الممثلة القديرة كريمان جبر :
المخــرج بشيــر الضــــاوي هــو مـــن اكتشف الجانب الكوميــدي فــــي شخصيتــي
فنانة دخلت مجال التمثيل منذ سن ١١ عاماً ، درست السيناريو والإخراج في سوريا وكتبت اسمها بالخط العريض لتثبت وجودها كممثلة ومخرجة.
تجيد التحدث بالإيطالية والإنجليزية والفرنسية ، تولت عدة مهام منها أمين مساعد نقيب الفنانين الليبيين قبل أن تقدم استقالتها بعد فترة وجيزة من توليها هذه المهمة ، وشغلت مهام رئيس وحدة الإخراج المسموع بالإذاعة الليبية ببنغازي .
هي قامة فنية كبيرة لمعت في كثير من الأعمال منها المفسدون في الأرض ، شموع لاتنطفىء ، الرحيل المنسي ، زمن النسيان وحصار الكوف، قامت بإعداد عديد البرامج الاجتماعية والثقافية ، عرفها الجمهور الليبي والعربي في دور سالمة بفيلم الشظية .
ضيفتنا لهذا العدد الممثلة القديرة كريمان جبر.
فيلم الشظية
هو نقطة تحول في حياتي
لقاء : خديجــة المرهـاق
بداية نحمد الله على سلامتك حدثينا عن رحلة علاجك ؟
أشكركم على سؤالكم، بالفعل تعرضت لوعكة صحية فمنذ ٧ أشهر أعاني ويلات المرض ورغم ترددي على مراكز صحية خاصة وعامة في مدينة بنغازي والمجهودات الكبيرة التي بذلها الأطباء من أجلي إلا أنها كانت دون جدوى فالتشخيص لم يبين سبب مرضي واضطررت للسفر إلى إيطاليا ومن ثم تونس حينها أصبحت أشعر ببعض التحسن .
لن نتحدث حول بدايتك فهذا لا يختلف عليه اثنان ولكن سنتحدث حول الأعمال الدرامية، في ذلك الوقت كانت ذات إمكانات بسيطة إلا أنها حققت نجاحاً ملحوظاً أما الآن رغم توفر الإمكانات المتطورة من صوت وتكنولوجيا وصورة إلا أن هناك بعض الأعمال التي تقدم دون المستوى ما السبب برأيك؟
هناك نقطة هامة قد غفل عنها الكثير وهي بناء الإنسان فهو ليس بالشيء الهين فيمكن أن يبني المهندس عمارة وتكون أجمل مايكون، ولكن بناء الإنسان لايتم بهذه الكيفية و ليس سهلاً أيضاً ولكي نبني فناناً عليه أن يمتلك الموهبة والقبول وأن يكون متابعا جيداً للحركة الفنية ومواكباً للتطورات الحديثة من تكنولوجيا وصوت وصورة حينها فقط سيقدم عملاً يرضى ذائقته الفنية أولاً والجمهور ثانياً وهذا من المسلمات.
لذلك هناك فرق شاسع بين ما عرض من اعمال درامية قديمة وما نراه الآن مع كامل احترامي للقلة.
ما الذي يمثله فيلم الشظية لكريمان جبر؟
هذا الفيلم اُضاف لي الكثير وأعتبره بصمة هامة في تاريخي الفني فهو يناقش قضية كبيرة وهي الاُلغام التي يعاني منها اغلب شعوب العالم أثناء الحروب التي دمرت كل شيء له علاقة بالحياة . هذا الجانب الانساني الذي يخص الشق الأول من الفيلم أما الجانب الاجتماعي الذي يخصني بشكل كبير أن الفيلم كان نقطة تحول في حياتي, الله يرحم أستاذ محمد الفرجاني مخرج الفيلم فلو أن مخرج الفيلم اكان عايشب لكان وضع السينما في ليبيا غير الذي نراه الآن ،ناهيك عن الأفلام الأخرى منها الحب في الأزقة الضيقة الذي لم ير النور بسبب بعض الظروف و(الغيث الصغير)وهو من اخراج وئام الصعيدي ولكن يظل فيلم الشظية هو علامة فارقة في حياتي سواء داخل ليبيا أو خارجها.
هذا الفيلم المأخوذ عن قصة تحمل الاسم نفسه للأديب الليبي الكبير ا ابراهيم الكوني ب بكادر فني ليبي بالكامل تم تصويره في عام ١٩٨٤ ورغم ضعف موازنته الإنتاجية إلا أنه حصد الجوائز العربية والعالمية ونال تقدير واشادة الكتاب والنقاد السينمائيين.
علمت أن لديك موهبة تصميم الأزياء، فهل تمارسين هذه الموهبة ؟
في الحقيقة أحب فعلاً تصميم الأزياء وأقوم بتعديل الآزياء القديمة وتحديثها ((فحرفة في اليد ولا ملك الجد)) ولشدة هوسي بالخياطة جعلتني أحضر ماكينة الخياطة لموقع التصوير إلا أنني توقفت عن هذه الهواية منذ أن تعرض منزلي للسرقة فقد تم نهب كل ما أملك ولم أعد قادرة على ممارسة هذه الهواية.
أخرجتِ عديد المسلسلات منها زغاريد وراحة البال بالاضافة إلى عديد البرامج المسموعة، في اعتقادك كيف يكون المخرج ناجحاً ؟
المخرج الناجح يدرس العمل ويتمعن في الشخصيات ومن ثم يجيد توزيع الأدوار بعيداً عن المجاملة ويتأكد من أن النواقص ويوفرها .
وعودة إلى سؤالك السابق عن ضعف الأعمال الحديثة ، فالأخطاء موجودة في كل زمان ومكان وتحصل المغالطات في كثير من الأعمال لعدم تفعيل دور الرقابة فإن كان العمل تاريخياً يجب أن يعود إلى التاريخ وإن كان اجتماعياً عليه أن ينظر إلى فحوى العمل أما إن كانت هناك جوانب قانونية أو صحية فيرجع إلى أهل الخبرة وبحكم إتقاني بعض اللغات أجد أخطاء كبيرة في بعض المفردات حتى أن بعض الأعمال باللغة العربية الفصحى بها كم من الأخطاء إذن على المخرج أن يكون متمكناً من أدواته وقدراته وإعداده للعمل بالكامل.
المسرح استاذ الشعوب والفنان يظل دائماً متشوقاً للركح ، أيهما تفضلين المسرح أم التلفزيون؟
المسرح أعتبره عشقي الذي لا ينتهي، منذ طفولتي خضت عديد المهرجانات المحلية والدولية وحين أكون متواجدة بالمسرح أشعر وقتها بنشوة كبيرة وحب يغمرني مع الجمهور أما التلفزيون أشعر بشغف كبير نحوه من خلال تعاملي مع الإضاءة والكاميرا والصوت فكل جزء به مرتبط بالآخر بداية من التفاصيل الصغيرة الكبيرة وتصرفاتك تكون تلقائياً طبيعية .
لديّ جملة أحب أن أرددها دائماً حين أعمل كمخرجة بالراديو ((أنا أجعل المستمع يرى بأذنيه)) فالمستمع أصبح ذكياً لدرجة كبيرة فهو يميز بٌعد الصوت والمساحة وحركة اليد أو الخطوات.
لاوبريت أم المسامي وقع خاص على قلبك حدثينا عنه ؟
بالفعل أقرب اوبريت على قلبي هو أم المسامي لأنه جاء ضمن قالب اجتماعي وينادي بوحدة ليبيا وقد حفظت بعض الأبيات الشعرية التي جسدتها في دوري بهذا العمل المسرحي إلا أنني لم أتقاض أي مقابل مادي وصرفت عليه من جيبي الخاص وحين رأيت لهفة الجمهور للعمل عرضته لمدة 5 أيام أخرى مجاناً وعرجنا بالمشاركة به في الجزائر وتونس وهذا التوفيق من عند الله.
برأيك ماذا ينقص الدراما الليبية لكي تظهر بالمستوى الذي تنافس به الدراما العربية ؟
الدراما الليبية جميلة بكل سلبياتها ولو توفر الكاتب والمخرج والممثل الجيد سيظهر العمل بالصورة التي نريدها فالمخرج ليس توجيه كاميرا أو مدير تصوير فقط بل خبرة وفن وادراك في توزيع الأدوار بدقة متناهية كما أننا محتاجون لمنتج جيد أو جهة
تتبنى الأعمال وترعاها ،فالعمل ليس تسليم عقد فقط أو مبالغ مالية تُصرف هنا وهناك، إذ لابد أن يكون هناك لجنة مراقبة لتقييم العمل ككل ،وهذا أقل ما نتمناه حتى نخرج بدراما فعلاً لها مضمون ومحتوى يليق بنا.
لماذا لم نعد نشاهد سلسلة « شوف وقول الرمضانية » في شهر رمضان ؟
العمل الكوميدي اشوف وقولب من إخراج الاستاذ بشير الضاوي الذي تم تصويره في التسعينيات لاقى نجاحاً عظيماً وقتها رغم اعتراض الكثير على اختياره لي في هذا العمل فالأغلبية أخبروه أن أدواري تراجيدية ولكن وحده بشير الضاوي هو من أكتشف الجانب الكوميدي في شخصية كريمان .
الفيلم التلفزيوني (ذاكرة من نار) تأليف مفتاح العماري لماذا لا يتم انتاج مثل هذه الأفلام ؟
كنت أجهز نفسي للسفر إلى المانيا لغرض العلاج وحين وصولي المانيا هاتفني الاستاذ بشير الضاوي بخصوص الفيلم ، اتفقنا وعُدت إلى ليبيا وتوجهت إلى مدينة ترهونة تحديداً وتم تصويره خلال ثلاثة أيام وكان من المفترض أن نشارك به في مهرجان القاهرة ولكن لا أعلم ماذا حدث بعد ذلك .
ما هو أكثر عمل لازال تأثيره حاضراً على كريمان؟
دعيني أتكلم بصراحة أنا أحب كل أعمالي وجميعها راضية عنها تمام الرضا ولكن دور اهند الكنعانية ب في مسلسل االمفسدون في الأرضبالذي تم تصويره في آثينا وشارك فيه نخبة من الفنانين العرب منهم الفنان الراحل فاروق الفيشاوي ورغدة وليلى طاهر ومحسن توفيق لايزال له وقع خاص على شخصيتي .
هل ساندتك نقابة الفنانين في محنتك خلال فترة علاجك ؟
نقابة الفنانين سمعت أنها تدعم بعض الفنانين ولكن أنا شخصيً لم يسألوا عني حتى مجرد السؤال ولم تساندني ولا ألوم عليهم ربما لديهم ظرف إلا أنني لم أتلق أي دعم لا من الدولة ولا من المسؤولين ولا من نقابة الفنانين ولا من رجال الأعمال حتى، وهذا أمر مؤسف.
هل تم تكريمك أو دعمك من الدولة أو أي جهة أخرى ؟
تحصلت على شهادات تقدير كثيرة من سوريا وبلغاريا وإيطاليا واليونان ومصر وتونس ولكنها شهادات تكريم فقط ولا يتم تحفيز أو دعم الفنان أكثر من ذلك، أذكر أنه في سنة 1986تم تكريمي بمبلغ 500دينار فقط كانت المرة الأولى والأخيرة التي تسلمت فيها مبلغاً زهيداً كهذا.
وقبل عام ٢٠١١ تم تكريمي بجائزة تقديرية ثم أعادوني للجائزة التشجيعية والحقيقة رفضت تسلمها ولكن تفاجأت باتصال هاتفي من الأستاذة فوزية شلابي تطلب مني المجيء لتسلم الجائزة التقديرية.