كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن المختنقات التى تواجه الكرة الليبية وتأثيرها محليا وخارجيا على واقع النتائج المتواضعة لمنتخبنا فى الاستحقاقات الأفريقية. وفسر البعض أسباب ذلك بضعف الأداء والفوضى الإدارية التى تصاحب عمل اتحاد الكرة منذ انتخابه حتى الآن…وكان البعض قد نادى في البداية بضرورة تصحيح مسار الرياضة
من خلال انتخاب عناصر بديلة تمتلك القدرة والاحترافية في تسيير العمل الرياضى للنهوض بالكرة الليبية من سباتها، الأمر الذى دعا، في ذلك الوقت، النائب الأول وأعضاءة الاتحاد إلى عقد جلسة طارئة دون حضور الرئيس، وتحميل كل الإخفاقات والمشاكل التى تعصف باتحاد الكرة على الرئيس المنتخب، وقرروا حجب الثقة عن الجعفري، بصفته رئيسا للاتحاد، وتكليف نائبه عبد الحكيم الشلمانى بإدارة الاتحاد حتى موعد انتخاب بديل، فى سابقة هي الأولى من نوعها فى تاريخ الرياضة الليبية.. لقد تناسى المكتب التنفيذي باقترافه هذه السابقة أنه شريك، وجزء لا يتجزأ من هذا التخبط، بكونه مكتبا تنفيذيا يتكون من أعضاء منتخبين، وكان الأولى تحملهم المسؤولية، والإعلان عن
استقالتهم الجماعية بدلا من عقد اجتماع للجمعية العمومية، والتي بدورها قامت بتزكيتهم لاستكمال المشوار في غياب الرئيس المقال من فريقه،..وبعد أقل من شهرين صوبت الكرة من جديد إلى مرمى الاتحاد الحالي الذي وجهت لرئيسه المكلف وفريقه التنفيذي، تهم التقصير فى ظل توقف الدوري لمسابقتي الممتاز والدرجة الأولى، وعجزه عن
سداد التزاماته المادية للمدربين المحلين، وغيرهم..ولهذا تنادت أصوات أخرى من المنطقتى الغربية والشرقية، مطالبة بعقد اجتماع للجمعية العمومية، وانتخاب رئيس بديل وأعضاء آخرين، وحيال هذا الأمر
أعلن الشلمانى عن مشروع إقامة الدوري لمسابقتي الممتاز والدرجة الأولى، ليجد نفسه فى قبضة كماشة أخرى، وانقسام آخر، بين مؤيد ومعارض للدورى!..المشهد يتكرر فى أكثر من مناسبة ليعود بنا إلى المربع
الأول، خصوصا بعد النتائج المخيبة للآمال للمنتخب، وخسارته أمام غينيا الإستوائية في مناسبتين ذهابا وإيابا، ضمن منافسات بطولة أمم إفريقيا، نتيجة التخبط المستشري فى أروقة الاتحاد الموقر، بجانب الاستعدادات المتواضعة للفريق الوطني. ورغم إعلان الاتحاد عن انطلاق الدوري في يناير مطلع العام القادم، ودعوة أعضاء الجمعية العمومية للاجتماع يوم 22 ديسمبر الجاري، إلا أن المهتمين بالشأن الرياضي لازالوا يصرون على ضرورة انتخاب اتحاد
جديد لتصحيح مسار الرياضة!.
كمال الدريك