الرئيسية / الدراسة / المدينة ذات السماء المثقوبة هي أرض الأحلام لمكان جزيرة ثيرا الإغريقية

المدينة ذات السماء المثقوبة هي أرض الأحلام لمكان جزيرة ثيرا الإغريقية

هي‭ ‬مدينة‭ ‬شحات‭ ‬الحالية،‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬وادٍ‭ ‬خصب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬10‭ ‬كيلومترات‭ ‬شرق‭ ‬مدينة‭ ‬البيضاء،‭ ‬وتعتبر‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬مدينة‭ ‬في‭ ‬الجبل‭ ‬الأخضر‭ ‬بعد‭ ‬مدينة‭ ‬البيضاء‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬مدن‭ ‬ليبيا،‭ ‬وقد‭ ‬تحصلت‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬التصنيفات‭ ‬على‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أجمل‭ ‬عشر‭ ‬مدن‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭. ‬وتميزت‭ ‬أيضاً‭ ‬بمناخها‭ ‬وبيئتها‭ ‬الخصبة‭ ‬وكثرة‭ ‬عيون‭ ‬المياه‭ ‬الطبيعية‭ ‬بها،‭ ‬وتنوع‭ ‬النباتات‭ ‬والأشجار‭ ‬فيها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تقدر‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬المدن‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مستوى‭ ‬هطول‭ ‬الأمطار‭ ‬سنوياً‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬وُصفت‭ ‬بالمدينة‭ ‬ذات‭ ‬السماء‭ ‬المثقوبة‭ ‬لغزارة‭ ‬مطرها‭.

»الخبير الأثري: رمضان إمحمد الشيباني

‭* ‬تأسيس‭ ‬قورينا‭ ‬

في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬السابع‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬واجهت‭ ‬جزيرة‭ ‬ثيرا‭ ‬‮«‬‭ ‬سانتورين‭ ‬حالياً‮»‬‭  ‬الإغريقية‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬إيجة‭ ‬أزمة‭ ‬سكانية‭ ‬نتيجة‭ ‬لزيادة‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬وإصابتها‭ ‬بالقحط‭ ‬والجفاف‭. ‬ولذلك‭ ‬اتفق‭ ‬أهلها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يهاجر‭ ‬قسم‭ ‬منهم‭ ‬للاستيطان‭ ‬في‭ ‬موطن‭ ‬آخر‭. ‬وقد‭ ‬رأى‭ ‬أهل‭ ‬الجزيرة‭ ‬أن‭ ‬يستعينوا‭ ‬بالكهنة‭ ‬والعرافين‭ ‬بمعبد‭ ‬دلفي‭ ‬قبل‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭. ‬وقد‭ ‬أشارت‭ ‬عليهم‭ ‬كاهنة‭ ‬المعبد‭ ‬بالذهاب‭ ‬والاستيطان‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭. ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قام‭ ‬الثيرانيون‭ ‬باختيار‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أسرة‭ ‬بقرى‭ ‬الجزيرة‭ ‬السبع‭ ‬وفق‭ ‬شروط‭ ‬تضمن‭ ‬حقوقهم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬فشلهم‭ ‬ورغبتهم‭ ‬في‭ ‬الرجوع‭ ‬وقد‭ ‬وردت‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬في‭ ‬نقوش‭ ‬لوح‭ ‬المؤسسين‭ ‬الموجود‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬آثار‭ ‬شحات‭ . ‬وقد‭ ‬عهد‭ ‬بهذه‭ ‬الحملة‭ ‬إلى‭ ‬أريستايوس‭ ‬وقد‭ ‬لقب‭ ‬لاحقاً‭ ‬بباتوس‭ ‬وقد‭ ‬أبحرت‭ ‬الحملة‭ ‬في‭ ‬مركبين‭ ‬من‭ ‬ذوات‭ ‬الخمسين‭ ‬مجذافاً‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬أفرادها‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬المئتي‭ ‬رجل‭ (‬دون‭ ‬نساء‭). ‬ونظراً‭ ‬لأن‭ ‬الثيرانيين‭ ‬كانوا‭ ‬يجهلون‭ ‬موقع‭ ‬ليبيا‭ ‬فقد‭ ‬استعانوا‭ ‬ببحار‭ ‬من‭ ‬جزيرة‭ ‬كريت‭ ‬قادهم‭ ‬إلى‭ ‬شواطئ‭ ‬ليبيا‭. ‬

ونزل‭ ‬الثيرانيون‭ ‬عند‭ ‬وصولهم‭ ‬ليبيا‭ ‬عام‭ ‬639‭ ‬ق‭.‬م‭ ‬بجزيرة‭ ‬بلاتيا‭ (‬جزيرة‭ ‬بمبا‭ ‬الحالية‭) ‬بخليج‭ ‬بمبا‭ ‬وأقاموا‭ ‬بها‭ ‬لمدة‭ ‬سنتين‭ ‬عانوا‭ ‬فيهما‭ ‬من‭ ‬شظف‭ ‬العيش‭. ‬فعادوا‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬لاستشارة‭ ‬وحي‭ ‬دلفي‭ ‬الذي‭ ‬سخر‭ ‬منهم‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬حيث‭ ‬إنهم‭ ‬حسب‭ ‬رأيه‭ ‬لم‭ ‬يقيموا‭ ‬بليبيا‭ ‬الفعلية‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬ويعرف‭ ‬غناءها‭. ‬عندها‭ ‬رجعوا‭ ‬وقام‭ ‬الثيرانيون‭ ‬بالنزول‭ ‬والإقامة‭ ‬على‭ ‬الشاطئ‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬يسمى‭ ‬أزيريس‭ (‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬مصب‭ ‬وادي‭ ‬التميمي‭ ‬أو‭ ‬أم‭ ‬الرزم‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬أنه‭ ‬وادي‭ ‬الخليج‭). ‬وقد‭ ‬رحب‭ ‬بهم‭ ‬السكان‭ ‬الأصليون‭ ‬من‭ ‬قبيلة‭ ‬الجيلجيماي‭ ‬وسمحوا‭ ‬لهم‭ ‬بالزواج‭ ‬منهم‭ ‬ثم‭ ‬اقترحوا‭ ‬عليهم‭ ‬بعد‭ ‬إقامتهم‭ ‬بالموقع‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬أن‭ ‬يدلوهم‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬أفضل‭ ‬لإقامتهم‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬ثقب‭ ‬بالسماء‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬غزارة‭ ‬الأمطار‭. ‬فقادوهم‭ ‬ليلاً‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يروا‭ ‬إقليم‭ ‬إيراسا‭ ‬أخصب‭ ‬أراضي‭ ‬القبيلة‭ (‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬درنة‭ ‬الحالية‭ ‬أو‭ ‬عين‭ ‬مارة‭) ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬فوق‭ ‬هضبة‭ ‬يوجد‭ ‬به‭ ‬نبع‭ (‬سمي‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬بنبع‭ ‬أبولو‭) ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬أراضي‭ ‬قبيلة‭ ‬الأسبوستاي‭ ‬خارج‭ ‬أراضي‭ ‬قبيلة‭ ‬الجيلجيماي‭. ‬وقد‭ ‬أُعجب‭ ‬الإغريق‭ ‬بهذا‭ ‬الموقع‭ ‬حيث‭ ‬المراعي‭ ‬والأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬كثيرة‭ ‬وأقاموا‭ ‬به‭ ‬مدينة‭ ‬قوريني‭ ‬أو‭ ‬قورينا‭(‬شحات‭ ‬الحالية‭ )‬عام‭   ‬361‭ ‬ق‭.‬م‭. ‬ويعتقد‭ ‬أن‭ ‬اسم‭ ‬قوريني‭ (‬أو‭ ‬قورانا‭ ‬حسب‭ ‬لهجة‭ ‬الإغريق‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭) ‬قد‭ ‬اشتق‭ ‬من‭ ‬اسم‭ ‬نبات‭ ‬الزنبق‭ ‬البري‭ ‬والذي‭ ‬يسمى‭ ‬عند‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ ‬نبات‭ ‬‮«‬القورا‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬ينبت‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬المدينة‭. ‬وقام‭ ‬الإغريق‭ ‬كذلك‭ ‬ببناء‭ ‬ميناء‭ ‬للمدينة‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬حوالي‭ ‬20‭ ‬كيلومتراً‭ ‬شمال‭ ‬المدينة‭ ‬تطور‭ ‬لاحقاً‭ ‬ليصبح‭ ‬مدينة‭ ‬مستقلة‭ ‬سميت‭ ‬أبولونيا‭( ‬سوسة‭ ‬الحالية‭).

أصبح‭ ‬باتوس‭ ‬قائد‭ ‬الحملة‭ ‬أول‭ ‬ملك‭ ‬على‭ ‬المدينة‭ ‬وعرف‭ ‬بباتوس‭ ‬الأول‭ ‬أو‭ ‬المؤسس‭ (‬631‭ ‬ق‭.‬م‭ ‬–‭ ‬600‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬وقد‭ ‬استمر‭ ‬حكمه‭ ‬مدة‭ ‬أربعين‭ ‬سنة‭ ‬واتصف‭ ‬حكمه‭ ‬بالعدل‭ ‬والاتزان‭. ‬وخلفه‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬ابنه‭ ‬أركسيلاوس‭ ‬الأول‭ (‬600‭ ‬ق‭.‬م‭ ‬–‭ ‬583‭ ‬ق‭.‬م‭) ‬والذي‭ ‬حكم‭ ‬لمدة‭ ‬ستة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً‭ ‬كانت‭ ‬امتداداً‭ ‬لحكم‭ ‬والده‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬استقروا‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬ليبيا‭ ‬سمى‭ ‬باتوس‭ ‬هذه‭ ‬المستوطنة‭ ‬الجديدة‭ (‬سيرين‭ ‬أو‭ ‬قورينا‭ ). ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تسمية‭ ‬المستوطنة‭ ‬جعل‭ ‬باتوس‭ ‬جميع‭ ‬المستعمرين‭ ‬يقسمون‭ ‬اليمين‭. ‬هناك‭ ‬نقش‭ ‬مؤرخ‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الرابع‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬والذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬اليمين‭ ‬الأصلية،‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يُعرف‭ ‬إلا‭ ‬القليل‭ ‬عن‭ ‬عهد‭ ‬باتوس‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بدا‭ ‬أنه‭ ‬يحكم‭ ‬باعتدال‭ . ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬حاكم‭ ‬قوي‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬مستعمرة‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬الطبيعية‭ ‬وكسب‭ ‬ود‭ ‬السكان‭ ‬الأصليين‭ . ‬

أهم‭ ‬معالم‭ ‬المدينة‭ ‬

تتميز‭ ‬مدينة‭ ‬شحات‭ ‬بغزارة‭ ‬معالمها،‭ ‬لعل‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬المتحف‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬الأكبر‭ ‬للمنحوتات‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬إذ‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬حوالي‭ ‬مئتي‭ ‬قطعة‭ ‬أثرية‭ ‬نادرة‭ ‬لعلّ‭ ‬أبرزها‭ ‬تمثال‭ ‬الحسان‭ ‬الثلاث‭ ‬الذي‭ ‬يبرز‭ ‬جمال‭ ‬آلهة‭ ‬الحسن‭ ‬والبهاء‭ ‬في‭ ‬الحضارة‭ ‬الإغريقية‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬الأثري‭ ‬المسمى‭ ‬بالحرم‭ ‬الديني‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬البوابة‭ ‬الإغريقية‭ ‬ومبنى‭ ‬مجلس‭ ‬القادة‭ (‬السترتيجون‭) ‬وبوابة‭ ‬الحرم‭ ‬الرومانية‭ ‬النافورة‭ ‬الهلنستية‭ ‬ومعبد‭ ‬هاديس‭ ‬ومعبداً‭ ‬لمؤله‭ ‬مجهول‭ ‬ومعبد‭ ‬جايوس‭ ‬ماجنوس‭ ‬ومعبد‭ ‬أبولو‭ ‬ومذبح‭ ‬معبد‭ ‬أبولو‭ ‬وعمود‭ ‬براثوميديس‭ ‬ونافورة‭ ‬الحورية‭ ‬قورينا‭ ‬ومعبد‭ ‬أرتميس‭ ‬ومذبحه‭ ‬ومعبد‭ ‬هيكاتي‭ ‬والمسرح‭ ‬الإغريقي‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬إمفتياتير‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الروماني‭ ‬وكان‭ ‬للمدينة‭ ‬6‭ ‬مسارح‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعتاد‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬المسارح‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬نهضة‭ ‬فكرية‭ ‬وفنية‭ ‬غير‭ ‬معتادة‭ ‬

كما‭ ‬تحتوي‭ ‬المدينة‭ ‬على‭ ‬الفورم‭ ‬أو‭ ‬الميدان‭ ‬العام‭ ‬وأهم‭ ‬معالمه‭ ‬هو‭ ‬المسرح‭ ‬الهلّنستي‭ ‬أو‭ ‬الأوديون‭. ‬وجدار‭ ‬نيكوداموس‭ ‬وحمامات‭ ‬تراجان‭.‬

وفي‭ ‬منطقة‭ ‬التل‭ ‬الشرقي‭ ‬يقع‭ ‬معبد‭ ‬زيوس‭ ‬وحلبة‭ ‬سباق‭ ‬الخيول‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬مقابر‭ ‬قورينا‭ ‬التي‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المقابر‭ ‬المتنوعة‭.‬

معبد‭ ‬زيوس‭ ‬

يعد‭ ‬أكبر‭ ‬معبد‭ ‬إغريقي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬خصص‭ ‬لزيوس‭ ‬كبير‭ ‬الآلهة‭ ‬الإغريقية‭. ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬حجماً‭ ‬من‭ ‬البارثينيون‭ ‬في‭ ‬أثينا‭. ‬يعتبر‭ ‬المعبد‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬المعابد‭ ‬على‭ ‬لائحة‭ ‬المعابد‭ ‬المخصصة‭ ‬لعبادة‭ ‬كبير‭ ‬الآلهة‭ ‬اليونانية‭ ‬بعد‭ ‬معبد‭ ‬ومذبح‭ ‬‮«‬زيوس‮»‬‭ ‬و«هيرا‮»‬‭ ‬بمدينة‭ ‬أوليمبيا‭ ‬المقدسة‭.‬

تاريخ‭ ‬تشييد‭ ‬المعبد‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الخامس‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تشييده‭ ‬آنذاك‭ ‬بأعمدة‭ ‬ضخمة‭ ‬على‭ ‬الطراز‭ ‬الدوري‭ ‬الكلاسيكي‭ ‬وتم‭ ‬هدمه‭ ‬عقب‭ ‬تمرد‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬116‭ – ‬117‭ ‬بعد‭ ‬الميلاد‭. ‬حيث‭ ‬أُعيد‭ ‬بناؤه‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الإمبراطور‭ ‬كومودوس‭ ‬وتبلغ‭ ‬مساحة‭ ‬المعبد‭ ‬70‭ . ‬32‭ ‬متراً‭ ‬وبصفين‭ ‬من‭ ‬الأعمدة‭ ‬الدورية‭ ‬الكلاسيكية‭. ‬كان‭ ‬بالمعبد‭ ‬تمثال‭ ‬لزيوس‭ ‬حجمه‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الإنسان‭ ‬الطبيعي‭ ‬باثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬مرة‭ . ‬وفي‭ ‬العصر‭ ‬الروماني‭ ‬قدم‭ ‬الإمبراطور‭ ‬أغسطس‭ ‬نسخة‭ ‬طبق‭ ‬الأصل‭ ‬لتمثال‭ ‬زيوس‭ ‬الشهير‭ ‬الذي‭ ‬نحته‭ ‬النحات‭ ‬الشهير‭ ‬فيدياس‭ ‬لم‭ ‬يتبق‭ ‬منه‭ ‬سوى‭ ‬الرأس‭ ‬وبضعة‭ ‬أصابع‭ ‬من‭ ‬اليد‭ ‬وهي‭ ‬معروضة‭ ‬في‭ ‬متحف‭ ‬المنحوتات‭ ‬في‭ ‬شحات‭ .‬

السلفيوم‭ 

اكتشف‭ ‬الإغريق‭ ‬هذا‭ ‬النبات‭ ‬منذ‭ ‬وصولهم‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬فى‭ ‬جزيرة‭ ‬بلاتيا‭ ‬الواقعة‭ ‬فى‭ ‬خليج‭ ‬بمبا‭ ‬وهناك‭ ‬نص‭ ‬‮«‬ثيوفراستوس‮»‬‭ ‬القائل‭ ‬بأن‭ ‬السلفيوم‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ظهر‭ ‬قبل‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬تأسيس‭ ‬مدينة‭ ‬قوريني‭ ‬سنة‭ ‬631‭ ‬قبل‭ ‬الميلاد‭.‬وانقرض‭ ‬من‭ ‬عهد‭ ‬بليني‭ ‬الأكبر‭ ‬و‭ ‬يصفه‭ ‬ثيوفراستوس‭ ‬بأنه‭ ‬نبات‭ ‬حولي‭ ‬ذو‭ ‬جذور‭ ‬غليظة‭ ‬ممتلئة‭ ‬و‭ ‬ساق‭ ‬سميكة‭ ‬وأوراقه‭ ‬تشبه‭ ‬ورق‭ ‬الكرفس‭ ‬وأوراقه‭ ‬تفتح‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الربيع‭ ‬وأهمية‭ ‬النبات‭ ‬فى‭ ‬عصارته‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استخلاصها‭ ‬من‭ ‬الجذر‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الساق‭.‬

ولقد‭ ‬ذكره‭ ‬أبوقراط‭ ‬بفوائده‭ ‬الطبية‭ ‬الشفائية‭ ‬حيث‭ ‬استعمل‭ ‬طبياً‭ ‬في‭ ‬تركيب‭ ‬الأدوية‭ ‬ونجد‭ ‬الطبيب‭ ‬الشاعر‭ ‬نيكاندر‭ ‬القولوفوني‭ ‬فى‭ ‬القرن‭ ‬الثاني‭ ‬ق‭. ‬م‭ ‬قد‭ ‬ذكر‭ ‬السلفيوم‭ ‬في‭ ‬قصيدته‭ ‬كونه‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬الترياق‭ ‬الذي‭ ‬يشفي‭ ‬من‭ ‬السموم‭ .. ‬وكذلك‭ ‬استخدم‭ ‬لعلاج‭ ‬أمراض‭ ‬أخرى‭ ‬كالصداع‭ ‬والحمى‭ ‬والاسنان‭ ‬والعيون‭  .. ‬كما‭ ‬انه‭ ‬استخدم‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬التوابل‭ ‬النفيسة‭ .‬

ونظراً‭ ‬لأهمية‭ ‬هذا‭ ‬النبات‭ ‬كانت‭ ‬الدولة‭ ‬تحتكره‭ ‬و‭ ‬تصدره‭ ‬إلى‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭ ‬القديم‭ ‬و‭ ‬قد‭ ‬وجد‭ ‬على‭ ‬صحن‭ ‬للملك‭ ‬اركسيلاوس‭ ‬أحد‭ ‬ملوك‭ ‬قورينا‭ ‬الذي‭ ‬بخزنة‭ ‬الأوسمة‭ ‬فى‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬بباريس‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬يشرف‭ ‬بنفسه‭ ‬على‭ ‬وزن‭ ‬السلفيوم‭ ‬و‭ ‬كان‭ ‬يباع‭ ‬بوزنه‭ ‬فضة‭ ‬وأحياناً‭ ‬ذهباً‭ .‬

كذلك‭ ‬عثر‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬‮«‬شوية‮»‬‭ ‬على‭ ‬تماثيل‭ ‬فخارية‭ ‬لنساء‭ ‬يحملن‭ ‬نبات‭ ‬السلفيوم‭ ‬و‭ ‬بلغت‭ ‬شهرة‭ ‬السلفيوم‭ ‬حيث‭ ‬اتخذ‭ ‬رمزاً‭ ‬لقورينا‭ ‬و‭ ‬نقش‭ ‬على‭ ‬نقودها‭ ‬التي‭ ‬أصدرتها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العهود‭ ‬وهذه‭ ‬كلمات‭ ‬تغنى‭ ‬بها‭ ‬الشاعر‭ ‬الروماني‭ ( ‬كاتلوس‭) ‬لحبيبته‭ ‬ليبيا‭ :‬

‮«‬‭ ‬ما‭ ‬أروع‭ ‬أرضك‭ ‬ياليبيا‭ … ‬و‭ ‬ما‭ ‬أكثر‭ ‬مباهجك

هناك‭ ‬يجود‭ ‬السلفيوم‭ ‬بعصيره‭ ‬في‭ ‬قورينا‭.‬

و‭ ‬هناك‭ ‬معبد‭ ‬آمون‭ ‬المثير‭ …‬وهناك‭ ‬قبر‭ ‬باتوس‭ ‬المقدس

مدينة‭ ‬شحات‭ ‬الليبية‭ ‬تمنح‭ ‬جائزة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية

في‭ ‬سنة‭ ‬2009م‭ ‬تحصلت‭ ‬مدينة‭ ‬شحات‭ ‬الأثرية‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭ ‬كأفضل‭ ‬معلم‭ ‬أثري‭ ‬سياحي‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬لندن‭ ‬السياحي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬160‭ ‬مدينة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حيث‭ ‬أعلن‭ ‬أن‭ ‬مدينة‭ ‬شحات‭ ‬مدينة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بهدف‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬قيمتها‭ ‬التاريخية‭ ‬وصيانة‭ ‬وترميم‭ ‬معالمها‭. ‬حيث‭ ‬اعتبر‭ ‬مانحو‭ ‬الجائزة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬نموذج‭ ‬متكامل‭ ‬للمدينة‭ ‬الأثرية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬شمالي‭ ‬افريقيا‭ ‬وخاصة‭ ‬لجهة‭ ‬محافظتها‭ ‬على‭ ‬تراثها‭ ‬الحضاري‭ ‬وحسن‭ ‬إدارتها‭ ‬وإن‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬تمثل‭ ‬تقديراً‭ ‬لقيمة‭ ‬المدينة‭ ‬الأثرية‭ ‬الحضارية‭ ‬ومقوماتها‭ ‬السياحية‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1982م‭ ‬تم‭ ‬الاعلان‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬مدينة‭ ‬قورينا‭ ‬بمنظمة‭ ‬اليونيسكو‭ ‬كموقع‭ ‬تراث‭ ‬عالمي‭ . 

قورينا‭ ‬مدينة‭ ‬الفلسفة‭ ‬والعلوم‭ ‬

ازدهرت‭ ‬الحياة‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬في‭ ‬قورينا‭ ‬خلال‭ ‬العصر‭ ‬الإغريقي‭ ‬بكافة‭ ‬جوانبه‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الاستيطان‭ ‬الإغريقي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الجبل‭ ‬الأخضر‭ ‬وتأسيسهم‭  ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المدن،‭ ‬وظلت‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة‭ ‬الإغريقية‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬بدأت‭ ‬بحكم‭ ‬أسرة‭ ‬باتوس‭ ‬ثم‭ ‬حكم‭ ‬الارستقراطية‭ ‬الإغريقية‭ ‬بالمنطقة‭ ‬وأخيراً‭ ‬آلت‭ ‬هذه‭ ‬المدن‭ ‬إلى‭ ‬حكم‭ ‬البطالمة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استولى‭ ‬الإسكندر‭ ‬المقدوني‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬وادي‭ ‬النيل‭ ‬عام‭ ‬332‭ ‬ق‭. ‬م‭ ‬وظلت‭ ‬المنطقة‭ ‬بذلك‭ ‬تحت‭ ‬حكم‭ ‬الإغريق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سلمت‭ ‬إلى‭ ‬الرومان‭ ‬عام‭ ‬96‭ ‬ق‭. ‬م‭. ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حضارة‭ ‬وثقافة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬قبل‭ ‬قدوم‭ ‬الإغريق‭ ‬إليها‭ ‬فالنصوص‭ ‬والرسوم‭ ‬والنقوش‭ ‬المصرية‭ ‬الفرعونية‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬معالم‭ ‬حضارة‭ ‬وثقافة‭ ‬الليبيين‭. ‬وازدهرت‭ ‬الحركة‭ ‬الفلسفية‭ ‬والعلمية‭ ‬والأدبية‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الإغريقية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬ومن‭ ‬مظاهر‭ ‬هذا‭ ‬الازدهار‭: – ‬انتشار‭ ‬مختلف‭ ‬العلوم‭ ‬الفلسفية‭ ‬والرياضية‭ ‬والفلكية‭ ‬والجغرافية‭ ‬والطبية‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬الفكر‭ ‬والحياة‭ ‬كما‭ ‬انتشرت‭ ‬مختلف‭ ‬الآداب‭ ‬من‭ ‬شعر‭ ‬ونثر‭ ‬ومسرح‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬وقد‭ ‬استفاد‭ ‬الإغريق‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬في‭ ‬نهضتهم‭ ‬الثقافية‭ ‬والفلسفية‭ ‬والعلمية‭ ‬والأدبية‭ ‬مما‭ ‬تحقق‭ ‬وكان‭ ‬يتحقق‭ ‬في‭ ‬بلدهم‭ ‬اليونان‭ ‬الأم‭ ‬من‭ ‬نهضة‭ ‬ثقافية‭ ‬وفلسفية‭ ‬وعلمية‭ ‬وأدبية،‭ ‬وأنتجت‭ ‬هذه‭ ‬النهضة‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الفلاسفة‭ ‬والعلماء‭ ‬والأدباء‭ ‬الذين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬قوريني‭ ‬ويعتزون‭ ‬بانتمائهم‭ ‬إليها‭ ‬إذ‭ ‬صارت‭ ‬قورينائية‭ ‬أحد‭ ‬المراكز‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬حوض‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬شهيرة‭ ‬بعلمائها‭ ‬من‭ ‬جغرافيين‭ ‬وفلاسفة‭ ‬وأدباء‭ ‬وشعراء‭ ‬وأطباء‭ ‬ورياضيين‭ ‬نالوا‭ ‬الجوائز‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الإغريق،‭ ‬وخلقت‭ ‬صفحات‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬وأعطت‭ ‬للثقافة‭ ‬و‭ ‬الفكر‭ ‬أسماء‭ ‬لامعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬الفلسفة‭ ‬و‭ ‬الرياضيات‭ ‬والأدب‭ ‬وقد‭ ‬استطاعت‭ ‬مدينة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬اقتصادي‭ ‬وثقافي‭ ‬أن‭ ‬تجذب‭ ‬إليها‭ ‬علماء‭ ‬قورينا‭ ‬وفلاسفتها‭ ‬وأدباءها،‭ ‬وتكون‭ ‬قوريني‭ ‬قد‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الهلينستي‭. ‬وظلت‭ ‬قورينائية‭ ‬تواكب‭ ‬بلاد‭ ‬الإغريق‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬حضارتها‭ ‬وازدهارها‭ . ‬وبهذا‭ ‬تكون‭ ‬قورينا‭ ‬قد‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الفكرية‭ ‬للعالم‭ ‬اليوناني‭ ‬القديم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فلاسفتها‭ ‬وعلماء‭ ‬الرياضيات‭ ‬المشهورين‭ ‬إذ‭ ‬ازدهرت‭ ‬الفلسفة‭ ‬في‭ ‬هضبة‭ ‬برقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مدرستها‭ ‬الفلسفية‭ ‬الخاصة‭ ‬إذ‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬قورينا‭ ‬مدرسة‭ ‬“Cyrenaics”‭ ‬الصغيرة‭ ‬السقراطية‭ ‬التي‭ ‬أسسها‭ ‬Aristippus،‭ ‬والذي‭ ‬ربما‭ ‬كان‭ ‬صديقاً‭ ‬لسقراط‭.‬

كانت‭ ‬قورينا‭ ‬أيضاً‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬إراتوستينس،‭ ‬الذي‭ ‬حدد‭ ‬محيط‭ ‬الأرض،‭ ‬كما‭ ‬تمّ‭ ‬اكتشاف‭ ‬تماثيل‭ ‬فلاسفة‭ ‬وشعراء‭ ‬وتمثال‭ ‬نصفي‭ ‬لديموستينيس‭ ‬في‭ ‬قورينا،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬الثقافة‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬ازدهرت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬أفلاطون‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الفترات‭.‬

وقد‭ ‬قدمت‭ ‬قورينا‭ ‬نماذج‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والفنون‭ ‬للعالم‭ ‬فمن‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الفيلسوف‭ ‬القوريني‭ ‬أرستيبوس‭ ‬مؤسس‭ ‬الفلسفة‭ ‬القورينائية‭ ‬أو‭ ‬فلسفة‭ ‬اللذة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬رموزها‭ ‬الكبار‭ ‬الفيلسوف‭ ‬كرينادس‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬الفلاسفة‭ ‬أصحاب‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعالم‭ ‬،‭ ‬والفيلسوف‭ ‬والفلكي‭ ‬إيراثوستينيس‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬تلميذاً‭ ‬لكاليماخوس‭ ‬وتسلم‭ ‬منه‭ ‬إدارة‭ ‬مكتبة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬والذي‭ ‬ينسب‭ ‬إليه‭ ‬أنه‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬قاس‭ ‬محيط‭ ‬الأرض‭ ‬وكان‭ ‬يسمى‭ ‬بالخماسي‭ ‬كونه‭ ‬كان‭ ‬ضليعاً‭ ‬في‭ ‬خمسة‭ ‬علوم‭. 

شاهد أيضاً

المسلسلات الليبية تفتقر‭ ‬للاحترافية‭ ‬والمؤثرات‭ ‬السينمائية‭ ‬مليئة‭ ‬بالأخطا

  عندما‭ ‬تكون‭ ‬البيئة‭ ‬الحاضنة‭ ‬بيئة‭ ‬مناسبة‭ ‬،يولد‭ ‬الإبداع‭ ‬،هكذا‭ ‬هى‭ ‬نسيبة‭ ‬ابراهيم‭ ‬السائح‭  ‬،والتي‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *