في عالم يزداد فيه الاهتمام بصحة المرأة ورياضتها، نجحت
)ندى الوليد (
في أن تكون مصدر إلهام للكثير من السيدات الليبيات. من خلال رحلتها الملهمة، تمكنت من تخطي عديد التحديات التي تواجه المرأة في مجال الرياضة، وتحولت إلى رمز للعزيمة والإصرار،قطعت أشواطاً وحققت مع مادياتها معجزات .
حاورتها : نجـــاح مصـــدق
ندى الوليد العاشقة للكلمة والمؤمنة بقوة الإنسان وروحه تصنع عالمها وتبني أسس لطاقات جديدة قادرة
بداية من هي ندى الوليد .. التخصص والدراسة وتجربة العمل ؟
ندى الوليد بمنظور الناس هي السلام الداخلي والطاقة الإيجابية، هي العفوية والمرح.
ندى الوليد خريجة إعلام عملت في المجال لمدة سبع سنوات في قسم الدعاية والاعلان ومارست دورها مع قنوات إعلامية كمراسلة
بعد 2011تغيرت أشرعة قاربي واتجهت لمجال بعيد كل البعد عن تخصصي
أسرتي منحتني حرية الاختيار
في بدايات رحلتك في عالم التدريب الرياضي كيف جاءت هذه الفكرة وما الذي شجعك على اختيار هذا المجال؟
بدأت الرحلة بعد فبراير ٢٠١١ مع الرياضة وفي مسار مغاير للإعلام شجعني الوالد في البدايات ودعمني وأنا أنتمي لأسرة معروفة رياضياً ولديها تاريخ وأجسام تتمتع بلياقة واضحة وأسماء وأبطال في رياضة الشراع وتراتيب أولى على مستوى ليبيا وأنا ابنة هذه الأسرة ووجدت نفسي مع مسارها واهتمامها.
من خريجة إعلام
إلى مدربة ريا ضية وداعمة نفسية
كيف واجهتِ نظرة المجتمع المحافظ في ليبيا لرياضة المرأة؟ وما هي أكبر التحديات التي واجهتك في بداية مسيرتك؟
مضيت إلى حيث أريد دون النظر لنظرة المجتمع السلبية التي واجهتني في البداية وكيف لفتاة أن تلعب رياضة وتلبس (سبور) وهذا يعود لثقافة مجتمع وعدم دراية وعلم بهذا المجال ولكن في حقيقة الأمر أنا من خلال عملي الرياضي كونت أسرة جديدة إن صح التعبير بطاقة صحية وايجابية ووسط آخر أكثر تفاؤلاً ومحبة.
أما التحدي الأكبر كان صغر سني وسط وحوش متمرسين في عالم الرياضة ولكنني أحب المغامرة ومن وسط عائلة مغامرة اكتسبت هذه الروح وخضت التحدي.
كيف تغيرت نظرة المجتمع لرياضة المرأة في ليبيا خلال السنوات الأخيرة؟ وما الدور الذي لعبته أنت وغيرك من
المدربات في هذا التغيير؟
أعتبره تغييراً ايجابياً تركز فيه النساء على حب الذات والاعتماد على النفس بشكل صحي وبطاقة متجددة ونضج فكري وقوة ما قدمنه المدربات من عام 2012 إلى اليوم يركز على التوجيه والتعليم والنصح وكيف تشارك المدربة قوتها مع مجموعة من المتدربات الحريصات واللاتي وصلن للقيمة الحقيقية للرياضة ونتائجها.
حول رياضة المرأة وصعوبات المجال .. ما هي أكبر الصعوبات التي تواجهها المدربات الرياضيات في ليبيا؟ وهل هناك تفاوت في الفرص المتاحة بين المدربات والمدربين؟
عن نفسي لا أرى وجوداً للصعوبات لأن مااقوم به يحقق متعة مرتجاة وأياً من كان إذا قدم عملاً بحب لن يشعر
المرأة الليبية
تنتزع المكانة والفرص وتفرض وجودها
بصعوبة أو تعب لأن متعته تفوق أي شيء ،خصوصاً في المجال الرياضي فالمدرب أو المدربة التي تتعامل مع الرياضة كمادة دون محبة وشغف لن تفيد الناس ولن تكسب زبائن ووسط صحي تمارس من خلاله عملها وتشارك غيرها فيه .
كيف تنظرين إلى العائد الاقتصادي لرياضة المرأة في ليبيا؟ وهل تعتقدين أنه مجال واعد اقتصاديًا؟
العامل الاقتصادي في هذا المجال مربح كأي عمل يقدم وله عوائد ومكسب الأمر برمته يعتمد على عدد الساعات كلما قطعت وقتاً أكبر كلما كان المكسب أعلى، أما عن كونه واعداً لا أعتقد ذلك في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة والمنعكسة على هذا المجال وغيره مثل ارتفاع سعر الدولار وعوائق أخرى لربما يكون واعداً إذا اختلفت هذه الظروف
في السابق كان دخل المدربة ثابتاً أما اليوم مع كثرة الصالات الرياضية والخبرة في المجال أصبحت (الكوتش) هي من تحدد قيمة متغيرة مقابل ماتقدمه ومقابل خبرتها.
كيف ترين دور الرياضة في علاج الأمراض والوقاية منها؟ وهل هناك اهتمام كافٍ في ليبيا بهذا الجانب؟
الرياضة دواء لكل داء لاحظت ولاحظ الجميع أن هناك اهتمام كبير بالرياضة كعلاج من خلال وجود مصحات نفسية ومصحات علاج طبيعي ومصحات القلب والغدد وأمراض السكر والضغط أصبحت اليوم تكتب في وصفة العلاج في السابق لا تجد طبيباً يعتمدها كعلاج في وصفته الطبية اليوم موجود ومطلب رئيس لعلاج أي حالة، تحديد ساعات يومية لممارسة الرياضة أياً كان نوعها مشي جري سباحة وغيرها .
كيف دعمتك أسرتك في اختيارك لهذا المجال؟ وما هو دور الأسرة في تشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة؟
أسرتي أكبر داعم لي ووالدي كان عراباً لي في اختياري وداعماً لتوجهي في هذا الطريق ،كان يقول لي هذا طريقك امضي فيه.
أسرتي كانت تمنح المساحة للاختيار في مختلف الأمور أسرة مريحة بوجود أب متعلم وحنون عطوف جداً ومرشد وأم تمثل جيشاً بقوته في المنزل أي أم تملك قوة وصرامة سوف تخرج أبناءاً أكثر نفعاً وصلاحاً ، كل لاءات أمي وعقابها لي في صغري الآن أدرك قيمته وأعي كيف كانت تنظر للأمور وبأي معيار تقيس
فدور الأسرة مهم جداً في توجيه البنات والأولاد لممارسة الرياضة والأولاد منذ البداية بدلاً من الخوف والاعتراض فالأسرة عليها منح الفرص والدعم والتشجيع لأن الرياضة تمنح اتزاناً وثقة.
ما هو دور القطاع الخاص في دعم الرياضة النسائية في ليبيا؟ وهل ترين أن هناك فرصاً أكبر للتعاون بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال؟
القطاع الخاص قدم الواجب وزيادة بفتحه مشاريع منحت حياة جديدة وعلاجاً للناس هم في أمس الحاجة لفرصة واستعادة عافية صحية ونفسية
المشاريع الرياضية من المشاريع الجميلة جداً لما تقدمه من حب وثقة ودعم بغض النظر عن كونها مربحة أو
غير مربحة
فيما يخص التعاون أتمنى أن يكون هناك تعاون وشراكة بين الخاص والعام خصوصاً المستشفيات الليبية والطب الرياضي أتمنى أن يتم توفير أماكن وتخصصات للعلاج الرياضي وهذا غير موجود في القطاع العام علماً بأنه شيء طبيعي في دول أخرى أجنبية وعربية.
ما هي أهدافك المستقبلية كمدربة رياضية؟ وهل لديك أي مشاريع مستقبلية تسعين لتحقيقها؟
هدفي أن أصبح مدربة رياضية معروفة داخل ليبيا وخارجها اقليمياً وعالمياً المشروع الأكبر هو أن تصبح الرياضة هدفاً للجميع لتنمية الروح والعقل والجسد وأن تصبح دافعاً لمواجهة أي شيء بلا تردد وبلاخوف ولا صعوبات.
ماذا عن رياضة التأمل (اليوغا) هل ترينها مجدية وتعملين بها مع متدرباتك؟
اليوغا رياضة استرخاء ليست من ضمن برامجي التدريبية ولاعلاقة لها بالقوة الجسدية والوظيفية لكنها مفيدة في الاسترخاء.
أنا أعتمد على جلسات رياضة المشاركة أي التفريغ والتهدئة لتجاوز مصاعب الحياة مع متدرباتي.
هل هناك قصص ونجاحات تحبين أن تحكينها ؟
خلال عملي التقيت بأناس لديهم أوزان كبيرة سيدات تزن فوق المائة كيلو واستطعن بالعزيمة والإرادة والإيمان الحقيقي بقيمة الرياضة أن يصلن ل70/60كيلو في البداية كان هناك خوف وعدم ثقة ولكن دوري كمدربة أدعم لآخر لحظة وأقدم الأفضل وبالفعل حققن نجاحاً صادماً لهن وللجميع.
هل يمكن أن نجدك في عمل إعلامي عن الرياضة أو برنامج تلفزيوني يجمع بين التخصص والرياضة؟
أنا خريجة إعلام فأكيد أتمنى ذلك واستطعت من خلال مانشرته في صفحتي الشخصية أن أمارس الكتابة وأعبر وأنقل تجربتي وتجربة غيري .
ما هي العبر والدروس من تجربتك الرياضية خصوصا بعد لجوء الكثير من السيدات لسبل أسهل من الرياضة كالتجميل والنحت وغيرها؟
هناك صوت داخلي يجب الإيمان به صوت يجب أن نثق فيه ونذهب معه
أن نمنح أنفسنا الثقة ولا ننتظرها من أحد وأن نستمر دون توقف.. كلما كانت الثقة كبيرة كان التحدي أكبر والإيمان أعمق .. البدائل عن الرياضة آنية محدودة وأثرها محصور بزمن ومخلفاتها مضرة بالصحة كعمليات التجميل والنحت فهي لاتحقق الرضا الداخلي كالرياضة لهذا ما اكتسبته من تجربتي يجعلني أنظر لما سيعود عليّ وعلى محيطي من محبة وقوة وسلام المحب لنفسه يرى فضل الله عليه في كل نعمة ويرى في كل محنة منحة جديدة للحياة.