الرئيسية / الرئيسية / في غياب المستشفيات المركزية المجهزة

في غياب المستشفيات المركزية المجهزة

بأكبر‭ ‬مدن‭ ‬الجنوب‭ ‬مشفى‭ ‬سبها‭ ‬الطبي‭ ‬الملاذ‭ ‬الوحيد‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدج‭ !!

‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الإقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬ليبيا،‭ ‬برزت‭ ‬أزمة‭ ‬جديدة‭ ‬تثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الأسر‭ ‬الليبية،‭ ‬تتعلق‭ ‬بنقص‭ ‬الحضانات‭ ‬الطبية‭ ‬للأطفال‭ ‬الخدّج‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكاليفها‭ ‬في‭ ‬الخاص‭  ‬حيث‭ ‬تشهد‭ ‬البلاد‭ ‬نقصاً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬في‭ ‬التجهيزات‭ ‬الأساسية‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المتقدمة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأطفال،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬العائلات‭ ‬بين‭ ‬خيارين‭ ‬كلاهما‭ ‬صعب؛‭ ‬إما‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬ذات‭ ‬التكلفة‭ ‬الباهظة،‭ ‬أو‭ ‬الانتظار‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الإمكانات‭ ‬،‭ ‬تخيل‭ ‬لحظة‭ ‬ولادة‭ ‬طفل‭ ‬قبل‭ ‬أوانه‭ ‬وهو‭ ‬يتوق‭ ‬للحياة‭ ‬والرعاية‭ ‬لكن‭ ‬يواجه‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبةالتي‭ ‬تضمن‭ ‬له‭ ‬البقاء‭ ‬والنمو‭ ‬فحتى‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬العاصمة‭ ‬تعاني‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬والنقص‭ ‬في‭ ‬التجهيزا

 » استطلاع ‭:‬عزيزة محمد‭ ‬حسين

أما‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الجنوب‭ ‬مثل‭ ‬غات‭ ‬وأوباري‭ ‬ومرزق‭ ‬والمدن‭ ‬والقرى‭ ‬الأخرى،‭ ‬فالوضع‭ ‬يزداد‭ ‬سوءًا‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬مستشفيات‭ ‬مركزية‭ ‬مجهزة،‭ ‬حيث‭ ‬يعتمد‭ ‬السكان‭ ‬على‭ ‬مراكز‭ ‬صغيرة‭ ‬وعيادات‭ ‬محلية‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬المعدات‭ ‬الأساسية،‭ ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬تحتوي‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬حجرتين‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬يصبح‭ ‬مستشفى‭ ‬سبها‭ ‬الطبي‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬بعض‭ ‬الإمكانات‭ ‬لرعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدّج،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬عليه‭ ‬ويجعل‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيراً‭.‬

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نضمن‭ ‬لأطفالنا‭ ‬الخدج‭ ‬فرصاً‭ ‬أفضل‭ ‬للحياة‭ ‬والنمو‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬

هذا‭ ‬التقرير‭ ‬يُبرز‭ ‬معاناة‭ ‬الأسر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬ويعكس‭ ‬الأصوات‭ ‬المطالبة‭ ‬بضرورة‭ ‬التدخل‭ ‬الحكومي‭ ‬العاجل‭ ‬لحل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬المتفاقمة،‭ ‬ويطرح‭ ‬مقترحات‭ ‬من‭ ‬ناشطين‭ ‬ومهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬الصحي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬عادلة‭ ‬للأطفال‭ ‬الخدّج‭ ‬وضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬لهم‭.‬

أميرة‭ ‬نوري،‭ ‬ناشطة‭ ‬مدنية‭ ‬من‭ ‬سبها‭: ‬نقص‭ ‬الحضانات‭ ‬للأطفال‭ ‬الخدج‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬أزمة‭ ‬تحتاج‭ ‬تدخلاً‭ ‬عاجلاً

وصفت‭ ‬الناشطة‭ ‬المدنية‭ ‬أميرة‭ ‬نوري،‭ ‬المقيمة‭ ‬في‭ ‬سبها،‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الحضانات‭ ‬للأطفال‭ ‬الخدج‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المؤلمة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬حيث‭ ‬تزداد‭ ‬صعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المتقدمة‭. ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬حضانات‭ ‬حديثة‭ ‬أصبحت‭ “‬ملحة‭ ‬جدًا‭”‬،‭ ‬إذ‭ ‬تتزايد‭ ‬معدلات‭ ‬الولادات‭ ‬المبكرة‭ ‬ونقص‭ ‬التجهيزات‭ ‬الطبية،‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬عديد‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدج‭ ‬لخطر‭ ‬حقيقي‭.‬

وتضيف‭ ‬أن‭ ‬نقص‭ ‬الحضانات‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬يمثل‭ ‬أزمة‭ ‬تستدعي‭ ‬تدخلاً‭ ‬عاجلاً‭ ‬لضمان‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬الأسر‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬اللازمة‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬يكلف‭ ‬الكثير‭. ‬وتوضح‭ ‬أن‭ “‬التكلفة‭ ‬اليومية‭ ‬للحضانة‭ ‬في‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬1500‭ ‬دينار‭ ‬ليبي،‭ ‬وهو‭ ‬مبلغ‭ ‬مرهق‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمعظم‭ ‬الأسر‭ ‬الليبية‭”‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العبء‭ ‬المالي‭ ‬يتفاقم‭ ‬مع‭ ‬الظروف‭ ‬الإقتصادية‭ ‬الصعبة،‭ ‬ما‭ ‬يضاعف‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬الأسر‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ “‬الحضانات‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬تُعد‭ ‬خياراً‭ ‬أفضل‭ ‬لعديد‭ ‬الأسر‭ ‬بسبب‭ ‬تكلفتها‭ ‬الأقل‭”‬،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نقص‭ ‬الحضانات‭ ‬الحكومية،‭ ‬يجد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأهالي‭ ‬أنفسهم‭ ‬مضطرين‭ ‬للجوء‭ ‬إلى‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة،‭ ‬مما‭ ‬يثقل‭ ‬كاهلهم‭ ‬مالياً‭ ‬ويجعل‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للأطفال‭ ‬الخدج‭ ‬غير‭ ‬متاحة‭ ‬للجميع‭.‬

وتقترح‭ ‬الناشطة‭ ‬عدة‭ ‬حلول‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬منها‭ ‬زيادة‭ ‬تمويل‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬وتحديث‭ ‬أقسام‭ ‬الأطفال،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تدريب‭ ‬كوادر‭ ‬مؤهلة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدج،‭ ‬وتوفير‭ ‬حضانات‭ ‬متنقلة‭ ‬يمكن‭ ‬نقلها‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬المحتاجة‭. ‬وترى‭ ‬أن‭ ‬للحكومة‭ ‬دوراً‭ ‬رئيساً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬التخطيط‭ ‬لزيادة‭ ‬عدد‭ ‬الحضانات‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬وتخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬لشراء‭ ‬المعدات‭ ‬الضرورية،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬قوانين‭ ‬تُلزم‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬بتقديم‭ ‬أسعار‭ ‬معقولة‭ ‬للخدمات‭ ‬الأساسية‭.‬

كما‭ ‬اقترحت‭ ‬أميرة‭ ‬إنشاء‭ ‬صندوق‭ ‬لدعم‭ ‬العائلات‭ ‬لتخفيف‭ ‬عبء‭ ‬التكاليف‭ ‬عن‭ ‬كاهل‭ ‬الأسر‭ ‬ذات‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬بحيث‭ ‬يغطي‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬نفقات‭ ‬الحضانة‭. ‬وترى‭ ‬أن‭ ‬التوعية‭ ‬المجتمعية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وسيلة‭ ‬فعالة‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الدعم‭ ‬المجتمعي‭ ‬للجهود‭ ‬الصحية،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬الضغط‭ ‬لتوفير‭ ‬الرعاية‭ ‬اللازمة‭ ‬للأطفال‭ ‬الخدج‭.‬

وشددت‭ ‬الناشطة‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والمنظمات‭ ‬الخيرية‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬طبية‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬حضانات‭ ‬للمستشفيات‭ ‬العامة،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بقضايا‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدج‭ ‬وأهمية‭ ‬تقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الكاملة‭ ‬لهم‭.‬

‭”‬معاناة‭ ‬مواطن‭ ‬ليبي‭ ‬من‭ ‬إهمال‭ ‬وتقصير‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬سبها‭ ‬الطبي‭”‬

‭ ‬ » محمد‭ ‬عبدالسلام‭ ‬

رغم‭ ‬احضاري‭ ‬تقريراً‭ ‬طبياً‭ ‬من‭ ‬مصحة‭  ‬خاصة‭ ‬ونقل‭ ‬زوجتي‭ ‬وهي‭ ‬حامل‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬السابع‭ ‬،‭ ‬الواحدة‭ ‬ليلاًً‭ ‬،‭ ‬مستشفى‭ ‬سبها‭ ‬الطبي‭ ‬يرفض‭ ‬استقبال‭ ‬الحالة‭ ‬رغم‭ ‬خطورتها‭ ‬بشرط‭ ‬إحضار‭ ‬كيس‭ ‬دم‭ ‬فوراً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أتكفل‭ ‬بتوفير‭ ‬الباقي‭ ‬في‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ !!‬

في‭ ‬حادثة‭ ‬مؤلمة‭ ‬تعكس‭ ‬واقعاً‭ ‬صعباً‭ ‬يواجهه‭ ‬المواطنون‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الجنوب‭ ‬الليبي،‭ ‬تحدث‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬محمد‭ ‬عبدالسلام‭ ‬السحبو‭ ‬عن‭ ‬معاناته‭ ‬مع‭ ‬مركز‭ ‬سبها‭ ‬الطبي‭ ‬بعد‭ ‬نقله‭ ‬زوجته‭ ‬الحامل،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬شهرها‭ ‬السابع،‭ ‬للمستشفى‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬14‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭. ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬أحضر‭ ‬تقريراً‭ ‬طبياً‭ ‬يُحيلها‭ ‬من‭ ‬مصحة‭ ‬خاصة،‭ ‬قوبل‭ ‬برفض‭ ‬استقبال‭ ‬الحالة‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬أربع‭ ‬أكياس‭ ‬من‭ ‬الدم‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬التوقيت‭ ‬المتأخر‭ (‬الواحدة‭ ‬ليلاً‭)‬،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬خطورة‭ ‬حالة‭ ‬زوجته،‭ ‬أصر‭ ‬طاقم‭ ‬المستشفى‭ ‬على‭ ‬موقفهم‭. ‬وبعد‭ ‬محاولات‭ ‬عدة،‭ ‬وافقوا‭ ‬على‭ ‬قبولها‭ ‬بشرط‭ ‬إحضار‭ ‬كيس‭ ‬دم‭ ‬واحد‭ ‬فوراً،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتكفل‭ ‬بتوفير‭ ‬الباقي‭ ‬في‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭.‬

واجه‭ ‬محمد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬كيس‭ ‬الدم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬الدم‭ ‬في‭ ‬المركز،‭ ‬واضطر‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬متبرعين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استيفاء‭ ‬طلب‭ ‬المستشفى‭. ‬وبعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام،‭ ‬قررت‭ ‬الطبيبة‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬قيصرية‭ ‬لزوجته‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬صحية‭ ‬منها‭ ‬السكري‭ ‬وضغط‭ ‬الحمل‭. ‬تمت‭ ‬الولادة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة‭ ‬بتاريخ‭ ‬17‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬وُلدت‭ ‬الطفلة‭ ‬في‭ ‬شهرها‭ ‬السابع‭ ‬وتعاني‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬اكتمال‭ ‬النمو‭. ‬وخلال‭ ‬العملية،‭ ‬حدث‭ ‬خطأ‭ ‬طبي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬كسر‭ ‬بساق‭ ‬الطفلة،‭ ‬مع‭ ‬إصابتها‭ ‬بمشاكل‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬نتيجة‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة‭.‬

وبعد‭ ‬وضع‭ ‬الطفلة‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الحواضن‭ ‬لمدة‭ ‬12‭ ‬يوماً،‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬الكسر‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬التهاب،‭ ‬ما‭ ‬اضطر‭ ‬والدها‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬طبيب‭ ‬عظام‭ ‬خارج‭ ‬المستشفى‭ ‬لعدم‭ ‬توفر‭ ‬طبيب‭ ‬مختص‭ ‬للأطفال‭ ‬فيه،‭ ‬رغم‭ ‬إصابة‭ ‬الطفلة‭ ‬خلال‭ ‬الولادة‭. ‬أثار‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬تساؤلات‭ ‬لدى‭ ‬محمد‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬العناية‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة‭ ‬للأطفال‭ ‬داخل‭ ‬المركز،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يولدون‭ ‬بتعقيدات‭ ‬صحية‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬خاصة‭.‬

يشير‭ ‬محمد‭ ‬عبدالسلام‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬معاملة‭ ‬إنسانية‭ ‬أو‭ ‬اهتمام‭ ‬ملحوظ‭ ‬بالمرضى‭ ‬في‭ ‬المركز،‭ ‬حيث‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الأدوية‭ ‬والتحاليل‭ ‬الطبية‭ ‬الأساسية،‭ ‬ما‭ ‬يضطر‭ ‬المرضى‭ ‬لشراء‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬من‭ ‬الخارج‭. ‬وأعرب‭ ‬عن‭ ‬خيبة‭ ‬أمله‭ ‬وأسفه‭ ‬العميق‭ ‬إزاء‭ ‬تجربته‭ ‬المؤلمة،‭ ‬مطالباً‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بإجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬عاجل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬مركز‭ ‬سبها‭ ‬الطبي،‭ ‬وتقديم‭ ‬مستوىً‭ ‬لائقاً‭ ‬من‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين‭.‬

مدير‭ ‬مكتب‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬الخيري‭ ‬في‭ ‬الزنتان‭: ‬نقص‭ ‬الحضانات‭ ‬الحديثة‭ ‬ونقص‭ ‬الطواقم‭ ‬المدربة‭ ‬يشكلان‭ ‬عائقًا‭ ‬أمام‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدّج

صرّح‭ ‬حسين‭ ‬ميلاد‭ ‬الزنتاني،‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬الإنساني‭ ‬الخيري‭ ‬ببلدية‭ ‬الزنتان،‭ ‬أن‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬الحضانات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬وأجهزة‭ ‬العناية‭ ‬بالأطفال‭ ‬الخدّج،‭ ‬يشكل‭ ‬أزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتوفر‭ ‬من‭ ‬الحضانات‭ ‬غير‭ ‬كافٍ‭ ‬ويعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬المتخصصة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬افتقار‭ ‬طواقم‭ ‬التمريض‭ ‬للتدريب‭ ‬اللازم‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬حديثي‭ ‬الولادة‭ ‬والأطفال‭ ‬الخدّج‭.‬

وقال‭ ‬إنه‭ ‬يفضل‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بوجود‭ ‬طاقم‭ ‬مدرب‭ ‬وأجهزة‭ ‬حديثة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬التكلفة‭ ‬المالية‭ ‬للرعاية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ “‬مبالغ‭ ‬فيها‭”. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يبدأ‭ ‬بتوفير‭ ‬طاقم‭ ‬طبي‭ ‬مؤهل‭ ‬وتدريبه،‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬منحه‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬موعدها‭ ‬حسب‭ ‬العقود‭ ‬المتفق‭ ‬عليها،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬الرعاية‭ ‬للأطفال‭.‬

وطالب‭ ‬الحكومة‭ ‬بالالتزام‭ ‬التام‭ ‬بتوفير‭ ‬الرواتب‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬وجلب‭ ‬أطباء‭ ‬ذوي‭ ‬كفاءة‭ ‬عالية‭ ‬للعناية‭ ‬بالأطفال‭ ‬الخدّج،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬ولادته،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬أيام‭.‬

وأكد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التوعية‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للأطفال‭ ‬حديثي‭ ‬الولادة‭. ‬كما‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬ذوي‭ ‬الاختصاص‭ ‬لتنظيم‭ ‬برامج‭ ‬توعوية‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬لرفع‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدّج‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬لهم‭ ‬وأسرهم‭.‬

ليبية‭ ‬تروي‭ ‬معاناتها‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭: “‬طُردت‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬ودفعت‭ ‬ثمن‭ ‬إنقاذ‭ ‬طفلي‭ ‬من‭ ‬جيبي‭”‬

في‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬تجربتها‭ ‬المؤلمة،‭ ‬روت‭ ‬المواطنة‭ ‬رحاب‭ ‬محمد،‭ ‬المقيمة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬عين‭ ‬زارة‭ ‬بطرابلس،‭ ‬معاناتها‭ ‬خلال‭ ‬ولادة‭ ‬طفلها‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬اضطرت‭ ‬للولادة‭ ‬المبكرة‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الثامن‭. ‬تقول‭ ‬رحاب‭: “‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سرير‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مستشفى‭ ‬حكومي،‭ ‬كانت‭ ‬جميعها‭ ‬مزدحمة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬معارف‭ ‬قوية‭ ‬لن‭ ‬يجد‭ ‬مكاناً‭. ‬ومع‭ ‬عدم‭ ‬امتلاكي‭ ‬لأي‭ ‬صلات‭ ‬داخل‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬تم‭ ‬طردي‭ ‬من‭ ‬المستشفى،‭ ‬رغم‭ ‬حالتي‭ ‬الصحية‭ ‬الحرجة‭”.‬

وأوضحت‭ ‬رحاب‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬خياراً‭ ‬سوى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬عيادة‭ ‬خاصة،‭ ‬حيث‭ ‬استلزم‭ ‬وضع‭ ‬طفلها‭ ‬في‭ ‬الحاضنة‭ ‬لمدة‭ ‬28‭ ‬يوماً،‭ ‬بتكلفة‭ ‬يومية‭ ‬تجاوزت‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬ليبي،‭ ‬مما‭ ‬دفعها‭ ‬للاستدانة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بيع‭ ‬قطعة‭ ‬أرض‭ ‬كانت‭ ‬تمتلكها‭ ‬لسداد‭ ‬الديون‭. ‬وتابعت‭ ‬بقولها‭: “‬أحمد‭ ‬الله‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أملك‭ ‬قطعة‭ ‬الأرض‭ ‬هذه،‭ ‬وإلا‭ ‬لربما‭ ‬اضطررت‭ ‬لطلب‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭. ‬خسارة‭ ‬طفلك‭ ‬ليست‭ ‬أمراً‭ ‬سهلاً،‭ ‬وتضطر‭ ‬لبذل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بوسعك‭ ‬لإنقاذه‭”.‬

وتضيف‭ ‬أن‭ ‬تجربتها‭ ‬كانت‭ ‬قاسية‭ ‬ومليئة‭ ‬بالألم،‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬طُردت‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬وكأنها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬أي‭ ‬حقوق‭ ‬كمواطنة‭ ‬ليبية،‭ ‬قائلة‭: “‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬امرأة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ليبية،‭ ‬تستحق‭ ‬معاملة‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬الإنجاب‭. ‬لحظات‭ ‬الولادة‭ ‬ليست‭ ‬سهلة،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الطبيعية،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬واجهته‭ ‬يعكس‭ ‬حال‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬الذي‭ ‬تضرر‭ ‬بفعل‭ ‬الفساد‭ ‬الإداري‭ ‬والسياسي‭”.‬

واختتمت‭ ‬رحاب‭ ‬بقولها‭ ‬إن‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬هو‭ ‬واقع‭ “‬مروع‭”‬،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للمريض‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬في‭ ‬أشد‭ ‬اللحظات‭ ‬حرجاً‭ ‬ليجد‭ ‬نفسه‭ ‬مرفوضاً‭ ‬وغير‭ ‬مكترث‭ ‬به‭.‬

مواطن‭ ‬ليبي‭: “‬الدولة‭ ‬مطالبة‭ ‬بتخصيص

ميزانية‭ ‬لدعم‭ ‬الحضانات‭ ‬وإنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬أطفالنا‭ ‬الخدّج‭”‬

أعرب‭ ‬المواطن‭ ‬فوزي‭ ‬محمد‭ ‬صالح‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الحضانات‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬مؤكداً‭ ‬عدم‭ ‬معرفته‭ ‬السابقة‭ ‬بأسباب‭ ‬هذا‭ ‬النقص،‭ ‬لكنه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ “‬حاجة‭ ‬ملحة‭” ‬لتوفير‭ ‬الحضانات،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أهميتها‭ ‬للأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يولدون‭ ‬قبل‭ ‬إتمام‭ ‬نموهم‭ ‬الكامل،‭ ‬ما‭ ‬يجعلهم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬خاصة‭ ‬وفورية‭ ‬بعد‭ ‬الولادة‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬يفضل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬حضانات‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة،‭ ‬لما‭ ‬تتميز‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جودة،‭ ‬وتوفيرها‭ ‬مجانًا‭ ‬للمواطنين،‭ ‬لكنه‭ ‬استنكر‭ ‬التكلفة‭ ‬المرتفعة‭ ‬للحضانات‭ ‬في‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة،‭ ‬حيث‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬1500‭ ‬دينار‭ ‬ليبي‭ ‬يومياً‭. ‬واقترح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬السعر‭ ‬المعقول‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬حوالي‭ ‬750‭ ‬ديناراً،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬للظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحالية‭.‬

واقترح‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يكمن‭ ‬بيد‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تخصص‭ ‬ميزانية‭ ‬كافية‭ ‬لدعم‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬داعياً‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الحضانات‭ ‬الأكثر‭ ‬جودة‭ ‬وأقل‭ ‬تكلفة،‭ ‬لتلبية‭ ‬الطلب‭ ‬المتزايد‭ ‬عليها‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬للعناية‭ ‬بصحة‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدّج‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬الحضانات‭ ‬اللازمة،‭ ‬كونها‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يواجهون‭ ‬صعوبات‭ ‬صحية‭ ‬بعد‭ ‬الولادة‭.‬

كما‭ ‬أبدى‭ ‬المواطن‭ ‬استعداده‭ ‬لتأييد‭ ‬مشاركة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخيرية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬جميع‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الضرورية،‭ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬نشر‭ ‬التوعية‭ ‬المجتمعية‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للأم‭ ‬والطفل‭ ‬أمرٌ‭ ‬بالغ‭ ‬الأهمية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬مساهمة‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والمنظمات‭ ‬الخيرية‭ ‬عبر‭ ‬إنشاء‭ ‬صندوق‭ ‬مالي‭ ‬لدعم‭ ‬العائلات‭ ‬غير‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬الحضانات‭ ‬في‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للأم‭ ‬لتقليل‭ ‬احتمالات‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة‭.‬

ريماس‭ ‬القاسم‭ ‬من‭ ‬سبها‭: “‬ضرورة‭ ‬ملحّة‭ ‬لدعم‭ ‬الحضانات‭ ‬وتخفيض‭ ‬تكاليفها‭ ‬لضمان‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬للأطفال‭”‬

أكدت‭ ‬المواطنة‭ ‬ريماس‭ ‬القاسم‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سبها‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬توفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحضانات‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الجنوبية،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬الزيادة‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬السكان،‭ ‬واعتبرت‭ ‬أن‭ ‬مستشفى‭ ‬سبها‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الأمثل‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬حضانات،‭ ‬نظراً‭ ‬لوجود‭ ‬كوادر‭ ‬طبية‭ ‬مؤهلة‭ ‬وأجهزة‭ ‬طبية‭ ‬حديثة‭ ‬تقدم‭ ‬العناية‭ ‬المناسبة‭.‬

واستعرضت‭ ‬تجربتها‭ ‬الشخصية،‭ ‬حيث‭ ‬ولدت‭ ‬طفلتها‭ ‬في‭ ‬مصحة‭ ‬خاصة،‭ ‬لكنها‭ ‬واجهت‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬بسبب‭ ‬مشاكل‭ ‬صحية‭ ‬أصابت‭ ‬الطفلة‭ ‬بعد‭ ‬الولادة‭. ‬وقالت‭: “‬اضطررت‭ ‬لنقلها‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬العام‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬بعض‭ ‬العلاجات‭ ‬الضرورية‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الحضانة‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭”. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المستشفى‭ ‬العام‭ ‬وفر‭ ‬الرعاية‭ ‬اللازمة‭ ‬حتى‭ ‬خرجت‭ ‬طفلتها‭ ‬بخير‭.‬

ودعت‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬دعم‭ ‬أكبر‭ ‬للحضانات‭ ‬عبر‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬مختصة‭ ‬لمتابعة‭ ‬جودة‭ ‬الحضانات،‭ ‬وتزويدها‭ ‬بالأجهزة‭ ‬اللازمة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬خفض‭ ‬التكاليف‭ ‬وتبسيط‭ ‬الإجراءات‭. ‬كما‭ ‬اقترحت‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وإنشاء‭ ‬آلية‭ ‬لدعم‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تستدعي‭ ‬السفر‭ ‬للخارج‭ ‬لاستكمال‭ ‬العلاج،‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬للأطفال‭ ‬الخدج‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والمنظمات‭ ‬الخيرية‭ ‬يمكنها‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬عبر‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بأهمية‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدج،‭ ‬وتنظيم‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬للأمهات‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬الاهتمام‭ ‬بصحة‭ ‬أطفالهن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الحرجة‭.‬

فيما‭ ‬صرحت‭ ‬المواطنة‭ ‬غزلان‭ ‬علي‭ ‬معيوف،‭ ‬المقيمة‭ ‬في‭ ‬سبها،‭ ‬بردّها‭ ‬على‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬نقص‭ ‬الحضانات‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬الليبية،‭ ‬قائلة‭ ‬إنها‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬معلومات‭ ‬مؤكدة‭ ‬حول‭ ‬توفر‭ ‬الحضانات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬لكنها‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬بالفعل‭ ‬أزمة،‭ ‬فإنها‭ “‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬تهدد‭ ‬حياة‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدّج‭”.‬

وأضافت‭: “‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الحضانات‭ ‬المتوفرة‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬مطابقة‭ ‬للمعايير‭ ‬وتفي‭ ‬باحتياجات‭ ‬الأطفال،‭ ‬فلا‭ ‬مانع‭ ‬لديّ‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬الطفل‭ ‬فيها‭. ‬لكن‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬مرتفعة‭ ‬بشكل‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬حيث‭ ‬يُقال‭ ‬إن‭ ‬تكلفة‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬1500‭ ‬دينار،‭ ‬وهو‭ ‬مبلغ‭ ‬لا‭ ‬يُحتمل‭”.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬واجهتها‭ ‬إحدى‭ ‬قريباتها‭ ‬سابقاً،‭ ‬حيث‭ ‬اضطرت‭ ‬للسفر‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬مصراتة‭ ‬لعلاج‭ ‬طفلها‭ ‬في‭ ‬حضانة‭ ‬مناسبة،‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬تبيّن‭ ‬أهمية‭ ‬توفير‭ ‬ميزانية‭ ‬خاصة‭ ‬لدعم‭ ‬الحضانات‭ ‬بأحدث‭ ‬المعايير،‭ ‬نظرًا‭ ‬لدورها‭ ‬الحيوي‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدّج‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الحكومة،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬مضيفة‭: “‬أليس‭ ‬هناك‭ ‬وزارة‭ ‬للصحة‭ ‬تتلقى‭ ‬ميزانية‭ ‬كبيرة‭ ‬سنوياً؟‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحضانات‭ ‬ضمن‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬توفيرها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأسرّة‭ ‬والأدوية‭ ‬والأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬المختلفة‭. ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬ليس‭ ‬مقبولاً،‭ ‬وإن‭ ‬وصلنا‭ ‬لمرحلة‭ ‬طلب‭ ‬التبرعات‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬فسيكون‭ ‬أمراً‭ ‬مؤسفاً‭”.‬

كما‭ ‬دعت‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬للقيام‭ ‬بدور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬سواءً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬مستشفيات‭ ‬الولادة،‭ ‬أو‭ ‬حثّهم‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الحضانات‭ ‬اللازمة،‭ ‬وتوعية‭ ‬المجتمع‭ ‬بأهمية‭ ‬هذه‭ ‬الحضانات‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬أرواح‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدّج،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬طلب‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والمتبرعين‭ ‬لتوفير‭ ‬حضانات‭ ‬إضافية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الخيرية،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬استمر‭ ‬نقص‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬الدولة‭.‬

شاهد أيضاً

ابني بصَّم والده على أوراق ملكية بيتنا وهو على فراش الموت !!

    » أشراف : منى أبو عزة  قصتنا‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬لسيدة‭ ‬مسنة‭ ‬عمرها‭ ‬يناهز‭ ‬السبعين‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *