الرئيسية / الرئيسية / فيلا سيلين عـرض حقيقـي مـن التـرف والثــراء

فيلا سيلين عـرض حقيقـي مـن التـرف والثــراء

كان‭ ‬الرومان‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬القديم‭ ‬حباً‭ ‬للطبيعة‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بمظاهرها‭ ‬الخلابة‭ ‬لذلك‭ ‬لجأ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أثريائهم‭ ‬لمَّا‭ ‬سئموا‭ ‬حياة‭ ‬الضجيج‭ ‬بالمدن‭ ‬الكبرى‭ ‬إلى‭ ‬الريف‭ ‬الهادىء لقضاء‭ ‬أوقات‭ ‬ممتعة‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬الشاعر‭ ‬الروماني‭ ‬‮«‬جوفينالي‮»‬‭ ‬إن‭ ‬الأحمق‭ ‬وحده‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يسكن‭ ‬العاصمة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬وسعه‭ ‬أن‭ ‬يشتري‭ ‬من‭ ‬الأجر‭ ‬الذي‭ ‬يتقاضاه‭ ‬في‭ ‬روما‭ ‬بيتاً‭ ‬جميلاً‭ ‬ببلدة‭ ‬ايطالية‭ ‬هادئة‭ ‬تحيط‭ ‬به‭ ‬حديقة‭ ‬خلفية‭ ‬غناء‭ ‬كان‭ ‬أغنياء‭ ‬روما‭ ‬كثيراً‭ ‬ما‭ ‬يتركون‭ ‬مدينتهم‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬ليقيموا‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬ريفية‭ ‬على‭ ‬سفوح‭ ‬الجبال‭ ‬أو‭ ‬سواحل‭ ‬البحر‭ ‬والبحيرات‭ ‬،وقد‭ ‬ترك‭ ‬لنا‭ ‬بليني‭ ‬الأصغر‭ ‬وصفاً‭ ‬ممتعاً‭ ‬لبيته‭ ‬الريفي‭ ‬في‭ ‬‮«‬لورنتوم‮»‬‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬لاتيوم‭ ‬فذكر‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬السعة‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬يريحه‭ ‬وأن‭ ‬نفقاته‭ ‬لاترهقه‭ ‬حيث‭ ‬صنفت‭ ‬هذه‭ ‬الدارات‭ ‬من‭ ‬أغنى‭ ‬وأفخم‭ ‬المباني‭ ‬القديمة‭ . ‬

مـن‭ ‬روائــع‭ ‬العمــارة‭ ‬الرومانيـة‭  ‬جنـوب‭ ‬البحـر‭ ‬المتـوسط

الخبير‭ ‬الأثري‭: ‬رمضان‭ ‬إمحمد‭ ‬الشيباني

فيلا‭ ‬سيلين

تعد‭ ‬ا‭ ‬فيلا‭ ‬سيلينب‭ ‬إحدى‭ ‬االفللب‭ ‬التي‭ ‬شيدت‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الروماني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأثرياء‭ ‬الرومان‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أثرياء‭ ‬السكان‭ ‬المحليين‭ ‬خارج‭ ‬أسوار‭ ‬المدن،‭ (‬كلمة‭ ‬سيلين‭ ‬هي‭ ‬اسم‭ ‬محلي‭ ‬لقرية‭ ‬سيلين‭ ‬وليس‭ ‬بالحقيقة‭ ‬اسم‭ ‬الفيلا‭) ‬وهي‭ ‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬اهتمام‭ ‬السائح‭ ‬لرؤيته‭ ‬في‭ ‬اقليم‭ ‬المدن‭ ‬الثلاث‭ ‬وهي‭ ‬االفيلاب‭ ‬الوحيدة‭ ‬المكتملة‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الدارات‭ ‬الساحلية‭ ‬الرومانية‭ ‬الثرية‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الساحل‭ ‬من‭ ‬طرابلس‭ ‬إلى‭ ‬مصراتة‭ ‬،وهناك‭ ‬أمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬لها،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ( ‬فيلا‭ ‬النيريدات‭ ‬في‭ ‬تاجوراء‭ ‬وفيلا‭ ‬النيل‭ ‬في‭ ‬لبدة‭ ‬الكبرى‭ ‬وفيلا‭ ‬دار‭ ‬بوك‭ ‬ـ‭ ‬عميرة‭ ‬في‭ ‬زليتن‭ ‬،‭ ‬وفيلا‭ ‬الباب‭ ‬الجديد‭ ‬وفيلا‭ ‬قرجي‭ ‬وقرقارش‭ ‬وغيرها‭ ) ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬الأفضل‭ ‬والأمثل‭ ‬والأكمل‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬الفيلا‭ ‬نمت‭ ‬وتطورت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أزهى‭ ‬حالاتها‭ ‬مابين‭ ‬القرنين‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬الميلاديين‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬لبدة‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬رخائها.

كشف الحفريات الأثرية عن ما يقارب من 400 متر مربع من أرضيات الفسيفساء الرائعة التى تصور لمحات من الحياة كما شاهدها معاصروها

تعرض‭ ‬الموقع‭ ‬لسيول‭ ‬شتوية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1974‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬جدران‭ ‬و‭ ‬أرضيات‭ ‬الفيلا‭ ‬فقامت‭ ‬مصلحة‭ ‬الآثار‭ ‬لاحقاً‭ ‬بأعمال‭  ‬تنقيب‭ ‬وحفريات‭  ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬إماطة‭ ‬اللثام‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬قاعة‭ ‬الجلوس‭ ‬للفيلا‭ ‬التي‭ ‬بنيت‭ ‬على‭ ‬الشاطئ‭ ‬وتواجه‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬باتجاه‭ ‬البحر‭ ‬ومن‭ ‬المحتمل‭ ‬أنه‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالنشاط‭ ‬الزراعي‭ ‬الاقطاعي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭.‬

حيث‭ ‬تجد‭ ‬بها‭ ‬الجدران‭ ‬المزدانة‭ ‬بألواح‭ ‬من‭ ‬الرخام‭ ‬والمرمر‭ ‬والرسوم‭ ‬الجدارية‭ ‬الملونة‭ (‬الفريسكو‭) ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬جانباً‭ ‬من‭ ‬الحياة‭  ‬الاجتماعية‭ ‬والدينية‭ ‬والحدائق‭ ‬الزاخرة‭ ‬بأشجار‭ ‬الفاكهة‭ ‬والزهور‭ ‬وسط‭ ‬نافورات‭ ‬المياه‭ ‬لتكون‭ ‬متنفساً‭ ‬يلجأ‭ ‬إليه‭ ‬ملاك‭ ‬البيوت‭ ‬خلال‭ ‬فصل‭ ‬الصيف،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إقامة‭ ‬الأروقة‭ ‬المعمدة‭ ‬التي‭ ‬تظلل‭ ‬جوانب‭ ‬البيت‭ ‬بسقف‭ ‬محمول‭ ‬على‭ ‬صفوف‭ ‬من‭ ‬الأعمدة‭ ‬والأقواس‭ ‬المزينة‭ ‬بنقوش،‭ ‬كما‭ ‬زودت‭ ‬الممرات‭ ‬بمصاطب‭ ‬للجلوس‭ ‬وكان‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭ ‬فسيحاً‭ ‬به‭ ‬قاعات‭ ‬واسعة‭ ‬حولها‭ ‬غرف‭ ‬الجلوس‭ ‬والأكل‭ ‬والنوم‭ ‬والمكتبات‭ ‬التي‭ ‬بلطت‭ ‬أرضياتها‭ ‬بالفسيفساء‭ ‬والرخام‭ ‬ورسمت‭ ‬على‭ ‬جدرانها‭ ‬لوحات‭ ‬جصية‭ ‬،‭ ‬ووضعت‭ ‬على‭ ‬جنباتها‭ ‬تماثيل‭ ‬ومنحوتات‭ ‬رخامية‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الروعة‭ ‬وتحوي‭ ‬الدارة‭ ‬على‭ ‬46‭ ‬غرفة‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬جوانب‭ ‬لفناء‭ ‬كبير‭ ‬يطل‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الرابع‭ ‬الذي‭ ‬يبعد‭ ‬بنحو‭ ‬10‭ ‬أمتار‭ ‬عن‭ ‬الشاطئ‭ ‬،‭ ‬وكانت‭ ‬تحيط‭ ‬بالفناء‭ ‬أروقة‭ ‬معمدة‭ ‬بأعمدة‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬الجيري‭ ‬المغطى‭ ‬ببلاط‭ ‬أحمر‭ ‬وأرضيتهامن‭ ‬الفسيفساء،‭ ‬وتتوسطه‭ ‬حديقة‭ ‬يعتقد‭ ‬بأن‭ ‬بها‭ ‬بركة‭ ‬مياه،‭ ‬وتبلغ‭ ‬مساحة‭ ‬الدارة‭ ‬مايقارب‭ ‬800‭ ‬متر‭ ‬مربع،‭ ‬وتعد‭ ‬ألواح‭ ‬الفسيفساء‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬ماتحويه‭ ‬الدارة‭ ‬بدقة‭ ‬حبيباتها‭ ‬وجماليات‭ ‬ألوانها‭ ‬ورسوماتها‭ ‬ومواضيعها‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬الحفريات‭ ‬الأثرية‭ ‬على‭ ‬مايقارب‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬متر‭ ‬مربع‭ ‬من‭ ‬أرضيات‭ ‬الفسيفساء‭ ‬الرائعة‭ ‬التي‭ ‬تصور‭ ‬لمحات‭ ‬من‭ ‬الحياة‭  ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الرومانية‭ ‬كما‭ ‬شاهدها‭ ‬معاصروها‭ ‬،وجانباً‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬الدينية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬الأساطير‭ ‬والمعتقدات‭ ‬السائدة‭ (‬اليثولوجيا‭) ‬خلال‭ ‬مراحل‭ ‬تاريخية‭ ‬مختلفة‭ .‬

‭ ‬جولة‭ ‬افتراضية‭ ‬داخل‭ ‬أروقة‭ ‬وقاعات‭ ‬الفيلا

يمكن‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الفيلا‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الجهة‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬بك‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬البهو‭ ‬المعمد‭ ‬الذي‭ ‬توزع‭ ‬حوله‭ ‬الغرف‭ ‬الرئيسة‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬تلاشى‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬البهو‭ ‬بفعل‭ ‬التآكل‭ ‬الشاطئي‭ ‬،‭  ‬فلاشك‭ ‬أن‭ ‬المنظر‭ ‬المفتوح‭ ‬تجاه‭ ‬البحر‭ ‬كان‭ ‬دائماً‭ ‬جذاباً‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الممرات‭ ‬الخشبية‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬شيدت‭ ‬فوق‭ ‬منطقة‭ ‬الحديقة‭ ‬المركزية‭ ‬ليتمكن‭ ‬الزائر‭ ‬من‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالفسيفساء‭ ‬ضمن‭ ‬الأعمدة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إلحاق‭ ‬ضرر‭ ‬بها‭ ‬وعلى‭ ‬الطرفين‭ ‬الجنوبي‭ ‬الشرقي‭ ‬والشمالي‭ ‬الغربي‭ ‬بين‭ ‬الأعمدة‭ ‬توجد‭ ‬مشاهد‭ ‬جذابة‭ ‬على‭ ‬الأرضيات‭ ‬الفسيفسائية‭  ‬لأقزام‭ ‬يخوضون‭ ‬معركة‭ ‬مع‭ ‬تماسيح‭ ‬وطيور‭ ‬اللقالق‭ ‬،‭ ‬ومحاطة‭ ‬بخضرة‭ ‬خصبة‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬البط‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الأقزام‭ ‬يستخدمون‭ ‬قطعاً‭ ‬من‭ ‬الجرار‭ ‬كخوذات‭ ‬أو‭ ‬دروع‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالمشاهد‭ (‬النيلية‭ ) ( ‬نسبة‭ ‬إلى‭ ‬النيل‭ ) ‬مليئة‭ ‬بروح‭ ‬المرح‭ ‬،‭ ‬لاحظ‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الجنوبي‭ ‬الشرقي‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الزاوية‭ ‬الجنوبية‭ ‬قزماً‭ ‬

الفيــلا‭ ‬الوحيـــدة‭ ‬المكتملــة‭ ‬مــن‭ ‬سلسلة‭ ‬الدارات‭ ‬الساحليـــة‭ ‬الرومانيــة

‭ ‬الثريـــة‭ ‬التــي‭ ‬امتــدت‭ ‬علــى‭ ‬طــول‭ ‬الســاحل‭ ‬من‭ ‬طـــرابلس‭ ‬إلـــى‭ ‬مصراتــة

يسحب‭ ‬لقلق‭ ‬رجلي‭ ‬رفيقه‭ ‬وقسم‭ ‬كبير‭ ‬منه‭ ‬قد‭ ‬اختفى‭ ‬بالفعل‭ ‬بين‭ ‬فكي‭ ‬تمساح‭ ‬ويظهر‭ ‬الطرف‭ ‬الجنوبي‭ ‬الغربي‭ ‬للبهو‭ ‬المعمد‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬المخططات‭ ‬الأكثر‭ ‬رسوماً‭ ‬للمربعات‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬تنوع‭ ‬ثري‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬الهندسية‭ ‬المتنوعة‭ ‬والملونة‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬حول‭ ‬البهو‭ ‬المعمد‭ ‬داخل‭ ‬الأعمدة‭ . . ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الشمالي‭ ‬الغربي‭ ‬للبهو‭ ‬المعمد‭ ‬يوجد‭ ‬مدخل‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الردهة‭ (‬القاعة‭ ‬المركزية‭ ) ‬وفيها‭ ‬حوض‭ ‬ماء‭ ‬والقاعة‭  ‬المغطاة‭ ‬بأكملها‭ ‬الآن‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬مفتوحة‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬نحو‭ ‬السماء‭ ‬ومياه‭ ‬الأمطار‭ ‬تجري‭ ‬نحو‭ ‬هذا‭ ‬الحوض‭ ‬والأرضية‭ ‬مرصفة‭ ‬بفسيفساء‭ ‬بتصميم‭ ‬هندسي‭ ‬بديع‭ ‬وعلى‭ ‬الجدران‭ ‬رسمت‭ ‬مشاهد‭ ‬صيد‭ ‬محفوظة‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬مع‭ ‬صور‭ ‬لمبان‭ ‬في‭ ‬مناظر‭ ‬طبيعية‭ ‬ريفية‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الغرفة‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬رؤية‭ ‬الغرفة‭ ‬رقم‭ ‬8‭ ‬على‭ ‬اليمين‭ ‬وبسبب‭ ( ‬الخزائن‭ ) ‬المبنية‭ ‬في‭ ‬الزوايا‭ ‬فقد‭ ‬قيل‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الغرفة‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬مكتبة‭ ‬والأرضية‭ ‬مزينة‭ ‬بفسيفساء‭ ‬هندسية‭ ‬مصممة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬لوحات‭ ‬مربعة‭ ‬صغيرة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أقنعة‭ ‬ورموز‭ ‬وأشكال‭ ‬أخرى‭ . . ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬5‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬رؤيتها‭ ‬من‭ ‬المدخل‭ ‬المقابل‭ ‬لمدخل‭ ‬الردهة‭ ‬من‭ ‬البهو‭ ‬المعمد‭ ‬توجد‭ ‬قاعة‭ ‬طعام‭ ‬صغيرة‭ ‬فيها‭ ‬لوحة‭ ‬فسيفساء‭ ‬مركزية‭ ‬رائعة‭ ‬تصور‭ ‬أُسطورة‭ ‬ليكورغوس‭ ‬وهناك‭ ‬نسخ‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬ولكن‭ ‬المضمون‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬ملك‭ ‬ثراسيا‭ ‬الذي‭ ‬عارض‭ ‬الإله‭ ‬ديونيسوس‭ ‬وهاجمه‭ ‬هو‭ ‬وأحد‭ ‬أتباعه‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬امبروسيا‭ ‬بفأس‭ ‬وحولت‭ ‬امبروسيا‭ ‬إلى‭ ‬كرمة‭ ‬عنب‭ ‬أخذته‭ ‬بدورها‭ ‬أسيراً‭ ‬ويوصف‭ ‬هناك‭ ‬وهو‭ ‬يسقط‭ ‬فأسه‭ ‬بينما‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬شباك‭ ‬الكرمة‭.‬

في‭ ‬الغرفة‭ ‬2‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الدخول‭ ‬إليها‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬رؤيتها‭ ‬من‭ ‬الردهة‭ ‬المفتوحة‭ ‬توجد‭ ‬بشكل‭ ‬رئيس‭ ‬قطعة‭ ‬فسيفساء‭ ‬فاخرة‭ ‬تظهر‭ ‬سباق‭ ‬عربات‭ ‬في‭ ‬حلبة‭ ‬سباق‭ .‬

‭( ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬نفترض‭ ‬بأن‭ ‬المقصود‭ ‬هو‭ ‬الحلبة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬لبدة‭ ‬الكبرى‭ ) ‬تبدو‭ ‬بوابات‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬الرواق‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬الطرف‭ ‬الأقرب‭ ‬إلى‭ ‬القاعة‭ ‬الوسطية‭ ‬وسباق‭ ‬العربات‭ ‬حول‭ ‬مركز‭ ‬الحلبة‭ ‬توجد‭ ‬فوقها‭ ‬أحواض‭ ‬مياه‭ ‬وتماثيل‭ ‬على‭ ‬أعمدة‭ ‬وعدادان‭ ‬اثنان‭ ‬للدورات‭ ( ‬وهما‭ ‬إطاران‭ ‬يحملان‭ ‬سبع‭ ‬شعلات‭ ‬تنطفيء‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الاخرى‭ ‬مع‭ ‬اتمام‭ ‬كل‭ ‬دورة‭ ‬في‭ ‬السباق‭ ) ‬وفي‭ ‬الغرفة‭ ‬3‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬زواياها‭ ‬لوحة‭ ‬مركزية‭ ‬عليها‭ ‬مشهد‭ ‬رمزي‭ ‬غريب‭ ‬يمكن‭ ‬تفسيره‭ ‬بأنه‭ ‬إله‭ ( ‬الزمن‭  ‬ايون‭ ‬حاملاً‭ ‬دائرة‭ ‬تمثل‭  ‬دائرة‭ ‬البروج‭ ) ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬تمر‭ ‬الفصول‭ ‬الأربعة‭ ‬ببعض‭ ‬التردد‭ ‬إلى‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬والمنظر‭ ‬يشاهده‭ ‬ابوللو‭ ( ‬بصفته‭ ‬الشمس‭ ) ‬وهو‭ ‬يبزغ‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬في‭ ‬عربته‭ (‬ممثلاً‭ ‬فجر‭ ‬العصر‭ ‬الجديد‭ ) ‬وبجانبه‭ ‬عازف‭ ‬مجنح‭ ( ‬وخلف‭ ‬ايون‭ ‬تجلس‭ ‬فينوس‭ ‬والكيوبيد‭ ‬يرفرف‭ ‬خلف‭ ‬رأسها‭ ) ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬البهو‭ ‬المعمد‭ ‬حيث‭ ‬فسرت‭ ‬الفتحة‭ ‬المعمدة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الجانب‭ ‬الجنوبي‭ ‬بأنها‭ ‬تمثل‭ ‬غرفة‭ ‬صيفية‭ ( ‬غرفة‭ ‬طعام‭ ‬مفتوحة‭ ‬باتجاه‭ ‬الشمال‭ ) ‬وجزء‭ ‬منها‭ ‬مزين‭ ‬بفسيفساء‭ ‬هندسة‭ ‬الشكل‭ ‬،‭ ‬والجزء‭ ‬الآخر‭ ‬ببلاط‭ ‬رخامي‭ ‬وفيها‭ ‬نوافذ‭ ‬في‭ ‬الجدار‭ ‬الخلفي‭ ‬كانت‭ ‬تطل‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬حديقة‭ ‬مسيجة‭ ‬وهناك‭ ‬غرفتان‭ ‬صغيرتان‭ ‬مفتوحتان‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬وكلتاهما‭ ‬مزينتان‭ ‬بأرضية‭ ‬من‭ ‬الفسيفساء‭ ‬وفي‭ ‬وسط‭ ‬القاعة‭  ‬قطع‭ ‬فسيفسائية‭ ‬رمزية‭ ‬في‭ ‬قطع‭ ‬مربعة‭ ‬دقيقة‭ ‬للغاية‭ ‬تصور‭ ‬بوسايدون‭ (‬إله‭ ‬البحر‭ ) ‬وحورية‭ ‬بحر‭ ‬يتسليان‭ ‬مع‭ ‬بعضهما‭ ‬وفي‭ ‬الطرف‭ ‬المقابل‭ ‬للمجموعة‭ ‬أرضية‭ ‬فسيفسائية‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الروعة‭ ‬والاتقان‭ ‬تمثل‭ ‬ثور‭ ‬اتوراكاتابسياب‭ ‬وأشخاص‭ ‬يقفزون‭ ‬على‭ ‬الثور‭ ‬بحركات‭ ‬بهلوانية‭ ‬وهي‭ ‬إحدى‭ ‬الألعاب‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمارس‭ ‬فى‭ ‬سيرك‭ ‬مدينة‭ ‬لبدة‭ ‬وكتب‭ ‬على‭ ‬النقش‭ ‬في‭ ‬الفسيفساء‭ ( ‬نظم‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬محب‭ ‬سيرابيس‭ ) ‬وهو‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الذي‭ ‬أمر‭ ‬بصنع‭ ‬هذه‭ ‬القطعة‭ ‬من‭ ‬الفسيفساء‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الامبراطور‭ ‬كاركلا‭ ‬ورغب‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬ولائه‭ ‬له‭ ( ‬كاركلا‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬الإله‭ ‬اليوناني‭ ‬المصري‭ ‬

تعرض الموقع لسيول شتوية في العام 1974م كان سببآ في إماطة اللثام عن قاعة الجلوس للفيلا

سرابيس‭  ‬وعند‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬الجهة‭ ‬البحرية‭ ‬للفيلا‭ ‬على‭ ‬الشرفة‭ ‬المرصفة‭ ‬بالفسيفساء‭ ‬المحاذية‭ ‬لما‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬حديقة‭ ‬رسمية‭ ‬التصميم‭ ‬فيها‭ ‬صفوف‭ ‬من‭ ‬الزهور‭ ‬تفصلها‭ ‬جدران‭ ‬منخفضة‭ ‬الارتفاع‭ ‬ومكسوة‭ ‬كلها‭ ‬بالفسيفساء‭ ‬،هناك‭ ‬عرض‭ ‬حقيقي‭ ‬من‭ ‬الترف‭ ‬والثراء‭  ‬وفي‭ ‬الغرفة‭ ‬الداخلية‭ ‬أرضية‭ ‬فسيفسائية‭ ‬بنمط‭ ‬متعرج‭ ‬ولكن‭ ‬الملفت‭ ‬للنظر‭ ‬فيها‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬هو‭ ‬الرسوم‭ ‬الجدارية‭ ‬الملونة‭ ‬بشكل‭ ‬دقيق‭ ‬لها‭ ‬حافات‭ ‬باللون‭ ‬الأحمر‭ ‬وتضم‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬صوراً‭ ‬لرفيق‭ ‬مؤلهة‭ ‬الحب‭ ‬كيبويد‭ ‬أيضاً‭ ‬وأكاليل‭ ‬من‭ ‬الخضرة‭ ‬يسكنها‭ ‬البط‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬غرفة‭ ‬نوم‭ ‬لطفل‭ ‬وإذا‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬الشرفة‭ ‬وواصلت‭ ‬باتجاه‭ ‬غرفة‭ ‬الحمام‭ ‬الدائرية‭ ‬فإنك‭ ‬تدخل‭ ‬إلى‭ ‬ممر‭ ‬صغير‭ ‬بالقرب‭ ‬منه‭ ‬غرفة‭ ‬أخرى‭ ‬رائعة‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مسورة‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬بالدخول‭ ‬إليها‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬إلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬عتبة‭ ‬الباب‭ ‬وما‭ ‬يلفت‭ ‬الانتباه‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬أرضية‭ ‬الفسيفساء‭ ‬وإنما‭ ‬لوحات‭ ‬الرخام‭ ‬الرمادي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬سليمة‭ ‬وموجودة‭ ‬في‭ ‬مكانها‭ ‬مربوطة‭ ‬بمشابكها‭ ‬البرونزية‭ ‬الأصلية‭ ‬وتغطي‭ ‬الجدران‭ ‬حتى‭ ‬مستوى‭ ‬الرأس‭ ‬وتوجد‭ ‬فوقها‭ ‬جدارية‭ ‬من‭ ‬الجبس‭ ‬الملون‭ ‬وعلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬السقف‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬أو‭ ‬مكانين‭ ‬توجد‭ ‬آثار‭ ‬تجويف‭ ‬مزين‭ ‬بفسيفساء‭ ‬ملونة‭  . ‬

وإذا‭ ‬واصلت‭ ‬السير‭ ‬مباشرة‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬من‭ ‬الغرفة‭ ‬فسوف‭ ‬تدخل‭ ‬جناح‭ ‬الحمام‭ ‬الدائري‭ ‬الرائع‭ ‬في‭ ‬الفيلا‭ ‬،‭ ‬وجوهر‭ ‬المبنى‭ ‬هو‭ ‬حوض‭ ‬الحمام‭ ‬البارد‭ ‬المركزي‭ ‬الثماني‭ ‬الأضلاع‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬فسيفساء‭ ‬نموذجية‭ ‬لرأس‭ ‬اوقانيوس‭ ‬ومحاط‭ ‬بمخلوقات‭ ‬بحرية‭ ‬وهناك‭ ‬مغطس‭ ‬وزينة‭ ‬بالجص‭ ‬على‭ ‬الجدران‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬محفوظة‭ ‬حتى‭ ‬عارضة‭ ‬القبة‭ ‬وفي‭ ‬الكوة‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬الجوانب‭ ‬قطعة‭ ‬فسيفساء‭ ‬تصور‭ ‬ملاكمين‭ ‬فوق‭ ‬تجويف‭ ‬النافورة‭ ‬وبالقرب‭ ‬من‭ ‬حوض‭ ‬الماء‭ ‬البارد‭ ‬عدة‭ ‬غرف‭ ‬ساخنة‭ ‬صغيرة‭ ‬وفيها‭ ‬مغاطس‭ ‬مياه‭ ‬ساخنة‭ ‬ونلاحظ‭ ‬الأنابيب‭ ‬الجوفاء‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬رؤيتها‭ ‬أحياناً‭ ‬في‭ ‬الجدران‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الغرف‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬بمرور‭ ‬البخار‭ ‬الساخن‭ ‬لحجرات‭ ‬التعريق‭ ‬وهو‭ ‬مايوجد‭ ‬عادة‭ ‬بالحمامات‭ ..‬تقوم‭ ‬مصلحة‭ ‬الآثار‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬خبراء‭ ‬من‭ ‬بعثة‭ ‬جامعة‭ ‬روما‭ ‬الثالثة‭ ‬العاملة‭ ‬بليبيا‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬وبشكل‭ ‬دوري‭ ‬بأعمال‭ ‬صيانة‭ ‬وحفظ‭ ‬وترميم‭ ‬لمكونات‭ ‬الفيلا‭ ‬من‭ ‬رسوم‭ ‬جدارية‭ ‬وأرضيات‭ ‬فسيفسائية‭ ‬والجدران‭ ‬والأسقف‭ ‬بحكم‭ ‬قربها‭ ‬من‭ ‬البحر‭ ‬ولما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬على‭ ‬الفيلا‭ .‬

شاهد أيضاً

لاعب السويحلي والمنتخب الوطني “أسامـــة الشريمــي”

العدد‭ ‬الكبير‭ ‬لفرق‭ ‬الدوري‭ ‬ ستكون‭ ‬له‭ ‬مآلات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفن نعم‭ ‬هناك‭ ‬فريق‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *