»اشراف : منى أبوعزة
(س .ع)سيدة تبلغ من العمر ٣٨ عاماً تسكن في منطقة نائية سألتني هل يمكنني الزواج مرة أخرى بعد تجربتين فاشلتين؟ .. أجبتها هذا يتوقف على مجموعة أسئلة يجب الاجابة عليها واستخدمت معها تقنية التفريغ العاطفي وإذا بها تبكي بحرقة وتقول هو سبب فشلي نعم إنه المجرم الحقيقي ..
سألتها من هو ؟ قالت قريبي الذي مارس علىّ التحرش الذي يرتقي لدرجة الاغتصاب وأنا في عمر السادسة حتى عمر التاسعة دون أن يعرف أحد لأنه موجود في نفس المكان الذي أسكن به وبعيد عن كل الشبهات ..
سألتها لماذا لم ترفضي ؟ قالت نحن في منطقة نائية ولم يعلمني أهلي ثقافة الحفاظ على نفسي من هذه الممارسات ..
سألتها كيف تخلصت منه ؟ قالت عندما بلغت التاسعة كانت البنات تتحدث أن هذه الأشياء خطأ ومضرة ففهمت أنني يجب أن أبتعد وأرفض ..
ومنذ ذلك الوقت لم أدخل بيتهم ولم أذهب إليهم رغم قربهم منا وسط ذهول أهلي من كرهي الشديد لهم وبقيت أكبر ويكبر خوفي معي من إنني لست عذراء .. إلى أن وصلت سن الزواج ورفضت الكثيرين وأصبحت أبحث عن حل لمشكلتي وكان الحل بالزواج من شخص فاسد سيئ مدمن خمر ليقيني بأنه مخمور دائماً ولن يلاحظ ما بي .. وفعلًا تم الزواج وكان مخموراً ولم يفهم ماحدث تلك الليلة وكان بوابة عبوري إلى عالم الحرية وعدم الخوف لم يعد شيء يخيفني .. طلبت الطلاق ورجعت لبيت أهلي وأكملت تعليمي وتعرفت برجل كان زميل عمل وتقدم لي وخطبني وبعد الزواج اكتشفت أنه ذو أخلاق سيئة ) وزير نساء ( ولأنني مازلت أعاني مما حدث لي في الصغر لم أوفق في حياتي معه وطلقني .. هذه المرة تقدم لخطبتي رجل كبير في السن و لكنه سيوفر لي مسكناً جيداً ومستقلاً عن عائلته ..
وأنا أرغب في الموافقة لأنني بذلك لن أُطالب بعلاقة خاصة معه .. لكرهي الشديد لهذه الأمور التي حرمتني حتى من أن أكون أماً ..
أنا أعاني وأحترق .. وتائهة ولم أصارح أهلي للآن بما حدث لي في الصغر ولا أحد يعلم ما يحدث معي في زواجي .. فكيف الحل ..؟
الحل : هذه من المشاكل الشائعة والكثيرة والتي تبقى طي الكتمان فالسيدة )س . ع)تعيش تحت تأثير الصدمة « الترومة » من جراء الاغتصاب الطويل .. أيضاً تعاني تشوهاً داخلياً يحتاج إلى زيارة طبيب نفسي لاجراء جلسات للتخلص من آثار الصدمة لكي تبدأ حياتها من جديد أنا لست مع زواجها الآن يجب أن تخضع للعلاج وبعدها تتخذ قرار الزواج ولا يكون من رجل مسن بل من شخص من جيلها لكي تبدأ في التفكير في تأسيس أسرة * مبدأ المصارحة والبوح غائب في كل القصة طلبت منها أن تتواصل مع أقرب شخص لها في العائلة لكي تفرغ ما في جعبتها من آلام وندبات خلفها المجرم الذي انتهك طفولتها وأفقدها كل شيء.. أيضاً حولتها لطبيبة نساء للتأكد من عدم تعرضها لبعض المشاكل النسائية بسبب الانتهاك الطويل .. في النهاية يجب أن نراعي بناتنا في السن الصغيرة التي لا يستطعن فيها الدفاع عن أنفسهن وأن نجلس معهن ونوعيهن بخطورة وجود ذئاب بشرية، إنه لجرم عظيم أن تغفل أم عن ابنتها كل هذا العمر وهي تتعرض للاغتصاب.
)س . ب ( مهندس متزوج منذ عامين ولديه طفل .. وصل لطريق مسدود مع زوجته برغم أنه يرى نفسه رجلاً ملتزماً ببيته وبزوجته وطفله .. إلا أنه يعاني جداً من أنانيتها وتعذيبها له بنمط شخصيتها الغريب ..
قال)س . ب ( إنها تحب نفسها بشدة حتى أكثر من طفلها تتعمد ايذائي لفظياً وايذاء أهلي دائماً برغم أنهم يتعاملون معها بطريقة محترمة.
دائماً هي في برج عاجي تتخيل أنها أفضل من الجميع وترغمني على شراء مقتنيات غالية لها كأحذية وحقائب وغيرها لكي تبدو بالصورة التي ترغب أن تبدو عليها أمام الناس، لا تتعاطف معي ولا تحن نهائياً .. مع أنني حنون عليها ..
ترفض أن تعترف بأخطائها المتكررة .. وتحملني دائما وزر الأمور كلها ..
دائماً هي مظلومة لأنها تركز على التفاصيل الصغيرة والتافهة التي تصدر مني أو أهلي أو حتى صديقاتها نتيجة أفعالها ..
بصراحة وصلت لمرحلة بدأت اشعر انها مريضة فعلا .. لانها تمارسه مع أهلها أيضا ..ولأنني أحبها أرغب في نصيحة..
ثم أضاف معلومة وقال إنني جداً متضايق من استعراضها حياتنا في «السوشل ميديا» مع أن معظم ما يعرض كذب وافتراء ولا نعيشه .. بصراحة بدأت أتجنب التعامل معها أو حتى إقامة علاقة حميمية معها لأنها في كل مرة تتفه علاقتي بها .. ما الحل؟
جذر المشكلة ..
الحياة مع شخصية نرجسية صعب لذلك وجب تحضير الأزواج قبل الزواج وخضوعهم لدورات تأهيلية على الأقل لمعرفة نقاط القوة والضعف في شخصياتهم .
الأسباب ..
الاختلاف الكامل في نمط الشخصية بينهم .. والبيئة التربوية والأسرة ..
وأحد أكبر الأسباب هو أن الأم عماد الأسرة وفي هذه المشكلة الأم هي المريضة .. لذلك جاءت الشكوى مبكراً .
الحلول ..
يجب اخضاع الزوجة لجلسات علاج عند مستشار نفسي لتعديل سلوكها ويكون ذلك بتوعيتها على الأقل عبر اشتراكها في العديد من الحملات التوعوية والدورات التأهيلية وعدم انجرار الزوج وراء طلباتها .. ورفض أسلوبها غير الواعي في الرد على الآخرين .. بصراحة الشخصية النرجسية متعبة جداً .. وغالباً ما تكون نهاية العلاقة انفصال ولكن مادام الزوج باقياً على حياته ويرغب في الاستمرار يجب عليه معالجتها ولكن يتوقف عن انجاب الأطفال في هذه المرحلة.