السحر وبنك الخرافات
« اللي يخونها ذراعها تقول مسحورة » هذا مايقوله المثل الشعبي الليبي ويعني أن السحر صار ذريعة للكثير من الفشل ، والتكاسل .
والسؤال, هل السحر هو فقط المبرر الجاهز لعدم تحقيق النجاح والاجتهاد أم أنه ملجأ لفقر المعلومات وعجز عن التفسير العلمي للأشياء؟
كلام كثير يقال عن السحر ، وعن أعمال السحرة التي تصنف أغلبها كشعوذة و استغلال جهل الآخر .
فيما تتحول المعرفة والمعلومات إلى استثمار في البلاد المتقدمة ، نرى النصابين والمشعوذين وتجار الخرافات يحققون مكاسب وعوائد من هذه التجارة التي لاتنمو إلا في البلاد المتخلفة ولا تنتشر إلا في بيئة الجهل .
لماذا يحدث ذلك ؟ ولماذا تتحول هذه الأعمال إلى ملاذ لحل مشكلاتهم وحتى علاج أمراضهم العضوية وأسئلة أخرى يمكن ان نجد لها اجاباتها في هذه المساحة.
الجهل يودي بحياة عروس
و تقول في هذا الصدد ا أسماء عمرب كانت لي جارة مرضت بسبب أدوية الكورتيزون التي استخدمتها لزيادة الوزن في فترة عرسها و تسببت لها بمضاعفات حادة أدت إلى دخولها في حالات إغماء متكررة فاعتقد الأقارب أنها مسحورة دون حتى استشارة الطبيب ذهبوا بها إلى أحد الدجالين الذين يدعون أنهم شيوخ فأوهم عائلة الفتاة إنها مسحورة وأن خالتها هي الساحرة فانطلقت إلى الخالة وقاموا بطردها من المنزل ومقاطعتها .
و تضيف ا و أصبح العديد يعلمون أنها حالة مرضية بسبب الكورتيزون لأن هذه الحالة تكررت عند العديد من العرائس و أغلبهن صدقن أن ذلك كان بسبب السحر ب
و أردفت ا أذكر أن احداهن ماتت في يوم زفافها ولكن كل ذلك تم ادراجه ضمن السحر .و لكن الأمر كشف عند إصابة إحدى العرائس بنفس الأعراض وبالرغم من اعتقاد عائلتها و المقربين بأنها مسحورة
تحقيق : زهرة موسى
لكنها وحدها مصرة على أن هذا دجل بعد ان مرت بنفس الحالة وكادت أن تموت فذهبوا بها إلى دجال أخبرهم أن الساحرة هي ابنة عمها ولكن قبل الذهاب إلى البيت طلبت الذهاب إلى المشفى إذ شخص الطبيب أنها اعراض الجرعات الزائدة من الكورتيزون تسبب لها بهذه الحالة.
و أشارت إلى أنب الناس في اعتقادي يلجؤون إلى الدجالين لأنهم بحاجة إلى رمي اخفاقاتهم على أحد أو ابعادهم عن أنفسهم والسحر مبرر للفشل والكسل.
كذبة فضحت الدجال
و تضيف (( هبة محمد ))عندما كنت صغيرة في فترة الثانوية كان هناك شيخ ضيف على منزلنا ولم أعتقد أنه دجال أخبر ابنة خالتي أنه يستطيع معرفة إذا كان الشخص مسحوراً أو به مس أو عين فذهبت معها فطلب أن يرى مابي أولاً فأخبرني بعد أن أمعن في عيني بأني عندما أخرج من المدرسة أذهب لمواعدة أحد الشباب ولا أعود للمنزل قبل الذهاب معه سراً ، ولأن ابنة خالتي تكبرني بسنين وتعرف أخلاقي أخبرته أنه دجال وخرجنا ومنذ ذلك الوقت لا أستطيع تصديق من يدعي أنه شيخ وأعتقد أن الناس تذهب بداعي الفضول فتحب المغامرة وتستمر في ذلك وتصدقهم.
المعالجة الروحانية مصدر رزق
و يوضح ا رضا الشريفب لا أصدق ما يقوم به المعالجون الروحانيون، لأني أرى ببساطة أنهم مجرد أشخاص يبحثون عن مصدر رزق، وهذا حقهم. فمنذ القدم يسعى الإنسان لتأمين لقمة عيشه. هناك من يمارس أفعالًا إجرامية، مثل متاجري الحشيش والمخدرات، وقطاع الطرق.
و يرى أن المعالجين الروحانيين لا يقومون بأي عمل يضر الآخرين. من يأتي إليهم يفعل ذلك بإرادته، ولديه اعتقاد بأنه سيجد حلاً لمشكلاته ، و لقد وجدت أن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يكونون لطفاء وكرماء، بل إن الكثير منهم يتصف بالبساطة والود. وما يقدمونه يُعتبر جزءًا من العقل الجمعي لمجتمعاتهم. إن اعتقاد الأفراد في قدراتهم هو ما يدفعهم للبحث عن هذه الخدمات.
و يذكر ا أستطيع أن أستشهد بتجربة قريبة لي، حيث كان زوجها يجهز نفسه للزواج عليها. وعندما علمت بذلك، توجهت إلى أحد المعالجين الروحانيين، وطلبت منه أن يعطل زواج زوجها. دفعت القيمة المطلوبة، ولكن لم يحدث أي شيء، بل تم الزواج بكل سلاسة وفي الوقت المحدد اليوم لديهم خمسة أطفال، وزواجهما مستمر، مما يدل على أن ما حدث لم يكن سوى اعتقاد في العقل الجمعي.
التناقض في الفئات الاجتماعية التي تمارس السحر
من الاعتقادات الشائعة أن السحر والشعوذة محصورة بين الفئات الأقل تعليمًا والأقل حظًاً، إلا أن الواقع يكشف عكس ذلك و يشير إلى أن الكثير ممن
يلجؤون لهذه الأساليب هم من المثقفين والمؤثرين في مجتمعاتهم، ويستخدمونها لأسباب تتراوح بين الرغبة في السيطرة والحفاظ على السلطة إلى التغلب على مشاكل نفسية خاصة.
و يضيف الشريف مؤكداًعلى ذلك ا أعرف أحد المسؤولين الذي كان يتاجر في السيارات، وكان يحصل على اعتمادات من المصرف عبر الوساطة. عندما واجه صعوبة في الحصول على الاعتماد، بدأ يتردد على أحد المعالجين الروحانيين لتسهيل الأمر. لكن لم يحدث أي تغير، ولم يحصل على أي اعتماد بعد ذلك.
نوه ا ما أود قوله هو إن كل شيء قد يكون مجرد صدفة، واعتقاد راسخ في العقل الجمعي. إن هذه المواقف تعكس كيفية تأثير الأفكار والمعتقدات على سلوك الأفراد، مما يجعلنا نتساءل عن طبيعة هذه الممارسات ومدى تأثيرها الفعلي على حياتنا.
يؤكد ا ورغم تحذير الكثير من رجال الدين من استغلال بعض المحتالين لحاجة الناس، وإيهامهم بقدرتهم على تقديم نفع ودفع ضرر، مازال البعض يلجأ إلى هؤلاء ، ويخلط بعض الناس بين الرقية الشرعية في الدين الإسلامي، والتي يُجمع علماء الدين الإسلامي على جوازها، وبين ما يدّعيه بعض من يطلقون على أنفسهم االمعالجين الروحانيينب.
و يشير إلى أنه بإجماع علماء الفقه الإسلامي، ليس من الرقية الشرعية انفراد الراقي أو الراقية بالشخص طالب الرُقية، أو ملامسة جسده أو جسدها، خاصة المناطق الخاصة من الجسم ، كذلك يُجمع العلماء على عدم جواز ادّعاء الراقي قدرته على الشفاء أو جلب الحظ أو جعل الشخص قادراًعلى الإنجاب أو تقريبه من زوجه أو إبعاده عنه، وغيرها من الادعاءات.
و يقول ا عبد الباسط علي ب إن التفسير الغيبي للأحداث و الوقائع أسلوب للتفسير و مستوى معين من التفكيرإذا تظافر ضعف العقيدة الايمانية مع الجهل بطبيعة الاشياء ، و ايضا اذا عجز الفرد عن التفسير المنطقي فإنه يلجأ إلى التفسير الغيبي بغض النظر عن المستوى العلمي ، لذلك ليس من المستغرب أن تجد دكتوراً في فرع من العلوم مثلاً يلجأ إلى السحرة و المشعوذين مؤمناً بقدراتهم على حل مشكلته هذه النقطة المظلمة في ذهن الإنسان سبب رئيس لهذا التوجه ، و كذلك فإن الحيل الشيطانية و الألاعيب التي يتقنها هؤلاء قد تدلس على الناس إذا انعدم الوازع الديني و غاب النازع الأخلاقي.
خدعها لتتزوجه
و تقول (( خديجة محمد ))الطمع في كسب المال الوفير عن طريق المشعوذين قد يؤدي إلى نهاية غير محمودة ، أخبرتني صديقتي قصة سيدة كانت تتردد على أحد الشيوخ أو بالأحرى السحرة ، و كانت عندما تدخل عليه الغرفة تجد أموالاً كثيرة موضوعة بالقرب منه و لما سألنة قال بأنه يستطيع توليد المال و زيادته إلى أضعاف بقدرته ، و صدقت السيدة ذلك و طمعت في المال و في يوم دخلت غرفته فإذا بالمال يسقط عليها من جميع الجهات وتفاجأت السيدة من ذلك ، و أخبرته بأنها ترغب أيضاً في الحصول على مبالغ كهذه ، فعرض عليها الزواج منه حتى تحصل على مصدر الرزق بأكمله ، بدلاً من الحصول على مبلغ مرة واحدة فقط ، و من شدة طمعها تزوجته ، لتكتشف بعد ذلك بأنه خدعها و
أنه كان قد وضع المال على مروحة السقف ، و ما كان عليه إلا أن يشغلها على الوضع البطيء عندما تدخل هي الغرفة و تعتقد بأنه كان يجلب المال .
و تعتبر((مريم أحمد )) أن اللجوء إلى السحر يكون بسبب ضعف الإيمان لو أن الإنسان قوي الإيمان ومدرك أن لا قوة أقوى من قوة الله لا يخاف ولا يستسلم لهذه الخزعبلات ويراها بمنظار هزلي أمام قوة رب العباد ولكن هناك قصور في الإيمان يجعل الغالبية ينجرون خلف هذه الأمور التي يرونها غيبية و لا يمكنهم تفسيرها وأمام ضعف نفوسهم وعقولهم يتجهون للمشعوذ المنقذ لهم من المشعوذ الضار لهم حسب وجهة نظرهم .
تنوه ا يطول الشرح في هذه الأمور وتظل الثقة والايمان بالله هي الفيصل ومن انعدمت لديه سيكون لقمة سائغة لمثل هذه الأفعال .
و قد أجابت دار الافتاء الليبي على سؤال ا ما حكم التعامل بالسحر والاستعانة بالمنجّمين؟ الجواب:فإتيان السحرة والمشعوذين وسؤالهم والاستعانة بهم؛ مِن أعظم المنكَرات، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أتى كاهناً أو عرافًا فسأله، لم تُقبل منه صلاة أربعين يومًا) [مسلم:2230]، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله، فصدَّقه، فقد كفر بما انزل على محمد) [مستدرك الحاكم:88/1، وقال على شرطهما ولم يخرجاه]، ولا يفعل هذا الفعل إلا جاهلٌ بالتوحيد، غافلٌ عن مقام ربِّه، وما يستحقه وينفرد به، وما يقدر عليه وحده سبحانه دونَ سواه، وهو من ظلم النفس، ولا ينفع مرتكبه شيئًا، بل هو لا يزيد الحياة إلا تشتتًا وفرقة، ومن دخل في هذه المتاهات، يصعب عليه أن يخرج منها قبل أن يُدمّر حياته، فينبغي لكل من يُقدم على هذا الفعل، أن يكف عنه على الفور، ويتوب إلى الله منه، قبل أن يأتيه الموت، فهو على خطرٍ عظيمٍ، والله أعلم.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلمب لجنة الفتوى بدار الإفتاء:أحمد ميلاد قدور ، أحمد محمد الكوحةب
و تقول زهرة خالد (( ناشطة مدنية )) أعظم ما يحرك الشخص تصديق الدجالين هو قلة الوعي ، سمعت عديد القصص حول إلتجائهم للسحرة لهدف الزيادة في الرزق و أذكر بأنني سمعت قصة قبل عدة أعوام حول شخص قام ببيع مزرعته و محله التجاري و أرسل المال إلى دجال ليساعده على زيادة المبلغ إلى أضعافه و ما كان منه إلا أن هرب بالمال ، عديد المشعوذين يخدعون الناس بمواطن اهتمامهم كجمع المال أو الزواج أو الحصول على وظيفة، أو ايذاءالآخرين ، فلهذا سرعان ما يصدقونهم خاصة من تكون صلتهم بربهم ضعيفة أو قليلي الوعي .
و تضيف ا للإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في التقليل من هذه الظاهرة خاصة بعرض برامج توعوية عن الاستعانة بهؤلاء ، و أيضاً بعرض قصص المتضررين من المشعوذين ، يمكن التخفيف من انتشار هذه الظاهرة ، و كذلك للمشائخ دور في تخفيف من هذه الظاهرة من خلال التركيز في خطب
الجمعة لتنبيه الناس و تذكيرهم بالبعد عن هكذا أفعال.
و تقول الصحفية(( زينب محمد)) لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في توطين ثقافة الالتجاء للتعاون مع الدجالين و المشعوذين من خلال افساح مساحات لقراءة الفنجان و التنبؤ بالمستقبل ، مما يعطي مصداقية لبائعي الأوهام ، فكثيراً ما نرى على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات لكهنة يدّعون بقدرتهم على قراءة الكف و التنبؤ بالمستقبل و جلب الحبيب و فئة كبيرة من المجتمع خاصة النساء ينساقون وراء فضولهن و رغبتهن في معرفة المستقبل .
و تشير إلى أن المعتقدات الراسخة بأذهان الناس من الصعب جدا تغييرها بسهولة ، أذكر بأن لي صديقة تحب جداً قراءة الفنجان و كانت من شدة محبتها لهذا الأمر حينما تسمع عن أي شخص يقرأ الفنجان تذهب له و تدفع أموالاً مقابل معرفتها لخبايا المستقبل ، و أذكر مرة بأنها ذهبت إلى أحد المشعوذين الذين يقطنون بذات الحي الذي تسكن به ، و أخبرها بأنها مصابة بعين حاسدة و أعطاها قنينة ماء مرقية و بعض البخور و الأعشاب و أوصاها بأن تعود لزيارته بعد أيام ، و عندما تقابلنا أخبرتني بما حدث و طلبت مني مرافقتها و لكنني لم أرغب بذلك و كانت تصر على أنني قد أكون مصابة بعين حاسدة أو مسحورة ، و لكني رفضت بشدة و أقنعتها بأني أخاف من المعالجين الروحانيين ووعدتها بأني سأرافقها في إحدى المرات على أن تتركني و شأني لبعض الوقت.
تعتبر ((رقية ضوء ناشطة مدنية )) العديد من الناس يخلطون بين الراقي الشرعي و بين مدعي العلاج الروحاني ، و هم المشعوذون الذين يضحكون على عقول الناس لبيع الأوهام و استغلال جهلهم، حتى يكسبون أموالاً طائلة بكل سهولة .
و ترى ا الآن هناك وعي نوعاً ما في الشارع فأصبح الناس يستطيعون التفريق بين الراقي الحقيقي من المزيف و أيضاً اتجه جزء كبير منهم للرقية بشكل شخصي دون الاتجاه إلى مراكز ، و هذا أمر أعتقد أنه ساهم في التقليل و لو بشكل بسيط في الاتجاه لهؤلاء .
و تقول أتذكر قصة حدثت معي شخصياً ، كنت حاملاً بابني و ذهبنا أنا و زوجي للتنزه في (( طريق المطار )) لأن الطبيب أوصاني بالمشي ، و بدأت أنا المشي و بقي زوجي جالساً ، و عند عودتي لاحظت وجود سيدة بالقرب منه و كانت تتحدث معه و أخبرني أنها سيدة قالت له بأنها تقرأ الفنجان و الكف و أخبرت زوجي بأنه قريباً ستنتهي سنوات عزوبيته بزواجه من سيدة جميلة ، و ضحكنا كثيرا على ذلك ، و تساءلنا إذا كانت صادقة بمعرفتها للغيب فكيف لم تعلم بأنه متزوج و لديه ولدان و كنت حاملا بالثالث؟!.
و الموقف الثاني كنت بأحد المنتزهات جالسة مع أبنائي فإذا بسيدة تقترب مني و كانت تحمل بضاعة ، و بدأت بالعرض و كانت تسوق بشكل جيد ، و حينما اشترينا منها بعض الأشياء ، همست بأذني مخافة أن يسمعها أحد من حولي بأنها تحمل أعشاباً تجعل زوجي يتعلق بي و يصبح خاتماً بإصبعي ، تفاجأت جداً من كلامها ، و قلت لها لماذا تعرضينها عليّ من قال لك بأني أريد أشياء كهذه ، أجابت كل النساء تحب السيطرة على أزواجهن ، وقالت بأنها ليست غالية الثمن و ثقي تماماًبأنها مجربة و إذا أردت التأكد
أكثر خوذي رقمي و اتصلي بي حينما ترين أي تغيير عليه و أعطني اسمه و اسم والدته و سترين كيف سأعيده لك ، فور انتهائها من كلماتها التي بدت سعيدة و هي تسترسلها ، قلت لها هل تعلمي بأن ما تقومين به هو سحر، هنا خافت السيدة و بانت عليها علامات القلق و الفزع ، قالت لا عن أي سحر تتحدثين ، و لا أريد التعامل معك و أعادت المال و أخذت بضاعتها و اختفت من المكان .
و يقول ا المحامي صالح حتيتة ا إن القانون الليبي يجرم السحر و الشعوذة و ذلك واضح جداً في القانون رقم (6) لسنة 2024 م في شأن السحر و الشعوذة و الكهنة و ما في حكمها المادة رقم (3) الفقرة رقم ( 3) ، حيث يؤكد على تجريم السحر والأفعال المتعلقة به .
و يوضح أن المادة( 3 ) بينت من ينطبق عليهم العقوبات الصادرة في حق السحر و الشعوذة و التكهن حيث يعتبر أي فعل من الأفعال الآتي ذكرها جريمة يعاقب عليها وفقاً لأحكام هذا القانون كل من يهدد الغير على القيام بأعمال السحر أو الشعوذة أو الكهانة أو تعلم السحر أو تعليمه أو طلب القيام بأعمال السحر أو الشعوذة أو الكهانة مباشرة أو بواسطة ، أو دعمهم و كذلك جلبهم إلى البلاد أو استخدامهم أو إيوائهم ، و أيضا التستر عليهم أو ترويج أو نشر أعمالهم أو استيراد أو توفير الأدوات الخاصة بالسحر أو المعينة عليه .
و يشار إلى أنه ا جاء في المواد ( 5، 6 ، 7 ، 8 ) أنواع العقوبات تتمثل في الإعدام إذا ثبت أن سحره تضمن كفراً، أو ترتب على سحره قتل نفس معصومة. و جاء في المادة (6) أنه يحكم بالإعدام أو السجن المؤبد، أو السجن لمدة لا تقل عن خمسة عشر سنة مع غرامة قدرها مائة ألف دينار ، وبينت المادة ( 7 ) ُيعاقب الكاهن بالسجن مدة لا تقل عن عشر سنوات ولا تزيد على خمسة عشر سنة وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف دينار، ولا تزيد على سبعين ألف دينار ، و في المادة ( 8 ) يعاقب المشعوذ بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف دينار، ولا تزيد على خمسة عشر ألف دينار.
خاتمة
إن السحر والشعوذة ليست مجرد ظاهرة هامشية بل تعكس واقعاً معقداً تتداخل فيه الجوانب النفسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية. ومع استمرار انتشارها في المجتمعات ، يجب أن يكون هناك تحرك جاد من قبل المجتمع بمؤسساته المختلفة لمواجهة هذا التحدي الذي يهدد نسيج المجتمع وأخلاقياته.