الرئيسية / الرئيسية / المشاريع الصغرى . راهن صعب ورهان أصعب

المشاريع الصغرى . راهن صعب ورهان أصعب

وجد بعض أصحاب المشاريع ح ًلا تجاوز حدود المكان والزمان للتسويق لمشاريعهم ومنتجاتهم، من خلال اقتحام وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة من التكنولوجيا، باعتبارها الأسرع وصو ًلا، والأوسع رقعة في جذب الزبائن. ويبقى التساؤل الأهم، هل أصبح تأسيس مشروع صغير من ضروريات كسب الرزق، وكيف يتدبر هؤلاء أمورهم ويديرون مشاريعهم من نقطة
الصفر حتى لحظة انطلاقة المشروع..؟ ولعل هذا ما دعانا لإجراء هذا الاستطلاع الذي نرصد من خلاله تفاصيل قصصهم، وعرض نماذج لمشاريعهم الصغرى في مجالات متعدد

الوظيفـة العامـة ليست مقدسـة

رصد سعاد معتوق 

عدسة حسن المجذوب

كانت البداية مع : محمد البراني

تجهير وبيع عطور

بدأ محمد حديثه قائلا: أنا متحصل على شهادة بكالوريوس «هندسة كهربائية» ولم أوفق في الحصول على فرصة عمل، فلجأت في أول الأمر للعمل في مشروع صغير «سيارة صغيرة لنقل البضائع» بالشراكة مع أخي، استمر الموضوع فترة من الزمن، إلى أن التقيت بصديق يعمل في مجال العطور، استهوتني الفكرة، ومن خلال المراقبة والمحادثة، اكتسبت بعض الخبرة عن طريقة تجهيز العطور وأنواعها وجودتها، فقررت اقتحام المجال وتركت المشروع ً السابق، «سيارة نقل» ليستفيد منه أخي، نظرا لزيادة التزاماته بعد الزواج. ويضيف محمد: بدأت المشروع بشكل جدي
وبسيط، وبعون من العائلة تمكنت من جمع مبلغ مالي وقدره 4000د، ولم أفكر في الاقتراض من المصرف لصعوبة الإجراءت المصرفية، تواصلت مع شركات مشهورة في صناعة العطور لتوفير المواد الخام، ودارت عجلة ً العمل، والحمدلله مستورين، المحل حاليا يوجد به بضاعة بما قيمتها 10000د.. وفي الوقت الحالي أسعى لتوسيع المشروع، لاستقطاب زبائن أكثر، فكما هو معروف في عالم التجارة، كلما كان رأس المال كبيراً، كان المدخول أكبر.

”صاحب مهنتك عدوك”

نادية فرج

كوافير نسائي

تقول نادية: توقفت عن الدراسة لرغبتي في ممارسة هواية أعشقها وهي فن التجميل والمكياج» لكن كان للقدر كلمة أخرى، تزوجت وعدلت عن الفكرة، كنت أقيم مع أهل زوجي، وبمجرد وصول المولود الأول، أصبح من الضروري تأمين عمل يذر مكسبا ً للإنفاق المستقبلي. وتواصل نادية: تحصل زوجي على مبلغ مالي
من والده، ومن هنا كانت الانطلاقة، فكرت في استثمار المبلغ في مشروع صغير، ولم يكن أمامي سوى الركون إلى الموهبة التي أتقنها وأعرفها تمام المعرفة، فورا ً بدأت في التحضير للمشروع، حيث استقطعت جزءا من المنزل ليكون مقرًا للمشروع، ووفرت ما يلزم ليصبح المكان مهيا لاستقبال الزبائن، من أرائك ومواد تجميلية وكهربائية، وانتشر الخبر بين الأقارب، والأصدقاء. وتنوه نادية بالقول: في وقتها لم تكن فكرة تأسيس «مزين منزلي» رائجة، فاستفدت من الفرصة، وبمرور السنوات استعدت المبلغ الذي بدأت به وزيادة، كما أني كونت قاعدة لا بأس بها من الزبائن الأوفياء، لثقتهم في، وفي عملي
وإتقاني لمهنتي، وحافظت على زبائني حتى مع انتشار مراكز التجميل. وتعبر نادية على نجاح تجربتها قائلة: حقيقة أقولها بمليء فمي ً إنه مشروع مربح، خصوصا في أوقات المناسبات والأعياد، وطيلة السنوات السابقة لم أفكر في توظيف عاملات، فأنا أعمل بالمبدأ القائل “صاحب مهنتك عدوك” والعمل في هذا المجال قائم على أسرار الخلطات، وحاليا بناتي يمتهن نفس الخط، وماهرات جداً، ويعملن معي، ويمكن القول إن المشروع تحول إلى«مشروع عائلي
بامتياز»، ومن يدري لعل الأيام القادمة تأتي بجديد فأنا لدي الرغبة في تكبير المشروع ليصبح “مركز تجميل مكتمل”.

المشاريع الصغرى عصب الحياة الأسر المعوزة

لا مكان لتضييع الفرص

زعيمة محمد

صناعة الخبز والفطائر

تقول السيدة زعيمة عن الأسباب التي دعتها لاقتحام مجال المشروعات الصغرى: اضطرتني الظروف للانخراط في مجال المشاريع الصغرى،
فزوجي لا يمارس أى عمل، وأنا أمتلك موهبة الطبخ، فحاولت استغلال الموهبة في إدارة مشروع صغير «على الضيق في المنزل»
صناعة الخبز والفطائر، وبمساعدة زوجي في التسويق، ولكن وجدنا صعوية في كيفية توصيل المنتج، فقمنا بتجميع مبلغ مالي وشراء سيارة. مضيفة: بدأت العمل بـ10 قطع خبز تنور، و20 قطعة فطيرة، والحمدلله، نجح المشروع بشكل كببر، لقد تزايدت الطلبات يوما عن يوم والسبب يعود للسمعة الطيبة التي اكتسبناها.. ثم انتقلت للعمل فوق سطح المنرل كي يتسع المكان للطلبات المتزايدة، وبعدها بفترة استأجرت معملاً خاصاً بي، وارتفع عدد العاملات ًإلى 40 أو50 عاملة، ونصفهن قصدنني طلبا للعمل، فتعاطفت معهن نتيجة ظروفهن الصعبة، ودفعت بهن للعمل وهذا كله بالمجهود الذاتي.
وتشير زعيمة إلى أنها كانت، في سنوات سابقة تحديدا، تقوم بتمويل محلات الشاورما والمخابز ومحلات سوق الثلاثاء بالكامل.. وبالحديث عن الصعوبات التي واجهتها قالت:
الأمر لا يخلو، لقد واجهتني صعوبات في انقطاع التيار الكهربائي، والغاز، وغلاء المواد الخام، إلى جانب وجود المحبطين والمثبطين للعزيمة حتى من الأقارب، ولكن في عملنا من الضروري تحدي الأزمات، ولا مكان للإخفاق أو تضييع الفرص ومن خلال تجربتي أؤيد فكرة المشاريع الصغرى فهي ناجحة جداً، بالرغم من صعوبة العمل حالياً.

مشروع من غير رآس مال

هشام سعيد

تربية وبيع الطيور

بدأت قصة مشروعي منذ أيام الطفولة، وكانت أجمل لحظات حياتي التي أقضيها مع الطيور، وبتقدم السنوات أردت ترجمة حبي للحيوانات والاهتمام بها إلى عمل أستنفع منه، فاشتريت عددا ً بسيطا ً من الحمام، وفرت البيئة المواتية والمكان المناسب، لإعداد بيوت خًشبيةً فوق سطح المنزل، حتى تنتج مردودا جيدا والعمل في هذا المجال لا يتطلب رأس مال مثل المشاريع الأخرى، وإنما العامل الرئيس لنجاحه هوالجهد والرعاية الدقيقة، وتسخير الوقت الكامل، وبفضل الله، تكاثرت الأعداد وتزايدت، لقد كنت أتسوق بشكل دوري في سوق الحيوانات، للاستبدال أو للبيع وبمرور الوقت حقق المشروع أرباحا ً هائلة. ويختم قائلا: لقد تيرت حياتي 180 درجة ووفرت عيشا ً كريما ً، ً أما في الظروف الحالية الموضوع يعتبر صعبا، لمن يريد خوض هذا المجال، نظرا ً لغلاء الأسعار.

ناجي الهادي

مستحضرات المطاعم والمقاهي

كانت بدايتي في مجال بيع الخضروات والفواكه في سوق الثلاثاء قبل هدمه، ونظرا لقسوة الحياة ومسؤولية الزواج والأبناء، ورغبة ًفي تحسين المستوى المعيشي، اتجهت اتجاها آخر، قررت ممارسة مشروع صغير، «على ق ّدي»، وبالفعل منذ ما يقرب السنتين خطر ببالي مشروع استوحيت فكرته من سوق العمل نفسه، نتيجة لكثرة الطلب على المطاعم والمقاهي وتزايد الاهتمام بالمشارع الصغرى، »المنزلية» المتعلقة بالمطبخ، وتوفير مستلًزماته، فهو يحقق مكسباًمضموناً، وفعلا بدأت المشروع برأس مال أخي، بدون اللجوء إلى قرض، وفرت المواد الأولية من مصادرها الرئيسة والمحلات الكبرى، التي تستوردها من تركيا والصين، وللأسف، في بلدنا يوجد لدينا مصنع « رأس لانوف» لكنه مغلق، وهو القادر على تغطية السوق بكافة المواد الأولية.

ثريا محمد

رعاية وخدمة الأطفال

تقول ثريا: بدأت العمل في هذا المشروع منذ قرابة 12 سنة تقريبا، أستقبل الأطفال لغرض الرعاية والعناية بهم نظرا ً لظروف عمل والديهم، حيث يتم التنسيق مع الوالدين وتحديد المبلغ، والساعات التى يقضيها الطفل، وأحياناً أضطر لاستقبال الطفل يوماً كاملاً أو أياما ً متواصلة، وبمرور الوقت ذاع الصيت بين الناس، واكتسبت ثقة الزبائن في الحفاظ على أبنائهم. وتتوقف ثريا لتصف طبيعة عملها قائلة: العمل متعب ،فهو يتطلب الصبر والجلد في معاملة صغار السن، لكني تجاوزت المحن والصعاب، وخصوصاً أني لاأملك وظيفة أعيش أو أقتات منها وأظنه مشروعا ً مربحا ً أتقاضى (مبلغاً) بمثابة راتب شهري مستقر، فهو على الأقل يغطي احتياجاتي اليومية، ولا أضطر لتكبد معاناة الخروج أو دفع أموال، مقارنة بالمشاريع الأخرى، ونرجو من الجهات الحكومية العناية بمثل هذه المشاريع، كمشروعي مثلاً، ويمكن تطويره إذا تلقى الدعم المادي الكافي لافتتاح حضانة للأطفال.

أم أسامة

صناعة الحلويات

مثل عدد كبير من السيدات اللائي يفتقدن لدخل شهري ثابت، اختارت “أم أسامة” أن تعمل في مشروعها الخاص منذ سنتين، وتصف حالها حينذاك قائلة: وجدت نفسي في المنزل بدون عمل وأنا أم لأطفال، وأساسا ً أنا صيدلانية لم أوفق في الحصول على وظيفة، فخطرت علي فكرة إنشاء مشروع صغير (منزلي)، صناعة الحلويات، ووجدت الدعم الكبير من زوجي والعائلة، بدأت برأس مال بسيط من مرتب زوجي، وتواصلت مع المحلات لبيع المنتج..في البداية واجهتني صعوبات تجاوزتها بمرور الوقت، ومنها غلاء المواد الخام، حيث ارتفع سعر علبة الزيت حينها إلى 9 دينار، الأمر الذي ينعكس بالتالي على سعر المنتج، فلا تحقق الإقبال أو المردود المطلوب. وتمضي “أم أسامة” في حديثها قائلة: إنتقلت فيما بعد إلى المرحلة الثانية، وأعتبرها الانطلاقة الحقيقية، من خلال عرض وتسويق المنتج عبر وسائل التواصل، فقد أنشأت صفحة على الفيس بوك، وقمت بعرض أصناف الحلويات فيها، وفوجئت بالعدد الكبير من الإعجابات، ورسائل التشجيع، سواء من المحيطين أو المستخدمين لوسائل التواصل، وحققت انتشاراً أكبر، واكتسبت زبائن أكثر، واستطعت تلبية كل الطلبيات حتى خارج مدينة طربلس.

زاهي سليمان

محل للإكسسوارات

يصف زاهي نفسه قائلا: أنا شاب ط ُموح، تخرجت من معهد للحاسوب والتقنية، وتتمحور رغبتي في بناء مستقبلي أولا، إنتقلت من عمل إلى آخر خلال فترات الدراسة، وحاولت عدم تضييع الفرصة، واقتناصها منذ البداية، وتوفير مبلغ مالي يؤهلني لافتتاح مشروع خاص بي، والفضل في هذا يرجع لوالدي الذي قدم لي الدعم، ومن الضروري على الأسرة توفير البيئة المش ِّجعة للنجاح، والتحفيز المعنوي والمادي للشباب، حتى يكتسبوا الخبرة اللازمة وينخرطوا في سوق العمل، وجاءتني الفرصة واستطعت استئجار محل ملاصق لمسجد يتبع الأوقاف، سددت ج ًزء من الأقساط، واستأنفت العمل منذ سنة وثلاثة أشهر بالمجهود الذاتي وبمساعدة العائلة، ونجح المشروع وحقق أرباحا.

جمال الدرن

تصليح أحذية وحقائب

في ركن بإحدى الشوارع الراقية يقع محل لتصليح الأحذية والحقائب حيث استقبلني رجل على أبواب الخمسين، كان منهمكا في إصلاح حذاء، وبادرني قائلا: أسست المشروع مع الوالد، بحكم أني لاأملك وظيفة أو راتب. بدأنا برأس مال متوسط، 7000 دينار، تعلقت بالعمل، واعتبرته مشروع العمر، صحيح لا يُعتبر مشروعاً كبيراً إلا أنه يغطي التزاماتي الأسرية، ويكفيني معنوياً، رغم غلاء الأسعار وعدم توفر المواد الأولية أحيانا. ويدعو جمال، من واقع تجربته، الشباب للانخراط في المشاريع الصغرى، وعدم الاتكاء على الوظيفة العامة، والعمل على تكوين أنفسهم، فالوظيفة إن وجدت، حسب رأيه، “ماتوكلش عيش” وعلى الدولة ممثلة في المصارف، توفير التمويل المالي بشروط بسيطة وميسرة.

جمال الدرن:

مشروعي لا يعتبر مشروعًاكبيرًا لكنه يغطي التزاماتي الأسرية

زاهي سليمان:

أنا شاب طموح تخرجت من معهد للحاسوب والتقنية، وتتمحور رغبتي في بناء مستقبلي

شاهد أيضاً

بسبب كسل العائلة أم ضعف التعليم العام .

في بيتنا معلمة شنطة .. معلم خصوصي ((مفردة دخلت قاموسنا الليبي ليس حديثآ وليس مبكرآ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *