأن‭ ‬الشهادة‭ ‬الإعدادية‭ ‬ليست‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬ولكن‭ ‬الاحتفال‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه‭ ‬لامبرر‭ ‬له‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬تحفيزاً‭ ‬للناجحين‭ ‬لمواصلة‭ ‬المشوار‭ ‬،‭ ‬وأوضح‭: ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬قد‭ ‬شاهدت‭ ‬مبالغة‭ ‬في‭ ‬اظهارالفرحة‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬استخدام‭ ‬الألعاب‭ ‬النارية‭ ‬مع‭ ‬علمهم‭ ‬بأضرارها‭ ‬الصحية‭ ‬والبيئية‭ ‬والمادية‭ ‬ورغم‭ ‬شكوى‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الضائقة‭ ‬المالية‭ ‬ويرجح‭ ‬بأن‭ ‬موضوع‭ ‬الترندات‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬ظاهرة‭ ‬جديدة‭ ‬دخلت‭ ‬على‭ ‬مجتمعنا‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬اظهار‭ ‬الخصوصية‭ ‬وكذلك‭ ‬التكلفة‭ ‬المالية‭ ‬الباهظة‭ ‬وتبقى‭ ‬ظاهرة‭ ‬الغش‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬لايمكن‭ ‬إنكارها‭ ‬أو‭ ‬الحد‭ ‬منها‭.  

وفي‭ ‬الختام

حذر‭ ‬بعض‭ ‬الاختصاصيين‭ ‬النفسيين‭ ‬من‭ ‬ظهور‭ ‬ملامح‭ ‬غريبة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬الاسراف‭ ‬والتبذير‭ ‬محل‭ ‬الشكر‭ ‬في‭ ‬مدارسنا‭ ‬ومنازلنا‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬وأبرزها‭ ‬تنامي‭ ‬ظواهر‭ ‬البذخ‭ ‬والتبذير‭ ‬والمبالغة‭ ‬في‭ ‬حفلات‭ ‬النجاح‭ ‬والتخرج‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬التعليم‭  .‬

شاهد أيضاً

قصيدة من فلسطين

‭(‬1‭)‬ التانجو‭ ‬الأخيـر » سلمان دغش  أُلَمْلِمُ‭ ‬ليْلي‭ ‬الطَّويلَ‭ ‬الطَّويلَ‭ ‬على‭ ‬هُدُبٍ لا‭ ‬يَنامُ‭ ‬على‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *