الرئيسية / الرئيسية / في ظل غياب العدالة المجالية مورس التعتيم على الثقافتين

في ظل غياب العدالة المجالية مورس التعتيم على الثقافتين

العربية والإفريقية

أتحفتنا الكاتبة “بديعة الراضي” رئيسة رابطة كاتبات المغرب ورئيسة رابطة كاتبات إفريقيا في حوارها مع مجلة “الليبية”، بقولها

أنا متفائلة جدا، لا أنظر إلى السواد لأتكلم عن البياض، والأكثر من هذا أنه ينبغي علينا كفاعلين في حقول مختلفة التوجه إلى نفض الغبار عن الثقافة العربية والإفريقية والتي مورس عليها التعتيم في ظل غياب التكافؤ بين الضفاف في مختلف المحطات التي عشنا تاريخها أو التي نعيشها اليوم..فنحن مازلنا مطالبين نساء ورجالا بالعمل أكثر وأكثر، وينتظرنا الكثير ، سواء عربيا أو إفريقيا أو دوليا، وأعتقد أن التحولات المتسارعة كفيلة بتغيير مجرى التاريخ لصالح الضفاف التي تفتقر إلى العدالة والإنصاف، وهذا هو مطلبنا الذي نؤمن به ونشتغل من أجل تحقيقه.. وأضافت بديعة الراضي حول الوضع الثقافي في ليبيا، أن “ليبيا الشقيقة تعج بالإبداع في مختلف الأجناس التعبيرية برؤى وجودية وفكرية هامة لها جذورها التاريخية والمعرفية، وهي رؤى أبرزت معالمها في كثير من الإبداعات التي وجدت صداها في المنظومة الثقافية العالمية، وكل الأسماء التي سطرت وجودها في عالم كشاف تستحق التنويه، والمثقف الليبي والمثقفة الليبية لهما مكانهما في المنظومة الثقافية عربيا وافريقيا وعالميا ولهم مكانة في ذهننا وقلوبنا، من مختلف الأجيال الراسخة في الذاكرة والتاريخ”.

» أجرت اللقاء : عفاف الفرجاني

عن هي بديعة الراضي؟.. كرئيسة رابطة كاتبات المغرب وافريقيا وأيضا بديعة الراضي الصحفية ، ثم المؤلفة المسرحية ، والروائية

،والمناضلة السياسية ؟

أنا قبل كل هذه الصفات والمهن الأدبية والجمعوية والسياسية والتي أعتبرها محطة هامة في تاريخي بكل تواضع، أفضل أن تكون توطئة

التقديم لاسمي الذي أتشرف بأن يكون اليوم في ضيافة منبركم الموقر ، على الشكل التالي :

جئت إلى هذا العالم ، وأنا أحلم بأن حقيقة وجودي لها أكثر من معنى ، أتصور الحياة بعدة تأويلات، أفهم كل الحركات بتمثلات لم تتوقف ابدا، أرى ما يحيط بي ببعد دقيق، ولدي قناعة أننا

نعيش في عالم متسارع في تحولاته بدأنا نفتقد غيه الخطوط التي تحتفظ للإنسان بإنسانيته ، عالم يذهب بسرعة نحو تنميط كل شيء وبعدما كان للثنائيات مسافة خطين منفصلين لا يلتقيان لكنهما بعبران عن طبيعة الوجود ، أصبحت الخطوط تلتقي بنفس الحمولة ونفس الصورة لا الأبيض أبيض ولا الأسود أسود كل منهما يؤديان نفس الوظيفة وهذا ما جعل العالم عالما في لحظة الاختلال الكبير.

ربما بهذه المقدمة أعتبر نفسي جئت من الموقع الخطأ أو من الاتجاه الصحيح . ، تلك أمور غامضة ، كل واحد فينا يرى بعين دقيقة طبيعة الأمواج التي تتقاذف أمامه، ربما به، بشكل لا متناه. كما يدرك كيف تتحرك المجاري.

بديعة الراضي بين هذا وذاك لا يهمها أيهما الأسبق وأيهما الأصح ، لأن أفكاري راسخة بركائز مهمة وولقفة، أساسها ثلاثة مكونات :

أعرف جيدا موقعي الذاتي، كما لي رؤيتي الجماعية، لي من الكفاءة ما يجعلني أن أعرف من أكون كإنسان انخرط. في هذا المتعدد اللامتناهي من الألغاز. ، لأنني كامرأة مستقلة تؤمن بالسلام ، مقتنعة بأن العدل يشكل مسارا متعدد المحطات ، كنت ومازلت أومن بأنني فكرت ذات لقاء مع الزمن، أو ذات عمر مع الأقدار ،بأن الحق سيظهر، فأخذت القرار المناسب في الوقت الصح. فكرت في شيء ما، فسرت بيدين نظيفتين ، ما دمت أعرف أن الأساس في كل هذا هو أن لا أنخرط في كل ما قد يساهم في صناعة السواد ، في وجود أصبح الكل يعرف أن الممرات صوب السراب كثيرة ومتعددة، كما يعرف أن البهاء له مقوماته ,وأسسه.

وأنا مقتنعة بحب السير في التوجه النظيف ، عانقت وبقوة ما كنت أومن به، طبعا بيدين عاريتين خاليتين من وسخ الوجع ، بيدين نبيلتين تؤمنان بالمستقبل ، بالحب بالإنسان وبالحياة نفسها كنت أفكر، أحدد وأقرر. انطلقت وبدون أن أفكر . فكان المحور في كل هذا هو أنني أشتغل بقناعة لن أتخلى عنها أبدأ مفادها أن «بديعة» المستقلة بذاتها هي «بديعة» التي فكرت لأن تكون بكينونة بعيدة عن كل القيود وعن الأوهام التي تقود نحو الانجراف.

كل هذا وأنا أشتغل في عدة محطات في المؤسسات التي أتشرف بالتواجد فيها مهنيا أو حزبيا أو مدنيا ، أو في كتابة رواية أو نص مسرحي أوأي جنس تعبيري آخر ، لأن الفكرة تنبض في كل المجالات التي كنتها أو كانتني، بأن تشكل الأساس وسر كل نحركاتي في عالم أراه جميلا رغم ما قيل عنه من كلمات ،في نظري ، تظل فارغة و جوفاء….

المكون الثاني ، بديعة تتحرك بعين ناقدة ومنتقدة ، لا أترك الفراغ يمر بدون أن أحوله من وجهة نظري ليصبح عمقا مملوءاً بالعطاء والانتاج.

هناك كانت ما قلت عنه بديعة المؤلفة ، المسرحية ، الروائية والفاعلة في المؤسسات التي انخرطت فيها حب كبير، ومنها مؤسسة رابطة المغرب وإفريقيا المكون الثالث ، بديعة المرأة الكونية التي تحب

لي من الكفاءة ما يجعلني أعرف من أكون كإنسان انخرط في هذا المتعدد اللامتناهي من الألغاز

الإنسان بصفته معطى عالميا يجب أن يقدر ويحترم، وبديعة التي تحمل قضايا الكون لتشخصها على الركح أو تكتبها مقولة سردية أو تحملها في دفاتر الترافع عبر الضفاف التي تمكنت من ولوجها ، وهنا تكون بديعة بصيغة الجمع صحبة كل من شاركونا

أين تكمن بديعة الراضي المغربية الفاعلة السياسية والأدبية ؟ وما موقعها على مستوى قضية المرأة العربية عامة ؟ وماذا عن عوتك وقلمك كمسار طويل من العطاءات والانتاجات ؟

أنا مثل حنظلة ، لن أغير وجه صوتي القادم من ورائي ، سأبقى وفية لأطروحتي ، أحلم بالقادم ، أقدم ما يمكن والمطلوب مني ، حسب طاقتي ومجهوداتي، ن أتوقف أبدا ما دمت مقتنعة أنه ينتظرنا الكثير عن العمل في أفق تحقيق الحلم ولو جزءا مما نحن عليه من تحقيقه يوما ما ، في زمن ما ، أو إن شئت في عمر ما ….

في غياب فرص سانحة للمرأة، في زمن أصبح فيه كل شيء معقدا، كيف ترى بديعة الراضي الملتقيات الثقافية التي أصبحت مجالا تحتكره شريحة محددة لترويج منتوجاتها الابداعية والثقافية ؟..

كما قلت لك أنا لا أنظر ورائي، ولا أبكي ، أنا أعمل وأعمل وأومن بالمستقبل ، المطلوب من الكل، رجالا ونساء الاشتغال برؤية محددة متماسكة مؤمنة بتكسير كل القيود ، لعل التجارب التي قطعتها نموذجا قويا أهلني أن ألج هذا الضيق وأتجاوز الاختناق وأصرخ بلغة العمل والنتيجة أصبحت لي مكانة يشهد لها الكل، طبعا أنا لا أقول إن الكل يتفق معي ولا الكل يختلف معي ، بل ما سأقوله أنا أعمل وكل طرف يرى ما يريد ، وأنا أحترم طبيعة نظرته لي ، شريطة أن نكون هادفة تخدم الفكر والانسان والمستقبل..

هل أنت، كمثقفة عربية ، متفقة مع الرؤية التي تقول نعم لتسهيل إجراءات النشر، كنوع من التوازن بين الددب الشعبوي والنخبوي، وهل هناك ما يؤثر على ثقافة المجتمع طالما هناك رواد للفئتين ؟

نعم ، ولم لا وأنا أقول لك إن التاريخ لن يرحم كل من أضاع الفرصة للتغيير الحقيقي ، فأهم ممر في دوامة التغيير هو أساس هذا الاختيار الذي ينطلق من شرط حق التوزيع في كل شيء ، وعلى رأسه الحق في التوزيع العادل لثقافة النشر المتكافئ والعادلة .

أما على مستوى التأثير، فذاك لن يسيء إلى أي طرف، لأن المجال يعني شريحة تريد أن تعبر عن صوتها بالكتابة …

هل ترين ان النشر السريع خاصة الاإكتروني أو عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، والاحتكاك المباشرمع القارئ يخدم الكاتب ما فيه من تفاوت في الرأي بين القراء بالإضافة إلى التنمر الذي سيتعرض له الكاتب؟

النشر السريع له فوائده كما له أضراره، قلت فوائده لأن الكاتب وجد لنفسه متنفسا للتعبير المباشر بدون وسائط، بعدما كان صوته مخفيا لا أحد يعرفه ، أما اليوم فالعالم الرقمي أعطى هذا الامتياز لكل من أراد أن ينخرط في نسيج الكتابة الهادفة ،أما العيوب فسأحددها في الوجه الرديء الذي أصبح يكتب به البعض ، بدون مراعاة مبدأ الجودة ، إلى جانب التوظيف السلبي غير المسؤول، وفي هذا الصدد ينبغي إيجاد مساطر وقوانين تلزم الجميع في حق التعبير دون تجاوز حدود التشارك الإنساني في هذا العالم الرقمي ، كما ينبغي إطلاق مبادرات هادفة إلى تخليق هذا الفضاء والدفع به نحو الإنتاجية التي تعود خيرا على الإنسانية جمعاء. .

هناك تصنيف قد يراه البعض عنصري ما يعرف بالكتابة النسائية، فهل هذا يختزل فكرة التباين في الابداع؟

المهم في هذا الصدد هو الجودة والعطاء الهادف ، والذي بإمكاننا أن نتجاوز فيه هذا المنحى بتسطير الأهداف والاشتغال على إنجازها ككتاب وككاتبات ، والأهم من كل هذا هو الابداع التي يتجاوز كل هذه التصنيفات ..

أنا مثل حنظلة

لن أغير وجه صوتي القادم من ورائي سأبقى وفية لأطروحتي،

أحلم بالقادم أقدم ما يمكن والمطلوب مني حسب طاقتي

ومجهوداتي

كيف تقيم بديعة الراضي في الوقت الراهن تجربة الكتابة والإبداع على المستويين العربي والإفريقي؟

كما قلت أنا متفائلة جدا ، لا أنظر إلى السواد لأتكلم عن البياض ، والأكثر من هذا أنه ينبغي علينا كفاعلين في حقول مختلفة التوجه إلى نفض الغبار عن الثقافة العربية والإفريقية والتي مورس عليها التعتيم في ظل غياب التكافؤ بين الضفاف في مختلف المحطات التي عشنا تاريخها أو التي نعيشها اليوم ، فنحن مازلنا مطالبين بالعمل أكثر وأكثر ، وينتظرنا الكثير ، سواء عربيا أو إفريقيا ، وأعتقد أن التحولات المتسارعة التي أشرت لها في المقدمة لكفيلة بتغيير مجرى التاريخ لصالح الضفاف التي نفتقر إلى العدالة والإنصاف ، وهذا هو مطلبنا الذي لؤمن به ونشتغل من أجل تحقيقه..

مسرحيتك الأخيرة «عودة يطو)» تناولت مواضيع حساسة، تصنف نها سياسية إلا أن الجمهور وأنامنهم تفاعلنا بشكل عاطفي مع الأحداث في إطار درهي ،كيف استطعت أن توفقي بين الاثنين ؟؟؟

في البداية شكرا على اهتمامك بما أقدمه للركح .

ورداً على سؤالك فأنا استطعت ذلك تفكيرا في المتلقي الذي أسعى ككاتبة إلى الوصول إلى أفق انتظاره. كما أريد جوابا على سؤالك أن أشير إلى الملاحظات التالية:

1/ أنا أكتب من داخلي لأناقش الآخرين الذين يتلقون نفس الإحساس الذي من خلاله أكتب…

2/ لا أكتب من خارج زمني ، أنا بنت تاريخ مليء بالأسئلة ، وملزمة أن أفككها لأحول شفراتها بصيغ أخرى مفهومة تحدد طبيعة العطب وتنبش في نفس الوقت في كل الاحاسيس التي تقلقنا ونحن لا نعرف عنها شيئا. لا نعرف مصدرها ولا موطنها ، من هناك كتبت، ومن هنا كنت أحاسب كل خجول عرف كل شيء وسكت .

أكتب بقلبي وبقلوب كل الناس، فكانت بديعة الراضي صوتا صارخا لكل من أراد أن يصرخ فهرب منه صوته ، فجئت بالنيابة عنه أكتب لأصرخ مكانه..

«بيني وبين أستير» آخر إصداراتك الروائية، هل استطاعت هذه الرواية ان تترجم فكرتك في دعم قضايا العدالة والسلام وخاصة

القضية الفلسطينية؟؟

بديعة : تلك أمور سيتكلم عنها النقاد وأهل الاختصاص ، أحترم موقعي لأنني أعرف حدودي ولن أتجاوزها.أعدك عندما يكتب المشتغلون في علم السرد بما يكفي في موضوع مازال مفتوحا سأعود إليك بجواب مقنع وتام.

(بيني وبين إستير) عمل روائي كتبته ذات عمر،

نها أنا اليوم أصبحت مثلك قارئة بسيطة ، لا يلزمني أن أقول شيئا خرج من يدي ولم يعد ملكا لي.

ما قد أقوله لك هو أن بعض الدراسات قالت ما رأته من زاوية نظرها ، هناك من ألف كتابا خاصا بنفس الرواية ، وهناك من كتبوا مقالات ، وأنا بين هذا وذاك أتابع وأتأمل وفي نفس الوقت أفكر في كتابة رواية جديدة فكانت رواية ( حين هدمنا الجسر)

هي العمل الروائي الذي أفكر فيه بكل مشاعري.

باعتبارك رئيسة رابطة كاتبات المغرب وأفريقيا هل انت على طلاع على الادب الليبي سوى قديما اوحديثا؟ ومن شدك ادبيا من الكتاب الليبين ؟

لي علاقات مع كاتبات من ليبيا الشقيقة ، طبعا هن رفيقات في درب الكتابة ، كما هن رفيقات في العمل الثقافي الذي نشتغل عليه معا في رابطة كاتبات إفريقيا. أنا أتابع كل صغيرة وكبيرة تعني الإبداع والثقافة في هذا البلد العزيز، خاصة أن أسئلتهن هي جزء من أسئلة كل مثقفة عربية وإفريقية..

والأمر هنا لا يتعلق بالكاتبة فقط بل بالكتاب فليبيا الشقيقة تعج بالابداع في مختلف الأجناس التعبيرية برؤى وجودية وفكرية هامة لها جذورها التاريخية والمعرفية وهي رؤى أبرزت معالمها في كثير من الإبداعات التي وجدت صداها في المنظومة الثقافية العالمية . وكل الأسماء التي سطرت وجودها في عالم كشاف تستحق التنويه ، والمثقف الليبي والمثقفة الليبية لهم مكانهم في المنظومة الثقافية عربيا وإفريقيا وعالميا ولهم مكانة في ذهننا وقلوبنا، من مختلف الأجيال الراسخة في الذاكرة والتاريخ .

شاهد أيضاً

من يحرك الدمى في أغاني التيك توك؟

نعتبر منصة (تيك توك) منصة اجتماعية ثورية غيرت الطريقة التي نستهلك بها المحتوى الموسيقي.. فمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *