توجد عديد الإشارات الاستفهامية حول طب أسنان الأطفال فى عدم بروز الأسنان عند الأطفال الرضع ، أسبابها وعلاماتها ومدى قدرة الأم على مساعدة طفلها لبروز أسنانه.
فعادة ماينتظر الوالدان بكثير من الترقب ظهور البرعم الأبيض الصغير الذي يعلن عن وصول السن الأولى للطفل فعندما لا تظهر هذه الأسنان - يبدأ التساؤل عمّا إذا كانت هنالك مشكلات لعدم بروز الأسنان! وهل هذا أمر لايستدعي القلق أم قد تكون هناك أسباب لتأخر ظهورها؟!
ومدى قدرة الطبيب المعالج على التعامل مع هذه المشكلات وإيجاد حلول جذرية تقي الطفل من مشاكل قد ترافقه على الدوام إضافة إلى كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة..متلازمة داون، أطفال التوحد وطيف التوحد، أيضاً لابد من التّطرق لاستخدام التخدير الكلي لعلاج بعض حالات الأطفال الذين لايتفاعلون مع الطبيب ورفضهم لكرسي الأسنان… وهذه الأخيرة لها بالمقابل أخطار مفجعة كأن تصل إلى الوفاة فى بعض الحالات وهذا ما عرج عليه الدكتور خلال حديثه فقد بلغت النسبة (٤) في المليون سنوياً ..كل هذه الاستفهامات وغيرها الكثير يجيب عنها ضيف الليبية للملف الصحي ،
» لقاء : نجاة الريشي.
د. وجيه علي التواتي.. أخصائي طب أسنان أطفال :
الدكتور وجيه علي التواتي أخصائي طب أسنان أطفال
درس الماجستير والدكتوراه بجامعة بريطانيا وعضو هيئة تدريس في جامعة طرابلس.
في رد حول تساؤلاتنا أجاب قائلاً:-
ظهور الأسنان عند الأطفال عادةً ما يختلف من طفل لآخر حيث إنّ نطاق العمر الطبيعي لظهور السن الأولى من أربعة أشهر إلى الشهر الخامس عشر، وهكذا تبدأ الأسنان الأخرى فى الظهور بعد ذلك بشكل منتظم.
ويكون لدى معظم الأطفال أربع أسنان عند بلوغهم الشهر الحادي عشر ،أما الأسنان الدائمة فتبدأ في الظهور مع العام السادس تقريباً.
وقد يشير عدم ظهور الأسنان على الإطلاق إلى وجود مشكلات متقدمة وهذا يحدث فى نسب قليلة من الحالات لأسباب وعوامل أهمها الرضاعة إن كانت طبيعية أم لا،
الولادة الطبيعية للطفل ، استخدام الألم الصناعي للأم عند الولادة قد يساهم في تأخيرظهور الأسنان والولادة القيصريةأيضاً.
- الوراثة تلعب دوراً كبيراً ومهماً ففي بعض المناطق التي تكون أصول أهلها تركية عادة ماتتأخر بروز أسنانهم إلى مابعد العام والنصف وليس بعد الستة أشهر الأولى.
البيئة عامل مهم جداً فهنالك دراسة في سنة 2010 أفادت بأن هناك منطقة في دولة مصر لاتظهر أسنان أطفالها مبكراً إلا بعد العام وأربعة أشهر .
الأكل الصحي خاصة للمرأة الحامل ،فالطفل يتغذى من خلال الحبل السري للأم … وبعدها على ماذا يتغذى الطفل بعد الولادة؟!
-الغدة الدرقية تساهم فى عدم بروز الأسنان أو ظهورها فى وقتها … ونساؤنا من أكثر النساء عرضة للإصابة بالغدة وهذا يؤكد أنّ غذاءنا ينقصه عنصر اليود الموجود بالأسماك بالرغم من أننا دولة تطل على البحر وغنية بالثروات البحرية وأسماكنا من أجودأنواع السمك والحيتان بالعالم.
كيف تساعد الأم طفلها على ظهور الأسنان ؟
- ظهور الأسنان مرتبط بهرمون النمو والفيتامينات ((سي،د )) وامتصاص الكالسيوم وهذا يتطلب عناية بالغذاء الصحي .
تعريض الطفل للشمس لساعة يومياً على الأقل مع القيام بالحركة واللعب .
أما المكملات الغذائية والفيتامينات عن طريق الأدوية لانحبذها إلا بعد الأربعين عاماً، فالأكل المتوازن من خضروات وفواكه وإبعاد أطفالنا عن تناول السكر فهو يتكون من عنصرين الكلوكوز والفراكتوز وهما عنصرا هدم.
فإذا دخل الطعام إلى جسم الإنسان وهو مختلط بالسكريات يختار الجسم الكلوكوز مضيعاً بذلك الفيتامين «سي» وهو المسؤول على المناعة بالجسم وبهذا نكون قضينا عليه.
وأيضاً الحال ذاته إذا دخل عنصر الفراكتوز مع الفيتامين «د» يختار الجسم الفراكتوز بدلاً من الفيتامين «د» الذى هو مسؤول على امتصاص الكالسيوم وبهذا نكون قد فقدناهما معاً .
وأطفالنا اعتادوا أكل الحلويات والسكريات قبل الولادة فهذه ثقافة عند أغلب النساء الحوامل فهن يأكلن السكريات بشراهة .. أيضاً أغلب نسائنا ينقصهن الفيتامين «د» رغم أنّ بلادنا تستمتع بمناخ معتدل وطقس مشمس .
هنالك تجربة أجريت على إحدى النساء الحوامل ..
لمعرفة ما إذا كان الطفل يتذوق وهو في رحم الأم أم أنه مجرد غذاء ينتقل إليه عن طريق الحبل السًري لينمو .. أكلت الأم جزرة فوصل إليه الإحساس بحاسة اللاوعي بأنه حلو المذاق فصار الطفل يبتسم .. ونفس الأم عندما تناولت خضار الكرمب وجدوا تعابير الوجه وكأنه « زعلان » وهذه التجربة اشتهرت بشكل كبير في العالم الأوروبي.
متى يتم التدخل الجراحي لإبراز الأسنان ؟
لابد من التّريث قبل التدخل الجراحي مادام الطب يراه في الطور الطبيعي حتى وإن تأخر ظهور السن .. في السابق كنّا نتدخل جراحياً بعد العام وأربعة أشهر اتضح علمياً وطبياً أنه خطأ ثم بدأ التدخل بعد عام وثمانية أشهر أيضاً مع تطور العلم وُجد بأنه خطأ .. والآن يتم التدخل ما بعد العامين ولكن بعد إجراء صورة لفكي الطفل للتأكد من وجود أسنان تحت اللثة ، وأحياناً تكون بعض العوائق داخل الجسم كأن تكون حالة مرضية أو نقص معادن أو فيتامينات أو قد تكون مادة موضوعة في تركيبة الأسنان تزيد من عدم قدرة الأسنان على الخروج.
أنا من مدرسة منهجها لايحبذ التدخل الجراحي بل علينا البحث والتأكد من هرمون النمو وفيتامين «د» قبل أى إجراء نقوم به ولانستطيع بأن نقول بأنه خطأ ولكن تختلف مناهج المدارس وهنالك العديد من الأمور الطبية التي نختلف فيها ولكل طريقته ففي منهجنا بعد إجراء صورة الفكين لمعرفة ما إذا كان الجذر مفتوحاً والسن قادرة على النزول ولو كان متأخراً لانتدخل فالطبيعي لايعلى عليه.
وعند بعض الأطفال في عدم نزول الأسنان نهائياً نبحث في هرمون النمو إذ لابد من معرفة السبب الرئيس أولاً قبل أي تدخل جراحي.. كذلك يجب إحالة الطفل إلى أخصائي الغدد الصماء وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة ومحاولة تنشيط هرمون النمو عندها فقط نقرر إجراء العملية الجراحية من عدمها .
وفي الغالب لاتمر ثلاثة أشهر من تنشيط الهرمون وتعديل الفيتامينات بالجسم ولاسيما فيتامين «د» إلاّ وتبدأ الأسنان بالبروز.
مادور البكتيريا النافعة في جسم الإنسان ولاسيما الفم ؟
ـ حبانا الله سبحانه وتعالى بوسائل حماية كبيرة في جسم الإنسان منها البكتيريا النافعة فليست كل أنواع البكتيريا ضارة وهذه النافعة تقوم بدورها على تكسير الأطعمة والسكريات فاللعاب وحده لايستطيع أن يقوم بهذا الدور حتى يستطيع الجسم هضمها .. وإذا زادت عن الحد تصبح البكتيريا ضارة، والطب اليوم أصبح يركز على «إيو بكتيريا» وهو ما يعرف بالتوازن البكتيري داخل الفم ويعتمد على الخمائر الموجودة فى اللبن ـ الجبن القديم ـ الزيتون وزيته.
والياغورث الذي يوضع خارج الثلاجة لمدة ثلاثة أيام حتى يصنع البكتيريا النافعة وهى ممتازة جداً لخلق التوازن البكتيري فالعالم اتجه لهذه الأطعمة لتحقيق هذا التوازن وبالنتيجة يقضي على بكتيريا الفم إذا وما تصاحب من مشاكل وأيضاً توجد أطعمة مساعدة للبكتيريا النافعة تتغذى عليها مثل البصل ـ الثوم ـ العسل ـ دقيق الشعير والموز .
واختلف الطب أيضاً من ناحية غسل الأسنان والفم كان الأطباء ينصحون بغسل الأسنان ولكن الآن بدأ التركيز على غسل اللسان واللثة لأن اللسان يحتوي على 80 ٪ من البكتيريا الضارة والأسنان تحتوي فقط على 20 ٪ الباقية.
وغسل الأسنان لابد أن يتم بشكل دوري في الليل قبل النوم حتى لاتظل الفضلات عالقة بالفم .. وفي الصباح قبل تناول وجبة الإفطار لأن البكتيريا الضارة تتكون في الليل لأن اللعاب الذي ينظف هذه البكتيريا لايعمل بالليل وبالتالي هذه الأخيرة تأخذ راحتها في الفم .. ولايجب على الطفل أن يتناول وجبة الإفطار مباشرة بعد النهوض من النوم بدون غسل الأسنان فهذا يسبب تهيجاً وآلاماً فى المعدة لانتقال البكتيريا مع الأكل وتتسبب فى أمراض أخرى «كالكولون» فالفم هو بوصلة الجسم.
ـ الأطفال الذين يعانون من مشاكل فى القلب قبل إجراء أية عملية جراحية للقلب يجب تحويلهم إلى طبيب الأسنان لمعرفة ما إن كان مصاباً بالبكتيريا الضارة والانتهازية «الإنتوكدايت» أم لا، فإن وجدت وتم إجراء عملية تنقص المناعة وقد تقضي عليه تماماً .. وهى متواجدة بالفم لهذا لابد من موازنة البكتيريا قبل أي إجراء جراحي وعند الوصول إلى ما يعرف بـ «التوازن البكتيري» نصل إلى القضاء على التسوس ـ تهيج المعدة ـ الكولون ـ فالبكتيريا النافعة تمنع البكتيريا الضارة من الالتصاق بالأسنان . فالأكل الطبيعي هو الحل الأفضل والأمثل لأن الأكل الجاهز وغير الصحي يزيد اللعاب بالفم حتى يصبح الإنسان أكثر شراهة وقابلية للأكل وهذا يهدد الصحة والآن مجموعة كبيرة من الدول الأوروبية تحارب هذا النوع من الأطعمة .
وبالمقابل هنالك شركات كبرى تقوم بصناعة المقرمشات وبعض الحلويات وتكتب على أغلفة الصناعات صفر سكر «0» ولكنه يحتوي على 45 ٪ من السكر خلال المواد الإضافية الأخرى مثل الكراميل وكريم الشانتي وغيرها من المستحضرات وقانونياً الشركة المصنعة محمية .
مثل شركة البرنكلز المعروفة عالمياً تقوم صناعاتها على نكهة البطاطس ولا تستخدم البطاطس إنما هي عبارة عن رقائق «مقرمشة» وعلى الأغلفة لاتتم كتابة تشيبس بما معناه بطاطس إنما تكتب « كرسبس» وتعني مقرمشات وهكذا لانستطيع مقاضاتهم قانونياً .. وهي أخطر الأطعمة التي دخلت عالمنا وعالم أطفالنا ..
وحتى إن لم تصب أسنانهم بالتسوس تعمل على خلق حموضة عالية في طبقة المينا داخل الأسنان حيث تضرب هذه الطبقة. أيضاً شركة « كوكا كولا « بأمريكا التي منعت السكر في دولتهم على أغلب صناعاتها إلا أن هذه الشركة دفعت مبالغ طائلة لصناع القرار وهكذا استمر تزويد شركتهم بالسكر ومن الحرب العالمية الثانية وهذه الشركة مستمرة حتى يومنا هذا وهي من الشركات التي تحكم بالعالم .
وبالمقابل هنالك منظمات ضد السكر والصناعات الضارة تحاول ردع و محاربة هذه الشركات .
ويقع على الآباء مسؤولية مايقدمون لأطفالهم من أطعمة .
هناك دراسة علمية تؤكد أن الناس المدمنين على السكر تكون رقعة الدماغ عندهم هي ذات الرقعة لمدمني الهيروين لأنه يحفز « الدوبامين» ويحتاج المرء إلى 62 يوماً للتخلص من إدمان السكر .
طبياً بدأ العالم يتعامل مع مدمني السكر تماماً كمدمني الكوكايين .
كيف يتم التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؟ .
نتعامل معهم وفقاً للعائلة هناك آباء يساعدون الطبيب لعلاج أبنائهم وهنالك آباء عكس ذلك تماماً . أيضاً يتم علاجهم حسب حالتهم المرضية فالأطفال الذين يعانون من تأخر ذهني من الصعب التعامل معهم لهذا نضطر لاستخدام التخدير العام والكلي ، خاصة في علاجات العصب أو تركيب أسنان وغيرها .. لأنه طفل غير قادر على فتح فمه لطبيب الأسنان هناك حالات أخرى مثل طيف التوحد والتوحد أطفال طيف التوحد نستطيع التعامل معهم . أما المصابين بالتوحد سواء كان البسيط والمتوسط نستطيع التعامل معهم وعلاجهم بمساعدة الأهل .. أو فريق التمريض .. وحالات التوحد بنسب كبيرة أو الحالات المزمنة ندخلهم إلى التخدير العام إذ لابد من هذا لإتمام علاجهم .
جماعة (متلازمة داون) هم أطفال طيبون مطيعون جداً و التعامل معهم سلس . ولهدوئهم نشتغل عليهم بكل أريحية .
هل هناك عدوانية تصدر من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ؟
من وجهة نظري الطفل لايكون عدائياً ولا يجب أن نصفه بالعدوانية،فقط هنالك أسباب تثير غضبه عندما لايستطيع التعبير عما يجول بداخله أو بما يشعر به وعندما يقابل باللامبالاة من المحيطين به فتخلق عنده مايعرف بالعدوانية وبالأخص عند أطفال التوحد عندما يفشلون في التواصل مع من حولهم يضوجون أو يحدثوا شوشرة لأنه يعتقد بأن من حوله يحس بما يحس ويشعر بما يشعر وهناك دراسة سويدية .
تؤكد بأنه يعتقد بأن المحيطين يحسون ذات الإحساس و يشعرون بذات الآلام التي يشعر بها .
بهذا نختم حوارنا في طب الأسنان الذي كان بحراً في عالم الأطفال .