الرئيسية / الرئيسية / بين الاختيار والاضطرار

بين الاختيار والاضطرار

هل‭  ‬نذهب‭  ‬للرقمنة‭  ‬أم‭  ‬نتركها‭   ‬تأتي‭ ‬؟‭

لم‭ ‬تعد‭ ‬الأمية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬هي‭ ‬عدم‭  ‬الإلمام‭ ‬بالقراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬بعدم‭ ‬الإلمام‭ ‬بالرقمنة‭.‬

لقد‭ ‬تغير‭ ‬العالم‭ ‬‮١٨٠‬‭ ‬درجة‭ ‬ربما‭  ‬أزيد‭ ‬،وتحولت‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الاتصالات‭  ‬إلى‭ ‬جزء‭  ‬من‭ ‬حياتنا‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭  ‬المسألة‭ ‬ليست‭ ‬خيارا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬نتقبلها‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬نتقبلها‭ .‬

في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬قد‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬مثل‭  ‬أهل‭ ‬الكهف‭ ‬،‭ ‬تلف‭ ‬المقاهي‭ ‬والمحال‭ ‬التجارية‭ ‬ولا‭ ‬تجد‭  ‬من‭ ‬يأخذ‭ ‬منك‭ ‬نقوداً‭ ‬ورقية‭ .‬

الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬صار‭ ‬وسيلة‭ ‬الدفع‭ ‬الوحيدة‭  ‬حتى‭ ‬في‭ ‬كشك‭ ‬السجائر‭ .‬

هذا‭ ‬الحياة‭ ‬الجديدة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تطرح‭ ‬حيرة‭ ‬واسئلة‭ ‬المشروعة‭ .‬

ونحمل‭ ‬أهم‭ ‬الاسئلة‭ ‬كيف‭ ‬نذهب‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬المرقمن‭ ‬قبل‭ ‬أن‭  ‬يصدمنا‭ ‬داخل‭ ‬بيوتنا‭ ‬

موضوع‭ ‬مهم‭ ‬،ولعله‭ ‬خطير‭  ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمجتمعات‭ ‬مقاومة‭ ‬لأي‭ ‬تغيير‭ ‬يمس‭ ‬أسلوبها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ .‬

» استطلاع :سعاد معتوق    » تصوير :حسناء سليمان

فمما‭ ‬حدث‭ ‬جراء‭ ‬توقف‭ ‬صرف‭ ‬السيولة‭ ‬النقدية،‭ ‬وتوجه‭ ‬المواطنين‭ ‬إضطرارياً‭ ‬لاستخراج‭ ‬بطاقات‭ ‬،‭ ‬عندما‭ ‬انقطعت‭ ‬بهم‭ ‬السبل‭ ‬شاهداً‭ ‬حياً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ .‬

مما‭ ‬دعانا‭ ‬لطرح‭  ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬للنقاش،‭ ‬والذي‭ ‬يطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬ملحة‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭ : ‬

هل‭ ‬الليبي‭ ‬يتخوف‭ ‬من‭ ‬الرقمنة‭ ‬،‭ ‬أويراها‭ ‬معقدة‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬شيئاً‭ ‬كمالياً؟

من‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬هذه‭ ‬النظرية‭ ‬المشوشة‭ ‬؟‭ ‬هل‭ ‬المجتمع‭ ‬نفسه،‭ ‬أم‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬ذات‭ ‬علاقة‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬أو‭ ‬قريب‭ ‬؟

هل‭ ‬يوجد‭ ‬تقصير‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬ورفع‭ ‬الوعي‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬بأهمية‭ ‬الرقمنة‭ ‬؟‭ ‬وكيف‭ ‬نرشد‭ ‬للاستعمال‭ ‬التطوعي‭ ‬للرقمنة‭ ‬؟

ويبقى‭ ‬التساؤل‭ ‬الأهم‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬الكامل‭ ‬لكافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬،‭ ‬هل‭ ‬سيستجيب‭ ‬المواطنون‭ ‬بإيجابية‭ ‬مطلقة‭ ‬أم‭ ‬سيوجد‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التردد‭ ‬؟‭ ‬وللإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التساؤلات‭ ‬وغيرها‭ ‬،‭ ‬رصدنا‭ ‬آراء‭ ‬شرائح‭ ‬و‭ ‬فئات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬المجتمع،‭ ‬مصحوباً‭ ‬بآراء‭ ‬موظفين‭ ‬مصرفيين‭ ‬وأستاذ‭ ‬مختص‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬كونها‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ثقافية‭.‬

فكانت‭  ‬لنا‭ ‬اللقاءات‭ ‬الآتية‭ ..‬

‭ ‬التقينا‭ ‬السيد‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬محمد‭  ‬موظف‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ .‬

استأنف‭ ‬قوله‭ : ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬للشك‭ ‬أن‭ ‬بطاقات‭ ‬الصرف‭ ‬الآلي‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الجيدة‭ ‬،‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬إنجاز‭ ‬الخدمات‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬تعيبها‭ ‬بعض‭ ‬المساوىء‭ ‬والسلبيات‭ ‬،‭ ‬تجعلها‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬للمواطن‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بالتالي‭ ‬يعزف‭ ‬عن‭ ‬استخدامها‭ ‬نذكر‭ ‬منها‭ .‬

‭ ‬أولاً‭ ‬،‭ ‬بعض‭ ‬البطاقات‭ ‬محدودة‭ ‬التعامل‭ ‬،‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬أو‭ ‬خمسة‭ ‬محال‭ ‬،‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬متباعدة‭ ‬،‭ ‬صعب‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬،‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬تعمل‭ ‬البطاقة‭ ‬بآلية‭ ‬الفاتورة‭ ‬فقط‭ . ‬ثانياً‭ ‬طريقة‭ ‬السحب‭ ‬الآلي‭ ‬تفتقد‭ ‬للمصداقية‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬ولد‭ ‬الشكوك‭ ‬وأثار‭ ‬مخاوف‭ ‬المواطنين‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬فريسة‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬أصحاب‭ ‬المحال‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬ملموس‭ ‬،‭ ‬تتكرر‭ ‬عملية‭ ‬السحب‭ ‬مرتين‭ ‬وثلاث‭ ‬مرات‭ ‬،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬استرداد‭ ‬المبالغ‭ ‬يستغرق‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬لا‭ ‬تسترد‭ ‬الأموال‭ ‬المخصومة

ثالثاً‭ ‬التعامل‭ ‬بالبطاقة‭  ‬يثير‭ ‬قضية‭ ‬جدلية‭ ‬،‭ ‬حول‭ ‬صحة‭ ‬استخدامها‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الشرعية‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬هاجساً‭ ‬لدى‭ ‬البعض

وأخيراً‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬البطاقة‭ ‬،‭ ‬مشروط‭ ‬و‭ ‬مرتبط‭ ‬بمدى‭ ‬المصداقية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬أماكن‭ ‬البيع‭ ‬وإلا‭ ‬فهي‭  ‬تقدم‭ ‬خدمة‭ ‬سلسة‭ ‬و‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬المهدور‭ ‬في‭ ‬الانتظار‭ ‬والمعاملات‭ ‬الورقية‭.‬

كما‭ ‬قابلنا‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭  ‬ورفض‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬وصفته‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬بمجرد‭ ‬عرض‭ ‬الموضوع‭ ‬عليه‭ ‬،‭ ‬بادرنا‭  ‬بقوله‭ ‬وبلهجة‭ ‬غاضبة‭ ‬ومتذمرة،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبطاقة‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬و‭ ‬لن‭ ‬أستخرج‭ ‬بطاقة‭ ‬الآن‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬،‭ ‬فالبطاقة‭ ‬مرفوضة‭ ‬نهائياً‭ ‬شكلاً‭ ‬ومضموماً‭ ‬،‭ ‬فعلى‭ ‬خلفية‭ ‬إستخدامها‭ ‬يتحمل‭ ‬المستخدم‭ ‬أعباء‭ ‬مالية‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬تتعلق‭ ‬بأمرين‭ ‬أولاً‭ ‬إشكالية‭ ‬رسوم‭ ‬استخراج‭ ‬البطاقة‭ ‬مرتفعة‭ ‬،‭ ‬ورسوم‭ ‬بدل‭ ‬بطاقة‭ ‬ضائعة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭  ‬70‭ ‬ديناراً،‭ ‬الأمر‭ ‬الثاني‭ ‬العمولة‭ ‬المدفوعة‭ ‬للمصرف‭ ‬فكرة‭ ‬غير‭ ‬صائبة‭ ‬،‭ ‬وهذه‭ ‬أسباب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهلها‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬ناحيتي‭ ‬وتدخل‭ ‬رفيقه‭ ‬قائلاً‭ ‬‭: ‬النظام‭ ‬الرقمي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬،‭ ‬والبطاقة‭ ‬المصرفية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬تتماشيان‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬فهي‭ ‬غير‭ ‬ناجحة‭ ‬،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬حصول‭  ‬إنفراج‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬،‭ ‬وتوفر‭ ‬السيولة‭ ‬ستركن‭ ‬على‭ ‬الرف‭ ‬،‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬حديث‭ ‬يتجاوز‭ ‬الجميع‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬تغييره‭ ‬هكذا،‭ ‬فقد‭ ‬درجت‭ ‬العادة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬النقدي‭ ‬،‭ ‬وبرأيي‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬يتطلب‭ ‬سنيناً‭ ‬طويلة‭ .‬

ومن‭ ‬جانبها‭ ‬السيدة‭ ‬خديجة‭ ‬المهدي‭ / ‬ربة‭ ‬بيت‭ ‬قالت‭ .‬‭ ‬

في‭ ‬ظل‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭ ‬،‭ ‬وشح‭ ‬السيولة‭ ‬،‭ ‬وجدنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬مضطرين‭ ‬لاستخراج‭ ‬بطاقات‭ ‬كحل‭ ‬بديل‭ ‬،‭ ‬وبرأيي‭ ‬وكخيار‭ ‬شخصي‭ ‬أفضل‭ ‬التعامل‭ ‬النقدي،‭ ‬وهو‭ ‬المبدأ‭ ‬السائد‭ ‬بين‭ ‬الأغلبية،‭ ‬فالبطاقة‭ ‬تستنزف‭ ‬الأموال‭ ‬بطريقة‭ ‬مخيفة‭ ‬،‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬المبلغ‭ ‬والتصرف‭ ‬به‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس‭ .‬

أما‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬الهادي‭ ‬صيدلي‭ ‬فقال‭ ‬تغير‭ ‬الوقت‭ ‬عن‭ ‬السابق‭ ‬،‭ ‬الرقمنة‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬شئنا‭ ‬أم‭ ‬أبينا‭ ‬،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬صداها‭  ‬لا‭ ‬زال‭ ‬باهتاً‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬التعامل‭ ‬الرقمي‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬الملاحظ‭  ‬أن‭ ‬البطاقة‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬الأجيال‭ ‬الحديثة‭ ‬ولا‭ ‬فكرة‭ ‬لديهم‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬استخدامها

وهم‭ ‬الأكثر‭ ‬قرباً‭ ‬ومعرفة‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬ويضيف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احتكاكي‭ ‬وأحاديثي‭ ‬مع‭ ‬الناس،‭ ‬البعض‭ ‬يتوجس‭ ‬من‭(‬العمولة‭) ‬،‭ ‬ويعتبرونها‭ ‬رباً‭ ‬مضاعفاً‭.‬

أما‭ ‬السيد‭ ‬أشرف‭ ‬إبراهيم‭ / ‬موظف‭ ‬فكان‭ ‬له‭ ‬رأي‭ ‬مفاده‭.‬

ليس‭ ‬لدي‭ ‬أية‭ ‬مشكلة‭ ‬مع‭ ‬التعامل‭ ‬الرقمي،‭ ‬فبنظرة‭ ‬واقعية‭ ‬،‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬صعب،‭ ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬تطرأ،‭ ‬المواطن‭ ‬عالق‭ ‬بين‭ ‬التعامل‭ ‬الورقي‭ ‬والبطاقة‭ ‬الآلية‭ ‬ومن‭ ‬جهتي‭ ‬عند‭ ‬عودة‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬،‭ ‬إحتمال‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬أتعامل‭ ‬بالبطاقة‭ ‬نهائياً‭ . ‬

ولنستوفي‭ ‬الموضوع‭ ‬توجهنا‭ ‬لأحد‭ ‬المصارف،‭ ‬وتحديداً‭ ‬إدارة‭ ‬البطاقات‭ ‬،‭ ‬لرصد‭ ‬مدى‭ ‬الإقبال‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬على‭ ‬البطاقات‭ ‬المصرفية‭. ‬

والتقينا‭ ‬السيد‭ ‬سعيد‭ ‬المصراتي‭/ ‬موظف‭ ‬مصرف‭ ‬بإدارةالبطاقات‭ .‬

وأفادنا‭ ‬بقوله‭:- ‬المعاملات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وخدمة‭ ‬البطاقات‭ ‬،‭ ‬متوفرة‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬لاقت‭ ‬إقبالاً‭  ‬لافتاً،‭ ‬وتم‭ ‬استخراج‭ ‬بطاقات‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬،‭ ‬وتدريجياً‭ ‬تراجع‭ ‬الإقبال،‭ ‬فعندما‭ ‬تتوفر‭ ‬السيولة،‭ ‬تصبح‭ ‬البطاقة‭ ‬غير‭ ‬ضرورية‭. ‬

ولكن‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬مايقارب‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬رصدنا‭ ‬تزايداً‭ ‬كبيراً‭ ‬وملحوظاً،‭ ‬لإستخراج‭ ‬بطاقات‭ ‬جديدة،‭ ‬وتسلم‭ ‬بطاقات‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬أهملها‭ ‬أصحابها‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬يعيروها‭ ‬اهتماماً‭. ‬

ولعل‭ ‬الأرقام‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬نفسها،‭ ‬يقدر‭ ‬عدد‭ ‬البطاقات‭ ‬بحوالي‭ ‬‮٢٠٠٠‬‭ ‬بطاقة‭ ‬مستلمة‭ ‬،‭ ‬وتقريباً‭ ‬فوق‭ ‬‮٤٠٠٠‬‭ ‬بطاقة‭ ‬جديدة‭ . 

وأشار‭ ‬قائلاً‭ : ‬برأيي‭ ‬التفاوت‭ ‬بين‭ ‬الإقبال‭ ‬والعزوف،‭ ‬يعود‭ ‬لقلة‭ ‬وعي‭ ‬المواطن‭ ‬بقيمة‭ ‬البطاقة‭ ‬ومزاياها‭ ‬،‭ ‬فمثلاً‭ ‬شراء‭ ‬سلع‭ ‬معمِّرة‭ ‬كالأثاث‭ ‬أو‭ ‬ماشابه‭ ‬يتطلب‭ ‬حمل‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬معَّرضة‭ ‬للسرقة‭ ‬،‭ ‬بخلاف‭ ‬البطاقة‭ ‬أمواله‭ ‬في‭ ‬أمان‭. ‬وعمن‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬العزوف‭ ‬قال‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الطرفين‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬أولاً‭ ‬المصرف‭ ‬،لم‭ ‬يسوِّق‭ ‬للبطاقات‭ ‬بشكل‭ ‬مكثَّف،‭ ‬لإعطاء‭ ‬الزبون‭ ‬المعلومات‭ ‬الكافية‭ ‬وتحفيزه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظومة‭ ‬الإعلانات‭ ‬و‭ ‬المناشير‭. ‬

ثانياً‭ ‬عدم‭ ‬وعي‭ ‬المواطن‭ ‬وسعيه‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬أحدث‭ ‬الخدمات‭ ‬والمتغيرات،‭ ‬العالم‭ ‬الآخر‭ ‬سبقنا‭ ‬بمراحل‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬كما‭ ‬أفادنا‭ ‬ببعض‭ ‬الإجابات‭ ‬عن‭ ‬التسؤلات‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬مخاوف‭ ‬المواطن‭ ‬حول‭ ‬البطاقة‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭. ‬

فيما‭ ‬يخص‭ ‬عملية‭ ‬السحب‭ ‬الآلي‭ ‬من‭ ‬المتاجر‭ ‬أو‭ ‬الأسواق‭ ‬تتخللها‭ ‬عدة‭ ‬أمور‭ ‬منها‭ ‬كثرة‭ ‬الإزدحام،‭ ‬وضعف‭ ‬تغطية‭ ‬الإنترنت،‭ ‬يؤثر‭ ‬سلباً‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬السحب،‭ ‬وتكرارها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬فتُسحب‭ ‬مبالغ‭ ‬بالخطأ،‭ ‬لكن‭ ‬لاداعي‭ ‬للتخوف،‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كانت‭ ‬الخطوات‭ ‬المتبعة‭ ‬مطولة‭ ‬كشف‭ ‬حساب‭ ‬وطلب‭ ‬كتابي‭ ‬ومعاملات‭ ‬ورقية،‭ ‬لكن‭ ‬حالياً‭ ‬مركز‭ ‬خدمة‭ ‬البطاقات‭ ‬بالمصرف‭ ‬،‭ ‬يقدم‭ ‬خدمة‭ ‬إرجاع‭ ‬القيمة‭ ‬المسحوبة‭ ‬اتوماتيكياً‭ ‬،‭ ‬تصحيحاً‭ ‬للأخطاء‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬وتُسترجع‭ ‬المبالغ‭ ‬خلال‭ ‬‮٢٤‬‭ ‬أو‭ ‬‮٧٢‬‭ ‬ساعة‭ ‬إلى‭ ‬حساب‭ ‬الزبون‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬يتململ‭ ‬الزبون‭ ‬من‭ ‬التأخير‭ ‬بفعل‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتبعة‭ ‬والتي‭ ‬تُعدَّ‭ ‬ضرورية‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬البيانات‭ ‬ضماناً‭ ‬وحماية‭ ‬لحقه‭. ‬

ومن‭ ‬الأمور‭ ‬المهمة‭  ‬أن‭ ‬الزبون‭ ‬يشكك‭ ‬في‭ ‬القيمة‭ ‬المسحوبة،‭ ‬هذا‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬المصرف‭ ‬،‭ ‬يتعلق‭ ‬بحسن‭ ‬تدبير‭ ‬الزبون‭ ‬لمدخراته‭ ‬المالية‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬توجد‭ ‬خدمة‭ ‬الرسائل‭ ‬تعرض‭ ‬ماخُصِم‭ ‬من‭ ‬حسابه‭. ‬

أما‭ ‬شكوى‭ ‬الزبائن‭ ‬من‭ ‬الخصومات‭ ‬والعمولات‭ ‬فهذه‭ ‬حدِّث‭ ‬ولاحرج‭ ‬تردنا‭ ‬بكثرة‭ ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬وحقيقة‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتبعة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬المصرف‭ ‬أن‭ ‬يتقاضى‭ ‬لقاء‭ ‬خدماته‭. ‬

وأخيراً‭ .‬‭. ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬طفرة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وستكون‭ ‬التعاملات‭ ‬الرقمية‭ ‬أساس‭ ‬الخدمة‭ ‬المصرفية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الهاتف‭ ‬والتطبيقات،‭ ‬لكنها‭ ‬مسألة‭ ‬وقت،وتعتمد‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬الإنجاز،‭ ‬

ومن‭ ‬جهته‭ ‬بادرنا‭ ‬السيد‭ ‬نزار‭/ ‬موظف‭ ‬مصرف‭ ‬‮«‬بإدارة‭ ‬التسويق‮»‬‭.‬‭ ‬

بقوله،للأسف‭ ‬الزبون‭ ‬نفسه‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬تأخر‭ ‬التعامل‭ ‬الرقمي،فقد‭ ‬ساهمت‭ ‬بعض‭ ‬المعلومات‭ ‬المغلوطة‭ ‬عن‭ ‬البطاقة،في‭ ‬خلق‭ ‬فجوة،ومن‭ ‬جانبنا‭ ‬كمصرف‭ ‬إتخذنا‭ ‬كافة‭ ‬التدابير‭ ‬للتسويق‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬الإعلانات‭ ‬والمناشير‭ . ‬

ويضيف‭ ‬لمسنا‭ ‬تكيُّف‭ ‬المواطن‭ ‬تدريجياً‭ ‬مع‭ ‬الاستخدام‭ ‬الرقمي‭ ‬وخدمة‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬تلاقي‭ ‬رواجاً‭ ‬وهي‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬الأنشطة‭ ‬سواء‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬أو‭ ‬القصابين‭ ‬أو‭ ‬محال‭ ‬الخضروات‭ ….‬إلخ‭. ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ( ‬عمولة‭ ‬الشراء‭) ‬شركة‭ ‬المعاملات‭ ‬تخصم‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬الزبون،وتحولها‭ ‬لحساب‭ ‬التاجر،خدمةتقدمها‭ ‬للطرفين‭ ‬بمبلغ‭ ‬رمزي‭. ‬

ومن‭ ‬الخدمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والتي‭ ‬تُبرز‭ ‬دور‭ ‬الرقمنة‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬الخدمات‭  ‬كشراء‭ ‬وبيع‭ ‬أضحية‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬تسهيلاً‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭. ‬سواء‭ ‬من‭ ‬يقتني‭ ‬بطاقة‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬بدون‭ ‬عمولة‭ ‬للتاجر‭ ‬أو‭ ‬للزبون‭. ‬

وأخيراً‭..‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬البطاقات‭.‬

وللإحاطة‭ ‬بالموضوع‭ ‬إجتماعياً،إلتقينا‭ ‬المختص‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الإجتماع‭ .‬

د‭.‬نوري‭ ‬شقلابو‭/ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬علم‭ ‬الإجتماع‭ ‬بالأكاديمية‭ ‬الليبية‭ ‬للدراسات‭ ‬العليا‭ ‬وأفادنا‭ ‬برأيه‭ ‬قائلاً‭:‬‭- ‬

حقيقة‭ ‬موضوع‭ ‬مهم‭ ‬وحيوي‭ ‬يمس‭ ‬المواطن‭ ‬وعلاقته‭ ‬بالمصرف‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬ليست‭ ‬وقتية‭ ‬هي‭ ‬علاقة‭ ‬دائمة‭ ‬مع‭ ‬المصرف‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المرتب‭ ‬الوارد‭ .‬

‭ ‬وفي‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أصبحت‭ ‬المصارف‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬تواكب‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظومات‭ ‬رقمية،يستفيد‭ ‬منها‭ ‬المواطن‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تقلل‭ ‬العبء‭ ‬الموجود‭ ‬على‭ ‬المصرف‭ ‬بتسهيل‭ ‬الإجراءات‭ ‬المالية‭ ‬للمواطن‭ ‬و‭ ‬للمصرف‭. ‬

والسؤال‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالمواطن‭ ‬وتعامله‭ ‬مع‭ ‬المصرف‭ ‬،‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يتعامل‭ ‬قديماً‭ ‬بالنقد‭ ‬بتوفر‭ ‬السيولةداخل‭ ‬كل‭ ‬المصارف‭ ‬والآن‭ ‬إتجهت‭ ‬المصارف‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬السحب‭ ‬الآلي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البطاقة‭ ‬

وبرأيي‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬وليس‭ ‬الوحيد‭ ‬وراء‭ ‬عزوف‭ ‬المواطن،أن‭ ‬الرقمنة‭ ‬أتت‭ ‬متأخرة،علاقته‭ ‬بها‭ ‬قريبة‭ ‬جداً،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمجتمعات‭ ‬الأخرى‭ .‬

  ‬سبب‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭  ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬البطاقة‭ ‬يحمل‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬والحذر‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬اطلاعي‭ ‬على‭ ‬سلبيات‭ ‬وإيجابيات‭ ‬البطاقة‭ ‬أجاب‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬بقوله‭ : ‬إشكالية‭ ‬الرسوم‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬السحب‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تتعلق‭ ‬بمسألة‭ ‬الثقة‭ ‬فأحياناً‭ ‬المنطومة‭ ‬نفسها‭ ‬تخصم‭ ‬عده‭ ‬مرات‭ ‬يمكن‭ ‬ثقافة‭ ‬التاجر‭ ‬ومعرفته‭ ‬باستخدام‭ ‬الآلة‭ ‬الصغيرة،والتي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالسحب‭ ‬الآلي‭ ‬يخصم‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬المواطن‭ ‬وإمكانية‭ ‬استعادة‭ ‬المبلغ‭ ‬تستغرف‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬،‭ ‬مما‭ ‬يولد‭ ‬عنده‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬التخوف‭ ‬أو‭ ‬الهاجس‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حرمانه‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬بها‭ ‬ويؤكد‭ ‬قائلاً‭ ‬الإعلام‭ ‬يتحمل‭ ‬جزءاً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ (‬بالإعلام‭ ‬المصاحب‭ ‬للشيء‭ ‬الجديد‭) ‬،،‭ ‬لم‭ ‬ألحظ‭ ‬أي‭ ‬حوارات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المرئية‭ ‬أو‭ ‬المسموعة‭ ‬تهتم‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬الوعي‭ ‬وتعريف‭ ‬الجمهور‭ ‬بالرقمنة‭ ‬،‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬توعية‭ ‬وتصحيح‭ ‬مفهومه‭ ‬وحتى‭ ‬نتفادى‭ ‬مسألة‭ ‬الثقافة‭ ‬المتأخرة‭ ‬،‭ ‬والهوة‭ ‬بين‭ ‬استخدام‭ ‬البطاقة‭ ‬وثقافة‭ ‬العزوف‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تدار‭ ‬برامج‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬مؤتمرات‭ ‬وحوارات‭ ‬علمية‭ ‬وندوات‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬البطاقة‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬يكون‭ ‬مكتملاً‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬يقتضي‭ ‬على‭ ‬المصارف‭ ‬،‭ ‬القيام‭ ‬بحملات‭ ‬إعلامية‭ ‬عبر‭ ‬صفحاتها‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬باستمرار،‭ ‬مرافقة‭ ‬للتطبيقات‭ ‬وشرحها‭ ‬فواحدة‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الموجودة‭ ‬وخاصة‭ ‬التطبيقات‭ ‬الأخيرة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعملة‭ ‬الصعبة‭ ‬وتحويلها‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬المواطن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ( ‬اي‭ – ‬تي‭ – ‬ام‭ )‬،‭ ‬الخاصة‭ ‬بالجانب‭ ‬المالي‭ ‬للعملة‭ ‬الصعبة‭ ‬،‭ ‬يجد‭ ‬المواطن‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬ملء‭ ‬البيانات‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬يتركها‭ ‬فارغة‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬يخلط‭ ‬بين‭ ‬خانة‭ ‬البطاقة‭ ‬وخانة‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬،‭ ‬إذن‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬توفر‭ ‬برامج‭ ‬مرافقة‭ ‬لشرح‭ ‬التطبيق‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستعمال‭ ‬الطوعي‭ ‬للرقمنة‭ ‬و‭ ‬البطاقة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيع‭ ‬المواطن‭ ‬للإقبال‭ ‬وذلك‭ ‬بإتباع‭ ‬المصرف‭ ‬سياسة‭ ‬عدم‭ ‬فرض‭ ‬عمولة‭ ‬أو‭ ‬خصومات‭ ‬مبدئياً‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬إجراءات‭ ‬متبعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬وفيما‭ ‬يخص‭ ‬تأثير‭ ‬الفارق‭ ‬العمري‭ ‬بين‭ ‬الجيل‭ ‬القديم‭ ‬والجيل‭ ‬الحالي‭ ‬قال‭ : ‬لو‭ ‬أجرينا‭ ‬دراسة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التقنية‭ ‬،‭ ‬سنخرج‭ ‬بنتيجة‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬الأجيال‭ ‬تحت‭ ‬سن‭ ‬20‭ ‬الأكثر‭ ‬إستخداماً‭ ‬،‭ ‬ومعرفة‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬الأكبر‭ ‬سناً‭ ‬استخدامه‭ ‬بسيط‭ ‬و‭ ‬محدود‭ ‬بتطبيقات‭ ‬معينة‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬أحياناً‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬يتحكم‭ ‬فيها‭ ‬الجانب‭ ‬التعليمي‭ ‬،‭ ‬فهو‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬،‭ ‬ويضيف‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬لكل‭ ‬المؤسسات‭ ‬سنشهد‭ . ‬تفاعلاً‭ ‬إيجابياً‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬خصائص‭ ‬الظاهرة‭ ‬الجديدة،‭ ‬أنها‭ ‬تصبح‭ ‬إلزامية‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬،‭ ‬فكما‭ ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬أعلامنا‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭. (‬لابد‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬الفرد‭ ‬الظاهرة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والزامية‭ ‬تطبيقها‭)‬،‭ ‬فتصبح‭ ‬شيئاً‭ ‬بديهياً‭ ‬ويمارسها‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬الغير،‭ ‬ونرى‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬التعاملات‭ ‬أصبحت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البطاقة‭ ‬المصرفية‭  ‬من‭ ‬الضروريات‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬ابن‭ ‬خلدون‭ ‬‮«‬‭ ‬تتحول‭ ‬الكماليات‭ ‬إلى‭ ‬ضروريات‮»‬‭ .. ‬وعن‭ ‬التأخر‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬،‭ ‬هل‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالتخلف‭ ‬الفكري‭ ‬للمجتمع‭ ‬أفادنا‭ ‬بقوله‭ : ‬لا‭ ‬نحكم‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الفكري‭ ‬للمجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬بالمتخلف‭ ‬،‭ ‬بالعكس‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬متطور‭ ‬جداً‭ ‬فكرياً‭ ‬وثقافياً‭ . ‬ولكن‭ ‬مسألة‭ ‬الوعي‭ ‬باستخدام‭ ‬الشيء‭ ‬هي‭ ‬المشكلة،‭ ‬فالإنسان‭ ‬هو‭ ‬رهين‭ ‬الحاجة،‭ ‬لذلك‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬حاجته‭ ‬للبطاقة‭ ‬المصرفية‭ ‬يستخدمها‭ ‬،‭ ‬وإلا‭ ‬فلا‭ ‬داعي‭ ‬وجود‭ ‬البديل‭ ‬وهي‭ (‬النقود‭)‬،‭ ‬ولنكون‭ ‬صريحين‭ ‬فعلياً‭ ‬نحن‭ ‬متخلفون‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬موضوعات‭ ‬الرقمنة‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬زلنا‭ ‬في‭ ‬البدايات‭ ‬نتفتح‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬الرقمنة‭ ‬،‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سنوات‭ ‬أخرى‭ ‬مستقبلية‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬البديهيات‭ ‬للناس‭ ‬والمصارف‭ ‬والتعاملات‭. ‬

كلمة‭ ‬أخيرة‭ .‬‭. ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬نتقدم‭ ‬ونتطور‭ ‬ونستخدم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لتسهيل‭ ‬الكثير‭ ‬،‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬المواطن‭ ‬يسافر‭ ‬سياحياً‭ ‬ببطاقته‭ ‬،‭ ‬ونأمل‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬الليبية‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الموضوعات‭ ‬،‭ ‬بحيث‭ ‬تصبح‭ ‬البطاقة‭ ‬دولية‭ ‬،‭ ‬يسافر‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬ببطاقته‭ ‬ويستعملها‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬الوطن‭. ‬

شاهد أيضاً

رحلة الفن في صناعة الدراما الليبية

في‭ ‬خضم‭ ‬سباق‭ ‬الفضائيات‭ ‬العربية‭ ‬،‭  ‬وزخم‭ ‬الإ‭ ‬نتاج‭ ‬الدرامي‭ ‬اللامتناهي‭ ‬،تبرز‭ ‬الدراما‭ ‬الليبية‭ ‬كنجمة‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *