انتصار عطية
صناعة الاسم لاتمر بطريق مفروش ببساط أحمر ،هذا ماتعرفه الفنانة انتصار عطية، فالطريق به الكثير من المطبات ، والزجاج المهشم وعقبات أخرى..إنها أحكام الدخول إلى مستطيل الساحة الفنية الذى يحتاج إلى تذكرة مرور من صبر وجهد وعناء..((انتصار )) صوت له تميزه، وأداء بإحساس عال ومرهف. . لهذا السبب ، وأسباب أخرى اخترنا أن نسلط الضوء على مسيرتها،وماذا تقول انتصار عطية، عن انتصار عطية
» حوار : علــي خويلـــــــد
» عدسة : حسن المجذوب
«ذافويس» و «ستار ليبي» أيهما كان نقطة التحول؟ وما الذي دفعك لاختيار هذا المجال؟
كل التجارب التي يمر بها الإنسان تحدث فارقاً في حياته ولو كان بسيطاً جداً سواء كان هذا التحول للأفضل أو لا، في عام 2017 شاركت في البرنامج العربي (ذافويس) في الموسم الرابع إلى أن وصلت لمرحلة الصوت فقط، وأعتبرها محطة مهمة بالنسبة لي حتى لو كانت بسيطة، ومن بعدها كانت مشاركتي ببرنامج ستار ليبي والذي أعتبره بدايتي الفعلية ومن خلاله ظهرت للجمهور الليبي وكان تجربة جميلة وأكثر من رائعة .. أما اختياري لهذا المجال وحبي للغناء فمنذ الصغر ،كبر معي هذا الحب إلى هذه اللحظة وأشعر بأنني سعيدة به.
هل النجاح في الفن يعتمد على الموهبة فقط، أم أن هناك عوامل أخرى تساهم في ذلك؟
هناك عدة عوامل لها دور في نجاح الفنان ليست الموهبه فقط، ومن ضمن هذه العوامل أخلاقه وتعامله مع الآخرين، بالإضافة إلى الثقافة وحسن اختياره لما يقدمه من محتوى لأن الفنان إنسان مؤثر بالدرجة الأولى وبإمكان محبيه أن يتخذوه قدوة لهم، وعندما تتجمع الصفات الحسنة والثقافة والمعرفة والصوت الجميل حينها نقول بأن هذا فنان فعلاً.
كما لا ننسى المجال الأكاديمي المهم في حياة الفنان، فكلما درس وتعلم يصبح على دراية أكثر بالمجال.
برأيك لماذا أغلب الأغاني سواء المحلية أو العربية أصبحت أغاني عن العتاب والخيانة وظلم طرف للآخر؟ وما هو النوع المفضل في أغانيك؟
لأن هذا النوع من الأغاني أكثر نجاحاً بين الجمهور وأكثر انتشاراً لقوة تأثيرها عند الناس، خاصةً أنها تناقش قضاياهم وهمومهم وحزنهم وهي الأقرب إلى الإحساس والشعور بالظلم وخيانة طرف آخر والتي تكاد منتشرة في المجتمعات العربية بكثرة، فالأغنية طالما لم تحرك مشاعر وإحساس البشر بالحزن أو بالفرح تبقى عبارة عن كلمات عابرة تُسمع مرة ولا تبقى في الذاكرة، بينما الأغاني القوية في الكلمة واللحن والموضوع باقية حية رغم مرور عشرات السنين على غنائها.
أما بالنسبة لي أُفضل الأعمال الوطنية التي تغازل الوطن وتتغنى بتاريخه ومن بعدها تأتي الأعمال التراثية والعاطفية.
أحياناً الفنان يستمع لأغنية معينة ويتمنى أن يكون هو مؤديها أو كاتبها، فما هي الأغنية التي تمنت انتصار أن تكون لها بالكلمة والأداء؟
بصراحة أنا أستمتع بكل كلمة ولحن لأي عمل جميل ومؤثر وناجح، ولكن لم أتمن أن يكون لي شخصياً لأنني مؤمنة بالنصيب والتساخير من الله، وأكون سعيدة بمن غناها، وفي الوقت نفسه أتمنى أن يكون لي نصيب بعمل كبير له تأثير عاطفي وإنساني ووطني وينتشر مثل تلك الأعمال الكبيرة والناجحة.
انتصار عطية صوت جميل، لماذا لم يتم اكتشافه محلياً رغم فقر الساحة الغنائية في العنصر النسائي؟
ربما عدم اهتمام الدولة بالدرجة الأولى، ومن بعدها سلبية المجتمع وعدم تشجيعهم لكل ماهو محلي، وهذه مسألة ثقافات وأذواق، رغم أن الفن والطرب الليبي من أجمل الفنون، وكذلك الأصوات الليبية من أفضل الأصوات في الساحة الغنائية العربية، ومع ذلك نجد عدم معرفة المجتمع بالفنان الليبي بينما يكون ملماً بالفن العربي والغربي ومهتماً بفنانيهم حتى وإن كانوا ليسوا في مستوى المطرب الليبي، وكل ما يخص الفنان غير الليبي رغم ضعف إمكانات ذلك الفنان أمام الفنان الليبي، ومثل ما ذكرت الساحة الغنائية تفتقر للعنصر النسائي بشكل كبير والسبب هو تقاليد المجتمع بالدرجة الأولى وقد يربطه البعض بالعادات والتقاليد.
مؤخراً هناك مشاركات عربية لكِ ، حدثينا عنها..؟
آخر مشاركاتي كانت في البرنامج العربي «مقامات» وكان باستضافة القامة الكبيرة الأستاذ وملك المقامات في المغرب العربي الأستاذ (رشيد غلام) وكانت تجربة أكثر من رائعة ومنفردة ؤسعدت جداً برأيه في صوتي وقدرتي الفنية وكنت سعيده جداً بتمثيلي لبلادي بالصورة الحسنة، وأتمنى أن أكون دائماً الوجه المشرف لليبيا.
الإنسان يتأثر بشخص أو أكثر في مجاله ويعتبره عرابه، فمن عراب انتصار عطية في الغناء؟
عراب انتصار في الفن هم أساتذة الموسيقى وطلابها ومن بينهم نقيب الموسيقيين بطرابلس الدكتور ناصر بن ناجي والدكتور ناصر آغا وأيضاً الأستاذ والفنان الرائع الذي ليس بغريب عليه دعم الفن والفنانين في ليبيا الأستاذ عادل الجيلاني ابن عائلة الجيلاني الفنية والداعم لي منذ بداياتي، والمعروف بــ (بابا عادل) عند انتصار عطية.
هناك بعض المطربات يقدمن أعمالاً تشرح حالتهم الإجتماعية، وهل أنت مع تقديم شيء يكشف جوانب خاصة من حياتك؟
طبعاً لا ، ولست مع طرح الجوانب الخاصة من حياتي للجمهور، وأعتبرها أشياء تحمل خصوصية وهذا رأيي الشخصي.
ما هو الحلم الذي تسعين لتحقيقه من خلال عالم الغناء؟
أسعى إلى تحقيق وصناعة اسم انتصار عطية ليصل عربياً وعالمياً بإذن الله وأسعى أيضاً إلى أن يعرف العالم بأن هناك فنا وفنانين ليبيين ليسوا أقل قيمة من الفنان العربي.
-الكثير من الممثلات العربيات بداية شهرتهن كانت بالغناء، فهل سنشاهد انتصار مستقبلاً أمام العدسة ممثلة؟
عُرض عليّ الكثير من الأعمال الدرامية ولكن لا أجد نفسي إلا في الغناء، وربما مستقبلاً تتغير وجهة النظر ويكون لي رأي آخر في هذا الموضوع.
كيف تتعاملين مع النقد؟ وهل سبق أن غيرت شيئًا في مسيرتك بناءً على نقد معين؟
لايهمني من ينتقدني، ولا أسمح لنفسي أن يؤثر في حياتي أحد لكي أغير شيئاً ما في مسيرتي لأجله، وبكل بساطة ليس هناك من يستحق الالتفات إليه.
من الشعراء الذين غنيتى لهم؟ ومع من تتمنين التعاون؟
هناك عديد الشعراء غنيت لهم وكان لي الشرف بالتعاون معهم، منهم الشاعر فيصل القصير والشاعر الأستاذ عادل الحاسي والأستاذ صالح قادربوه والأستاذ الشاعر عماد الكوني وغيرهم من الشعراء الذين تشرفت وسعدت بالعمل معهم، وبالنسبة لمن أتمنى التعاون معهم أنا أتشرف بكل الشعراء وأعتبر نفسي نقطة في بحرهم.
هل هناك رسالة معينة تسعين لايصالها من خلال أغانيك؟
رسالتي توصيل الفن الليبي وثقافته وكلمته ولحنه وجميع ألوانه للعالم، وتحقيق حلم انتصار عطية الذي طالما حلمت به منذ طفولتها وهو تسجيل اسم انتصار عطيه ضمن أهم فنانات الوطن العربي وتحت خطين (من ليبيا) كما أتمنى أن يحل السلام والحب في كل مكان وجدت فيه الموسيقى والطرب، ولا ننسى بأن كل فنان هو سفير سلام لبلده.
-بكل تجرد .. ما رأيك في الأغنية الليبية في الوقت الحالي؟
رغم أن هناك خلل موجود في الجانب الفني إلا أن الأغنية الليبية والفنان الليبي الحقيقي موجود ويقاوم ويعطي كل ما لديه للحفاظ على الأغنية الليبية وصورة الفنان الليبي سواء بغنائه للأعمال القديمة التي يحاول أن يؤديها بشكلها الصحيح أو غنائه لأعمال خاصة به محافظاً على الكلمة واللحن والمضمون.
لكٍ الكلمة في نهاية الحوار لمن توجهينه؟ وماذا تقولين فيها بكل صراحة؟
بداية لأبي الذي رحل عن الدنيا ولا تزال كلماته ونصائحه تصدح في أذني، فهو من زرع فيّ قوة الشخصية، كما أشكر أخي الذي رحل أيضاً ولا يزال يساندني بذكرياتي معه، وإلى عائلتي جميعاً أقول لهم شكراً من القلب لكم لوقفتكم معي رغم كل الظروف بحلوها ومرها، وشكراً لكل أساتذة الموسيقى ولكل فنان قلبه على الآخرين ويفرح لنجاحهم، شكراً لكل من ساند انتصار .. لكل إعلامي يحاول مواكبة المناشط الفنية والاهتمام بشأنها.
وأخيراً أقول لنفسي شكراً انتصار لصبرك وتحملك ووقوفك ضد التيار المعاكس من أجل تحقيق حلمك ومقاومتكِ لكل الظروف.