الرئيسية / الرئيسية / في المصحات الخاصة تضع يدك على النار ولا تضعها على الأسعار

في المصحات الخاصة تضع يدك على النار ولا تضعها على الأسعار

وأنت‭ ‬نزيل‭ ‬إحدى‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة،‭ ‬يجيئك‭ ‬الطبيب‭ ‬مبتسماً،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الطبيب‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬صادفته‭ ‬عبوساً‭ ‬متذمراً‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭. ‬

يقترب‭ ‬من‭ ‬سريرك‭ ‬يقول‭ ‬لك‭ ‬بود‭ : ‬‮«‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬وجهك‭ ‬ناير‮»‬‭. ‬

يغادر‭ ‬الطبيب‭ ‬غرفتك‭ ‬بعد‭ ‬كلمة‭ ‬التطمين،‭ ‬تضيف‭ ‬المصحة‭ ‬لبيانات‭ ‬الفاتورة‭ ‬مقابلة‭ ‬زيارة‭ ‬طبيب‭ ‬أخصائي‭ .‬

هل‭ ‬تحولت‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬إلى‭ ‬دكاكين‭ ‬كما‭ ‬تحول‭ ‬العلاج‭ ‬إلى‭ ‬تجارة‭ ‬؟‭!. ‬

ربما‭ ‬ستقول‭ ‬بينك‭ ‬وبين‭ ‬نفسك‭ : ‬مصائب‭ ‬قوم‭ ‬عند‭ ‬قوم‭ ‬فواتير‭ ‬علاج‭ ‬باهظة‭. ‬ستكتشف‭ ‬أن‭ ‬خزينة‭ ‬المصحة‭ ‬أمامك‭ ‬والمرض‭ ‬خلفك‭ ‬ولن‭ ‬تجد‭ ‬المشافي‭ ‬العامة‭ ‬كمفر‭ . ‬

وستكتشف‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬مدخرات‭ ‬الناس‭ ‬تتآكل‭ ‬بسبب‭ ‬فواتير‭ ‬العلاج‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬مرض‭ ‬آخر‭ .

تحقيق :سهاد الفرجاني            تصوير :حسناء سليمان

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أصدر‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬قرارا‭ ‬رقم‭ (‬401‭) ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬بشأن‭ ‬تحديد‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬للأسعار‭ ‬الاسترشادية‭ ‬للخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬

في‭ ‬حين‭ ‬أصدر‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬المكلف‭ ‬رمضان‭ ‬أبو‭ ‬جناح‭ ‬قراراً‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أغسطس‭ ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬يقضي‭ ‬بإيقاف‭ ‬التسعيرة‭ ‬الموحدة‭ ‬بالمصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬لإعادة‭ ‬دراسته‭ ‬بعد‭ ‬لقائه‭ ‬باتحاد‭ ‬المصحات‭ ‬الليبي‭.‬

‭ ‬ولا‭ ‬عزاء‭ ‬للمواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يشتكون‭ ‬من‭ ‬دفع‭ ‬التكاليف‭ ‬الباهظة‭ ‬جراء‭ ‬استغلال‭ ‬المصحات‭ ‬والمستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬لأمراضهم‭ ‬مع‭ ‬تردي‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬للمستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬مطالبين‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬للجشع‭ ‬الحاصل‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الأطباء‭ ‬حيث‭ ‬بات‭ ‬معظمهم‭ ‬يضع‭ ‬التسعيرة‭ ‬وفق‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬وتقلباته‭. ‬

‭ ‬كشفت‭ ‬جولة‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ (‬مجلة‭ ‬الليبية‭) ‬في‭ ‬ردهات‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬حجم‭ ‬المأساة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الليبيون‭.. 

من‭ ‬يدخلها‭ ‬يشعر‭ ‬للوهلة‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬هموما‭ ‬ترتسم‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬المترددين‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬وما‭ ‬إن‭ ‬تسألهم‭ ‬حتى‭ ‬تنهال‭ ‬عليك‭ ‬تلك‭ ‬الشكاوى‭.. ‬

محفظة‭ ‬تحت‭ ‬الانعاش‭ ‬

بداية‭ ‬يقول‭/ ‬أحمد‭ ‬مبارك‭ ‬موظف‭ ‬

هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬تقفز‭ ‬أجرة‭ ‬الكشف‭ ‬في‭ ‬عيادات‭ ‬الأسنان‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬د‭.‬ل‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬د‭. ‬ل‭ ‬كما‭ ‬تصل‭ ‬زراعة‭ ‬السن‭ ‬الواحدة‭ ‬إلى‭ ‬2000‭ ‬د‭.‬ل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬العيادات‭ ‬وذلك‭ ‬نظراً‭ ‬لشهرة‭ ‬الطبيب‭ ‬وموقع‭ ‬عيادته‭ ‬حسبما‭ ‬توضحه‭ ‬الإعلانات‭ ‬لتلك‭ ‬العيادات‭ ‬موضحاً‭: ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يرى‭ ‬كلما‭ ‬زاد‭ ‬سعر‭ ‬الكشف‭ ‬كلما‭ ‬دل‭ ‬على‭ ‬مهارة‭ ‬الطبيب‭ ‬وخبرته‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬لايعطيه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬السعر‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬المواد‭ ‬المستخدمة‭ ‬بالدينار‭ ‬وليست‭ ‬بالدولار‭ ‬كما‭ ‬يدعون‭.‬

أطباء‭ ‬لا‭ ‬رحمة‭ ‬ولاشفقة‭..‬

وأضافت‭ / ‬رحاب‭ ‬القاسمي‭ ‬ربة‭ ‬بيت‭ ‬

إن‭ ‬سعر‭ ‬الكشف‭ ‬لدى‭ ‬طبيبة‭ ‬النساء‭ ‬مع‭ ‬متابعة‭ ‬الحمل‭ ‬والأدوية‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬فاتورة‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭ ‬والأنكى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬اجبار‭ ‬المريضة‭ ‬على‭ ‬الولادة‭ ‬القيصرية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الطبيعية‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬كلفتها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬إلى‭ ‬8000‭ ‬د‭.‬ل،وتساءلت‭ ‬باستنكار‭ ‬أين‭ ‬الرقابة‭ ‬والحرس‭ ‬البلدي؟‭ ‬ومن‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬ترك‭ ‬المرضى‭ ‬فريسة‭ ‬لهم‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬الخدمة‭ ‬الصحية‭ ‬عالية‭ ‬المستوى‭  

تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬سببه‭ ‬قفل‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬تونس

وتابعت‭ /‬عائشة‭ ‬محمد‭ ‬موظفة‭ ‬

إن‭ ‬كلفة‭ ‬علاج‭ ‬شقيقتها‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يفلح‭ ‬الأطباء‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬حالتها‭ ‬المرضية‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬قد‭ ‬وصلت‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬جداً‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬سعر‭ ‬الكشوفات‭ ‬والتحاليل‭ ‬والأدوية‭ ‬مرورا‭ ‬بصور‭ ‬الأشعة‭ ‬والرنين‭ ‬المغناطيسي‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭ ‬أوشفقة،‭ ‬وأثناء‭ ‬دفعك‭ ‬للفاتورة‭ ‬يقابلك‭ ‬ذلك‭ ‬الطبيب‭ ‬بقوله‭: ‬عليك‭ ‬مقارنة‭ ‬أسعارنا‭ ‬بدول‭ ‬الجوار‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار،‭ ‬وتقول‭ ‬المواطنة‭: ‬هل‭ ‬تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬سببه‭ ‬قفل‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬تونس؟

شح‭ ‬السيولة‭ ‬فخ‭ ‬لامهرب‭ ‬منه‭ 

وعبرَّ‭ ‬طارق‭ ‬علي‭/ ‬موظف‭ ‬عن‭ ‬غضبه‭ ‬إزاء‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬والدته‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قرر‭ ‬الأطباء‭ ‬إجراء‭ ‬عملية‭ ‬عاجلة‭ ‬لها‭ ‬وذلك‭ ‬لاستئصال‭ ‬ورم‭ ‬خبيث‭ ‬تفاجأ‭ ‬بنقلها‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬إحدى‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬والتي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬الطبيب‭ ‬المعالج‭ ‬بحجة‭ ‬نقص‭ ‬الإمكانات‭ ‬والذي‭ ‬اعتبره‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬شح‭ ‬السيولة‭ ‬فخا‭ ‬لامهرب‭ ‬منه‭.‬

الأرباح‭ ‬در‭ ‬الملح‭ ‬على‭ ‬الجروح‭ 

في‭ ‬حين‭ ‬خلص‭ ‬استطلاع‭ ‬رأي‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬الممارسين‭ ‬في‭ ‬العيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الفيسبوك‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬سببه‭ ‬التجار‭ ‬المتحكمون‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الدوائي‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الحسابات‭ ‬الشرائية‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الدولار‭ ‬غير‭ ‬مطابقة‭ ‬للحسابات‭ ‬الربحية‭.‬

وبعد‭ ‬رصدنا‭ ‬لآراء‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬والأطباء‭ ‬الذين‭ ‬رفضوا‭ ‬ذكر‭ ‬أسماء‭ ‬العيادات‭ ‬والمختبرات‭ ‬التي‭ ‬يعملون‭ ‬بها‭ ‬مخافة‭ ‬فصلهم‭ ‬منها‭. ‬

توجهنا‭ ‬للجهات‭ ‬المسؤولة،‭ ‬والبداية‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬جهاز‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬السيد‭ / ‬إمحمد‭ ‬الناعم‭ ‬الذي‭ ‬ذكر‭ : ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬قانونا‭ ‬رقم‭ (‬106‭) ‬لسنة‭ ‬73‭ ‬في‭ ‬المادة‭ (‬59‭) ‬يحدد‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬أجور‭ ‬الكشوفات‭ ‬والعلاج‭ ‬والإقامة‭ ‬ومايتبعها‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬الأشعة‭ ‬والمختبرات‭ ‬وغرفة‭ ‬العمليات‭ ‬ونقل‭ ‬الدم‭ ‬والعلاج‭ ‬الطبيعي‭ ‬وكافة‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬تؤديها‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬العلاجية‭ ‬والعيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬وأن‭ ‬يحدد‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬كأطقم‭ ‬الأسنان‭ ‬والنظارات‭ ‬الطبية‭ ‬أو‭ ‬سماعات‭ ‬اأو‭ ‬أطرافاً‭ ‬صناعية‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬موضحاً‭: ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المادة‭ ‬أعطت‭ ‬الاختصاص‭ ‬لوزير‭ ‬الصحة‭ ‬لتحديد‭ ‬الأسعار‭ ‬العلاجية‭. ‬

الاتهام‭ ‬دون‭ ‬أدلة‭ ‬افتراء

وحول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬قوائم‭ ‬صادرة‭ ‬لتحديد‭ ‬الأسعار‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬الناعم‮»‬‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬قوائم‭ ‬صادرة‭ ‬لحد‭ ‬الآن‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وهناك‭ ‬عديد‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يلقون‭ ‬اللوم‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬واتهامه‭ ‬بالتقصير،‭ ‬وهنا‭ ‬لفت‭: ‬‮«‬الناعم‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬اختصاص‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحدد‭ ‬الأسعار‭ ‬فكيف‭ ‬تطالبون‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬بمتابعتها‭ ‬؟

وحول‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬ضد‭ ‬المخالفين‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬يؤكد‭ ‬الناعم‭ : ‬إذا‭ ‬تعرض‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬لأخطاء‭ ‬علاجية‭ ‬بإمكانه‭ ‬فتح‭ ‬محضر‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬اومركز‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬والذي‭ ‬بدوره‭ ‬يقوم‭ ‬بإحالته‭ ‬لنقابة‭ ‬الأطباء‭ ‬وهي‭ ‬تقوم‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬أو‭ ‬يحول‭ ‬المحضر‭ ‬للنيابة‭ ‬التي‭ ‬تتقصى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استدعاء‭ ‬خبراء‭ ‬وبعدها‭ ‬تتخذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬حيالهم‭.‬

‭ ‬وأشاد‭: ‬الناعم‭ ‬بالجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جهاز‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراقبة‭ ‬العيادات‭ ‬والمصحات‭ ‬الخاصة‭ ‬والأغذية‭ ‬المقدمة‭ ‬للمرضى‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬مخالف‭ ‬للضوابط‭ ‬الصحية‭ ‬والاشتراطات‭ ‬المهنية‭ ‬واتخذت‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬ضدهم‭.‬

المسؤولية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬والضبطية

من‭ ‬جهته‭ ‬أكد‭ / ‬مدير‭ ‬إدارة‭ ‬الرقابة‭ ‬الداخلية‭ ‬بوزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬السيد‭: ‬مصطفى‭ ‬العلاقي‭ ‬أن‭ ‬تحديد‭ ‬أسعار‭ ‬المصحات‭ ‬والعيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬اجلها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬اختصاصات‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتنفيذها‭ ‬فإن‭ ‬المسؤولية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬والضبطية‭ ‬والتي‭ ‬بدورها‭ ‬تقوم‭ ‬بإحالة‭ ‬المخالفين‭ ‬للجهات‭ ‬المختصة‭. ‬

وحول‭ ‬مطالبة‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬موردي‭ ‬الأدوية‭ ‬بضرورة‭ ‬تثبيت‭ ‬الأسعار‭ ‬بهامش‭ ‬ربح‭ ‬معقول‭ ‬رغم‭ ‬إصرارهم‭ ‬على‭ ‬الزيادة‭ ‬وربطها‭ ‬بارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الدولار‭ ‬يعلق‭ ‬السيد‭ ‬العلاقي‭: ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الإصرار‭ ‬يعود‭ ‬لعدم‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭ ‬

وأوضح‭ ‬العلاقي‭ : ‬بأن‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬قد‭ ‬أصدر‭ ‬قرارا‭ ‬رقم‭ (‬401‭) ‬لسنة‭ ‬2022‭ ‬بشأن‭ ‬تحديد‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬للأسعار‭ ‬الاسترشادية‭ ‬للخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكليف‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬لتصنيف‭ ‬المصحات‭ ‬وفقا‭ ‬للمعايير‭ ‬والاشتراطات‭ ‬اللازمة‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭   ‬القرار‭ ‬قد‭ ‬ألزم‭ ‬المصحات‭ ‬والعيادات‭ ‬ومعامل‭ ‬مختبرات‭ ‬التحاليل‭ ‬الطبية‭ ‬بضرورة‭ ‬وضع‭ ‬قائمة‭ ‬لأسعار‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬بارز‭ ‬وواضح‭ ‬بحيث‭ ‬يسهل‭ ‬على‭ ‬طالب‭ ‬الخدمة‭ ‬الاطلاع‭ ‬عليها‭ ‬وتقديم‭ ‬فاتورة‭ ‬نهائية‭ ‬تفصيلية‭ ‬بقيمة‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة،‭ ‬وتتولى‭ ‬الجهات‭ ‬الضبطية‭ ‬المختصة‭ ‬متابعتها‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لأحكام‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬وضبط‭ ‬المخالفين‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬حيالهم‭ ‬طبقا‭ ‬للتشريعات‭ ‬النافذة‭ .‬كما‭ ‬يستوجب‭ ‬تقديم‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬للحالات‭ ‬الطارئة‭ ‬قبل‭ ‬المطالبة‭ ‬بمقابل‭ ‬مادي‭ ‬فوري‭..  ‬مرفقاً‭ ‬لنا‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬القرار‭ ‬الصادر،‭ ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يطبق‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وسط‭ ‬تخبط‭ ‬المسؤولين‭ ‬بوازرة‭ ‬الصحة؟‭!.‬

الموردون‭ ‬يضعون‭ ‬التسعيرة‭ ‬وفق‭ ‬أهوائهم‭ ‬الشخصية‭..‬

في‭ ‬حين‭ ‬أفاد‭: ‬رئيس‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بإدارة‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬طرابلس‭ ‬

الدكتور‭ / ‬عاطف‭ ‬التومي‭:‬

بأن‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬الأسعار‭ ‬بالمصحات‭ ‬والعيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬هي‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬وبعدها‭ ‬يتم‭ ‬تعميم‭ ‬التسعيرة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ويتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬العمل‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬داخل‭ ‬ليبيا‭. 

وحول‭ ‬عدم‭ ‬تفعيل‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وايقافه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬يشير‭ ‬الدكتور‭ ‬التومي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭  ‬التسعيرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬وضعها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وبعد‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬اتحاد‭ ‬الأطباء‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ومناقشتها‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬خلصوا‭ ‬لضرورة‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭ ‬ووضع‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬عليها‭ ‬موضحاً‭: ‬بأن‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬أسعار‭ ‬العملة‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬عمل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ .‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للبلاد‭ ‬جعل‭ ‬التسعيرة‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات‭ ‬وليس‭ ‬الصحي‭ ‬فحسبا‭ ‬مؤكداً‭: ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬طالما‭ ‬لاتوجد‭ ‬تسعيرة‭ ‬محددة‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬كالقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والتفتيش‭ ‬والمتابعة‭ .‬

وكذلك‭ ‬الجهات‭ ‬الضبطية‭ ‬والرقابية‭ ‬تبقى‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ضبطها‭ ‬أو‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬ارتفاعاتها‭ ‬المستمرة‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬دورنا‭ ‬كإدارة‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يقتصرعلى‭ ‬منح‭ ‬الموافقات‭ ‬في‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬للعيادات‭ ‬والمصحات‭ ‬الخاصة‭ .‬

وهناك‭ ‬إدارات‭ ‬مسؤولة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬كإدارة‭ ‬الصيدلة‭ ‬باعتبارها‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬المواد‭ ‬والأجهزة‭ ‬والمعدات‭ ‬الطبية‭ ‬من‭ ‬لحظة‭ ‬مرورها‭ ‬من‭ ‬المنافذ‭ ‬الجمركية‭ ‬والموافقة‭ ‬على‭ ‬دخولها‭ ‬وتوزيعها‭ ‬وتسعيرها‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬لمكانها‭ ‬الصحيح،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬والضبطية‭ ‬لمتابعتها‭.‬

وعن‭ ‬موردي‭ ‬الأدوية‭ ‬الذين‭ ‬يتلاعبون‭ ‬بالسوق‭ ‬الدوائي‭ ‬حسب‭ ‬أهوائهم‭ ‬الشخصية‭ ‬يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬التومي‭: ‬

نعم‭ ‬يضعون‭ ‬التسعيرة‭ ‬وفق‭ ‬مكاسبهم‭ ‬الشخصية‭ ‬لأن‭ ‬توريد‭ ‬السلعة‭ ‬الدوائية‭ ‬يعتبر‭ ‬تجارة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭.‬

وأشاد‭ ‬الدكتور‭ ‬التومي‭  ‬بالاستقرار‭ ‬الخدمي‭ ‬كعمل‭ ‬الإدارات‭ ‬والوزارات‭ ‬بالدولة،‭ ‬وتبقى‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬هي‭ ‬العملة‭ ‬الأجنبية‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬كالعقدة‭ ‬في‭ ‬المنشار‭.  

ويرى‭ ‬الدكتور‭ ‬التومي‭: ‬أن‭ ‬تحديد‭ ‬التسعيرة‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وبإشراف‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إداراتها‭ ‬كإدارة‭ ‬الصيدلة‭ ‬والإمداد‭ ‬الطبي‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بالإضافة‭ ‬لجسم‭ ‬آخر‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬اتحاد‭ ‬المصحات‭ ‬لو‭ ‬استطاعوا‭ ‬أن‭ ‬يجتمعوا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخبرات‭ ‬والقدرات‭ ‬المحنكة‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬حل‭ ‬جذري‭ ‬لمشكلة‭ ‬التسعيرة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2008‭-‬2009‭ ‬لم‭ ‬تصدر‭ ‬أي‭ ‬تسعيرة‭ ‬إلا‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬والذي‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬الموافقة‭ ‬عليه‭ ‬رغم‭ ‬الترحيب‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البعض‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الضبطية‭ ‬أو‭ ‬التفتيش‭ ‬والمتابعة‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬تفاوت‭ ‬من‭ ‬المصحات‭ ‬والعيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬حيث‭ ‬أعلنوا‭ ‬عزوفهم‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬اعتماد‭ ‬التسعيرة‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬كونها‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الراهن‭.‬

وفي‭ ‬الختام‭: ‬قرارات‭ ‬تصدر‭ ‬وأخرى‭ ‬تحتاج‭ ‬للتعديل‭ ‬وأسعار‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬ترتفع‭ ‬وتيرتها‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬والمواطن‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يدفع‭ ‬فاتورة‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭.‬

ويبقى‭ ‬التحقيق‭ ‬معلقاً‭ ‬مابقيت‭ ‬بعض‭ ‬الإجابات‭ ‬معلقة‭ ‬في‭ ‬أفواه‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالقطاع‭ ‬الصحي‭ !!.‬

شاهد أيضاً

قصيدة من فلسطين

‭(‬1‭)‬ التانجو‭ ‬الأخيـر » سلمان دغش  أُلَمْلِمُ‭ ‬ليْلي‭ ‬الطَّويلَ‭ ‬الطَّويلَ‭ ‬على‭ ‬هُدُبٍ لا‭ ‬يَنامُ‭ ‬على‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *