مجلة الليبية مجلة ثقافية شهرية شاملة
مقالات مشابهة
الدكتورة سعاد الورشفاني .. تدق ناقوس الخطر :
أرقام المصابين بالسرطان في ازدياد
«وعنق الرحم»
بات الأكثر فتكاً
»لقاء وتصوير:سهاد الفرجاني
ا .د سعاد عمران الورشفاني
استشارية النساء والتوليد وتأخر الحمل وخبرة واسعة في مجال اختصاصها
كشف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان الدكتور حيدر السائح أن عدد مرضى الأورام في ليبيا بآخر ( 5 ) سنوات بلغ 22059مريضاً منها 3630 حالة سجلت بالنصف الأول في سنة 2023 ومنها سرطان الثدي ويمثل ما نسبته 28 % وسرطان القولون 17 % والبروستات 7% من الحالات المصابة فيما تقول أحدث إحصائية أممية أن 6077 شخصاً ينضمون لطابور المرضى بالسرطان في ليبيا سنوياً وأن النسبة الأكبرمن عدد المصابين هم المصابون بسرطان القولون والرئة بنسبة 12 % لكل منهما من اجمالي المصابين بالسرطان في البلاد ثم تأتي الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 11 % وثانياً سرطان المثانة بنحو 6،4 % في مقابل 59 % لباقي أنواع السرطانات لكن تبقى نسبة الإصابة بسرطان الثدي هي الأعلى بين نسب الإصابات بمختلف السرطانات لدى الإناث
وتشير منظمة الصحة العالمية أن سرطان الثدي هو من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في ليبيا خلال عام 2020م
وتؤكد بعض الإحصائيات أن نهاية 2020 كان هناك 7، 8 مليون امرأة حول العالم على قيد الحياة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي في السنوات الخمس الماضية مما يجعله أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم اوحول الأسباب التي أدت لانتشار الأورام حسب ما تؤكده الإحصائيات التي تسجل أرقاماً مخيفة.التقت مجلة الليبية أ. د. سعاد عمران الورشفاني استشارية النساء والتوليد وتأخر الحمل والمستشار الطبي للشؤون الطبية بمصحة المسرة
السمنة المفرطة هي المسبب الأول لمرض السرطان
حيث أكدت أن سبب انتشار الأورام على المستويين المحلي والعالمي وتزايد معدلاته بشكل مخيف يعود لنمط الحياة المتغير وزيادة الوزن والخمول وعدم مزاولة النشاط البدني إضافة للأكل غير الصحي والسريع وترجح بأن السمنة المفرطة هي المسبب الأول لمرض السرطان وخاصة سرطان الثدي إضافة للتدخين وتأخر سن الحمل وتناول حبوب منع الحمل لمدة طويلة بدون استشارة الطبيب وكذلك تناول العلاج الهرموني البديل للسيدة في سن اليأس بدون اشراف طبي وأوضحت أن هناك عوامل أخرى مسببة للسرطانات ومنها استخدام الأكياس البلاستيكية وقنينات المياه واستعمال أوانى غير صحية في جهاز المايكرويف .
**الحرص على الرضاعة الطبيعية يجنب الإصابة بالمرض..
ندعو المراكز الصحية بضرورة توفير للكشف المبكر عن جميع أنواع السرطانات
وعن مؤشرات الهيئة الوطنية لمكافحة السرطان ومنظمة الصحة العالمية الذين أكدوا : أن سرطان الثدي من أكثر الأنواع انتشارا في ليبيا خلال سنة 2020 والنصف الأول من 2023.
ذكرت : د. الورشفاني أن سرطان الثدي في تزايد حيث تظهر أعراضه بظهور كتلة أوعقدة صلبة في الثدي أو تحث الإبط وانتفاخ وتورم، كذلك خروج إفرازات وتغير في حجمه أوتجعد في الجلد وانعكاس الحلمة وغالباً
مايكون مصاحباً بحكة أو تقرحات قشرية أو طفح جلدي يشبه البرتقالة يكون حول الثدي ونادراً مايكون هناك شعور بالألم موضحة في الوقت نفسه بأن ظهور الكتلة لايعني بالضرورة انه سرطان وقد تكون بسبب وجود تكيسات او عدوى ومتى لاحظت السيدة ظهور هذه الأعراض عليها بالتوجه لاستشارة الطبيب ولفتت إلى أن طرق الوقاية منه تكمن في التخلص من الوزن الزائد والحرص على الرضاعة الطبيعية بالإضافة للكشف المبكر سواء كان ذاتياً للسيدة نفسها أو عن طريق أشعة المانوجرام للتعرف على سرطان الثدي قبل حدوثه أوظهور كتلة أو أي أعراض قبل خمس سنوات من تكونه .
الشهر الوردي بطاقة انذار لكل امرأة
وفي هذا الصدد أطلقت مصحة المسرة الحملة التوعوية الثالثة عشر (شهر أكتوبر الوردي) والتي تتكون من فريق من الأطباء والعناصر الطبية المساعدة وكافة الموظفين للعمل بمبدأ المسؤولية للجميع من أجل توعية النساء بسرطان الثدي وقد تضمنت الحملة جملة من الندوات والمحاضرات التوعوية بوجود سيدات إلى جانب الكشف المجاني إضافة للتخفيض على أجهزة الكشف المبكر بنسبة 5 0% داخل المصحة وهي بادرة غير مسبوقة في القطاع الخاص.
زيارة المؤسسات التعليمية خطوة في الاتجاه الصحيح …
قام الفريق الطبي بالتنسيق مع عدد من المؤسسات التعليمية لاستهداف عدد من المعلمات والطالبات وكذلك الجامعات من خلال إلقاء المحاضرات أما بالنسبة للكشف فيتم عن طريق المرفق الصحي بالمدرسة حيث يتم حسب الرغبة او عن طريق زيارة المصحة.
واستطردت قائلة: في إطار متابعتنا للمناشط التي تقام في شهر أكتوبر الوردي من كل سنة شاركت في اليوم العلمي الذي نظمه مكتب الخدمات الطبية طرابلس بورقة علمية خلال محاضرة توعوية بعنوان (لا لسرطان الثدي) ووجهت هذه الورقة للطبيبات العاملات بمراكز الرعاية الصحية الأولية وذلك من خلال تسليط الضوء على أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي وأسبابه وعوامل الخطورة منه وكذلك مراحل اكتشافه في ليبيا وأهمية الكشف المبكر والوقاية في تخفيض المعدلات والتحري عن المرض
أنتِ بطلة حياتك حملة (نداء وطن )تزور المدن التي تفتقر للرعاية الصحية
**تشخيص المرض جزء من علاجه …
لمعرفة أهمية المراكز الصحية في الكشف المبكر والآلية المتبعة لتوعية النساء بمخاطره قالت: د. الورشفاني: نعم، دور الطبيب في مراكز الرعاية الصحة الأولية مهم وذلك من خلال التشخيص والعلاج ومقاومة الأمراض والوقاية منها وتوعية المريضة أثناء زيارتها للمركز الصحي والكشف المبكر عن سرطان الثدي ومن ثم توجيهها وفقاً للآلية المتبعة.
كما طالبت د. الورشفاني بضرورة تخصيص حجرة خاصة في المراكز الصحية للكشف المبكر عن جميع السرطانات وإعداد جدول عن كل نوع وطريقة اكتشافه وعلاجه لأن (الوقاية خيرمن العلاج)
اكتشاف سرطان الثدي في ليبيا مراحله المتأخرة أمر لايجب السكوت عليه
الاكتشاف المبكر يجنب رحلة العلاج..
رداً على ما نشرته منظمة «قلوبوكان» بأن سرطان الثدي يشكل 16% من مجمل الإصابات الجديدة المسجلة في عام 2020م أكدت أن انتشار سرطان الثدي في ارتفاع كما أن اكتشاف سرطان الثدي في ليبيا يكون في مراحل متأخرة بينما في الدول الأخرى يتم اكتشافه مبكراً الأمر الذي يعزز من شفائه بنسبة 96 % ويجنب معاناة رحلة العلاج المكلفة مادياً ومعنوياً .
تقديم الرعاية الصحية بادرة تذكر فتشكر ...
وتابعت د. الورشفاني : بأن المصحة قد أطلقت مؤخراً حملة (نداء وطن) استهدفت العديد من المدن ومنها مدينة غات يوم 3 يونيو 2022 ومدينة كاباو
يوم 17 نوفمبر 2022 ومدينة غدامس 8 ديسمبر 2022 ومدينة نالوت يوم 11 يناير 2023 ومدينة براك الشاطئ يوم 24 فبراير2023 ومدينة المرج يوم 1 سبتمبر 2023 و ذلك من أجل تقديم خدمات تشخيصية وعلاجية وجراحية للمرضى المتواجدين في المناطق التي تفتقر فيها الخدمات الصحية من خلال فريق طبي متكامل يشمل كل التخصصات الطبية وفي هذا الصدد تقول : قمنا بالاتفاق مع مدير مستشفى غدامس مع لجنة لتنسيق الزيارة والوقوف على معرفة الاحتياجات التي تنقصها لتوفيرها من القافلة واستعمالها أثناء العمليات الجراحية وقد أجرينا عديد العمليات المعقدة التي لم تجر من قبل في هذه المناطق ومنها استئصال أورام ليفية بحجم كبير وعمليات لاستئصال المرارة كذلك عمليات تغيير مفصل إضافة لمدن أخرى تمت فيها تقديم الرعاية الصحية واجراء عمليات مختلفة ومنها مدينة مرزق
سرطان عنق الرحم المرض الأكثر فتكاً..
نطالب بتوفير لقاح الفيروس الحليمي دائماً وليس لفترات
ومن جهة أخرى عرجت د. الورشفاني: على سرطان عنق الرحم الذي يعد أكثر السرطانات فتكاً ورداً على بعض الإحصاءات التي تؤكد أن عامي 2018 Ð 2019 قد سجل أكثر إصابات في هذا المرض وخاصة في الدول المتوسطة والفقيرة وحتى في بعض الدول المتقدمة التي تعد أكثر تطوراً في النظام الصحي .
تؤكد د. الورشفاني: أن أسباب سرطان عنق الرحم تختلف كلياً عن أسباب أي سرطان آخر ومن أهم مسبباته الإصابة (بالفيروس الحليمي) والذي إذا أصاب الجهاز التناسلي يحدث إصابة في عنق الرحم الأمر الذي يسبب في حدوث تغيرات فيه ولو تم علاجه مبكراً ينتهي ولايشكل أي خطر على المريضة، ولو استمر المرض مع مرور السنوات تحدث الإصابة بسرطان عنق الرحم وتكمن كيفية الوقاية منه من خلال إعطاء الفتيات في سن الرابعة عشرة لقاحاً ضد (الفيروس الحليمي ) الذي يحقق القضاء على هذا الفيروس وحول سؤالنا على ما إذا كان هذا اللقاح متوفر في ليبيا .. لفتت د. الورشفاني نعم متوفر ولكن ليس دائماً ،وهناك طرق أخرى للوقاية منه من خلال إجراء تحليل لعنق الرحم وفقا لجدول معين حيث يتم ارساله لمعمل تحليل الأنسجة والخلايا وطبقا للنتيجة يتم طمأنة السيدة بحيث تعود من سنتين إلى ثلاث سنوات لإعادة التحليل كمتابعة دورية ويختلف هذا الجدول من دولة إلى أخرى حسب ما تراه مناسباً مع مجتمعها وإذا أوضحت مسحة عنق الرحم بأن هناك متغيرات للخلية عندها يقوم الطبيب بالعلاج لمنع تطور المتغيرات التي تؤدي لتسرطن هذه الخلية.
وأشارت إلى أن هناك بعض الدول تقوم بإطلاق (البرنامج الوطني للقاح ضد الفيروس الحليمي) حيث سجلت تراجعاً في حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم .
تجنب تعدد العلاقات يقي من الفيروس المرضي
ودعت د. الورشفاني : إلى ضرورة تجنب تعدد العلاقات الجنسية لأنها السبب في نقل الفيروس من شخص لآخر ونحن في ليبيا ملتزمون بشريعتنا الإسلامية وديننا الحنيف الذي يحرم هذه الممارسات
كما أن برنامج التطعيمات والكشف المبكرعن طريق مسحة عنق الرحم أثبتت جديتها وفعاليتها في تقليل عدد الحالات وتجنب الإصابة بالمرض.
ختاماً : لقد أثبتت الأبحاث أنه يمكن تجنب الإصابة بالسرطانات بنسبه
40 % في حال المحافظة على الصحة العامة من خلال تجنب التدخين واتباع الغذاء الصحي وممارسة الرياضة .
