الرئيسية / الرئيسية / رحلة الفن في صناعة الدراما الليبية

رحلة الفن في صناعة الدراما الليبية

في‭ ‬خضم‭ ‬سباق‭ ‬الفضائيات‭ ‬العربية‭ ‬،‭  ‬وزخم‭ ‬الإ‭ ‬نتاج‭ ‬الدرامي‭ ‬اللامتناهي‭ ‬،تبرز‭ ‬الدراما‭ ‬الليبية‭ ‬كنجمة‭ ‬خافتة‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الإبداع‭ ‬التلفزيوني‭. ‬رغم‭ ‬تاريخها‭ ‬الفني‭ ‬العريق،‭ ‬تعاني‭ ‬الساحة‭ ‬الفنية‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬ندرة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الدرامي‭ ‬و‭ ‬البرامجي‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬عديدة‭ ‬حول‭ ‬الأسباب‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭.. ‬هل‭ ‬هي‭ ‬تحديات‭ ‬مادية؟‭ ‬أم‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الكفاءات‭ ‬الفنية؟‭ ‬أم‭  ‬ربما‭ ‬هي‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب؟‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ ‬نستكشف‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية،‭  ‬ونلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أصوات‭ ‬المبدعين‭ ‬الليبيين‭ ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬بشغف‭ ‬إحياء‭ ‬المشهد‭  ‬الفني‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.

تحقيق‭ : ‬نعيمة‭ ‬سويسي

حدثنا‭ ‬المخرج‭ ‬الأستاذ‭ )‬مصطفى‭ ‬كرماجي‭( ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬ارتباط‭ ‬المسلسلات‭ ‬المرئية‭ ‬الليبية‭ ‬بشهر‭ ‬رمضان‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬الأشهر؟‭ ‬فقال‭:‬

لأن‭ ‬الأمر‭ ‬مرتبط‭ ‬بالعملية‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬فخلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬ينشط‭ ‬فيه‭ ‬المنتجون‭ ‬والرعاة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬

‭#‬الليبية‭/ ‬ولماذا‭ ‬لايوجد‭ ‬إنتاج‭ ‬مستمر‭ .‬؟‭ ‬هل‭ ‬يعاني‭ ‬الفن‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬نص؟

المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الإنتاج‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬النص،‭ ‬النص‭ ‬موجود‭ ‬والحمدلله،‭ ‬لدينا‭ ‬أسماء‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الدراما‭ ‬وفي‭ ‬كتابة‭ ‬النص،‭ ‬ولكن‭ ‬تظل‭ ‬مشكلة‭ ‬من‭ ‬يتبنى‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬،‭ ‬أي‭ (‬المنتج‭).‬

‭#‬الليبية‭/ ‬ماهي‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬تواجهك‭ ‬كمخرج؟‭ ‬

المعوقات‭ ‬أيضاً‭ ‬تظل‭ ‬إنتاجية‭ ‬صرفة،‭ ‬لو‭ ‬توفر‭ ‬الإنتاج‭ ‬الجيد،‭ ‬وتوفرت‭ ‬الميزانية‭ ‬الجيدة‭ ‬،سيكون‭ ‬العمل‭ ‬جيداً،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬النص‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الإخراجية‭.‬

‭# ‬وماهي‭ ‬رؤيتكم‭ ‬لتطوير‭ ‬صناعة‭ ‬الدراما‭ ‬الليبية؟

تتطور‭ ‬الصناعة‭ ‬الدرامية‭ ‬إذا‭ ‬توفرت‭ ‬ميزانية‭ ‬جيدة‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬أي‭ ‬نص،‭ ‬عندها‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬تطوير‭ ‬في‭ ‬الدراما،وإذا‭ ‬لم‭ ‬تتوفر‭ ‬ميزانية‭ ‬جيدة‭ ‬سنظل‭ ‬نشتغل‭ ‬بالإمكانات‭ ‬المتاحة‭ ‬والبسيطة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬سنظل‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭.‬

الأستاذ‭ ‬‮«‬أيمن‭ ‬خنفر‮»‬‭ ‬مدير‭ ‬فرع‭ ‬هيئة‭ ‬المسرح‭ ‬والسينما‭ ‬بالجبل‭ ‬الأخضر‭ ‬ذكر‭ ‬لنا‭ ‬أسباب‭ ‬ندرة‭ ‬الأعمال‭ ‬المرئية‭ ‬وارتباط‭ ‬عرضها‭ ‬بشهر‭ ‬رمضان‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬،فقال‭ :‬

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬إن‭ ‬كافة‭ ‬القنوات‭ ‬الليبية‭ ‬الخاصة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬الحوارية‭ ‬والإخبارية‭ ‬لأنها‭ ‬أقل‭ ‬تكلفة‭ ‬من‭ ‬المسلسلات،‭ ‬بحيث‭ ‬يكلف‭ ‬البرنامج‭ ‬الحواري‭ ‬قيمة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المسلسل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكلفة‭ ‬المادية،‭ ‬أما‭ ‬المسلسلات‭ ‬فتكلفة‭ ‬قيمتها‭ ‬المالية‭ ‬باهظة‭ (‬حسب‭ ‬إنتاج‭ ‬العمل‭ ) ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬القنوات‭ ‬تضع‭ ‬المسلسلات‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬العمل‭ ‬الموسمي‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬بعض‭ ‬القنوات‭  ‬فتتحكم‭  ‬فيها‭ ‬مجموعات‭ ‬معينة‭ ‬مسيطرة‭ ‬على‭ ‬الإنتاج‭  ‬،‭ ‬وهذه‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬منتجي‭ ‬المسلسلات‭ ‬بعلاقة‭ ‬مديري‭  ‬القنوات‭ ‬والمُخلصين‭ ‬داخل‭ ‬القنوات‭ … ‬وهنا‭ ‬نقصد‭ ‬بالمُخلصين‭ ‬هم‭ ‬أشخاص‭ ‬يعملون‭ ‬داخل‭ ‬القنوات‭ ‬ويمارسون‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬المنتجين‭ ‬لدفع‭ ‬نسبة‭ ‬لهذا‭ ‬المخلص‭ ‬لتسريع‭ ‬عملية‭ ‬سداد‭ ‬عقد‭ ‬الإنتاج‭ .‬

الليبية‭/ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نشاهد‭ ‬إنتاجاً‭ ‬مستمراً‭ ‬للأعمال‭ ‬التلفزيونية‭ ‬الليبية؟هل‭ ‬يعاني‭ ‬الفن‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬نص؟

عدم‭ ‬استمرارية‭ ‬الإنتاج‭  ‬المرئى‭ ‬مرتبط‭ ‬بعدة‭ ‬عناصر‭ ‬منها‭ :‬

إن‭ ‬قيمة‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬بشرائه‭ ‬القنوات‭ ‬الليبية‭ ‬لا‭ ‬يغطي‭ ‬تكاليف‭ ‬العمل‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬رأيناه‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬الأعمال‭ ‬وإذا‭ ‬اتجهنا‭ ‬إلى‭ ‬الإنتاج‭ ‬حسب‭ ‬قيمة‭ ‬شراء‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬القنوات‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬رداءة‭ ‬العمل‭ ..‬

الأمر‭ ‬الثاني‭ ‬أزمة‭ ‬النص‭  ‬،تعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العراقيل‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬نص‭ ‬حقيقي‭ ‬ليس‭ ‬للتلفزيون‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المسرح‭  ‬والسينما‭ ‬لذلك‭ ‬تجدنا‭ ‬نستورد‭  ‬نصوصاً‭ ‬من‭ ‬مجتمعات‭ ‬أخرى‭ ‬فالكتابة‭ ‬الليبية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬النص‭ ‬والسيناريو‭ ‬والحوار‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬عقم‭ ‬،فعدد‭ ‬من‭ ‬يكتب‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬المرئي‭ ‬والمسرح‭ ‬والسينما‭ ‬بسيط‭ ‬جداً‭ ‬والبقية‭ ‬لا‭ ‬نستفيد‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أفكارها‭ 

الليبية‭/ ‬ماهي‭ ‬المعوقات‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المخرج‭ ‬والكاتب‭ ‬الليبي؟

عدم‭ ‬وجود‭ ‬رعاية‭ ‬حقيقية‭ ‬أو‭ ‬اهتمام‭ ‬وتشجيع‭ ‬،‭ ‬فأصبح‭ ‬الاخراج‭ ‬والفن‭ ‬يتم‭ ‬رعايتهم‭ ‬من‭ ‬قطاعات‭ ‬الدولة‭ ‬حسب‭ ‬علاقة‭ ‬المخرج‭ ‬بالدولة‭ ‬وهنا‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬ملف‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬ملف‭ ‬الإعلام‭ ‬لديها‭ ‬فتقوم‭ ‬بدعم‭ ‬مخرجين‭ ‬وقنوات‭ ‬خاصه‭ ‬،‭ ‬بمبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬فنجد‭ ‬أعمالاً‭ ‬ضخمة‭ ‬ولكن‭ ‬عناصرها‭ ‬غير‭ ‬ليبية‭ ‬كمصورين‭ ‬و‭ ‬فنيين‭ ‬و‭ ‬دراما‭ ‬تاجيديا‭  ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭  ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬تركيا‭ ‬لهذا‭ ‬لن‭ ‬يتقدم‭ ‬الإنتاج‭ ‬الليبي‭ ‬ولن‭ ‬تبصر‭ ‬الدراما‭ ‬الليبية‭ ‬النور‭  ‬بهذه‭ ‬العقول‭ .‬

الليبية‭/ ‬ماهي‭ ‬رؤيتكم‭ ‬لتطوير‭ ‬صناعة‭ ‬الدراما‭ ‬الليبية‭ ‬حتى‭ ‬تنافس‭ ‬الأعمال‭ ‬العربية؟

عدم‭ ‬وجود‭ ‬مدارس‭ ‬ودورات‭ ‬تدريب‭ ‬و‭ ‬تطوير‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬مسؤولية‭ ‬جهات‭ ‬الاختصاص‭ ‬هي‭ ‬إيفاد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الكُتاب‭ ‬والمخرجين‭ ‬والفنيين‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬عربية‭ ‬و‭ ‬أوروبية‭ ‬لمواكبة‭  ‬التطور‭ ‬والرفع‭ ‬من‭  ‬قدراتهم‭ ‬وخلق‭ ‬جيل‭ ‬جديد

سالم عيسى

ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬فنية‭ ‬يخبرنا‭ ‬الممثل‭ ‬الفنان‭ ‬‮«‬سالم‭ ‬عيسى‮»‬‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬فيما‭ ‬يقدم‭ ‬من‭ ‬اعمال‭  ‬مرئية‭ ‬ليبية‭ ‬اليوم‭ ‬حيث‭ ‬قال‭:‬

مازالت‭ ‬صناعة‭ ‬الدراما‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬تفتقد‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬لتطويرها‭ ‬لكي‭ ‬تواكب‭ ‬تطور‭ ‬الدراما‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬خصوصاً‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الكتابة‭ ‬والسيناريو‭ ‬و‭ ‬الإنتاج‭ .‬

الليبية‭/ ‬هل‭ ‬اختلفت‭ ‬رؤية‭ ‬المشاهد‭ ‬الليبي‭  ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الزمن‭ ‬لدرجة‭ ‬أصبح‭ ‬ناقداً‭ ‬ومحللاً؟

بالتأكيد‭ ‬النضج‭ ‬والتطور‭ ‬المعرفي‭ ‬لدى‭ ‬المتلقي‭ ‬الليبي‭ ‬أصبح‭ ‬مختلفاً‭ ‬و‭ ‬متطوراً‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬خصوصاً‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬الاتصالات‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬اتساع‭ ‬الأفق‭ ‬الثقافي‭ ‬والفني‭ ‬للمتتبعين‭ ‬للأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬وأصبح‭ ‬كل‭ ‬متلق‭ ‬يملك‭ ‬ملكة‭ ‬النقد‭ ‬و‭ ‬التحليل‭ ‬و‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يتذوق‭ ‬أدوات‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬و‭ ‬ما‭ ‬ينقصه‭ ‬و‭ ‬بالتالي‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬مشاهد‭ ‬ليس‭ ‬بالبسيط‭ ‬بل‭ ‬مشاهد‭ ‬ذكي‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬التحليل‭ ‬لنقد‭ .‬

الليبية‭/ ‬ماهي‭ ‬المعوقات‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجهك‭ ‬كممثل؟

ما‭ ‬ينقص‭ ‬الممثل‭ ‬الليبي‭ ‬والمعوقات‭ ‬التي‭ ‬تواجهه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬عندما‭ ‬تتطور‭ ‬صناعة‭ ‬الدراما‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬سيصاحبها‭ ‬تطور‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الممثل‭ ‬الليبي‭ ‬الذي‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬الاسكتشات‮»‬‭ ‬والأعمال‭ ‬المسرحية‭ ‬فقط‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬المرئية‭.‬

أخبرنا‭ ‬الممثل‭ ‬والمخرج‭ ‬صبري‭ ‬أبو‭ ‬شعالة‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬اقتصار‭ ‬المسلسلات‭ ‬الدرامية‭ ‬على‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬فقال‭ :‬

جرت‭ ‬العادة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وكل‭ ‬دول‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬التركيز‭  ‬في‭  ‬انتاج‭ ‬البرامج‭ ‬المرئية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬حيث‭ ‬يستغل‭ ‬المنتجون‭ ‬وقت‭ ‬الذروة‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬وقت‭ ‬الإفطار‭ ‬وتجمع‭ ‬العائلة‭ ‬للفرجة،‭ ‬لعرض‭ ‬أعمالهم‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الإنتاج‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬تلفزيوني،‭ ‬بعكس‭ ‬العالم‭ ‬الآخر‭ ‬يكون‭ ‬الإنتاج‭ ‬سينمائياً‭ ‬إذاعيا‭ ‬مرئيا‭ ‬دائماً،‭ ‬وبالتالي‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬التسابق‭ ‬يكون‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬عرض‭ ‬العمل‭ ‬المرئي‭ ‬واختيار‭ ‬فترة‭ ‬الإفطار‭ ‬باعتبارها‭ ‬أكثر‭ ‬فترة‭ ‬مشاهدة‭. ‬ايضا‭ ‬الجانب‭ ‬المادي‭ ‬سبب‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬ندرة‭ ‬البرامج‭ ‬والمسلسلات‭ ‬المرئية‭ ‬فنجد‭ ‬المخرج‭ ‬أو‭ ‬المنتج‭ ‬لايهتم‭ ‬بانتاجها‭ ‬لأن‭ ‬العمل‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬عائد‭ ‬مادي‭ ‬كبير‭.‬والعمل‭ ‬كذلك‭ ‬اقترن‭ ‬بالإعلانات‭ ‬والمعلنين‭  ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬ايضا‭ ‬عن‭ ‬وقت‭ ‬الذروة‭ ‬وعن‭ ‬الفرصة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭. ‬لذلك‭ ‬قلة‭  ‬الانتاج‭ ‬الفني‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬سببا‭ ‬مادي‭ ‬بحت‭.‬وبالتالي‭ ‬لو‭ ‬أتيح‭ ‬الصرف‭ ‬المادي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ .‬لرأينا‭ ‬إنتاجاً‭ ‬مرئياً‭ ‬مستمراً‭.‬

الليبية‭/ ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬النص؟‭ ..‬هل‭ ‬يعاني‭ ‬الفن‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬نص؟

نعم،‭  ‬نعاني‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬نص‭ ( ‬السيناريو‭) ‬المصنوع‭ ‬مشهدياً‭  ‬،‭ ‬السيناريست‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬نادر‭ ‬وقليل‭ ‬جدا،‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬نص‭ ‬قصة،‭ ‬هو‭ ‬كتابة‭ ‬حرفية‭ ‬محبوكة‭ ‬،‭ ‬نفتقر‭ ‬للسيناريو‭ ‬الأكاديمي‭ ‬وإن‭ ‬وجد‭ ‬فهو‭ ‬أسماء‭ ‬أصبحنا‭ ‬نفتقدها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬إما‭ ‬من‭ ‬يرحل‭ ‬عنا‭ ‬لرحمة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬،أو‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬صار‭ ‬عاجزاً‭ ‬عن‭ ‬الكتابة‭. ‬والسيناريست‭ ‬الجدد‭ ‬للأسف‭ ‬لم‭ ‬يدرسوا‭ ‬السيناريو‭ ‬بأسلوبه‭ ‬الجديد‭ ‬المتطور‭. ‬كتابة‭ ‬السيناريو‭ ‬تحتاج‭ ‬لحرفية‭ ‬كبيرة‭ ‬،الحبكة،‭ ‬والصناعة،‭ ‬والتسلسل‭ ‬الدرامي،‭ ‬تقطيع‭ ‬المشاهد‭. ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬النصوص‭ ‬التي‭ ‬تُقدم‭ ‬اليوم‭ ‬للأسف‭ ‬كان‭ ‬مركوناً‭ ‬لسنوات‭ ‬وأزيح‭ ‬عنه‭ ‬الغبار‭ ‬وقُدم،‭ ‬ليس‭ ‬قصوراً‭ ‬في‭ ‬الكاتب‭ ‬أو‭ ‬المنتج‭ ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ ‬أنه‭ ‬وجدت‭ ‬له‭ ‬إمكانية‭ ‬انتاج‭.‬

الليبية‭/ ‬ماهي‭ ‬المعوقات‭ ‬والمشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الكاتب‭ ‬والمخرج؟

غياب‭ ‬المخرج‭ ‬المؤهل‭ ‬تأهيلاً‭ ‬أكاديمياً‭ ‬،‭ ‬ونادر‭ ‬جدا‭ ‬وجود‭ ‬مخرجين‭ ‬اكاديميين‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬المعوقات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المخرج‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬النص‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬رؤيته‭ ‬وذلك‭ ‬يرجع‭ ‬لغياب‭ ‬كتّاب‭ ‬‮«‬السيناريست‮»‬‭ ‬،‭ ‬أيضا‭ ‬عائق‭ ‬المنتج،‭ ‬فقد‭ ‬لاتجد‭ ‬المنتج‭ ‬الذي‭ ‬يتبناه‭ ‬،‭ ‬القصور‭ ‬يطال‭ ‬الممثلين‭ ‬والطاقم‭ ‬الفني‭ ‬الذي‭ ‬سيختاره،‭ ‬فمن‭ ‬النادر‭ ‬ان‭  ‬تجد‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬مؤهل‭ ‬لتمثيل‭ ‬الدراما‭ ‬المرئية‭  ‬ومجاراة‭ ‬مخرج‭ ‬بقدرات‭ ‬هائلة‭ ‬تمكنّه‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬شخصية‭ ‬الدور‭ ‬بشكل‭ ‬درامي‭ ‬ناجح‭.‬

الليبية‭/ ‬وماهي‭ ‬رؤيتكم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬الدراما‭ ‬الليبية؟‭ ‬

كل‭ ‬ماذكرته‭ ‬سابقاً‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬عولج‭ ‬القصور‭ ‬وحُلّت‭ ‬العوائق‭  ‬،فتطوير‭ ‬الدراما‭ ‬الليبية‭ ‬يحتاج‭ ‬لجهود‭ ‬جماعية‭ ‬كبيرة‭ ‬جداً،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬بالصعب،‭ ‬وإرهاصاته‭ ‬وجودة‭ ‬وظهر‭ ‬لنا‭ ‬بعض‭ ‬ملامحها‭ ‬،‭ ‬ولكنها‭ ‬تحتاج‭ ‬لثوابت‭ ‬مهمة‭ ‬منها‭ ‬الإعداد‭ ‬الأكاديمي‭ ‬التدريبي‭ ‬الصحيح‭ ‬لكل‭ ‬الكوادر‭ ‬الفنية‭ ‬ولو‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬مشروع‭ ‬تتبناه‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬شركات‭ ‬إنتاج‭ ‬تمنحها‭ ‬الدولة‭ ‬الدعم‭ ‬الكامل‭. ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭  ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬كعمل‭ ‬وظيفي‭ ‬وليس‭ ‬عملاً‭ ‬فنيا‭ ‬،‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬له‭ ‬شروطه‭ ‬ومواصفاته‭.  ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الدراية‭ ‬الواسعة‭ ‬والتجارب‭ ‬الكثيرة‭ ‬والضخمة‭ ‬،كما‭ ‬أن‭ ‬الدراسة‭ ‬مهمة‭ ‬جداً‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الطاقم‭ ‬التعليمي‭ ‬بحاجة‭ ‬لأن‭ ‬يوضع‭ ‬على‭ ‬السكة‭ ‬الصحيحة‭. ‬أجور‭ ‬الممثلين‭ ‬أيضاً‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭  ‬تعتبر‭ ‬أجوراً‭ ‬ضعيفة‭ ‬جداً‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬اسم‭ ‬الممثل‭ ‬،حتى‭ ‬لو‭ ‬اشترط‭ ‬الممثل‭ ‬أجرا‭ ‬معينا‭ ‬يتم‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنه‭ ‬واستبداله‭ ‬بآخر،‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يضعف‭ ‬النص‭ ‬الفني‭ ‬والمادة‭ ‬الدرامية‭ ‬والعمل‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭. ‬غياب‭ ‬النقابات‭ ‬الفنية‭ ‬مثل‭ ‬نقابة‭ ‬مهن‭ ‬سينمائية،‭ ‬نقابة‭ ‬مهن‭ ‬تمثيلية،‭ ‬نقابة‭ ‬مهن‭ ‬موسيقية،‭ ‬باستثناء‭ ‬النقابة‭ ‬العامة‭ ‬للفنانين،‭ ‬لذلك‭  ‬نحتاج‭ ‬لترتيب‭ ‬البيت‭ ‬الدرامي‭ ‬وتبويبه‭ ‬وتنظيمه‭.‬

شاهد أيضاً

قصيدة من فلسطين

‭(‬1‭)‬ التانجو‭ ‬الأخيـر » سلمان دغش  أُلَمْلِمُ‭ ‬ليْلي‭ ‬الطَّويلَ‭ ‬الطَّويلَ‭ ‬على‭ ‬هُدُبٍ لا‭ ‬يَنامُ‭ ‬على‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *