» حسام الوحيشي
سنترك نقاش القضايا الإستراتيجية وشأنها العميق ليتداولها ذوو الاختصاص من أكاديمي جامعة «الفاتح»، فالبحث عن إجابة للتساؤل التالي: - تهافت – «ماهي الدراسات التي تستند إليها الإدارة الليبية عند تقرير اتجاه الملفات التي تهم الجغرافيا السياسية؟».
هذه التضاريس ليست بالأهمية الكافية لتحظى بلفت نظر مسؤول يحتاج إلى شراء كوب «Stanly» يرضي به حاجته الضرورية لشرب الماء في الأواني الفاخرة أمام رفاقه بالنادي السياسي. في مدار كوكب «السفه»، ثبت بالتجربة الإمبيريقية أن نظرية «يا دولة ميحي ميحي، يا سلطة راك اطيحي» ليست مجرد حبر على كاغط بل حقيقة علمية تجاوزت نطاق الشك الديكارتي والجدل الديالكتي، والتفكيك الدريدي.
إنها مرحلة الحرب الدافئة بين قطبي المسطحة لصالح الإمبريالية الرجعية والغزو الاستهلاكي الإنتاجي المقيت.
إن شواغل عاجلة مثل «هل العقيدة طحاوية أم أشعرية؟ وهل المذهب المالكي صوفي أم سلفي؟ وما هي أقسام التوحيد؟» هل لا تزال الألوهية والربوبية والأسماء والصفات على حالها أم لعبت بها فبراير.
«وهل لغة الطغيان الناعمة جيدة، أم تفضلون لهجة الطاغوت الغليظة القاسية؟»
من هم أهل الحل والعقد الآن؟ وماذا نفعل إذا تعددوا – لا سمح الله؟
هل سيد قطب أحسن من ربيع، أم تفضلون محمد سرور على الريق؟ هل تقرؤون مقبل أم أنتم المدبرون؟ والديمقراطية، حرام أم هي أخف الشرور؟ وإذا ما طرقت الباب، أنقفل «الروشن» أيضاً ! وشظايا أخرى مخفوقة بشكل جيد ولكنها لا تنتفخ بعد وضعها على نار السراب الحارقة لدواعي أمنية! ؟
هل سيختلف القرار السياسي لو كانت ليبيا دولة لاتينية تقع على خط الاستواء؟
أم اسكندنافية تمد جذورها التراثية على سواحل أودين الخرافية؟
ماذا لو كان النفط بروتستانيا، والزاوية السنوسية لوثرية؟
ودار سك العملة غير أرثوذكسية؟ والحديث داخل قاعة فرنكوفونية؟ والنقيق صادر عن حيوان ثدي؟ وهذه الأرض تنتج ما يساوي نصف مليار دولار، ونظام حكمها لا يصدر الثورات والحمقى، والتداول السلمي على الريع؟ وأناسها يعتاشون على الأعشاب البحرية والسمك فقط؟!