الرئيسية / الدراسة / ‘‘د. عبدالله مليطان’’:هناك جيل جديد من النقاد الشباب بدؤوا يؤسسون لما يمكن أن يشكل مدرسة نقدية ليبية حديثة.

‘‘د. عبدالله مليطان’’:هناك جيل جديد من النقاد الشباب بدؤوا يؤسسون لما يمكن أن يشكل مدرسة نقدية ليبية حديثة.

تستضيف‭ ‬مجلة‭ ‬الليبية‭ ‬الباحث‭ ‬والأديب‭ ‬‘‘د‭. ‬عبدالله‭ ‬مليطان’’‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬التحضيرية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬الدولي‭ ‬للأدب‭ ‬والنقد‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬المنعقد‭ ‬مؤخراً‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الرابعة‭ ‬بجامعة‭ ‬طرابلس‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحسس‭ ‬الواقع‭ ‬وملامسة‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬وهو‭ ‬‘‘تمثلات‭ ‬الهم‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الأدبي‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬أنوع‭ ‬المقول‭ ‬إلى‭ ‬تمايز‭ ‬القول’’‭ ‬والذي‭ ‬شارك‭ ‬فيه‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والأكاديميين‭ ‬والمهتمين‭ ‬بشؤون‭ ‬النقد،‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الليبية‭.‬

د.عبدالله مليان :   حوار :مصطف

حيث‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬المدونة‭ ‬النقدية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وحاجتها‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬الثقافية‭ ‬بالبلاد،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬الشأن‭ ‬الثقافي‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬يصنعه‭ ‬الأفراد‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬قدراتهم،‭ ‬بل‭ ‬تصنعه‭ ‬الدولة‭ ‬برعاية‭ ‬واعية‭ ‬بالمستقبل‭. ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬مناط‭ ‬بالدولة،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬تضعه‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬أولوياتها‭ ‬وتتبناه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬نهضة‭ ‬تنموية‭ ‬بالبلاد‭.‬

وحدثنا‭ ‬أيضاً‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬حركة‭ ‬نقدية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬والذي‭ ‬كانت‭ ‬نتيجتها‭ ‬زخم‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الأدبية‭ ‬فيما‭ ‬ينتج‭ ‬من‭ ‬شعر‭ ‬وقصة‭ ‬ورواية‭ ‬ومسرح،‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة،‭ ‬واستشهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بنيل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬العربية‭ ‬وصعود‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬منهم‭ ‬للقوائم‭ ‬المتقدمة‭ ‬لبعض‭ ‬الجوائز‭. ‬

‭ ‬الليبية‭: (‬تمثلات‭ ‬الهم‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الأدبي‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬أنوع‭ ‬المقول‭ ‬الى‭ ‬تمايز‭ ‬القول‭). ‬عنوان‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬الدولي‭ ‬للأدب‭ ‬والنقد‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الرابعة،‭ ‬لماذا‭ ‬تم‭ ‬اختياره؟

د‭. ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مليطان‭: ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬فرضه‭ ‬الواقع،‭ ‬وأي‭ ‬عمل‭ -‬خاصة‭ ‬الفكري‭- ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحسّس‭ ‬الواقع‭ ‬ويلامس‭ ‬قضاياه‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬ولا‭ ‬قيمة‭ ‬ولا‭ ‬أهمية‭ ‬له‭. ‬لذلك‭ ‬اقترحت‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬التي‭ ‬شُكلت‭ ‬لإعداد‭ ‬موضوع‭ ‬الملتقى‭ ‬ومحاوره‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الوطن‭ ‬حاضراً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬فتم‭ ‬اقتراح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬والمحاور‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬الظروف‭ ‬الآنية‭. ‬وهنا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إسناد‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها،‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬أحس‭ ‬وأدرك‭ ‬أن‭ ‬الظرف‭ ‬يتطلب‭ ‬النظر‭ ‬بعمق‭ ‬إلى‭ ‬حاجة‭ ‬الوطن‭ ‬لمعالجة‭ ‬وتحسّس‭ ‬واقعه،‭ ‬فبرزت‭ ‬الغاية‭ ‬في‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬الفاعل‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬‘‘إبراهيم‭ ‬أنيس‭ ‬الكاسح’’‭ ‬أستاذ‭ ‬النقد‭ ‬المقارن‭ ‬بكلية‭ ‬الآداب؛‭ ‬حيث‭ ‬وجد‭ ‬قبولاً‭ ‬وترحيباً‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬للملتقى،‭ ‬ليعتمد‭ ‬كموضوع‭ ‬لأعمال‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة،‭ ‬ولتتأكد‭ ‬أهميته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القبول‭ ‬اللافت‭ ‬الذي‭ ‬لقيه‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ممارسي‭ ‬النقد‭ ‬من‭ ‬أساتذة‭ ‬الجامعات‭ ‬الليبية‭ ‬الذين‭ ‬بادروا‭ ‬بإرسال‭ ‬مقترحات‭ ‬أوراقهم‭ ‬النقدية‭ ‬للجنة‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المقترحات‭.‬

الليبية‭: ‬بعد‭ ‬تنظيم‭ ‬المؤتمر‭ ‬النقدي‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الرابعة،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الأوراق‭ ‬المقدمة‭ ‬قدمت‭ ‬أهم‭ ‬الأسئلة‭ ‬والأجوبة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعنوان‭ ‬الدورة؟

د‭. ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مليطان‭: ‬المدونة‭ ‬النقدية‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬أغلبها‭ ‬اجتهادات‭ ‬فردية،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الشأن‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬المنجزات‭ ‬الثقافية‭ ‬والفكرية؛‭ ‬لأن‭ ‬تكوين‭ ‬الفرق‭ ‬البحثية‭ ‬لم‭ ‬تألفه‭ ‬ليبيا‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬الثقافي،‭ ‬وعليه‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نتجاهل‭ ‬المختبرات‭ ‬النقدية‭ ‬التي‭ ‬اضطلع‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬النقاد‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬البلاد‭ ‬وشرقها،‭ ‬ولا‭ ‬أن‭ ‬نتجاوز‭ ‬حلقاتها‭ ‬الدراسية‭ ‬التي‭ ‬أقامتها‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬الفكرية‭ ‬والنقدية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬أقول‭ ‬قليلة‭ ‬أو‭ ‬محدودة،‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تستمر‭ ‬وتتواصل‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬اكتراث‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬استمرارها‭ ‬بالدعم‭ ‬المادي‭ ‬ورعايتها‭ ‬ومتابعة‭ ‬فاعلياتها‭ ‬إعلامياً‭. ‬فالأستاذة‭ ‬الجامعية‭ ‬الروائية‭ ‬والناقدة‭ ‬الدكتورة‭ ‬‘‘فريدة‭ ‬المصري’’‭ ‬بذلت‭ ‬جهداً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬التأسيس‭ ‬لمختبر‭ ‬نقدي‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬اللغات‭ ‬بجامعة‭ ‬طرابلس،‭ ‬وأقامت‭ ‬عديد‭ ‬المناشط‭ ‬والورش‭ ‬النقدية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الارتقاء‭ ‬ببرنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬بكلية‭ ‬اللغات‭ (‬التي‭ ‬ضمت‭ ‬بقرار‭ ‬غير‭ ‬مدروس‭ ‬لكلية‭ ‬الآداب‭ ‬أخيراً‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إشراك‭ ‬أساتذة‭ ‬الكلية‭ ‬وطلاب‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬بجهدها‭ ‬الفردي،‭ ‬لكنه‭ ‬توقف‭ ‬نظراً‭ ‬لانشغالاتها‭ ‬البحثية‭ ‬والنقدية‭ ‬ومتابعتها‭ ‬لسير‭ ‬دراسة‭ ‬طلابها،‭ ‬ولعدم‭ ‬توفر‭ ‬الإمكانات‭ ‬الداعمة‭ ‬لاستمراره‭. ‬

وأيضا‭ ‬في‭ ‬بنغازي‭ ‬أقام‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬باستحداث‭ ‬مختبر‭ ‬نقدي‭ ‬مهم‭ ‬وفاعل‭ ‬بإشراف‭ ‬الناقد‭ ‬الأستاذ‭ ‬‘‘محمد‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬المالكي’’‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬المختبرات‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العملية‭ ‬الإبداعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احتضانه‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬الشباب‭. ‬وفي‭ ‬مصراتة‭ ‬أقام‭ ‬الناقد‭ ‬المهندس‭ ‬‘‘عبد‭ ‬الحكيم‭ ‬المالكي’’‭ ‬مختبراً‭ ‬للنقد،‭ ‬استطاع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الفاعليات‭ ‬النقدية،‭ ‬ويقيم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الورش‭ ‬والحلقات‭ ‬الدراسية‭ ‬التي‭ ‬اعتنت‭ ‬بالعمل‭ ‬الإبداعي‭ ‬وتطوره‭. ‬وتبقى‭ ‬هذه‭ ‬المختبرات‭ ‬على‭ ‬أهميتها‭ ‬جهود‭ ‬فردية‭ ‬يهددها‭ ‬التوقف‭ ‬لعدم‭ ‬تبنيها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المؤسسة‭ ‬المعنية‭ ‬بالعمل‭ ‬الثقافي‭ ‬بالبلاد،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬استمرارها‭ ‬يعود‭ ‬الفضل‭ ‬الكبير‭ ‬فيه‭ ‬لمن‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬وحرص‭ ‬على‭ ‬إنجازها،‭ ‬وسيحسب‭ ‬نتاج‭ ‬عملها‭ ‬لهم‭ ‬ولمن‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬مناشطها‭. ‬وعليه‭ ‬فإن‭ ‬مجمل‭ ‬الأوراق‭ ‬النقدية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬للمؤتمر‭ ‬أسهمت‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬رؤى‭ ‬نقدية‭ ‬جادة‭ ‬حول‭ ‬المدونة‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬اعتنت‭ ‬بدراستها‭ ‬ونقدها،‭ ‬وهي‭ ‬جهود‭ ‬فردية‭ ‬بالطبع،‭ ‬وكانت‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬رصينة‭ ‬ومتميزة‭.‬

الليبية‭: ‬دورة‭ ‬رابعة‭ ‬فقط‭ ‬للنقد‭ ‬الأدبي،‭ ‬هل‭ ‬تؤشر‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬اهتمام‭ ‬أكبر‭ ‬بهذا‭ ‬التخصص؟

د‭. ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مليطان‭: ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬هي‭ ‬استمرار‭ ‬طبيعي‭ ‬للملتقى‭ ‬السنوي‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬باستمرارية‭ ‬إقامته‭ ‬محفلاً‭ ‬نقدياً‭ ‬يترقبه‭ ‬المشتغلين‭ ‬بالنقد‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ويحرصون‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬فيه،‭ ‬وقد‭ ‬أسهمت‭ ‬الدراسات‭ ‬النقدية‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬خلال‭ ‬دوراته‭ ‬السابقة،‭ ‬والتي‭ ‬طبعت‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬كتب‭ ‬من‭ ‬المراجع‭ ‬النقدية‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬المدونة‭ ‬النقدية‭ ‬الليبية‭. ‬وبالمناسبة‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬هو‭ ‬فكرة‭ ‬فردية‭ ‬بادر‭ ‬بإطلاقها‭ ‬الكاتب‭ ‬والناقد‭ ‬‘‘د‭. ‬سليمان‭ ‬زيدان’’‭ ‬ليلتف‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬النقاد،‭ ‬ويساهموا‭ ‬في‭ ‬استمرارها،‭ ‬لشعورهم‭ ‬بأهميتها‭ ‬والحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬إليها،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬الاهتمام‭ ‬المؤسسي‭ ‬الذي‭ ‬يليق‭ ‬بها‭ ‬وبمثلها‭ ‬من‭ ‬الفاعليات‭ ‬الثقافية؛‭ ‬بسبب‭ ‬اللامبالاة‭ ‬أصلاً‭ ‬بالثقافة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬رغم‭ ‬حاجة‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروفها‭ ‬الحالية‭ ‬لوزارة‭ ‬فاعلة‭ ‬للثقافة‭. ‬وهنا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أنني‭ ‬لست‭ ‬راضٍ‭ ‬على‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬نظمت‭ ‬بها‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة،‭ ‬لأن‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬كنا‭ ‬ننوي‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬للأسف‭ ‬تم‭ ‬إفشاله‭ ‬بالكامل؛‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬اكتراث‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬طرابلس‭ ‬بالأمر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أحرجني‭ ‬وزملائي‭ ‬بلجنة‭ ‬الاشراف‭ ‬أمام‭ ‬المشاركين،‭ ‬إذ‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬أعددنا‭ ‬لمعرض‭ ‬مصاحب‭ ‬للدورة‭ ‬يضم‭ ‬المدونة‭ ‬الإبداعية‭ ‬الليبية‭ ‬بالكامل‭ ‬وهو‭ ‬بذاته‭ ‬حدث‭ -‬لا‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬بالإمكان‭ ‬إنجازه‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭-‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الندوات‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬قد‭ ‬خططنا‭ ‬لها‭. ‬والكارثة‭ ‬الكبرى‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬طباعة‭ ‬أعمال‭ ‬الدورة‭ ‬بشكل‭ ‬مخجل‭ ‬للغاية،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تطبع‭ ‬في‭ ‬كتاب،‭ ‬بل‭ ‬جمعت‭ ‬وبشكل‭ ‬سيء‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬لا‭ ‬يليق‭ ‬بالجامعة‭ ‬ولا‭ ‬بالدورة‭ ‬الرابعة،‭ ‬رغم‭ ‬أنني‭ ‬طبعت‭ ‬نموذجاً‭ ‬للكتاب‭ ‬وعرضته‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬ليطبع‭ ‬بذات‭ ‬الكيفية،‭ ‬وبالإمكان‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬النموذج‭ ‬وما‭ ‬زعم‭ ‬أنه‭ ‬كتاب‭. ‬وأنا‭ ‬فعلاً‭ ‬أقولها‭ ‬وبكل‭ ‬صراحة،‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تعودت‭ ‬على‭ ‬إنجازه‭ ‬أو‭ ‬المشاركة‭ ‬فيه،‭ ‬والدليل‭ ‬هو‭ ‬أعمال‭ ‬مؤتمرات‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬يوم‭ ‬أن‭ ‬كنت‭ ‬عميدً‭ ‬لها‭. ‬والتعلل‭ ‬بالظروف‭ ‬يفنده‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬إنفاقه‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬دون‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬في‭ ‬القيمة‭ ‬والأهمية‭!‬

الليبية‭: ‬هل‭ ‬ترى‭ ‬تنظيم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المؤتمرات‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬وتحول‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬النقد‭ ‬يأخذ‭ ‬دوره؟‭ ‬وكيف‭ ‬ومن‭ ‬يمكنه‭ ‬القيام‭ ‬بذلك؟

د‭. ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مليطان‭: ‬الندوات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬وورش‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الثقافي‭ ‬هموم‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬تدركها‭ ‬ولا‭ ‬تعيها‭ ‬العقول‭ ‬الصغيرة؛‭ ‬لأن‭ ‬ثمارها‭ ‬لا‭ ‬تجنى‭ ‬بين‭ ‬عشية‭ ‬وضحاها‭. ‬الثقافة‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬وهمّ‭ ‬دولة‭ ‬ومستقبل‭ ‬أمة،‭ ‬والدولة‭ ‬حالياً‭ ‬لا‭ ‬تفكر‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬آني‭ ‬من‭ ‬محافل‭ ‬ومهرجانات‭ ‬واستعراضات‭ ‬موقتة‭ ‬تنتهي‭ ‬بنهاية‭ ‬فاعلياتها‭. ‬وتسأل‭ ‬عن‭ ‬النقد؟‭!: ‬النقد‭ ‬يعني‭ ‬التطوّر‭ ‬والازدهار‭ ‬والنماء‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل‭ ‬وبناء‭ ‬الانسان،‭ ‬وهذا‭ ‬آخر‭ ‬اهتمامات‭ ‬الدولة‭. ‬العمران‭ ‬سهل‭ ‬جداً‭ ‬ويتحقق‭ ‬بتوفر‭ ‬المال،‭ ‬لكن‭ ‬العمران‭ ‬البشري‭ -‬وهنا‭ ‬أقصد‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭- ‬لا‭ ‬يصنعه‭ ‬المال‭. ‬بناء‭ ‬الانسان‭ ‬تصنعه‭ ‬الإرادة‭ ‬والعزيمة‭ ‬والادراك‭ ‬والاحساس‭ ‬بقيم‭ ‬المستقبل،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬الدولة‭ ‬ودواليبها‭ ‬ليسوا‭ ‬معنيين‭ ‬إلا‭ ‬بما‭ ‬يجنونه‭ ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬ومكاسب‭ ‬شخصية‭ ‬لإنتاج‭ ‬برامجهم‭ ‬الموسمية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الرمضانية‭ ‬للأسف‭.‬

الليبية‭: ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجه‭ ‬من‭ ‬بحوث‭ ‬ودراسات‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬مرضٍ‭ ‬ومن‭ ‬شأنه‭ ‬الدفع‭ ‬بهذا‭ ‬المجال‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب؟

د‭. ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مليطان‭: ‬التطلعات‭ ‬والأحلام‭ ‬والأماني‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬متاح‭. ‬أموال‭ ‬تهدر‭ ‬على‭ ‬أشياء‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬قيمة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ما‭ ‬يصنع‭ ‬القيمة‭ ‬وينمي‭ ‬القيم‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬قائمة‭ ‬برامج‭ ‬عمل‭ ‬المؤسسة‭ ‬الثقافية‭. ‬فالشأن‭ ‬الثقافي‭ ‬والعناية‭ ‬ببناء‭ ‬المستقبل‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬كبير‭ ‬لا‭ ‬يصنعه‭ ‬الأفراد‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬قدراتهم،‭ ‬بل‭ ‬تصنعه‭ ‬الدولة‭ ‬برعاية‭ ‬واعية‭ ‬بالمستقبل،‭ ‬ويبقى‭ ‬الرضى‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬الليبية‭ ‬رهين‭ ‬واقعها‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الأحلام‭ ‬والأماني‭. ‬الثقافة‭ ‬هم‭ ‬ومشروع‭ ‬وطني‭ ‬مناط‭ ‬بالدولة،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬تضع‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬أولوياتها‭ ‬دعم‭ ‬المشاريع‭ ‬الثقافية‭ ‬وتبنيها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬نهضة‭ ‬تنموية‭ ‬بالبلاد‭. ‬الكاتب‭ ‬يفكر‭ ‬ويبدع‭ ‬وينتج‭ ‬وهذه‭ ‬رسالته،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬يوصل‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬لتحقق‭ ‬هدفها‭ ‬هي‭ ‬المؤسسة‭ ‬المعنية‭ ‬بالثقافة‭. ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬مؤسسة‭ ‬رهينة‭ ‬المحاصصة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنجاز‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬ثقافي‭.‬

الليبية‭: ‬المتداول‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الوسط‭ ‬الثقافي‭ ‬أن‭ ‬جل‭ ‬ما‭ ‬يكتب‭ ‬باعتباره‭ ‬نقداً‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬كتابات‭ ‬انطباعية‭ ‬يتصدى‭ ‬لها‭ ‬كتاب‭ ‬غير‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬النقد‭ ‬الأدبي‭. ‬كيف‭ ‬تقيمون‭ ‬واقع‭ ‬النقد‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المنشورات؟

د‭. ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مليطان‭: ‬أنا‭ ‬شخصيا‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يكتب؛‭ ‬لأن‭ ‬تعدد‭ ‬الكتابات‭ ‬وتنوعها‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سيفرز‭ ‬المتميز‭ ‬منها،‭ ‬ولست‭ ‬مع‭ ‬الأحكام‭ ‬المسبقة‭ ‬عموماً،‭ ‬ولا‭ ‬مع‭ ‬تقييد‭ ‬المنجز‭ ‬بالتخصص‭. ‬المنجز‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬تخصص‭ ‬من‭ ‬أنجزه،‭ ‬والدليل‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬منجزات‭ ‬متميزة‭ ‬لم‭ ‬ينتجها‭ ‬أهل‭ ‬الاختصاص،‭ ‬وتبعاً‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬المدونة‭ ‬النقدية‭ ‬الليبية‭ ‬بدأت‭ ‬بجهود‭ ‬أفراد‭ ‬أغلبهم‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬تعليمه‭ (‬الثانوية‭)‬،‭ ‬لكنه‭ ‬استطاع‭ ‬بممارساته‭ ‬النقدية‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬وبشكل‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬العملية‭ ‬الإبداعية،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬الدكتور‭ ‬‘‘خليفة‭ ‬التليسي’’‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬تعليمه‭ (‬الثانوية‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬مضمار‭ ‬الممارسة‭ ‬النقدية؟‭. ‬وكذا‭ ‬الأستاذ‭ ‬‘‘أمين‭ ‬مازن’’‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ينل‭ ‬شهادات‭ ‬عليا‭ ‬لكنه‭ ‬كان‭ ‬شاهداً‭ ‬فاعلاً‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬المدونة‭ ‬الإبداعية‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ممارساته‭ ‬النقدية‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬تجارب‭ ‬الشعراء‭ ‬والقصاصين‭ ‬والروائيين‭ ‬الليبيين‭ ‬منذ‭ ‬بداياتهم‭ ‬وقد‭ ‬صاروا‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المبدعين‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭. ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬اعتبرت‭ ‬انطباعات‭ ‬فإن‭ ‬ممارسات‭ (‬التليسي‭ ‬ومازن‭) ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دورها‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬الحركة‭ ‬الأدبية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬لا‭ ‬يلغي‭ ‬دور‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬النقد‭ ‬الذين‭ ‬برزوا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ممن‭ ‬تخرجوا‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬ودرسوا‭ ‬مناهج‭ ‬النقد‭ ‬الحديثة‭ ‬ومدارسه،‭ ‬والآن‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬جيلاً‭ ‬جديداً‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬بدأوا‭ ‬يؤسسون‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬مدرسة‭ ‬نقدية‭ ‬ليبية‭ ‬حديثة‭ ‬وخاصة‭ ‬ممن‭ ‬تخرجوا‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الغربية‭ ‬أو‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تطورت‭ ‬مناهجها‭ ‬النقدية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحديث‭ ‬وتطوير‭ ‬برامجها‭ ‬التعليمية‭ ‬ومواكبتها‭ ‬لما‭ ‬استجد‭ ‬من‭ ‬مدارس‭ ‬ومناهج‭ ‬فكرية‭ ‬ونقدية‭.‬

الليبية‭: ‬محدودية‭ ‬النقد‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬هل‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬نقد‭ ‬بها،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬متعلق‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬ورش‭ ‬نقدية‭ ‬ومنابر‭ ‬متخصصة‭ ‬تنشر‭ ‬وتطبع‭ ‬الأعمال‭ ‬وتقدمها؟

د‭. ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬مليطان‭: ‬لولا‭ ‬وجود‭ ‬حركة‭ ‬نقدية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬الحياة‭ ‬الأدبية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬بهذا‭ ‬الزخم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬نشهده‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬النتاج‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬والقصة‭ ‬والرواية‭ ‬والمسرح،‭ ‬والأرقام‭ ‬مذهلة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكم،‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة‭. ‬فالممارسات‭ ‬النقدية‭ ‬الانطباعية‭ ‬والمقالات‭ ‬النقدية‭ ‬العابرة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬تنامي‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬المدونة‭ ‬الإبداعية‭ ‬الليبية‭ ‬حالياً‭. ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬تواكب‭ ‬المنجز‭ ‬الإبداعي‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬لكنها‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الإبداعية‭ ‬الليبية،‭ ‬والشاهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬نيل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬العربية‭ ‬وصعود‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬منهم‭ ‬للقوائم‭ ‬المتقدمة‭ ‬لبعض‭ ‬الجوائز،‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬أشرت‭ ‬في‭ ‬جواب‭ ‬سابق‭ ‬بأن‭ ‬المؤسسة‭ ‬المعنية‭ ‬بالثقافة‭ ‬لم‭ ‬تتبنى‭ ‬المشاريع‭ ‬النقدية‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وتدعمها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إقامة‭ ‬الورش‭ ‬ودعم‭ ‬وتشجيع‭ ‬المختبرات‭ ‬النقدية‭ ‬وعدم‭ ‬تشجيع‭ ‬الكتاب‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬إبداعهم‭ ‬وعدم‭ ‬دعم‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬وفرض‭ ‬قيود‭ ‬مجحفة‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬عملها؛‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يشكل‭ ‬عائقاً‭ ‬كبيراً‭ ‬أمام‭ ‬ازدهار‭ ‬الحركة‭ ‬الأدبية‭ ‬ونموها‭. ‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬الحوار‭ ‬أشار‭ ‬‘‘مليطان’’‭ ‬إلى‭ ‬افتقار‭ ‬البلاد‭ ‬للمشاريع‭ ‬الثقافية‭ ‬والبرامج‭ ‬السنوية‭ ‬والموسمية‭ ‬للأسف‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬التوصيات‭ ‬تلخصت‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬على‭ ‬مطالبة‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬منشط‭ ‬يقام‭ ‬بالبلاد‭ -‬رغم‭ ‬قلتها‭- ‬بأن‭ ‬يستمر‭ ‬ويتواصل‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الظروف،‭ ‬وتبقى‭ ‬مجمل‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬خلصت‭ ‬إليها‭ ‬الآراء‭ ‬والمناقشات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬الملتقى‭ ‬منصبة‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الفعل‭ ‬النقدي‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالعملية‭ ‬الإبداعية‭ ‬وتطورها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المناهج‭ ‬النقدية‭ ‬الحديثة‭ ‬والانفتاح‭ ‬حول‭ ‬مدارسها‭ ‬الجديدة‭.‬

شاهد أيضاً

رحلة الفن في صناعة الدراما الليبية

في‭ ‬خضم‭ ‬سباق‭ ‬الفضائيات‭ ‬العربية‭ ‬،‭  ‬وزخم‭ ‬الإ‭ ‬نتاج‭ ‬الدرامي‭ ‬اللامتناهي‭ ‬،تبرز‭ ‬الدراما‭ ‬الليبية‭ ‬كنجمة‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *