الرئيسية / موضة / محليات / منتجـاتي التـي فازت بالترتيب الأول ذهبت إلـــى مدغشقــر

منتجـاتي التـي فازت بالترتيب الأول ذهبت إلـــى مدغشقــر

لكني‭ ‬لم‭ ‬أذهب‭ !

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تغزو‭ ‬المنتجات‭ ‬الليبية‭ ‬العالم‭ ‬وليس‭ ‬العك

حاورتها‭ : ‬هويدا‭ ‬بيشو ن

‭ ‬هي‭ ‬امرأة‭ ‬لم‭ ‬ترزق‭ ‬بأولاد،‭ ‬ولم‭ ‬يشأ‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬تستلذ‭ ‬بطعم‭ ‬الأمومة‭ ‬،‭ ‬لكنهااختارت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أماً‭ ‬لمشروعها‭ ‬الذي‭ ‬أنجبته‭ ‬من‭ ‬العدم‭!!‬

‭((‬زيادة‭ ‬قدقد‭))‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬مشروع‭ ‬صغير‭ ‬،أرادت‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬إذا‭ ‬أرادت‭ ‬تستطيع‭.‬

‭((‬قدقد‭)) ‬هي‭ ‬الليبية‭ ‬التى‭ ‬توجت‭ ‬ليبيا‭ ‬بجائزة‭ ‬الترتيب‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬سيدات‭ ‬أعمال‭ ‬الكوميسا‭ ‬للمشاريع‭ ‬الصغري‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬مدغشقر‭ ‬مؤخراً‭.‬

‭((‬قدقد‭)) ‬وفي‭ ‬أول‭ ‬مشاركة‭ ‬خارجية‭ ‬لها‭ ‬خطفت‭ ‬الجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬أيدي‭ ‬النساء‭ ‬المشاركات‭ ‬من‭ ‬21‭ ‬دولة‭ ‬إفريقية‭ ‬من‭ ‬ضمنها‭ ‬البلدان‭ ‬المجاوران‭ ‬تونس‭ ‬ومصر‭ .‬

منتجات‭ ((‬قدقد‭ ‬الليبية‭)) ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المنافسة‭  ‬الشديدة‭ ‬لكنها‭ ‬حصدت‭ ‬اللقب‭ ‬الأول‭ ‬وعادت‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬لليبيا‭ ‬وبليبيا‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬بشهادة‭ ‬ودرع‭!

بداية‭ ‬ليتعرف‭ ‬قراؤنا‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬

ـ‭ ‬صاحبة‭ ‬مشروع‭ ‬صغير‭ ‬يحمل‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬‮«‬زادا‭ ‬اللصناعات‭ ‬الجلدية‭ ‬اليدوية‮»‬‭ ‬متزوجة،‭ ‬متحصلة‭ ‬على‭ ‬بكالوريوس‭ ‬زراعة‭ ‬،متحصلة‭ ‬على‭ ‬ليسانس‭ ‬لغة‭ ‬إنجليزية،درست‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬إدارة‭ ‬الجودة‭ ‬‮«‬كواليتي‭ ‬مانجمنت‮»‬‭ ‬من‭ ‬بريطانيا‭.‬

قالت‭ :‬كنت‭ ‬مغرمة‭ ‬بمادة‭ ‬الكيمياء،‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬أعشق‭ ‬أم‭ ‬كلثوم‭ ‬،متفوقة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬مادة‭ ‬الكيمياء‭ ‬أقضي‭ ‬ساعات‭  ‬طوالا‭ ‬في‭ ‬المعمل،‭ ‬أعد‭ ‬الخلطات‭ ‬وأدمج‭ ‬المواد‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬الأساتذة‭ ‬كانوا‭ ‬يخشون‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬انفجارات،‭ ‬وتمنيت‭ ‬أن‭ ‬أتخصص‭ ‬في‭ ‬الصيدلة‭ ‬ولكني‭ ‬خفت‭ ‬أن‭ ‬أتحول‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬بائعة‭ ‬دواء‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كنت‭ ‬أطمح‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أصنع‭ ‬الدواء‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬أبيعه‭!! ‬

كنت‭ ‬مغرمة‭ ‬بالتخصصات‭ ‬التي‭ ‬ذكرتها‭ ‬وتفوقت‭ ‬فيها،‭ ‬والأساتذة‭ ‬كانوا‭ ‬يسندون‭ ‬إلي‭ ‬مهمة‭ ‬مساعدتهم‭ ‬في‭ ‬تدريس‭ ‬الطلبة،الحمد‭ ‬لله‭ ‬كنت‭ ‬طموحة‭ ‬ولازلت،لكن‭ ‬الطريف‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭ ‬التى‭ ‬درستها‭ ‬لم‭ ‬أمتهنها‭ ‬بل‭ ‬توجهت‭ ‬إلى‭ ‬نشاطات‭ ‬أخرى‭.‬

أعرف‭ ‬أنك‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتفرغي‭ ‬لصناعة‭ ‬المنتجات‭ ‬الجلدية‭ ‬،احترفت‭ ‬أنشطة‭ ‬أخرى‭ ‬لاتقل‭ ‬أهمية،‭ ‬هل‭ ‬تحدثينا‭ ‬عنها؟

صحيح،‭ ‬فقبل‭ ‬أن‭ ‬أتجه‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬صناعة‭ ‬المنتجات‭ ‬الجلدية‭ ‬احترفت‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬تصميم‭ ‬وصناعة‭ ‬الاكسسوارات‭ ‬وأنشأت‭ ‬صحيفة‭ ‬على‭ ‬‮«‬الفيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬أعرض‭ ‬فيها‭ ‬تصاميمي‭ ‬لكن‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬الفيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬أغلقتها‭ ‬ولم‭ ‬أعرف‭ ‬الأسباب‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬؟‭! ‬كذلك‭ ‬احترفت‭ ‬لفترة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬صناعة‭ ‬المجسمات‭ ‬من‭ ‬تحف‭ ‬ومزهريات‭ ‬وهنا‭ ‬أقصد‭ ‬القوالب‭ ‬والمجسمات‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬الأرواح‭ ‬لأني‭ ‬أعلم‭ ‬أنها‭ ‬حرام‭ ‬شرعاً‭.‬

لم‭ ‬لم‭ ‬تحاولي‭ ‬اكتساح‭ ‬السوق‭ ‬بهذه‭ ‬المنتجات؟

‭-‬في‭ ‬الواقع‭ ‬وجدت‭ ‬متعة‭ ‬كبيرةفي‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬لكنني‭ ‬لم‭ ‬أدخل‭ ‬السوق‭ ‬بالتحف‭ ‬بل‭ ‬تعلمت‭ ‬صناعتها‭ ‬حباً‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬لاغير،‭ ‬نسيت‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬بأنني‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬مواد‭  ‬التجميل‭  ‬والعناية‭ ‬بالبشرة،كما‭ ‬احترفت‭ ‬صناعة‭ ‬مواد‭ ‬التنظيف‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬سواء‭ ‬المنظفات‭ ‬المنزلية‭ ‬أوتلك‭ ‬الخاصة‭ ‬بالسيارات‭ ‬أو‭ ‬المستشفيات‭ ‬،فقد‭ ‬خضت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭  ‬وأنشأت‭ ‬صفحة‭ ‬على‭ ‬‮«‬الفيس‭ ‬بوك‮»‬‭ ‬للتعريف‭ ‬بمنتجاتي‭ ‬وللتسويق‭ ‬لها،ولأني‭ ‬كنت‭  ‬متيمة‭ ‬بالجلود‭  ‬الطبيعية‭ ‬وبالمنتجات‭ ‬القائمة‭ ‬عليها‭ ‬فقد‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬حائرة‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحرف‭ ‬فلكل‭ ‬ميزة‭ ‬تميزها‭.‬

هل‭ ‬من‭ ‬توضيح‭ ‬أكثر؟

‭-‬بالنسبة‭ ‬لمواد‭ ‬التجميل‭ ‬ميزتها‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستغرق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬في‭  ‬تصنيعها‭ ‬فهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خلطات‭ ‬يتم‭ ‬اعدادها‭ ‬بنسب‭ ‬ومقادير‭ ‬معينة‭ ‬بينما‭ ‬صناعة‭ ‬الاكسسوارات‭ ‬تستهلك‭ ‬وقتاً‭ ‬أطول‭ ‬فصناعة‭  ‬خاتم‭ ‬قد‭ ‬تستغرق‭  ‬يوماً‭ ‬كاملاً،‭ ‬وصناعة‭ ‬حقيبة‭  ‬قد‭ ‬تستغرق‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭  ‬لكني‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬ألج‭ ‬عالم‭ ‬الجلود‭  ‬وما‭ ‬تقوم‭  ‬عليه‭  ‬من‭ ‬صناعات‭ ‬أحذية‭ ‬وحقائب‭  ‬ومحفظات‭ ‬وأحزمة‭ ‬وشققت‭ ‬طريقي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬والحمدلله‭ ‬نجحت‭ ‬فيه‭ ‬والدليل‭ ‬هو‭ ‬الجائزة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬حصدتها‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬الدولية‭ .‬

لاحظت‭ ‬أنك‭ ‬تخصصت‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬علمية‭  ‬،‭ ‬فما‭ ‬حكاية‭ ‬النقلة‭  ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬القفزة‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬هو‭ ‬فني‭  ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد‭  ‬؟

أتذكر‭ ‬أنني‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬طالبة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الإعدادية‭ ‬كنت‭ ‬أحب‭ ‬كثيراً‭  ‬حصة‭ ‬التدبير‭  ‬المنزلي‭  ‬والتي‭ ‬يؤسفني‭ ‬أنها‭ ‬اختفت‭ ‬من‭ ‬الجدول‭ ‬المدرسي‭ ‬‭!! ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تعود‭  ‬،المهم‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أهوى‭ ‬التطريز‭ ‬والمشغولات‭ ‬اليدوية‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬محبي‭ ‬الحياكة‭ ‬وكنت‭ ‬أنسى‭ ‬نفسي‭ ‬وأنا‭  ‬أصنع‭  ‬المفارش‭ ‬،‭ ‬كنت‭ ‬عاشقة‭ ‬للألوان‭ ‬،‭ ‬ولكني‭  ‬ابتعدت‭ ‬عنها‭ ‬لفترة‭ ‬بسبب‭ ‬ضغوطات‭ ‬الحياة‭ .‬

هل‭ ‬حققت‭ ‬المرجو‭ ‬من‭ ‬مزاولتك‭ ‬هذه‭ ‬الحرف‭ ‬؟

حقيقة‭ ‬أنني‭  ‬أحب‭ ‬التعلم‭ ‬،وأحب‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬وتعليمية‭  ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭  ‬كان‭  ‬‮«‬‭ ‬متدريش‭ ‬عالوقت‮»‬‭ ‬فأتذكر‭ ‬أن‭ ‬والدتي‭ ‬ـ‭ ‬رحمها‭ ‬الله‭ ‬ـ‭ ‬كانت‭ ‬تقول‭ ‬لي‭ ‬‮«‬‭ ‬تعلم‭ ‬واترك‮»‬‭ ‬فثمة‭ ‬حرف‭ ‬أتعلمها‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬أحتاج‭ ‬للعمل‭  ‬بها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭  ‬داخل‭ ‬ليبيا‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬قد‭  ‬تضطرني‭ ‬الظروف،‭  ‬لاقدر‭ ‬الله،‭ ‬للعمل‭ ‬بها‭  ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬أخرى‭ ‬،‭ ‬ولنا‭ ‬عبرة‭ ‬في‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬داخل‭ ‬ليبيا‭  ‬في‭ ‬حرف‭ ‬قد‭ ‬يجهلونها‭ ‬وقد‭  ‬يترفع‭ ‬عنها‭  ‬غالبية‭ ‬الليبيين‭ .‬

حدثينا‭  ‬عن‭ ‬شعار‭ ‬مشروعك‭ ‬الحالي‭ ‬

أطلقت‭ ‬على‭ ‬مشروعي‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬‭ ‬زادا‭ ‬للمنتجات‭ ‬الجلدية‭ ‬اليدوية‮»‬‭ ‬وأطلقت‭ ‬مشروعي‭  ‬فعلياً‭  ‬في‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬لكنني‭ ‬اضطررت‭ ‬للتوقف‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2019‭ ‬بسبب‭ ‬تداعيات‭  ‬الحرب‭ ‬فقد‭  ‬تعرضت‭ ‬آلياتي‭  ‬وموادي‭ ‬الخام‭ ‬ومنتجاتي‭  ‬للسرقة‭ ‬،لكني‭ ‬لم‭ ‬أستسلم‭ ‬واستأنفت‭  ‬النشاط‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2021‭ .‬

ماهو‭ ‬أصل‭ ‬التسمية‭ ‬‮«‬زادا»؟

استوحيت‭ ‬اسم‭ ‬مشروعي‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬إخوتي‭ ‬الصغار‭  ‬فكانوا‭ ‬يتلعثمون‭ ‬في‭ ‬نطق‭ ‬اسمي‭  ‬فينادونني‭ ‬زادا‭ ‬،‭ ‬ومن‭  ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬تسمية‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ‬للمشروع‭  .‬

هل‭ ‬واجهت‭ ‬أية‭ ‬عقبات‭ ‬في‭ ‬طريقك‭ ‬؟

‭ ‬العقبة‭ ‬الأكبر‭ ‬التي‭ ‬اعترضتني‭ ‬هي‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭  ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬محلياً‭  ‬وصعوبة‭ ‬الحصول‭  ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الإبرة‭ ‬والخيط‭ ‬ومواد‭ ‬الحياكة‭   ‬واللصق‭ ‬فهذه‭ ‬ثمنها‭ ‬مرتفع‭ ‬وإن‭ ‬وجدت‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬بالجودة‭ ‬المطلوبة‭ ‬،‭  ‬اضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬الجلود‭ ‬محلياً‭ ‬وذلك‭ ‬وللأسف‭ ‬لأنه‭ ‬ليست‭ ‬لدينا‭ ‬جهات‭ ‬تهتم‭  ‬بدباغة‭ ‬الجلود‭ ‬عوضاً‭ ‬عن‭  ‬توريدها‭ ‬بمبالغ‭ ‬طائلة‭  ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬جهة‭ ‬عامة‭ ‬تهتم‭ ‬بتجميع‭  ‬جلود‭  ‬الأضاحي‭  ‬التي‭  ‬نراها‭ ‬مرمية‭ ‬في‭ ‬صناديق‭ ‬القمامة‭ ‬تلوث‭ ‬البيئة‭ ‬وتشوه‭ ‬المنظر‭ ‬العام‭ ‬وتتكاثر‭  ‬عليها‭ ‬الحشرات‭ ‬وتسبب‭ ‬الأمراض‭ ‬،كما‭ ‬أنه‭ ‬لاتوجد‭ ‬جهة‭ ‬عامة‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬توريد‭ ‬الجلود‭ ‬الطبيعية‭ ‬من‭ ‬إفريقيا‭ ‬فالقارة‭ ‬الإفريقية‭ ‬غنية‭ ‬بجلود‭ ‬الثعابين‭ ‬والتماسيح‭ ‬ويمكن‭ ‬استيرادها‭ ‬بتكلفة‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬نستوردها‭ ‬من‭ ‬أوروبا‭ ‬،‭ ‬فلو‭ ‬تعاونت‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭  ‬تتبعها‭ ‬ووفرت‭ ‬أو‭ ‬سهلت‭ ‬لأصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬الكميات‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬الجلود‭ ‬الطبيعية‭ ‬فبالتأكيد‭ ‬ستنهض‭ ‬الصناعات‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الجلود‭ ‬وستحل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭  ‬لارتفاع‭  ‬تكلفتها‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ .‬

هل‭ ‬طرقت‭ ‬باب‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬طالبة‭ ‬الدعم‭ ‬أو‭ ‬التبني‭ ‬لمشروعك‭ ‬؟

‭- ‬على‭ ‬سيرة‭ ‬الجهات‭ ‬العامة‭ ‬فانني‭ ‬أقولها‭ ‬بألم‭ ‬وبكل‭ ‬مرارة‭ ‬إنني‭ ‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬شخصياً‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬في‭ ‬مدغشقر‭!!‬

فقد‭ ‬ذهبت‭ ‬منتجاتي‭ ‬لكني‭ ‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬لأني‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬جهة‭ ‬عامة‭ ‬تقدم‭ ‬لي‭ ‬تسهيلات‭ ‬السفر‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التأشيرة‭ ‬والإقامة‭ ‬،‭ ‬ولمن‭ ‬يستغرب‭ ‬كيف‭ ‬فزت‭ ‬بالترتيب‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬أتواجد‭ ‬بشخصي‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬المسابقة‭ ‬فإن‭ ‬منتجاتي‭ ‬حضرت‭ ‬المسابقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬السيدة‭ ‬ابتسام‭ ‬بن‭ ‬عامر‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬سيدات‭ ‬الأعمال‭ ‬بغرفة‭ ‬التجارة‭ ‬والصناعة‭ ‬والزراعة‭ ‬بطرابلس‭ ‬وأيضاً‭ ‬تشغل‭ ‬منصب‭ ‬رئيسة‭ ‬سيدات‭ ‬أعمال‭ ‬الكوميسا‭ ‬فرع‭ ‬ليبيا‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬احتدام‭ ‬المنافسة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬منتجاتي‭ ‬كانت‭ ‬أفضل‭ ‬المعروضات‭ ‬ونلتُ‭ ‬شرف‭ ‬تتويج‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬21‭ ‬دولة‭ .‬

نعود‭ ‬إلى‭ ‬السؤال‭ ‬هل‭ ‬طالبت‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بدعم‭ ‬مشروعك؟‭ ‬

‭- ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬لم‭ ‬أطرق‭ ‬باب‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬عامة‭ ‬ولكنني‭ ‬كنت‭ ‬أحرص‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬والفعاليات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة،‭ ‬ووزارة‭  ‬الاقتصاد‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬بما‭ ‬أقدمه‭ ‬من‭ ‬منتجات،‭ ‬ولكن‭ ‬توجد‭ ‬منظمات‭ ‬تحاول‭ ‬استغلال‭ ‬منتجات‭ ‬أصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬،‭ ‬ولم‭ ‬تقدم‭ ‬أي‭ ‬دعم‭ ‬يذكر‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬لم‭ ‬تلق‭ ‬التقدير‭ ‬اللازم‭ ‬،‭ ‬فبعض‭ ‬المنظمات‭ ‬عرضت‭ ‬علىَّ‭ ‬تغيير‭ ‬العلامة‭ ‬التجارية‭ ( ‬زادا‭ ) ‬وبيعها‭ ‬لصالحها‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬الليبية‭ ‬المعروفة‭ ‬حاولت‭ ‬احتكار‭ ‬علامتي‭ ‬التجارية‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬أبيعها‭ ‬علامتي‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تتولى‭ ‬بيعها‭ ‬بالأسلوب‭ ‬والتسعيرة‭ ‬التى‭ ‬تناسبها‭ ‬لكني‭ ‬لم‭ ‬أقبل‭ ‬لأنني‭ ‬رأيت‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬تقييداً‭ ‬لحريتي‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬العامة‭ ‬كانت‭ ‬تشتري‭ ‬مني‭ ‬المنتجات‭ ‬وقدمها‭ ‬كهدايا‭ ‬للسياح‭ ‬أو‭ ‬الأجانب‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬لي‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬أ‭ ‬ي‭ ‬دعم‭ ‬يذكر‭ .‬

هل‭ ‬نعتبر‭ ‬هذا‭ ‬نداء‭  ‬منك‭ ‬للجهات‭  ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬لتبني‭ ‬مشروعك؟‭ ‬

‭- ‬كصاحبة‭ ‬مشروع‭ ‬صغير‭ ‬أريد‭ ‬لمشروعي‭ ‬أن‭ ‬يكبر‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬أطالب‭ ‬الجهات‭ ‬المنتجة‭ ‬بإنشاء‭ ‬مصنع‭ ‬وتوفير‭ ‬مواد‭ ‬خام‭ ‬ومعدات‭ ‬وآلات‭ ‬ودعم‭ ‬مشروعي‭ ‬مادياً‭ ‬ولوجيستياً‭ ‬وتقديم‭ ‬تسهيلات‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬المنفعة‭ ‬ستعود‭ ‬على‭ ‬الطرفين‭ ‬،‭ ‬فللأسف‭ ‬حالياً‭ ‬أنا‭ ‬المصمم‭ ‬وأنا‭ ‬المنتج‭ ‬وأنا‭ ‬المسوق‭ ‬وليس‭ ‬لديّ‭ ‬عاملات‭ ‬أوحتى‭ ‬مقر‭ ‬مناسب‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬،‭ ‬وأعمل‭ ‬بامكانات‭ ‬متواضعة‭ ‬جداً‭ ‬وجميع‭ ‬مراحل‭  ‬الصناعة‭ ‬أقوم‭ ‬بها‭ ‬بمفردي‭ ‬فالتعامل‭ ‬مع‭ ‬مادة‭ ‬الجلد‭ ‬الطبيعي‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬بالهين‭ ‬فأصغر‭ ‬خرم‭ ‬أو‭ ‬ثقب‭ ‬في‭ ‬مادة‭ ‬الجلد‭ ‬أو‭ ‬تعامل‭ ‬خاطىء‭ ‬معها‭ ‬يفقدها‭ ‬صلاحيتها‭ ‬وكذلك‭ ‬فإني‭  ‬أطالب‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬بتزويدي‭ ‬بأيد‭ ‬عاملة‭ ‬كفؤة‭ ‬تجيد‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مادة‭ ‬الجلد‭ ‬،‭ ‬لأنه‭ ‬لايمكنني‭ ‬استقدام‭ ‬عمالة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬ليبيا‭ ‬و‭ ‬الأمر‭ ‬مكلف‭ . ‬

‭- ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬مشروعك‭ ‬خطف‭ ‬جائزة‭ ‬الترتيب‭ ‬الأول‭  ‬من‭ ‬أيدي‭ ‬المشاركات‭ ‬المتقدمات‭ ‬من‭ ‬21‭ ‬دولة‭ ‬فهذا‭  ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬منتجاتك‭ ‬ذات‭ ‬جودة،‭ ‬فهل‭ ‬لاقت‭ ‬حظها‭ ‬من‭ ‬الرواج‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬؟‭ ‬

‭- ‬طبعاً‭ ‬،‭ ‬فالمنتجات‭ ‬الجلدية‭ ( ‬ليها‭ ‬ناسها‭ ) ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أ‭ ‬نني‭ ‬أتقصد‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬الخواص‭ ‬أوإلى‭ ‬الطبقة‭ ‬المخملية‭ ‬فالجلد‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬يعتبر‭ ‬باهظ‭ ‬الثمن‭ ‬وليس‭ ‬بإمكان‭ ‬جميع‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬اقتناؤه‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬عشاقا‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬فنجد‭ ‬إحداهن‭ ‬تدخر‭ ‬المال‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬اقتناء‭ ‬حقيبة‭ ‬أوحزام‭ ‬أو‭ ‬حذاء‭ ‬فاخر‭ ‬مصنوع‭ ‬من‭ ‬الجلد‭ ‬الطبيعي‭ ( ‬الحقاني‭ ) ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬أنني‭ ‬أتعامل‭ ‬مع‭ ‬منتجاتي‭ ‬حسب‭ ‬قيمتها‭ ‬الفنية‭ ‬والجمالية‭  ‬وأضع‭ ‬فيها‭ ‬مشاعر‭ ‬حب‭ ‬وأستغرق‭ ‬فيها‭  ‬وقتاً‭ ‬وجهداً‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬تكلفتها‭ ‬الباهظة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬والأدوات‭ ‬وهذا‭ ‬ماقد‭ ‬يجهله‭ ‬الكثيرون‭ ‬ويعتقدون‭ ‬أنني‭ ‬أسعى‭ ‬فقط‭ ‬للربح‭ ‬أو‭ ‬جني‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المال‭  . ‬

ولأنني‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬الدعم‭  ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬فقد‭ ‬قررت‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬والسير‭ ‬خطوة‭ ‬خطوة‭ ‬حتى‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬قدمي‭ ‬لأنني‭ ‬فعلاً‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مصنع‭ ‬أُقيم‭ ‬فيه‭ ‬مشروعي‭ ‬،‭ ‬ويؤسفني‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬إننا‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬لدينا‭ ‬المقدرة‭ ‬على‭ ‬تصنيع‭ ‬الاكسسوارات‭ ‬والحقائب‭ ‬والأحذية‭  ‬ومواد‭ ‬التنظيف‭ ‬وغيرها‭ ‬ولكن‭ ‬لاتوجد‭ ‬لدينا‭ ‬مصانع‭ ‬،‭ ‬فليبيا‭ ‬دولة‭ ‬مستوردة‭ ‬وليست‭ ‬منتجة‭ ‬أو‭ ‬مصنعة‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬الليبية‭ ‬لم‭ ‬تتحول‭ ‬بشكل‭ ‬جاد‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يمكنها‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬وتوفير‭ ‬مبالغ‭ ‬طائلة‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبي‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬هدره‭ ‬في‭ ‬توريد‭ ‬سلع‭ ‬غزت‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬جلها‭ ‬رديء‭ ‬وغير‭ ‬مطابق‭ ‬للمواصفات‭ ‬المطلوبة‭ . 

‭- ‬قلت‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬حديثك‭ ‬إنك‭ ‬احترفت‭ ‬صناعة‭ ‬مواد‭ ‬التنظيف‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تستمري‭ ‬فيها‭ ‬؟‭ ‬

‭-  ‬أتذكر‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬صنعت‭ ‬مايعرف‭ ‬بمعطر‭ ‬الجو‭ ‬وليس‭ ‬غروراً‭ ‬لكنه‭ ‬نال‭ ‬استحسان‭  ‬الجمهور‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬وكان‭ ‬منافساً‭ ‬لنظرائه‭ ‬الموجودين‭ ‬حالياً‭ ‬على‭ ‬أرفف‭ ‬المحال‭ ‬التجارية‭  ‬ولكن‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬والدعم‭  ‬المادي‭ ‬كان‭ ‬عائقاً‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬محلياً‭ ‬وقد‭ ‬يقول‭ ‬قائل‭ ‬ماهي‭ ‬المنفعة‭ ‬التي‭ ‬ستعود‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تبنت‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬؟‭ ‬

‭ – ‬ما‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬الكثيرون‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬دعمت‭ ‬الدولة‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬ووفرت‭ ‬لها‭ ‬البيئة‭ ‬الملائمة‭ ‬من‭ ‬مصانع‭ ‬وآلات‭ ‬ومعدات‭ ‬ومواد‭ ‬خام‭ ‬فإنها‭ ‬بالتالي‭ ‬ستوفر‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للشباب‭ ‬وستستغل‭ ‬الطاقات‭ ‬الشبابية‭. ‬وتدريبها‭ ‬وتأهيلها‭ ‬للانتاج‭ ‬والتصنيع‭ ‬مما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬توطين‭ ‬هذه‭ ‬الصناعات‭ ‬المهمة‭ ‬والتي‭ ‬يحتاجها‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬وصولا‭ ‬ً‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ . ‬

بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬مشروعك‭ ‬قلت‭ ‬إنك‭ ‬الآن‭ ‬تصنعين‭ ‬الحقائب‭ ‬والأحزمة‭ ‬والمحفظات‭ ‬،‭ ‬لماذا‭ ‬توقفت‭ ‬عن‭ ‬صنع‭ ‬الأحذية؟‭ ‬

ـ‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ماخضت‭ ‬تجربة‭ ‬صنع‭ ‬الأحذية‭ ‬ونالت‭ ‬القبول‭ ‬والاستسحان‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬الاستمرار‭ ‬لضعف‭ ‬الامكانات‭ ‬فليس‭ ‬لديَّ‭ ‬مصنع‭ ‬ولا‭ ‬آلات‭ ‬ولامواد‭ ‬خام‭ .. ‬فكرة‭ ‬صناعة‭ ‬الأحذية‭ ‬ظلت‭ ‬مجرد‭ ‬فكرة‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬تشجيعا‭ ‬أو‭ ‬دعما‭ ‬ليقوم‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬وللأسف‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬يمكننا‭ ‬بجدارة‭ ‬خوض‭ ‬غمار‭ ‬صناعة‭ ‬الأحذية‭ ‬والنجاح‭ ‬فيها‭ ‬لأن‭ ‬منتجاتنا‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية‭ ‬فعلاً‭ ‬،‭ ‬ويمكننا‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬استيراد‭ ‬نظيرتها‭ ‬الرديئة‭ ‬التي‭ ‬يدفع‭ ‬بها‭ ‬السوق‭ . ‬

ـ‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬ينقصنا‭  ‬كي‭ ‬لانُصنع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬؟‭ ‬

قد‭ ‬لايعجب‭ ‬كلامي‭ ‬البعض‭ ‬ولكننا‭ ‬فعلاً‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مسؤولين‭ ‬أكثر‭ ‬وطنية‭ ‬وغيرية‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالصناعة‭ ‬والإنتاج‭ ‬الليبي،‭ ‬ليبيا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مسؤول‭ ‬يضع‭ ‬مصلحة‭ ‬وطنه‭ ‬قبل‭ ‬مصلحته‭ ‬الشخصية‭ . ‬

ـ‭ ‬كصاحبة‭ ‬مشروع‭ ‬وكسيدة‭ ‬أعمال‭ ‬وكامرأة،‭ ‬برأيك‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬للمرأة‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬حضورها‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬؟‭ ‬

على‭ ‬المرأة‭ ‬أن‭ ‬تؤمن‭ ‬بنفسها‭ ‬أكثر‭ ‬وتؤمن‭ ‬بمقدرتها‭ ‬وامكاناتها‭ ‬،عليها‭ ‬أن‭ ‬لاتستسلم‭ ‬لضغوطات‭ ‬الحياة‭ ‬والمجتمع‭ ‬وللعراقيل‭ ‬والعقبات‭ ‬التي‭ ‬تعترضها‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭ ‬،‭ ‬فمشوار‭ ‬الألف‭ ‬ميل‭ ‬يبدأ‭ ‬دائماً‭ ‬بخطوة‭ .‬

ولكن‭ ‬توجد‭ ‬مشروعات‭ ‬لاقت‭ ‬نجاحاً‭ ‬باهراً‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬بل‭ ‬تخطت‭ ‬الحدود‭ ‬الليبية،‭ ‬فما‭ ‬تعليقك‭ ‬؟‭ ‬

ـ‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬ثمة‭ ‬مشروعات‭ ‬ليبية‭ ‬نجحت‭ ‬نجاحاً‭ ‬منقطع‭ ‬النظير‭ ‬بجودتها‭ ‬ويقبل‭ ‬عليها‭ ‬الليبيون‭ ‬ويفضلونها‭ ‬حتى‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬الموردة‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬،‭ ‬وإني‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬إذا‭ ‬وجد‭ ‬الليبيون‭ ‬منتجاً‭ ‬أو‭ ‬سلعة‭ ‬ليبية‭ ‬جديدة‭ ‬ومقنعة‭ ‬بأنهم‭ ‬لن‭ ‬يلتفتوا‭ ‬لغيرها‭ ‬الأجنبية‭.‬

ـ‭ ‬كسيدة‭ ‬أعمال‭ ‬هل‭ ‬لاقى‭ ‬مشروعك‭ ‬تشجيعاً‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬بك،‭ ‬أم‭ ‬كان‭ ‬مصيرك‭ ‬التنمر‭ ‬وإحباط‭ ‬المعنويات‭ ‬؟‭ ‬

كصاحبة‭ ‬مشروع‭ ‬يهمني‭ ‬فقط‭ ‬رأي‭ ‬الإيجابيين‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬ولا‭ ‬أرفض‭ ‬النقد‭ ‬البناء،‭ ‬أما‭ ‬أولئك‭ ‬السلبيون‭ ‬الذين‭ ‬ينتقدون‭ ‬ويتنمرون‭ ‬لمجرد‭ ‬النقد‭ ‬والتنمر‭ ‬فلن‭ ‬أسمح‭ ‬لهم‭ ‬بعرقلة‭ ‬مسيرتي‭ . ‬

ـ‭ ‬هل‭ ‬حاولت‭ ‬شخصياً‭ ‬تسويق‭ ‬منتجاتك‭ ‬والتعريف‭ ‬بها‭ ‬خارج‭ ‬ليبيا‭ ‬؟‭ ‬

الحقيقة‭ ‬أنني‭ ‬سافرت‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يمتلئ‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭ ‬بمنتجاتها‭ ‬وعرضت‭ ‬على‭ ‬المحال‭ ‬التى‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬نشاط‭ ‬مشروعي‭ ‬عرض‭ ‬منتجاتي‭ ‬وتسويقها‭ ‬لديهم‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬يعتبر‭ ‬سياحياً‭ ‬ويزوره‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬لكنهم‭ ‬للأسف‭ ‬رفضوا‭ ‬عرض‭ ‬وتسويق‭ ‬منتجاتي‭ ‬ليس‭ ‬بسبب‭ ‬رداءتها‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬مطابقتها‭ ‬للمواصفات‭ ‬العالمية‭ ‬ولكن‭ ‬لأنهم‭ ‬يؤثرون‭ ‬منتجاتهم‭ ‬المحلية‭ ‬عن‭ ‬غيرها‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جعلني‭ ‬أشعر‭ ‬بالقهر،‭ ‬وللأسف‭ ‬لأن‭ ‬مسؤولينا‭ ‬لم‭ ‬يصلوا‭ ‬بعد‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬دعم‭ ‬المشروعات‭ ‬الصغرى‭ ‬سيدعم‭ ‬وبشكل‭ ‬كبير‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدولة‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للمواطنين‭ ‬،فالكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغرى‭ ‬والأعمال‭ ‬الحرفية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬اقتصادها‭. ‬

هل‭ ‬لديك‭ ‬إضافة؟‭ ‬

لديَّ‭ ‬نقطة‭ ‬أراها‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أتطرق‭ ‬إليها‭ ‬وهي‭ ‬شريحة‭ ‬يجب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬فأطفال‭ ‬دور‭ ‬الرعاية‭ ‬شريحة‭ ‬لاتتجزأ‭ ‬عن‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع،‭ ‬أتساءل‭ ‬لم‭ ‬لايتم‭ ‬تشجيع‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬وتدريبها‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئة‭ ‬مناسبة‭ ‬لاقحامها‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الحرفي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأهيل‭ ‬الأطفال‭ ‬ليكونوا‭ ‬حرفيين‭ ‬وأصحاب‭ ‬مشروعات‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬؟

وليس‭ ‬آخراً‭ ‬؟‭ ‬

‮«‬زادا‭ ‬للمنتجات‭ ‬الجلدية‮»‬‭ ‬هو‭ ‬مشروعي‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬صغيراً‭ ‬فهو‭ ‬مشروع‭ ‬وطن‭ ‬يحمل‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬صنع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‮»‬‭ ‬أطمح‭ ‬أن‭ ‬أراه‭ ‬يكتسح‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬ويحظى‭ ‬بالاحترام‭ ‬والاعجاب‭ ‬،‭ ‬وأتوق‭ ‬لأرى‭ ‬المنتجات‭ ‬الليبية‭ ‬تغزو‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وليس‭ ‬العكس‭ .   

شاهد أيضاً

برنامج «ستار ليبي» أعتبره بدايتي وكان تجربة جميلة

انتصار‭ ‬عطية صناعة‭ ‬الاسم‭ ‬لاتمر‭ ‬بطريق‭ ‬مفروش‭ ‬ببساط‭ ‬أحمر‭  ‬،هذا‭ ‬ماتعرفه‭ ‬الفنانة‭ ‬انتصار‭ ‬عطية،‭ ‬فالطريق‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *