الفنان عبد الرزاق الفرجاني لليبية
حــــوار : خديجة حام
أن تكون كوميدياً فهذا ليس قرارك .
إنها ملكة خاصة يتمتع بها القلة حتى أن بعضهم بمجرد أن يقف أمامك يقدم لك وجبة سريعة من الضحك.
الفنان عبد الرزاق الفرجاني هو واحد من هؤلاء الذين يتمتعون بملكة خاصة في زراعة الابتسامة على شفاه الآخرين .
أظهر الفرجاني موهبته خلال برنامج للكاميرا الخفية.
وقدأدى دور الشخص المستفز دون أي تصنع .
انطلق الفنان الفرجاني في دنيا الفن ليقدم عديد الأدوار بجودة عالية .
ربما كان حظه أقل من قدرته في زمن الحظ يتفوق على الموهبة .
كان لليبية حوار مع الفنان فتح خلاله صدره وفرّغ كل ما عنده.
حول الأعمال الناجحة والهادفة التي قدمتها فما هو الدور الذي أديته ومازال مؤثراً بالفرجاني؟
الدور الذي أديته وأثْر في بشكل كبير هو عن منوعة (مناني والحاج عبودة) وتحديداً حلقة التسمم اُجهشت بالبكاء وذلك نتيجة تسمم الحاجة مناني بأكل جاهز وعندما تم اسعافها في أحد المستشفيات لم يتوفر فيها أي مصل ضد التسمم أو علاج ينقذها هنا اتجهنا إلى العيادات الخاصة التي تم من خلالها توفير العلاج فيما بعد وفي هذه الحلقة دعيت لربي أن يفرج عن بلادي وتعيش بخير وسط دموعي التي انهمرت دون إرادة مني فكل حلقات هذه المنوعة تعالج مشاكل اجتماعية بمجتمعنا أو المجتمعات الأخرى وكان هذا آخر ما قدمت من الأعمال التي لاقت إعجاب كل المتابعين
• من جهتك ؟ما الذي يحتاجه الفنان ليصبح ممثلًا ناجحًا؟
الفنان يحتاج إلى الكثير حتى يستمر في مسيرته بدايةً بالثقة بالنفس والمرونة حتى يبقى داخل العملية الإبداعية وحتى يستطيع أن يستمتع بكل مراحل العمل الفني وهذا يحسن من تقنيات النمط الخاص في كل فنان يبني عليه مشروعه الفني الأشمل والحفاظ على مساحة العمل حولك مما يحفظ الوقت ويمنع اهداره في غير محله وفي حال تحقق ذلك عليك بالمقابل الاستمرارية في إنتاج الأعمال وهذا ما نفتقده سواء على مستوى المسرح أو المرئية فالعمل المستمر يخلق الابداع والاحتراف فكل ما يعرض هو موسمي فقط وكأنه (غلة) الموسم من شهر رمضان إلى آخر ((وزي ما يقولو الناس الاوله اشبح الوجوه وفرق اللحم)) لاحظي الممثل العربي يعمل في وقت واحد على مسرحيتين ومسلسل والعكس حتى يظل الفنان راسخاً في ذهن المتلقي وبهذه الطريقة أيضاً ينمي نفسه فنياً ويبدأ بإتقان أي دور يعرض عليه ناهيك عن عدم تشجيع الممثل الليبي فكثرة الأعمال تصقل الفنان للأفضل ولكن عندما يحين وقت تجهيز الأعمال يتم ترشيح بعض من هم مسيطرون على المشهد وليس من يستحق بجدارة أومن هم أهل لذلك وعندما نأتي نشكوا لبعض شركات الإنتاج الخاصة نجدهم ينتجون 5مسلسلات و6 أفلام ، الأعمال منوعة حدث ولا حرج فهم ينطبق عليهم تجار الشنطة أسماء على ورق وترخيص في حقائب وليس لهم أي وجود على أرض الواقع ، وعلى سبيل المثال المسلسل الذي قدمته (مناني والحاج عبودة) عمل كوميدي نال استحسان كل الناس ,وللأسف لم يتم تكريمي من أي جهة في بلادي وهذا أثر في نفسي وأحزنني وفي هذا الوقت تحديداً أتفاجأ بتكريمي من جمهورية مصر العربية عن منوعة (مناني والحاج عبودة) ومن ثم كرمت من قبل منظمة دبلوماسية عن الدكتوراه الفخرية التي تحصلت عليها بتوفيق من الله.
وأريد أن أنوه على نقطة هامة بسبب شغفي وحبي للعمل قمت بتصويره وإنتاجه ومن ثم سلمت العمل إلى الهيئة العامة للمسرح والفنون برئاسة الأستاذ أحمد البيوضي وقمنا بإبرام عقد ولكن حتى هذه اللحظة لم أتقاض أي أجر ونُقل الأستاذ البيوضي من الهيئة وكُلف الأستاذ عبدالباسط بوقندة الذي بدوره أخبرنا أنه لا توجد ميزانية ومازلنا ندور في نقطة دونما الوصول إلى أي حل حتى وزيرة الثقافة أخبرتنا أن موضوعنا تحت الإنجاز والإجراء وكل ما نأخذه مسكن مؤقت ليس إلا .
•كانت لك مشاركات ومحافل دولية بالمسرح، حدثنا عنها؟
لدي مشاركتان الأولى كانت بمهرجان الأورو المتوسط في تونس الشقيقة عن مسرحية (شن في شن صار) بطولتي وضمت مجموعة من الممثلين منهم سالمة الدكتور ومصطفى الشيخ وجميلة الخويلدي وسالم العقيلي والصادق قصيعة ،إخراج أنور البلعزي وتحصلنا من خلالها على جوائز.
أما المشاركة الأخرى فتم ترشيحي ضمن الوفد الليبي مع الفنان الكبير يوسف الغرياني والرسام التشكيلي بشير حمودة ورئيس الوفد الدكتور المرحوم عبدالرحمن قنيوة وغيرهم بدعوة من جمهورية الصين لحضور مهرجان الثقافات والفنون العربية شاركنا يبوم للطبخ وأكلات شعبية وطبخنا أصناف الطعام بأنفسنا كما شاركنا بعرض الزي الليبي الشعبي كذلك الرسم التشكيلي بالاضافة إلى فرقة الفنون الشعبية بمنطقة بئر الغنم .
•عملت مذيعاً في عدة قنوات مسموعة وطرحت برامج إجتماعية نالت إعجاب كل متلق فكل تلك الخبرة والدراية ناتجة عن نجاحك في أعمالك أم أن هناك سر آخر؟
أولا الفضل الأول في نجاحي هو الله عز وجل ثم جمهوري الرائع الذي يلازمني في كل أعمالي مما شكل شحنة قوية وطاقة إيجابية لدي لكي أُكمل مسيرتي بحمد الله دون تعثر فمن خلال منبر الليبية أشكر كل مستمع ومشاهد ومتابع لي عبر أثير المسموعة أو المريئة أو مواقع التواصل الاجتماعي والفنان دائماً يحتاج إلى تشجيع وهذا مهم فهو ما سيرفع وتيرة الاجتهاد أكثر وأكثر فلدى كل فنان أدواته الخاصة وأنا شعاري الحب والمغامرة فقد شاركت بالمسرح والمرئية والعمل المنوع وتقديم البرامج وكللت أعمالي بالنجاح ، أملك فن التراجيديا والدراما والكوميديا فكل تلك ملكة من الله سبحانه ,ناهيك عن تجربة الإخراج التي خضتها بمنوعة «مناني والحاج عبودة» عن طريق المسموعة بالجزء الثاني
•من جهتك ماهو الأهم النص أم الإخراج أم العقد ؟
في الحقيقة لا تهمني المادة أو العقد ولكن يهمني النص وماذا يحتويه أي هل القضية التي يتناولها النص تهم المشاهد أو المستمع وتحاكي واقعه ؟ هذا يأتي بالدرجة الأولى فالنص أو الإخراج مهم بالنسبة لي أدرس النص من كل النواحي ومن خلال قراءته أقرر إن كان النص لامسني فهذا يكفي وهذا ما يحتاج إليه الفرجاني.
•الفنان يكرس وقته للعمل بخط واحد حتى يستطيع أن يطور من نفسه ويبرز كل الجوانب الجميلة به أما أنت عملت بالمسرح والتمثيل وقدمت برامج «الكاميرا الخفية» والتقديم بالمسموعة فكيف جمعت كل تلك الجوانب مرة واحدة وهل على الفنان أن يقتحم كل المجالات الفنية؟
لم لا؟ فالفنان يستطيع أن يوظف نفسه حسب مايملك من قدرات إبداعية وهذا جانب جميل وحتى إن لم يستطع عليه أن يحاول مرات عديدة حتى يكتشف أن لديه مواهب عدة وأنا شخصياً لدىّ أدواتي الخاصة ففي الغناء مثلاً الموهبة هي الأساس وفي التمثيل القبول والقدرة عند تجسيد الشخصيات أما التقديم فهو يحتاج إلى كليهما أي الموهبة و«الكاريزما» ولدىّ الخبرة في اللباقة والثقافة والخبرة والليونة ساعدتني كثيراً في عديد البرامج من خلال حبي للعمل والاجتهاد والمواصلة والصبر فقد أصبحت أُعد البرامج والتقديم وهذا ما أردت الوصول إليه
•أين يجد الفرجاني نفسه في المسرح أو المرئية ؟
بكل تواضع مني وكلي ثقة بالله أينما أحل أجد نفسي في كل الأعمال الفنية سواء مرئي أو مسرح أو من خلال المسموعة رغم الركود الذي يعانيه المسرح إلا أنني أعشقه فهو يعتبر صناعة لا تقل قيمة أو أهمية. عن الدراما .
•لديك جانب جميل وطيب قد عرفناه عنك وهو القيام بالأعمال الخيرية فكيف تقوم بكل تلك المجهودات خاصة أنها تحتاج لوقت وأنت ممثل ومقدم برامج بالإضافة إلى حياتك الطبيعية؟
أسئلتك كانت غاية في الدقة سواء ما يتعلق بالفن أو حتى الجانب الخيري وأشكرك على هذا المجهود فقد تحريت جيداً عني وهذا هو الإعلامي الناجح الذي يتحرى للخروج بمادة ممتازة أحييك على هذا المجهود.
في سنة 2015 قمت بتأسيس فريق للعمل التطوعي والإنساني عملنا دون منظمة حاضنة وبلا دعم من أي جهة شعارنا لله فقط وفعلاً شكلنا فريقاً بمساعدة بعض الاخوة «الله يبارك فيهم» وأطلقنا اسم (حب الرمان) للأعمال الخيرية عليها وانطلقنا للعمل على الفور والبداية كانت من أصحاب الدخل المحدود والأيتام والعائلات المعوزة قمنا بجمع بيانات عنهم وبمجهودات ذاتية حتى تواصلنا مع كل تلك العائلات وقدمنا يد العون لهم وإن شاء الله في ميزان حسنات كل من ساعدنا وبقينا على العمل التطوعي حتى سنة 2020 ولكن نظراً إلى مهام الإخوة الذين يدعمون هذه المنظمة توقفنا.