الرئيسية / الدراسة / ابنة طرابلس التي تعيش واقفة

ابنة طرابلس التي تعيش واقفة

السرايا‭ ‬الحمـــــــــــــرا

التي‭ ‬هزمت‭ ‬الأزمنة

ذات‭ ‬بهجة‭ ‬تغنى‭ ‬الشاعر‭ ‬بطرابلس‭ ‬منشداً‭ :  “‬يا‭ ‬أم‭ ‬السرايا‭ “.. ‬وكأنه‭ ‬ينحت‭ ‬اسماً‭ ‬آخر‭ ‬للمحروسة‭ .‬

‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬قوية‭ ‬بين‭ ‬المدينة‭ ‬وقلعتها‭ ‬الحمراء‭ .. ‬وما‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬قد‭ ‬زار‭ ‬طرابلس‭ ‬إلا‭ ‬وعلق‭ ‬بصره‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأسوار‭ ‬العالية‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬وأهم‭ ‬ميادينها‭ .‬

‭( ‬السريا‭) ‬بنيت‭ ‬قبل‭ ‬الأتراك‭ ‬حتى‭ ‬وكانوا‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬أطلق‭ ‬التسمية‭ ..‬أزمنة‭ ‬كثيرة‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ( ‬السرايا‭ ) ‬ولكنها‭ ‬ظلت‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬الأزمنة‭ ..‬من‭ ‬بنى‭ ‬السرايا‭ .. ‬؟‭  ‬ومعلومات‭ ‬أكثر‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬ابنة‭ ‬طرابلس،‭ ‬أو‭ ‬هرم‭ ‬طرابلس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الترحال‭ ‬لأحد‭ ‬خبراء‭ ‬الآثار‭ .

الخبير‭ ‬الأثري‭: ‬رمضان‭ ‬إمحمد‭ ‬الشيبان

لم‭ ‬تكن‭ ‬السراي‭ ‬الحمراء‭ ‬تحمل‭ ‬اللون‭ ‬الأحمر‭ ‬دائماً‭. ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬تحمل‭ ‬اللون‭ ‬الأبيض‭ ‬الناصع‭..‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬وصف‭ ‬لهذه‭ ‬القلعة‭ ‬في‭ ‬‮«‬كتاب‭ ‬البحرية‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1524‭ ‬ميلادية‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬فيه‭ ‬مؤلفة‭ ,‬وهو‭ ‬احد‭ ‬ضباط‭ ‬البحرية‭ ‬الليبيين‭ ‬

‭(( ‬من‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬ديار‭ ‬المغرب‭ ‬قلعة‭ ‬أجمل‭ ‬من‭ ‬قلعة‭ ‬طرابلس،‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬برج‭ ‬فيها‭ ‬يرى‭ ‬وكأنه‭ ‬مصنوع‭ ‬من‭ ‬الشمع‭ , ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬قلعة‭ ‬طرابلس‭ ‬هذه‭ ‬تبيض‭ ‬بالجير‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬فتظهر‭ ‬للناظر‭ ‬كالفضة‭ ‬الناصعة‭ .‬ومما‭ ‬يذكر‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القلعة‭ ‬أنه‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يلجا‭ ‬إليها‭ ‬الأهالي‭ ‬وقت‭ ‬الحروب‭ ‬والغزوات‭ ‬للاحتماء‭ ‬بها‭ ‬إذ‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬يبدأ‭ ‬الغزاة‭ ‬بضرب‭ ‬أسوار‭ ‬المدينة‭ ‬بالمدافع‭ ‬التي‭ ‬يحملونها‭ ‬فوق‭ ‬ظهور‭ ‬سفنهم‭ ‬الغازية‭ ‬حتى‭ ‬يتسارع‭ ‬أهالي‭ ‬طرابلس‭ ‬إلي‭ ‬أبواب‭ ‬وحصون‭ ‬السراي‭ ‬طلبا‭  ‬للاحتماء‭ ‬تحت‭ ‬أبراجها‭ ‬وأسوارها‭ ‬المتينة‭.‬حيث‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬تام‭ ‬طيلة‭ ‬فترة‭ ‬الغزو‭..‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬القلعة‭ ‬مستعدة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬فكانت‭ ‬تضم‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المخازن‭ ‬والمخابز‭ ‬والطواحين‭ ‬والحمامات‭,‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الراحة‭ ‬والمعيشة‭ ) ‬تعتبر‭ ‬السـراي‭ ‬الحمراء‭ ‬من‭ ‬أضخم‭ ‬المـباني‭ ‬الأثريـة‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬اهتمام‭ ‬كل‭ ‬زائر‭ ‬لمدينة‭ ‬طرابلس‭ ,‬وبما‭ ‬تبعته‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬من‭ ‬ذكريات‭ ‬القرون‭ ‬الماضية‭ ‬وما‭ ‬تخللها‭ ‬من‭ ‬القتال‭ ‬والكفاح‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬مختلفة‭ ‬الأديان‭ ‬والأجناس‭. ‬فهي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الآثار‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬صمدت‭ ‬في‭ ‬هذه‭  ‬البلاد‭.‬

إن‭ ‬قصة‭ ‬هذه‭ ‬القلعة‭ ‬طويلة‭ ‬نتيجة‭ ‬لقدم‭ ‬منشئها‭ ‬وللمدى‭ ‬التاريخي‭ ‬الطويل‭ ‬الذي‭ ‬مرت‭ ‬به‭ ‬وتعرضت‭ ‬خلاله‭ ‬إلي‭ ‬تغيرات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬عمارتها‭ ‬حسب‭ ‬ذوق‭ ‬ومتطلبات‭ ‬كل‭ ‬عصر‭ ‬وتبلغ‭ ‬المساحة‭ ‬المقامة‭ ‬عليها‭ ‬القلعة‭ ‬تقريبا‭ ‬ثلاثة‭ ‬عشرة‭ ‬ألف‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬وطول‭ ‬ضلعها‭ ‬الشمالي‭ ‬الشرقي‭ ‬مئة‭ ‬وخمسة‭ ‬عشر‭ ‬مترا‭ ‬والشمالي‭ ‬الغربي‭ ‬تسعون‭ ‬مترا‭ ‬والجنوبي‭ ‬الغربي‭ ‬مئة‭ ‬وثلاثون‭ ‬مترا‭ ‬والجنوبي‭ ‬الشرقي‭ ‬مئه‭ ‬وأربعون‭ ‬مترا‭ . ‬

ويرجح‭ ‬بأن‭ ‬قلعة‭ ‬طرابلس‭ ‬بنيت‭ ‬على‭ ‬انقاض‭ ‬مبنى‭ ‬يرجع‭ ‬للعصر‭ ‬الروماني‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬نتائج‭ ‬الحفريات‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬فيها‭ ‬زمن‭ ‬الاستعمار‭ ‬الإيطالي‭  ‬ومما‭ ‬يؤكد‭ ‬ذلك‭  ‬هو‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬أثار‭ ‬قديمة‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬الأعمدة‭ ‬الكورنثية‭ ‬الرخامية‭ ‬الضخمة‭. 

ثم‭ ‬تأتي‭ ‬الفترة‭ ‬البيزنطية‭ ‬سنة‭ ‬534‭ ‬م‭ ‬والمعتقد‭ ‬أن‭ ‬قلعة‭ ‬طرابلس‭ ‬شيدت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ . ‬ومما‭ ‬يؤكد‭ ‬وجود‭ ‬القلعة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬البيزنطية‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬أتى‭ ‬الفاتحون‭ ‬المسلمون‭ ‬سنة642‭ ‬م‭ ‬عسكروا‭ ‬بقواتهم‭ ‬شرق‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الموجود‭ ‬فيه‭ ‬ضريح‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الشعاب‭ ‬،‭ ‬وحوصرت‭ ‬المدينة‭ ‬لمدة‭ ‬تقرب‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬ولم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬فتحها‭ ‬من‭ ‬ناحيتها‭ ‬الشرقية‭ ‬نظرا‭ ‬لوجود‭ ‬القلعة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجهة‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬فتحها‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬ناحيتها‭ ‬الغربية‭ ‬حيث‭ ‬اكتشف‭ ‬الجنود‭ ‬المسلمون‭ ‬أثناء‭ ‬حالة‭ ‬الجزر‭ ‬البحري‭ ‬وجود‭ ‬اتساع‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬بين‭ ‬نهاية‭ ‬السور‭ ‬والبحر‭ . ‬

ويحتمل‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬أجزاء‭ ‬القلعة‭ ‬وأسوار‭ ‬المدينة‭ ‬قد‭ ‬هدمت‭ ‬بأمر‭ ‬عمرو‭ ‬بن‭ ‬العاص‭ ‬سنة‭ ‬22‭  ‬هـ‭ ‬وقد‭ ‬رممت‭ ‬أسوار‭ ‬المدينة‭ ‬وتحصيناتها‭ ‬عندما‭ ‬أجرى‭ ‬عليها‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬بن‭ ‬حبيب‭ ‬سنة132‭ ‬هـ‭ ‬المتولي‭ ‬على‭ ‬إفريقيا‭ ‬بعض‭ ‬التصليحات‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬البحر‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬345‭ ‬ه‭ ‬زاد‭ ‬في‭ ‬إتقان‭ ‬السور‭ ‬وتحصينه‭ ‬أبو‭ ‬الفتح‭ ‬الصقلي‭.‬

وأستمر‭ ‬استخدام‭ ‬القلعة‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المدينة‭ ‬ضد‭ ‬الغزوات‭ ‬المسيحية‭ ‬زمن‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬يحكمون‭ ‬باسم‭ ‬خليفة‭ ‬المسلمين‭ , ‬أما‭ ‬عندما‭ ‬انفصل‭ ‬بها‭ ‬حكامها‭ ‬وانفردوا‭ ‬بحكمها‭ ‬وتزايدت‭ ‬أطماعهم‭ ‬الشخصية‭ ‬وبدأ‭ ‬نتيجة‭ ‬لظلمهم‭ ‬بركان‭ ‬الثورة‭ ‬يغلي‭ ‬في‭ ‬عروق‭ ‬الناس‭ ‬فتغيرت‭ ‬مهمة‭ ‬القلعة‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المدينة‭ ‬إلي‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحكام‭ ‬ضد‭ ‬أهل‭ ‬المدينة‭ . ‬والأدلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كثيرة‭ ‬أهمها‭ ‬أن‭ ‬القلعة‭ ‬كانت‭ ‬مفصولة‭ ‬عن‭ ‬المدينة‭ ‬كلية‭ ‬بخندق‭ ‬متصل‭ ‬بالبحر‭ ‬يحيط‭ ‬بالقلعة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جوانبها‭ ‬ولا‭ ‬سبيل‭ ‬إلى‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬جسر‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬القلعة‭ ‬عند‭ ‬اللزوم‭.‬

أول‭ ‬ذكر‭ ‬للمؤرخين‭ ‬عن‭ ‬قلعة‭ ‬طرابلس‭ ‬كان‭ ‬للرحالة‭ ‬الشهير‭ ‬التيجاني‭ ‬الذي‭ ‬زار‭ ‬قلعة‭ ‬طرابلس‭ ‬وسكن‭ ‬فيها‭ ‬1370‭ ‬م‭ ‬رفقة‭ ‬أحد‭ ‬ملوك‭ ‬بني‭ ‬حفص‭ ‬أبي‭ ‬يحيى‭ ‬زكريا‭ ‬اللحياني‭ ‬حيث‭ ‬يطلعنا‭ ‬التيجاني‭ ‬على‭ ‬وصف‭ ‬القلعة‭ ‬فيقول‭ : (( ‬وتخلى‭ ‬والي‭ ‬البلد‭ ‬إذ‭ ‬ذاك‭ ‬عن‭ ‬موضع‭ ‬سكناه‭ ‬وهو‭ ‬قصبة‭ ‬البلد‭ ‬فنزلنا‭ ‬بها‭ ‬ورأيت‭ ‬أثار‭ ‬الضخامة‭ ‬بادية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القصبة‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الخراب‭ ‬قد‭ ‬تمكن‭ ‬منها‭ ‬وقد‭ ‬باع‭ ‬الولاة‭ ‬أكثرها‭ ‬فما‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬التي‭ ‬تكتنفها‭ ‬ألان‭ ‬إنما‭ ‬استخرجت‭ ‬منها‭ ‬ولها‭ ‬رحبتان‭ ‬متسعتان‭ ))  .     

    ‬وقد‭ ‬شيدت‭ ‬هذه‭ ‬القلعة‭ ‬أو‭ ‬بعبارة‭ ‬اصح‭ ‬الشكل‭ ‬الموجودة‭ ‬عليه‭ ‬الأن‭ , ‬زمن‭ ‬استيلاء‭ ‬الإسبان‭ ‬علي‭ ‬طرابلس‭ ‬أوائل‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬للميلاد‭ ‬سنة1510‭ ‬م‭ . ‬وقد‭ ‬اتخذت‭ ‬السراي‭ ‬الحمراء‭ ‬معقلا‭ ‬للإسبان‭ ‬ضد‭ ‬غارات‭ ‬وثورات‭ ‬الأهالي‭ ‬وقد‭ ‬ادخلوا‭ ‬عليها‭ ‬إصلاحات‭ ‬كبيرة‭ ‬وزادوا‭ ‬في‭ ‬مشتملاتها‭ ‬وظلت‭ ‬في‭ ‬أيديهم‭ ‬حتي‭ ‬سلموها‭ ‬سنة‭ ‬1530‭ ‬ألي‭ ‬فرسان‭ ‬مالطا‭ ‬بأمر‭ ‬الأمبرطور‭ ((‬كارلوس‭ ‬الخامس‭ )) ‬ودام‭ ‬حكم‭ ‬فرسان‭ ‬القديس‭ ‬يوحنا‭ ‬حتى‭ ‬سنة‭ ‬1551‭ ‬م‭.‬تعاقب‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬الحكام‭ ‬ومن‭ ‬هؤاء‭ ‬الحكام‭ ‬الذين‭ ‬اهتموا‭ ‬بالقلعة‭ ‬هما‭ ‬الراهب‭ ‬جورج‭ ‬سكيلنج‭ ‬1535‭  ‬1537‭- ‬م‭  ‬والراهب‭ ‬جوفاني‭ ‬لافليتا‭ ‬1546‭  ‬1549‭-‬‭ ‬م‭ ‬وقد‭ ‬اهتم‭ ‬الأول‭ ‬بإصلاح‭ ‬الأسوار‭ ‬التي‭ ‬هدمها‭ ‬الأسبان‭ ‬وكذلك‭ ‬ترميم‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬القلعة‭ ‬والأسوار‭ ‬الإضافية‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬أسوار‭ ‬القلعة‭ ‬الأصلية‭ ‬من‭ ‬الانهيار‭ ‬أما‭ ‬الثاني‭ ‬جوفاني‭ ‬لافليتا‭ ‬فقد‭ ‬اهتم‭ ‬بتحصين‭ ‬القلعة‭ ‬وطلب‭ ‬من‭ ‬الإمبراطور‭ ‬الأسباني‭ ‬شارل‭ ‬الخامس‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬ترميم‭ ‬القلعة‭ ‬وذلك‭ ‬بواسطة‭ ‬سفير‭ ‬أرسلته‭ ‬المنظمة‭ ‬للإمبراطور‭ ‬مرفق‭ ‬بالخرائط‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأعمال‭ ‬التي‭ ‬يعتزمون‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬ترميم‭ ‬وإصلاح‭   ‬وتم‭ ‬قبول‭ ‬طلبهم‭ ‬وقاموا‭ ‬بترميم‭ ‬الأجزاء‭ ‬المتضررة‭ ‬واستحدثوا‭ ‬بعض‭ ‬الأجزاء‭ ‬الأخرى‭ .‬ففي‭ ‬يوم‭ ‬5‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬سنة‭ ‬1551‭ ‬م‭ ‬بدأ‭ ‬الحصار‭ ‬العثماني‭ ‬لطرابلس‭ ‬وعندها‭ ‬كانت‭ ‬طرابلس‭ ‬تابعة‭ ‬لفرسان‭ ‬مالطا‭ ‬المتحصنين‭ ‬بالقلعة‭ ‬مع‭ ‬ستمئة‭ ‬وثلاثين‭ ‬جندى‭ ‬من‭ ‬مرتزقة‭ ‬الكلابريزي‭ ‬وفرقة‭ ‬من‭ ‬الصقليين‭ ‬وكانت‭ ‬القلعة‭ ‬محصنة‭ ‬بست‭ ‬وثلاثين‭ ‬قطعة‭ ‬مدفعية‭ ‬وبقنابل‭ ‬وصهاريج‭ ‬من‭ ‬النيران‭ ‬لإلقاء‭ ‬كرات‭ ‬المنجنيق‭ ‬على‭ ‬العدو‭ ‬القادم‭. 

وقد‭ ‬حاول‭ ‬العثمانيون‭ ‬إحداث‭ ‬فجوة‭ ‬في‭ ‬سور‭ ‬قلعة‭ ‬طرابلس‭ ‬بواسطة‭ ‬المدفعية‭ ‬ولكنهم‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬ذلك‭ , ‬حتى‭ ‬أخبرهم‭ ‬أحد‭ ‬جواسيسهم‭ ‬المتواجدين‭ ‬بالقلعة‭ ‬بأنهم‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أرادوا‭ ‬إحداث‭ ‬فجوة‭ ‬بسور‭ ‬القلعة‭ ‬فما‭ ‬عليهم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يركزوا‭ ‬ضرب‭ ‬المدفعية‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬الإسبان‭ ‬يسمونها‭ ‬ساحة‭ ‬القديسة‭ ‬بار‭ ‬برة‭ ‬وهي‭ ‬الساحة‭ ‬الكائنة‭ ‬بين‭ ‬برجي‭ ‬القديس‭ ‬جورج‭ ‬والقديس‭ ‬جاكمو‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموضع‭ ‬ضعيف‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬وراءه‭ ‬إلا‭ ‬مسكن‭ ‬الوالي‭ ‬ومخزن‭ ‬الذخيرة‭ ‬التي‭ ‬نقلت‭ ‬إلي‭ ‬كنيسة‭ ‬القديس‭ ‬ليوناردو‭ ‬وبالفعل‭ ‬فقد‭ ‬ركز‭ ‬العثمانيون‭ ‬ضربهم‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجهة‭ ‬وأحدثوا‭ ‬ثغرة‭ ‬بسور‭ ‬القلعة‭ ‬استسلم‭ ‬فرسان‭ ‬مالطا‭ ‬وأصبحت‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬أغسطس‭ ‬1551‭ ‬م‭ ‬تابعة‭ ‬لحكم‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ .‬

‭ ‬ويقول‭ ‬الجراح‭ ‬الفرنسي‭ ‬عن‭ ‬قلعة‭ ‬طرابلس‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬1668‭-‬1676م‭. ‬مايلي‭((‬السراي‭ ‬الطرابلسية‭ ‬هي‭ ‬مدينة‭ ‬الولاية‭ ,‬أسسها‭ ‬الأفارقة‭ ‬ثم‭ ‬رممها‭ ‬ووسعها‭ ‬الإسبان‭ ‬وبعدهم‭ ‬فرسان‭ ‬مالطا‭,‬وتقع‭ ‬فوق‭ ‬ركن‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬واجهة‭ ‬نصف‭ ‬النهار‭ –  ‬واجهة‭ ‬الجنوب‭ –  ‬والمحيط‭ ‬الذي‭ ‬يستدير‭ ‬حولها‭ ‬طوله‭ ‬خمسمئة‭ ‬خطوة‭ ‬تقريباً‭,‬البحر‭ ‬يطوق‭ ‬أسوارها‭ ‬الشرقية‭ ,‬وبقية‭ ‬الأسوار‭ ‬يحيط‭ ‬بها‭ ‬خندق‭ ‬واسع‭ ‬عمقه‭ ‬قامة‭ ‬واحدة‭ .‬شكل‭ ‬السراي‭ ‬مربع‭ ,‬فوق‭ ‬حافتها‭ ‬أربعة‭ ‬أدراج‭ ‬ذات‭ ‬ارتفاع‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬به‭ .‬والإسبان‭ ‬أسموها‭ :‬برج‭ ‬القديسة‭ ‬بار‭ ‬برة‭ ‬وبرج‭ ‬القديس‭ ‬جاكمو‭(‬يعقوب‭)‬وبرج‭ ‬القديس‭ ‬جورج‭.‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬مجهولة‭,‬مدخل‭ ‬السراي‭ ‬ليست‭ ‬عليه‭ ‬موانع‭ ‬ولا‭ ‬جسور‭ ‬ولكن‭ ‬الأبواب‭ ‬الأربعة‭ ‬تقفل‭ ‬في‭ ‬المساء‭ ‬كلها‭,‬وتحتوي‭ ‬السراي‭ ‬في‭ ‬داخلها‭ ‬علي‭ ‬مساكن‭ ‬كثيرة‭ ‬وبابها‭ ‬وضعت‭ ‬فوقه‭ ‬نافورة‭ ‬ينساب‭ ‬منها‭ ‬الماء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النافورة‭ ‬صناعياً‭ ‬من‭ ‬بئر‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المنشية‭ ‬وهناك‭ ‬سقيفة‭ ‬الحرس‭ ‬وإمامها‭ ‬حجرة‭ ‬صغيرة‭ ‬يستريح‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬الحرس‭,(‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬النهار‭,‬أما‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬فيدخل‭ ‬الحرس‭ ‬على‭ ‬بكرة‭ ‬أبيهم‭ ‬إلى‭ ‬السراي‭ ‬ولا‭ ‬يبقى‭ ‬خارجها‭ ‬أحد‭ ‬منهم‭ ).‬

وبمجرد‭ ‬ما‭ ‬يدخل‭ ‬المرء‭ ‬إلى‭ ‬سقيفة‭ ‬الحرس‭ ‬فانه‭ ‬يلاحظ‭ ‬علي‭ ‬جدرانها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البنادق‭ ‬والسيوف‭ ‬المعلقة‭ ‬والكراسي‭ ‬المرصوفة‭ ‬لجلوس‭ ‬الحرس‭.‬وعلى‭ ‬شمال‭ ‬الداخل‭ ‬إلي‭ ‬السراي‭ ‬هناك‭  ‬دهليز‭ ‬طويل‭ ‬يجلس‭ ‬فيه‭ ‬محمد‭ ‬باشا‭ ‬وعثمان‭ ‬باشا‭ ‬على‭ ‬مقعد‭ ‬مطلي‭ ‬بماء‭ ‬الذهب‭ ‬عندما‭ ‬يستقبلان‭ ‬شوا‭ ‬ش‭ ‬الباب‭ ‬العالي‭ ‬ورسل‭ ‬السلطان‭ ‬أو‭ ‬الشخصيات‭ ‬البارزة‭,‬غير‭ ‬أن‭ ‬هدا‭ ‬المقعد‭ ‬الشبيه‭ ‬بالعرش‭ ‬حطمه‭ ‬بالي‭ ‬داي‭ ‬سنة‭ ‬1674م‭. ‬بناء‭ ‬على‭ ‬نصيحة‭ ‬من‭ ‬خليل‭ ‬باشا‭,‬ويعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الدهليز‭ ‬أيضاً‭ ‬مقرا‭ ‬لسكرتيرية‭ ‬الولاية‭.‬وإذا‭ ‬تجاوز‭ ‬الداخل‭ ‬الباب‭ ‬الرابع‭ ‬فانه‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬برحة‭ ‬يسمونها‭ ‬الميدان‭,‬حيث‭ ‬يقضي‭ ‬الوالي‭ ‬النهار‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬يعقدها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الميدان‭ ‬لتصريف‭ ‬شؤون‭ ‬الحكم‭ ‬ويجلس‭ ‬الوالي‭ ‬فوق‭ ‬مقعد‭ ‬خشبي‭ ‬ملاصق‭ ‬للجدار‭ ‬ليس‭ ‬عليه‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الزخارف‭,‬وهذا‭ ‬الكرسي‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬العرش‭.‬وفي‭ ‬مؤخرة‭ ‬الدهليز‭ ‬المعد‭ ‬لجلوس‭ ‬الكتبة‭ ‬فتحة‭ ‬تطل‭ ‬عليه‭,‬أنها‭ ‬نافدة‭ ‬ذات‭ ‬قضبان‭ ‬حديدية‭ ‬متشابكة‭ ‬يصدر‭ ‬الوالي‭ ‬أوامره‭ ‬على‭ ‬الكتبة‭ ‬منها‭,‬وكلما‭ ‬اتجه‭ ‬المرء‭ ‬نحو‭ ‬الشمال‭ ‬اتسعت‭ ‬الباحة‭ ‬تدريجيا‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬مسجد‭ ‬الجند‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬كنيسة‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬فرسان‭ ‬مالطا‭,‬وكانت‭ ‬تسمى‭ ‬كنيسة‭ ‬القديس‭ ‬ليوناردو‭,‬وقد‭ ‬حولها‭ ‬مراد‭ ‬آغا‭ ‬1551‭-‬1553م‭.‬مسجد‭.‬أما‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬تبقي‭ ‬من‭ ‬أراضي‭ ‬السراي‭ ‬فهو‭ ‬مملوء‭ ‬بالبنايات‭ ‬السكنية‭ ‬ومخازن‭ ‬السلاح‭ ‬والذخيرة‭.‬كذلك‭ ‬توجد‭ ‬صيدلية‭ ‬وأفران‭ ‬ومطاحن‭  ‬وثلاثة‭ ‬سجون‭ ‬حيت‭ ‬تنفد‭ ‬أحكام‭ ‬الإعدام‭ . ‬وهناك‭ ‬حمام‭ ‬صغير‭ ‬يسجن‭ ‬بداخله‭ ‬الأسرى‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الباشا‭ ‬وضباطه‭,‬وأخيراً‭ ‬هناك‭ ‬الخزانة‭ ‬حيث‭ ‬تحفظ‭ ‬أموال‭ ‬الولاية‭ ‬ويمنع‭ ‬الدخول‭ ‬إليها‭ ‬منعا‭ ‬باتا‭, ‬ولا‭ ‬يدخل‭ ‬الوالي‭ ‬إلى‭ ‬الخزانة‭ ‬إلا‭ ‬ليلا‭ ‬ومعه‭ ‬أحد‭ ‬أعوانه‭ ‬المخلصين‭ . ‬أما‭ ‬على‭ ‬أسوار‭ ‬السراي‭ ‬فهناك‭ ‬أربعون‭ ‬مدفعا‭ ‬وضع‭ ‬معظمها‭ ‬على‭ ‬الواجهة‭ ‬البحرية‭ ‬ومدي‭ ‬هذه‭ ‬المدافع‭ ‬يستطيع‭ ‬حماية‭ ‬الميناء‭ ‬ومدخله‭, ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬هاجم‭ ‬أسطول‭ ‬مسيحي‭ ‬طرابلس‭ ‬فما‭ ‬عليه‭ ‬إلا‭ ‬قصف‭ ‬السور‭ ‬المنهار‭ ‬ليحدث‭ ‬فيه‭ ‬شرخاً‭ ‬بعد‭ ‬بضع‭ ‬ساعات‭ ‬من‭  ‬القصف‭.‬

القلعة‭ ‬مقر‭ ‬لحكم‭ ‬الأسرة‭ ‬القهمانلية‭ : ‬في‭ ‬عهد‭ ‬القره‭ ‬مانليين‭ ‬أضيفت‭ ‬داخل‭ ‬السراي‭ ‬الحمراء‭ ‬عدة‭ ‬مبانى‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬‮«‬أحمد‭ ‬باشا‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬اعتنى‭ ‬بها‭ ‬خاصا‭ ‬ًبتزيين‭ ‬قاعتها‭ ‬وحجراتها‭ , ‬وقام‭ ‬عثمان‭ ‬باشا‭ ‬1649‭- ‬1672‭ ‬م‭ ‬بإصلاح‭ ‬شأن‭ ‬القلعة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الدفاعية‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬البحر‭ ‬فقد‭ ‬فكر‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬رصيف‭ ‬يرد‭ ‬الأمواج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الجانب‭ ‬ويمكن‭ ‬استغلاله‭ ‬عند‭ ‬الضرورة‭ ‬قاعدة‭ ‬لبعض‭ ‬قطع‭ ‬المدفعية‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الميناء‭ .  ‬ومن‭ ‬الداخل‭ ‬فقد‭ ‬أنشئت‭ ‬الردهة‭ ‬القره‭ ‬مانلية‭. ‬

وتصف‭ ‬لنا‭ ‬الآنسة‭ ‬توللي‭ ‬الإنجليزية‭ ‬التي‭ ‬عاشت‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬1783‭-‬1793‭ ‬تصف‭ ‬لنا‭ ‬القلعة‭ ‬كما‭ ‬يليى‭:‬

‭((  ‬القلعة‭ ‬محاطة‭ ‬بسور‭ ‬يبلغ‭ ‬ارتفاعه‭ ‬40‭ ‬قدما‭ ‬فيه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشرفات‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬السور‭ ‬والمنفصلة‭ ‬بعضها‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الكوات‭ ‬لفوهات‭ ‬المدافع‭ ‬والأبراج‭ . ‬تغيرت‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬معالمها‭ ‬المعمارية‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬نتيجة‭ ‬للإضافات‭ ‬الشاذة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الباشا‭ ‬لتضم‭ ‬الفروع‭ ‬المتعددة‭ ‬من‭ ‬أسرته‭. 

ونجد‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬أنشأت‭ ‬بعض‭ ‬المباني‭ ‬الجديدة‭ ‬داخل‭ ‬السراي‭ ‬لأفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬القره‭ ‬مانلية‭ ‬حيث‭ ‬كثر‭ ‬عدد‭ ‬أفرادها‭ ‬فشغلوا‭ ‬كل‭ ‬مسافة‭ ‬فيها‭ ,‬فنجد‭ ‬مبني‭ ‬الحريم‭ ,‬وكان‭ ‬يوجد‭ ‬ديوان‭ ‬الباشا‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أضخم‭ ‬الدواوين‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العهد‭ ,‬كما‭ ‬تضم‭ ‬غرفة‭ ‬الزوار‭ ‬والقناصل‭ ‬الدين‭ ‬كانوا‭ ‬يستقبلون‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬باشوات‭ ‬الأسرة‭ ‬وديوان‭ ‬القضاء‭ ‬وصيدلية‭ ‬الحكومة‭ ‬ورئاسة‭ ‬الخزانة‭ ‬ودار‭ ‬سك‭ ‬العملة‭ ,‬والسجون‭ ‬وقد‭ ‬هدم‭ ‬بعض‭ ‬منها‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬يطرأ‭ ‬علي‭ ‬القلعة‭ ‬من‭ ‬تغيرات‭ ‬وأخيرا‭ ‬عندما‭ ‬استولت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيطالية‭ ‬علي‭ ‬ليبيا‭ ‬1911‭ ‬م‭ ‬أحدثت‭ ‬بعض‭ ‬التغيرات‭ ‬الجديدة‭ ‬منها‭ ‬بناء‭ ‬النفق‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الميناء‭ ‬‭,‬وبناء‭ ‬الأقواس‭ ‬فوق‭ ‬حصون‭ ‬القلعة‭  ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬الشمالية‭ ‬منها‭ ,‬وجلبت‭ ‬إليها‭ ‬النافورات‭ ‬المرمرية‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المنازل‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنتمي‭ ‬إلي‭ ‬العهد‭ ‬العثماني‭ ‬والقهمانلي‭ ‬نصبت‭ ‬في‭ ‬أروقة‭ ‬وساحات‭ ‬السراي‭ ‬الحمراء‭ , ‬ويلاحظ‭ ‬الزائر‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬المنازل‭ ‬التي‭ ‬بنيت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬والقرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬وأوائل‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ,‬وأثار‭ ‬مبنى‭ ‬حريم‭ ‬ألأسرة‭ ‬القهمانلية‭ ,‬وهذه‭ ‬المباني‭ ‬تشبه‭ ‬بعض‭ ‬البيوت‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬طرابلس‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬بنيت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬والتاسع،‭  ‬عشر‭ ‬الميلادي‭ ‬لها‭ ‬طابقان‭ ‬وشرفة‭ ‬مقوسة‭.   ‬وفي‭ ‬العهد‭ ‬الإيطالي‭ ‬اتخذت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيطالية‭ ‬السراي‭ ‬مركزا‭ ‬للدوائر‭ ‬الحكومية‭ ‬العامة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدخلت‭ ‬عليها‭ ‬بعض‭ ‬الإصلاحات‭ ‬والترميمات‭ ‬والتحويرات‭ ‬منها‭ ‬النفق‭ ‬والطريق‭ ‬الحديثة‭ ‬وبعض‭ ‬الأقواس‭ ‬فوق‭ ‬حصون‭ ‬القلعة‭ ‬و‭ ‬أتخذت‭ ‬بعض‭ ‬مبانيها‭ ‬مقرا‭  ‬لحاكم‭ ‬الايطالي‭ ‬وخصص‭ ‬جزء‭ ‬منها‭ ‬لعمله‭ ‬كمتحف‭ .‬

شاهد أيضاً

الزائرة الأخيرة

عن‭ ‬القصـــة‭:‬ ‘‘بيت‭ ‬الأشباح’’،‭ ‬قصة‭ ‬تدعونا‭ ‬إلى‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬برّ‭ ‬الوالدين‭ ‬وتجنب‭ ‬الطمع‭. ‬مكتوبة‭ ‬بأسلوب‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *