فاطمة بن خيال :
معظم وقتي مقتصر على تربية أبنتي ((لارا))
وهذا له تأثير على عملي
حـــاورتها: ربيعـــــة حبــــاس
تصوير : حسن المجدوب
عرفناها مراسلة لقناة (العاصمة) التي تأسست سنة، 2012 شاركت في عدة وقفات إنسانية و لعل آخرها ضد الحرب و الإبادة التي تشهدها غزة الفلسطينية ، لم تحدد لها خط سير في رحلة العمل فهي المراسلة و معدة ومقدمة برامج على الشاشات الصغيرة وهي المقدمة لبرامج الاحتفالات و المناسبات محلياً و دولياً وهي الداعمة لقضايا المرأة، هي المروجة لإعلانات تجارية ،عندما تتحدث معها كإعلامية تدرك أنها تنوعت مشاهدها و يتنوع حضورها وكلماتها وحتى مشاعرها تختلف و كلماتها و نبرة صوتها تتنوع بين الغضب والوجع و الأمل و الألم ، و لكن عندما تتحدث معها عن (لارا) تغيب فاطمة الإعلامية لتحضر بكل هدوء فاطمة الأم ، و لعل كلمة الأم تكفي لوصف المشاهد.
نحن سفراء عن أنفسنا
قبل أن نكون سفراء عن المؤسسة التي نعمل بها
في أروقة فندق (ريكسوس) كانت في استراحة من عملها مقدمة لبرنامج ملتقى الإعلام الليبي وأيام طرابلس الإعلامية 20/21 ديسمبر2023 ، رحبت باللقاء و إجراء حوار خاص لمجلة الليبية ، و لنخرج عن المألوف لم تكن بداية أسئلتنا عن البدايات التي جعلنا السؤال عنها في النهاية ، و بسلام طرحنا سؤالنا الأول الذي تركه منشورها على صفحتها الشخصية مقتبسين جزءاً منه.
ا ..إلى هنا تنتهي رحلتي مع قناة سلام، قرار اتخذته حتى لا أكون في المنتصف.. لماذا هذا القرار في وقت تشهد فيه القناة انتشاراً ومتابعة واسعة ؟
عندما تعطي للعمل بصدق وتكوني مخلصة و وفية في عملك ويأتيك شعور الظلم ، تقرري ألا تكوني في المنتصف تخرجي لتتركي البصمة الأولى عندما كنتِ لا تشعرين بالظلم وعندما اختارتني سلام لأكون ضمن فريق العمل الذي ستنطلق به سررت جداً لأنها كانت نقلة نوعية في إعلام ليبي قدمت فيها عددا من البرامج المختلفة وكنت في الموعد لأية تغطية كانت ، بالمقابل كنت أنتظر فقط المردود على جهدي لا أكثر، ولكن ظُلمت وأنا كنت من أوائل الذين يعملون من قبل انطلاق البرامج على الشاشة.
أين تجد فاطمة بن خيال نفسها ، هل مقدمة برامج تكون فيها حرة الاختيار أو في قنوات محددة البرامج و التقديم أو مقدمة إعلانات تجارية ؟
أجد نفسي مقدمة برامج الدرجة أولى ، في قنوات تقدر مسيرة العمل التي بداُتها منذ أكثر من عشر سنوات ، صعدت تدريجياً من مراسلة أخبار إلى مقدمة برامج وطبعاً مع حرية البرامج ، بعد هذه الخبرة ، لأني ضد قمع المقدم عندما تضعه في إطار أو برنامج معين لا يستطيع الإبداع فيه أو العطاء ، فالإعلامي الحقيقي من غير خبرته التي تساعده أو تدفعه للعطاء هو عبارة عن فكره وثقافته وأدائه الشخصي، عندما تضعه في برنامج لا يشبه فكره أو ثقافته حينها تكون قد ظلمته وظلمت البرنامج ، هذا بالنسبة للشق الأول من السؤال ، أما الشق الثاني المتعلق بالإعلانات التجارية ، فهي بالنسبة لي تجارة (بزنس) مستقل لا يرتبط بالعمل الإعلامي ولا يتقارن معه ولا تربطه به أية صلة ، لأنه عمل ليس معلناً و ليس مهنة رسمية لي كما هي لمشاهير المنصات الذين نراهم الآن يعملون فقط على الإعلانات التجارية ، ويعتبرونها وظيفة ومهنة لهم عكس الصحفيين أو الإعلاميين أصحاب المهنة ، ولكن بأسمائهم يستطيعون أن يقوموا ببعض الإعلانات التجارية بطريقة تتوافق مع مهنتهم الأساسية.
متى تتغلب شخصية و حضور (أم لارا) على فاطمة بن خيال الإعلامية؟
الأمومة كغريزة دائما هي التي لها الغلبة ، رغم أني في ساعات العمل أحاول أن أفصل تماماً بين كوني أماً، لتحضر في حينها فاطمة بن خيال الإعلامية ولكن تبقى مشاعر وغريزة الأمومة مصاحبة لكل أم في كل حين ، و حتى أكون أكثر واقعية أقول معظم وقتي مقتصر على تربيتي لابنتي(لارا) بالدرجة الأولى، وهذا بكل تأكيد له تأثير على عملي و الذي أجاهد للفصل بين الأمومة و الإعلامية كما قلت مسبقاً ، و في جميع الجولات تكسب (أم لارا) التي أعتز بها و أفتخر رغم حبي لمهنتي التي اخترتها.
في أحد منشوراتك على صفحتك (فيسبوك) كتبتِ استندت على نفسي عندما وقعت ، لم أتكىء على أحد، ولم أنتظر يوماً شيئاً ينهضني ..هل تعرضت للخذلان أم هي خاطرة والسلام؟
نعم ، تعرضت للخذلان، مرة واثنتان وثلاث لذلك كتبت ذاك المنشور، فحين وقعت وخذلت ، في ذاك الوقت لم أجد أحداً بجانبي مررت بمحن صعبة على الصعيد المهني والشخصي ، وقررت النهوض و الاستناد على نفسي والاستمرار ، و نفذت ما قررته واستندت على نفسي
.
ما الذي يؤرقك على المستوى الشخصي و الأسري والوطني؟
يؤرقني الكثير على جميع المستويات، على المستوى الشخصي المهني السخاء والعطاء النظيف يؤرقني ، وعدم التقدير في العمل يؤرقني بل و يتعبني ، وعلى المستوى الأسري والمجتمعي يؤرقني عدم الاكتراث و عدم الاهتمام ، أما على المستوى الوطني فهذا موضوع كبير وأعتقد أرقنا ومازال يؤرقنا كل شيء ، وجدنا أنفسنا نقف وندافع ونتحدث ونعتصم ونكتب ونعمل ولا نتيجة حقيقية لأن كل ما نقدمه يُقمع.
ما الصعاب التي ترينها عائقاً ليكون الاعلامي مهنياً وحريصاً ويعمل بشغف وحب للمهنة؟
صعاب كثيرة، الإعلام مهنة المصاعب فما بالك في دولة الإعلام المستقل الخاص فيها حديث ، ليس من الصعب أن تكون مهنياً ولكن من الصعب جداً أن تجد مؤسسة لا تجبرك على العمل والخضوع لسياستها و خطها التحريري وهنا العمل يكون جامدا لا شغف و لا حب و لا روح فيه، و إن رفضت خسرت فرصة العمل ، ولتكون مهنياً اجعل لك مبدأ و تمسك به اعمل بشغف وحب حتى و ان لم تكن كما يريدون لا مبدأ لك .
أين تكمن متعة قراءة الكتاب و قوتها و قيمتها بالنسبة لك و أي الأوقات الأنسب للقراءة ؟
القراءة قبل أن تكون هواية بالنسبة لي هي متنفس ومساحة ساعدتني على تخطي وحدتي و ما تعرضت له من خذلان و انتكاسات، فأنا لم يكن لدىّ أصدقاء لأكثر من عشر سنوات ، حياتي عمل ومحيطي عمل ومعارفي مراحل دراسة المدرسة، وجدت في القراءة حياة حقيقية ولدي شغف في اقتناء الكتب والقراءة وأفضل الأوقات الصبح والمساء بداية اليوم ونهايته.
القراءة بالنسبة لي هي متنفس و مساحة
ساعدتني على تخطي وحدتي وما تعرضت له من خذلان
لماذا ركزت فاطمة بن خيال مؤخراً على البرامج الداعمة لقضايا المرأة والأسرة عبر حساباتها ، و ما تقديرك لنسبة تأثيرك وإلهامك في المجتمع النسائي الليبي؟
بعد تجربة برنامج ليبية عام 2016 وجدت نفسي أدعم سيدات بوجودهن على الشاشة لايصال أصواتهن وابراز أعمالهن ومن كان لهن دور كبير في مجالات مختلفة، ولم يسلط الضوء عليهن ، حينها وجد البرنامج صدىً واستحساناً وأصبح هناك اقبال للخروج والحديث ، هنا أدركت بأن هناك تأثير، هذا من الناحية العملية المهنية، أما على الصعيد الشخصي و عبر حساباتي أو بالخروج سابقاً كنت ولازلت داعمة لحقوق المرأة العادلة اجتماعياً وقانونياً،
و فيما يتعلق بالسؤال عن تقديري لدرجة تأثيري ، فهو لا بأس به من خلال ما أراه من تفاعل منطقي مع ما أنشره و مشاركتي في المجموعات النسائية التي تساند وتدعم النساء وأنا كنت و مازلت في الموعد إذا طْلب مني أي شيء يدعم النساء.
من هي لارا ؟ وهل تقبلين أن تكون إعلامية ؟ لماذا؟
( لارا) هي حياتي ، منها أستمد الاستمرارية والقوة وأعمل من أجلها ، بعد انجابي لها تغيرت نظرة الحياة في عيني، اليوم كبرت وأصبحت رفيقة وأنتظر أن تكبر لتكون صديقتي لأني بشكل عام لا صداقات ليذ مقربة لدي (لارا) تحدثني عن أحلامها الجميلة وتمتلك قدرة على الاقناع وكثيرا تقنعني بأحلامها وكلها ثقة بأنها تستطيع تحقيقها ، و إن أرادت أن تكون إعلامية فهذا اختيارها وأحترمه جدا ، ولكن ليس هنا في ليبيا ، انما في مكان ورقعة أخرى حتى تجد مكان لها ومساحة في وسط يقدرها ، لا أقول هذا مجرد كلام إنما لأني ابنة المجال ودخلت الوسط الإعلامي و بحكم تجربتي انصحها و من المؤكد أستطيع مساعدتها إن قررت خوض التجربة و التعمق فيها.
تعمدت أن تكون خاتمة اللقاء بسؤال عن البدايات .. كيف و من أين كانت ، و ما أهم المحطات الإعلامية بالنسبة لك و هل كل محطة تركت فيك أثراً ؟
البدايات كانت صدفة لطالما كنت أحب الكتابة وأريد أن أكون كاتبة ولدى كتب عن شغف دخول مجال النشر ، بوابة الدخول كانت قناة العاصمة، حيث عملت فيها كمنتحة أخبار وهذه فتحت المجال لمعرفة خطوط أخرى أمامي و لعبت الصدفة دوراً فيما بعد ، و تمكنت من العمل على هذه الفرصة بتدريبات مختلفة ، صعدت السلم خطوة خطوة لم يكن لدى اواسطة ولا معارف
ولم أظهر على الشاشة من أول دقيقة ، تعلمت وأخطأت وتعلمت ولازلت أتعلم وأحترم شغف وحب المهنة بداخلي الذي له دور كبير جداً في استمراري وصعودي ، ولا أنكر أن المحطات الإعلامية جميعها أثرت وغيرت فيّ وعلمتني، و لكل منها تأثيرها و بصمتها ، وآخرها قناة سلام ، التي تركت أثراً مختلفاً، ولم تزدنيِ كلها إلّأ معرفة واكتساب خبرة و دروسا للانطلاق و الاستمرار، في اختصار للكلمات أقول الإعلام مدرسة ولكل قناة منهجها منه نتعلم ونحن من نضيف لهذه القنوات التي تجمعنا بها ومعها شراكة العمل لتقديم برامج بمحتوى إبداعي لجمهورنا الليبي الذي يشاهد إعلاماً جديداً ، هناك إخفاقات وأخطاء ولكن كلها أمور مهمة لنا وللمشاهد.
ختامآ وقبل أن نقول لك سلام
.. ماذا تقولين ؟
أنتِ و أنا نُعتبر صورة و سفراء عن أنفسنا قبل أن نكون سفراء عن المؤسسة التي نعمل فيها ، و من هنا أعيد كلماتي بضرورة أن يكون للشخص مبادىء يعمل بها وعليها..