فيلم الافتتاح بشّر بنجاة ليبيا من الفناء
ودموع سخية فرحاً بنجاة الضحية
فيلم الافتتاح المسمى ا ليبيا ربي حافظها ب وهو فيلم درامي قصير جداً يروي درامياً قصة مصاحبة أب لابنته في السيارة التي يقودها في ظلمة الليل نحو اسوبر ماركتب وتبدي الطفلة خلال الرحلة القصيرة
د.عبدالله اسماعيل
فيلم الافتتاح «ليبيا ربي حافظها»
بشّر بخروج ليبيا منتصرة
نجــــاح وزخـــم دولــي
وحَـــــرّ شـــديــد
ومذيعــة خــارج التغطيـة!
انطلقت مطلع شهر أكتوبر 2024 فعاليات مهرجان ليبيا السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في نسخته الأولى وفي دورة مخصصة لتكريم المخرج الراحل محمد الفرجاني بقاعة فندق ريكسوس بالعاصمة الليبية طرابلس وبمشاركة حوالي 22 دولة وعشرات الأفلام القصيرة إذ بلغ اجمالي الأفلام التي شقت طريقها نحو المهرجان في نسخته الأولى 218 فيلما ودخل المنافسات منها عدد 135 شريطاً .. وبعد افتتاح تقليدي جرت على نهجه جل المهرجانات السينمائية التي يتم افتتاحها في الدول التي سبقتنا بعقود في هذا المجال تم عرض فيلم الافتتاح الذي حاز على اعجاب الحاضرين من الجمهور الغفير.. وعلى مدار أربعة أيام تواصلت فعاليات المهرجان بين عروض ومحاضرات وندوات شهدتها قاعات معهد جمال الدين الميلادي للتمثيل والموسيقى بالعاصمة طرابلس.
كما تضمن المهرجان تكريم بعض رواد الدراما والمسرح ،وفي مقدمتهم الممثلة الكبيرة حميدة الخوجة
والمهرجان حقق نجاحات نسبية لابأس بها خاصة إذا علمنا بأنه كان النسخة الأولى وغير المسبوقة حيث تنعدم تراكمية إقامة مثل هذه المهرجانات في هذا البلد وهي التراكمية الضرورية لإقامة مهرجانات ناجحة بنسب عالية بسبب الخبرة وديمومة احتضان هكذا فعاليات ونجاح المهرجان لا يعني أنه جاء خالياً من بعض المثالب وأوجه القصور والتقصير والخطأ فالسمات الاخيرة من طبيعة الأنشطة الكبيرة كلما افتقد الصانعون والمنظمون الخبرة والمراس والمران والاستمرارية .. والقراءة الصحفية المتواضعة هذه تشيد بالنجاحات وتتوقف عند بعض السلبيات، ليتم تداركها مستقبلاً في خضم العمل الإعلامي النقدي الهادف
خوفاً من المجهول فيحاول الأب طمأنتها واجلاء الخوف عنها بعبارة أن ليبيا محفوظة بالله تعالى ا ليبيا ربي حافظها ا وحين يقوم الأب بركن سيارته في موقف السوق تاركا ابنته بالسيارة لاقتناء بعض الحاجيات من السوق ولحظة سداد ثمن المشترى يكتشف نسيانه النقود في المحفظة بالسيارة وتكون الطفلة قد اكتشفت وجود المحفظة بجوارها فتقوم بالتقاطها ويرمينا المخرج مرة أخرى في السوبر ماركت حيث يعتذر الأب من البائع ويستأذن لجلب النقود وبمجرد مغادرته السوق ووصوله إلى السيارة تنفجر السيارة انفجاراً عظيماً فتقذفه قوة الانفجار في الهواء أمتاراً عديدة وتلقي به على الزجاج الأمامي لسيارة مجاورة فيقوم ويصرخ صرخات مدوية على هلاك ابنته على هذا النحو الموحش وأثناء مشهد الصراخ الذي أبدع فيه الممثل والمخرج وفنيو التنكر مثلما اُبدع المخرج في تفجير السيارة تأتي الطفلة إلى والدها من خلف النيران والركام بعد أن نجت تماماً من التفجير فتربت على كتف أبيها المنهار وتعيد على مسامعه العبارة التي كان يقولها لها ا ليبيا ربي حافظها) ب سيميولوجيا( تتحول الطفلة في العمل لترمز إلى ليبيا التي تخرج من أزمة الواقع الأليم سليمة ومعافاة بإذن الله تعالى ودراميا فان سبب مغادرتها السيارة قبل لحظات من انفجارها هو عثورها على محفظة النقود التي نساها والدها ثم التقاط المحفظة ومغادرة السيارة وهو الفعل الذي حجبه المخرج عنا لنصل إلى النهاية التراجيدية قبل انفراج العقدة بنجاة الطفلة البريئة ( ليبيا ) .. وقد نجح المؤلف والمخرج في استدرار دموع المشاهدين تأثراً وفرحاً بنجاة الطفلة بعد انفجار شديد متقن . الفيلم كان مقنعاً للذين تابعوه والذين غصت بهم القاعة الرئيسة التي شهدت فعاليات الافتتاح وفعاليات العرض.
أعجبني المهرجان وأتمنى ألا يكون مثل بيضة الديك!
والحضور فاق التصور
الأستاذ سالم محمد قال بأن المهرجان أعجبه كثيراً خاصة منه حفل الافتتاح والحضور الغفير وغير المتوقع ما يشير إلى اشتياق الليبيين لمثل هذه المناسبات حتى في ظل الأزمات التي تمر بها البلاد سواء منها الإقتصادية أو السياسية أو الأمنية وقال بأن الحضور النخبوي والجماهيري فاق التصور وأن بلوغ عدد المشاركات السينمائية الرقم 200 فيلم من كل أنحاء العالم يدل على نجاح المهرجان في نسخته الأولى في جذب انتباه صناع المحتوى السينمائي وأنه ينبغي أن يتواصل هذا المهرجان وألا يكون مثل بيضة الديك التي يبيضها الديك مرة واحدة في العمر كما تقول بعض الروايات العلمية .
افتتاح مكتظ وفعاليات خالية من الحضور
الأستاذ أيمن الشنيتي قال بأنه من المهتمين جداً بالسينما وأنه سعيد جداً باحتضان ليبيا لهذا المهرجان الكبير وأنه كان يتمنى دائماً إقامة مثل هذه المهرجانات التي تابع بعضها على الشاشات في بعض دول الجوار ولسنوات طويلة بينما ظلت ليبيا لعقود طويلة بعيداً عن هذا الحقل الهام والذي من شأنه التعريف بمقومات البلاد وتاريخها النضالي وحضارتها التليدة وآمالها وأزماتها وتقديم الرؤى الوطنية عن أهدافها وطموحاتها والتعريف أيضا بأصالتها ونموها وابداعات شبابها والتعرف على ابداعات الغير وثقافاتهم وتفاصيل معرفية كثيرة عن العالم .. الأستاذ أيمن قال بأنه مصدوم بعدم متابعة الفعاليات الأخرى التي تضمنها المهرجان خلال الأيام التي أعقبت حفل الافتتاح إذ خلت تلك الفعاليات ورغم أهميتها من الحضور الذي كان محتشماً إلى حد كبير خاصة اذا قارناه بحضور حفل الافتتاح حيث ضجت القاعة الكبيرة بالنخب من الضيوف والدبلوماسيين والنقاد والفنانين وصناع المحتوى والمهتمين والإعلاميين والأكاديميين، وقد ختم كلامه لنا بضرورة الاستمرار على هذا النهج شاكراً إدارة المهرجان والهيئة العامة للسينما والمسرح على هذا النشاط الذي ينبغي ألا يتوقف .
مهرجان سينما في دولة لا سينما فيها!
محمد المنصوري ، قال بأنه غير مقتنع بإقامة مهرجان للسينما في بلد ودعت دور العرض أو صالات السينما منذ عقود من الزمن ، وأضاف بأنه تربى والكثير من أقرانه وجيله على دور عرض الخيام والفتح والرشيد والمهاري في حقبة الثمانينيات والتسعينيات قبل أن تختفي تلك الصالات ودور العرض وتكون العاصمة طرابلس خالية من صالة عرض سينمائي وأضاف بأنه ينبغي أن يعاد لدور العرض وجهها المشرق وأن تعود إلى الواجهة من جديد في ظل الاهتمام الطارئ بإقامة مثل هذه المهرجانات التي يتوق لها المهتمون بالسينما مشيراً الى حقيقة أن تقنيات الاتصال أدت إلى انسحاب الكثير من المفردات الإعلامية ومن بينها الصحافة الورقية التي صارت من التقاليد ولم تعد المصدر الوحيد والهام للحصول على المعلومات والأخبار والتحاليل والمعرفة وكذا الحال بالنسبة للسينما التي لم يعد المتابع يتجشم عناء ارتيادها طالما أنه يستطيع استحضار أي فيلم ومشاهدته في نقاله وعلى سريره، إلا أن السينما وصالات السينما ينبغي أن تظل تقليداً
قائما بما يتميز به من إبهار تقدمه الشاشة الكبيرة يكتنز بالألوان والصوت والبيئة والشاشات العملاقة
مهرجانيات من هنا ومن هناك
الحر أزعج الحضور وأطاح بالاختتام بعيداً
الحر في حفل افتتاح المهرجان تسبب في ازعاج الحضور الغفير، وأدى في النهاية إلى نقل حفل الاختتام بعيداً عن قاعة ا ريكسوس ا الكبرى ومن المؤلم أن تتعطل أجهزة التكييف في فندق حديث وكبير وتتسبب في إلغاء جدول هام في البرنامج .
انخفاض شاشة عروض الافتتاح
من بين ملاحظات حفل افتتاح المهرجان انخفاض شاشة العرض عن مستوى نظر الجالسين في الصفوف الخلفية ما أدى إلى حرمانهم من المتابعة الجيدة للبرنامج العام وحتى قراءة الترجمة على بعض الأعمال الناطقة بغير اللغة العربية وهي ملاحظة كان ينبغي الإحساس بها قبل انطلاق فعاليات المهرجان الكبير .
الوزارة ضد الوزارة
وزارة الثقافة التي تتبعها الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون أبدت تنكرها للمهرجان بسبب الادعاء بعدم علمها به، وبحيثياته، وهذا أمر غريب للغاية وكم كان بودنا ألا يحدث هذا الشقاق بين الرئيس والمرؤوس، والأنكى أن الوزارة وظفت الفنان خالد كافو باعتباره خبيرا للسينما في الحكم السلبي على المهرجان الذي يقوده خليله الأسبق وتوأمه الفني بوقندة وجاء في ديباجة النطق بالحكم بأن المهرجان شق عصا الطاعة الإدارية على الوزارة وهكذا فإن الوزارة كانت ضد الوزارة .. وجاءت ردود السيد مدير الهيئة لتؤكد على ذلك الشقاق الذي لا يخدم مصلحة الهيئةأو الهيأة ولا يخدم مصلحة الوزارة ولا مصلحة السينمائيين أو المسرحيين أو الفنانين .
إعلاميا الخبز للخبازين
اختار المنظمون لجنة إعلامية من الوسط الإعلامي عبر المتميزة سالمة المدني التي قادت الفريق بمهارة وعبر خالد درويش الذي ترأس تحرير صحيفة السينمائي اليومية المتابعة لفعاليات المهرجان مع نخبة متميزة ضمت سالمة المدني وفتحية الجديدي ونجاح مصدق وفوزي المصباحي وايمان بن عامر وفي التصوير حسن المجذوب وسند القاضي وفي التدقيق اللغوي أبوبكر المسلاتي وفي الإخراج والتنفيذ طارق دربي وعبدالباسط هرودة وهكذا منح الخبز إلى خبازه .
خدوجة تنتفض للمعزوفة
الفنانة الكبيرة خدوجة صبري حضرت بعض فعاليات المهرجان إن لم تكن جميعها وأثناء حضورها لمحاضرة الدكتور نورالدين سعيد أستاذ النقد بالجامعات الليبية والمتعلقة بالسينما والتاريخ وعقب اكماله المحاضرة واشادته بفيلم الشظية بالدرجة الأولى كأحد أبرز الأفلام الليبية حسب كلامه ردت عليه بأدب جم منتفضة لفيلمها ا معزوفة المطرب وسالته ان كان قد تابع الفيلم قبل الحكم على الأفلام الليبية في عتاب أنيق .
مذيعة المهرجان خارج التغطية
و«الجوجل» يوبخني !!
حرص المنظمون على ما يبدو على اختيار مذيعة تليق شكلياً بتنشيط حفل الافتتاح فركزوا على جمال الوجه ورشاقة الجسد وأناقة الظهور ونسوا نهائياً الأهم وهي ثقافة المذيعة وقدراتها اللغوية الخاصة والتي أوقعتها في الحرج في كل ربط بين الفقرات حتى وهي تقرأ كل كلمة من أوراقها الخاصة إلى درجة انها قالت بان الفعاليات ستقام بمعهد جمال الدين الميلادي للتمثيل الموسيقي!! وحيث إنني قد رغبت في حضور بعض الفعاليات وإنني أجهل مقر المعهد في العاصمة ما اضطرني إلى استعمال خرائط الجوجل للوصول إليه وقد وبخني الجوجل بالتأكيد على أن كلمةب التمثيل الموسيقيا لا مكان لها في طرابلس ولا في اللغة العربية أساساً .
ختامها مسك
ختاماً ورغم كل المنغصات والسلبيات التي رافقت المهرجان في نسخته الأولى والتي لا تخدش المحفل الكبير فان المهرجان خطوة جيدة نحو الاهتمام بالفن السابع والاهتمام بسينما رصينة تعالج الواقع وتستشرق المستقبل وتدعم صناع الفيلم المحلي وتؤثث للاحتكاك بالحضارات غير الفنية ومنتوجهم الفني والدرامي الكبير وتساهم في الارتقاء بذائقة الناس الفنية وتطرح أزمات الشعب والأمة وتدافع عن الحقوق والحريات الخاصة والعامة في عالم صارت السينما فيه من ابرز الأسلحة الناعمة التي تستخدم في الحرب والسلم