اعترافات طبيب ليبي .. نحن عاجزون
بينما تقرأ هذه الكلمات، هناك مريض في مستشفى ليبي ينتظر جهاز منظار لكشف ورم قد ينهي حياته. الدكتور محي الدين
الغرياني يكسر حاجز الصمت ويكشف الحقيقة المرة: نحن نملك العلم، لكننا نفتقر للأدوات.
مع اقتراب تغيير الفصول وتقلبات المواسم الفصليه قد ننسى تلك العملية الصامتة التي تبقينا على قيدها “التنفس” ..
مجلة الليبية تحاور الدكتور محي الدين أحمد الغرياني، استشاري الأمراض الصدرية، في رحلة استكشافية داخل الجهاز التنفسي، لنفهم تحدياته ونستمع إلى نداءاته العاجلة.

في كل دقيقة تمر .. يأخذ الإنسان 20 نفساً لكن كم منها قد يكون الأخير..؟
الأكسجين وأمراض الصدرية
مهمة الرئة بشكل خاص هي توصيل الأكسجين إلى الدم لاستفادة الخلايا الكاملة وكل الأعضاء بهذا الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون والغازات السامة التي تتولد من الخلايا والأنسجة وطرحهما، عن طريق الرئة للهواء خارج الجسم .. وأي مرض غي الرئة سواء كان في القصبات الهوائية أو في الحويصلات الهوائية أو الشعيرات الدموية المحيطة بالحويصلات سوف يؤثر سلباً على إتمام هذه العملية المهمة، على وظائف الجسم عامة .. فالالتهابات التي تحدث تسبب خللاً في نسيج الرئة الذي يتكون من القصبات والنسيج الرئوي والحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية والتي تؤثر سلباً على وصول الأكسجين للدم ومن ثم إلى الخلايا ومن الأمراض أيضأ التي تعرقل إتمام هذه العملية التليف الرئوي مثل الالتهابات الفيروسية والأمراض المناعية التي تصيب الحويصلات، وعند حدوث أي خلل في منظومة الرئة ينقص الأكسجين ويؤدي إلى فشل في الجهاز التنفسي وبذلك نحتاج إلى أكسجين بديل يتم عطاؤه عن طريق ضغط معين ليصل بقوة إلى لحويصلات الهوائية المسؤولة عن تبادل الأكسجين مع الدم.
إذن لابد من توفير عنصر مهم في جميع مراكز الرعاية الصحية من مستوصفات ومستشفيات ومصحات ألا وهو عنصر الأكسجين فهو من الأولويات لإسعاف المرضى ولولاه يمكن أن نخسر عديد الحالات .أيضاً لابد من توفير الأكسجين في كل هذه المراكز الصحية ومنظومات تغذية الأكسجين لابد أن تكون مضمونة وشغالة على مدى الأربع والعشرين ساعة.
عمال الصيانة والتشغيل
المسؤولون على هذه المنظومات يعملون «بورديات» متواصلة لضمان توصيل الأكسجين داخل حجرات الإسعاف والأقسام الهوائية والعناية الفائقة.
يتم إعطاء الأكسجين عمن طريق أجهزة التنفس الصناعي أو عمن طريق الأكسجين المضغوط لضمان وصوله إلى الشعيرات الدموية عن طريق الرئة المريضة .. ولابد من إيصاله بأي طريقة إذ إن المريض لن يقاوم عدم وصوله ولو لدقائق .. وهذه الطريقة نستخدم في حالات الفشل في التنفس من النوع الشديد .. وفي حال وجود فشل من النوع المتوسط بتم إعطاؤه الأكسجين بضغط متوسط أو عن طريق “ماسكات” الأكسجين العادية ويكون الضغط في العادة من 6-15-20 لترا في الدقيقة .. بينما في الحالات البسيطة يحدث نقص في الأكسجين أو فشل غي الجهاز التنفسي من النوع الأول البسيط ويتم إعطاؤه من 1-6 لترات في الدقيقة وحسب مقاومة الرئة لحالة التليّف.
فأي مرض في الرئة يسبب نقصاً في الأكسجين كالربُو الشّعبي – أمراض انسداد القصبات الهوائية المزمن – أمراض استسقاء الرئة «أي وجود ماء في الحويصلات الهوائية نتيجة فشل عضلة القلب»
والأمراض المناعية مثل أمراض الروماتيزم التي تؤثر على الرئة – أورام الرئة التي تأخذ حيزا كبيراً من الرئة وتسبب خللاً في منظومة إيصال الأكسجين .
أمراض التليّف الرئوي
أمراض التليّف الرئوي تحدث في الحويصلات الهوائية التهابات رئوية وبصفة عامة سواء كانت فيروسية أو بكتيريا أو فطريات أو طفيليات أو درناً
أورام الرئة والكشف عن سرطان الرئة
تتشكل أورام الرئة بأنواع متعددة مثلها مثل أي أورام في أنسجة الأعضاء الأخرى في الجسم .. مثل ورم الجهاز الهضمي والكبد والكلى والأعصاب والمخ.
حيث تحدث في الرئة طفرات غير طبيعية وتكاثر أو نمو غير طبيعي نتيجة خلل جيني يحصل في الخلية، وبالتالي يؤدي إلى تكتلات غريبة داخل نسيج الرئة تؤثر سلبا على وظيفة الرئة، وهذا النسيج الورمي سوف يسيطر على كل أعضاء الرئة عند تكاثره وعدم الكشف المبكر، وبالتالي عدم علاجه مبكرا واستئصاله يسبب خللاً في المنظومة الطبيعية التي خلقها الله بهذا الجهاز وأنعم بها علينا للقيام بوظيفتها المناطة بها .
وقد يحدث الورم في الرئة إمّا في القصبات الهوائية أو النسيج الرئوي أو الحويصلات أو في الجدار الخارجي البلوري المغلف للرئة.
الكشف والتشخيص يتم عن طريق المناظير وعن طريق العينات ولايمكن تشخيص الورم إلا بأخذ وخزة من المريض وتحليلها أو تحليل الأنسجة ودراستها لمعرفة نوع الورم وأيضاً لمعرفة المرحلة التي وصل إليها .. فهي أربع مراحل تقريباً فعند وجود الكتلة داخل الرئة من غير أي انتشار للأنسجة المحيطة تعتبر المرحلة الأولى وهنا يمكن انقاذ المريض .. وعن..د وصوله إلى الأنسجة المحيطة تعتبر المرحلة الثانية ..أما إذا وصل إلى العقد الليمفاوية فقد وصل للمرحلة الثالثة .. أما المرحلة الرابعة فهي من أصعب المراحل والتي قد نخسر فيها المريض، وهذا يعني وصول لوزم إلى الأعضاء الأخرى البعيدة عن مركز الرئة ،وهنا نؤكد على ضرورة التشخيص المبكر لاكتشاف لورم في وقت مبكر وفي مراحله الأولى لإمكانية علاجه أو استئصاله قبل وصوله المراحل النهائية.
ومن الضروري جداً عند إحساس الإنسان بأي أعراض في الرئة التوجه فوراً للطبيب المختص – لإجراء فحوصات وصور أشعة وصورة مقطعية لضمان العلاج في الوقت المناسب .
وهنالك طرق متقدمة لفحص الأورام فعند وجود دلالات إشعاعية أو سريرية يتحم التأكد من وجود جسم غريب أو تكتل داخل الرئة بالفحص عن طريق المناطير الرئوية ومناظير القصبات الهوائية وهناك فحص مهم جداً ألا وهو التصوير الذري أو المسح الذّري لمعرفة نشاط الخلايا داخل الرئة .
فإن وجد نشاط ذري عالي الكثافة يعني ذلك وجود خلايا غريبة ورمية.. ثم تليها خطوة ثالثة مهمة جداً وهي أخذ الوخزات أو أخذ العينات من النسيج الغريب لتشخيص الورم ونوعه ومراحله ومن ثم تأتي مرحلة العلاج حسب النتيجة.
الأمراض الصدرية وفصل الشتاء وجرعات التطعيم التعزيزية
من المعروف أن الفيروسات تكثر فى هذا الفصل نتيجة البرد ونتيجة فيروسات الإنفلونزا «كورونا» الفيروسات المخلوية وهي عدة أنواع تصيب الجهاز التنفسي نتيجة التعرض للبرد، وتزيد من حدة الأمراض الصدرية المزمنة كالمصابين بالانسدادات المزمنة نتيجة التدخين وخاصة كبار السن نتيجة نقص المناعة..
ولذلك لابد من إعطاء جرعات تطعيم تعزيزية لمقاومة هذه الفيروسات وبالأخص فيروس الإنفلونزا وهما نوعان : تطعيمة موسمية سنوية من المفترض أن يأخذها كبار السن والمصابون ومرضى غسيل الكلمى، وكل من يعاني من «نقص المناعة» إذ لابد من أخذ لجرعة التعزيزية السنوية وهي تختلف تماماً عن الجرعة التعزيزية لكوفيد 19 «كورونا» وهذه الجرعات التعزيزية مهمة جداً، وعلى كل العاملين بقطاع الصحة والأطقم الطبية المساعدة الذين يتعاملون مع المرضى أن يأخذوا هذه التطعيمات للوقاية وللسلامة العامة. ولابد من وعي المواطن بأهميتها..

رئتاك تحتويان على 300 مليون كيس هوائي
لكن جهازاً واحداً مفقوداً قد يجعلها عديمة الفائدة؟
تنظير القصبات الهوائية
عند تشخيص أمراض الصدرية بصفة عامة للمناظير أهمية كبيرة وبالأخص في القصبات الهوائية لأن الكمبيوتر والتصوير المقطعي والإشعاعي يعطي الصورة الخارجية للرئة، أمّا من الداخل فتحتاج للمناظير بحيث تصل إلى داخل القصبات وداخل الشعب الهوائية، والمناظير أنواع: منظار القصبة الهوائية والرئتين والشعب التشخيصى، المنظار العلاجي.. عندما نجد كتلاً أو عند حدوث نزيف من المفترض استخدامه.
المناظير التى تسمى «أرقم بلازما» تستخدم غي عمليات الكي بالليزر أو استئصال الأورام والكتل الموجودة داخل القصبات والشعب الهوائية، المنظار الصلب ويستخدم فى العمليات الجراحية واستئصال الأورام وإزالة الأجسام الغريبة التى تدخل نتيجة (الشرقة) أو نتيجة بلع مادة خارجية وهذه الأخيرة تحدث مع الأطفال، منظار الأنترساوند: يشخص الأورام الموجودة داخل التجويف الصدري ،كأن تكون غدداً ليمفاوية يتم تحديدها بالضبط، منظار الغشاء الرئوي أي الغشاء الخارجي «الغشاء البلوري» حيث يتم فحص الغشاء لوجود أمراض أو تطلبات أو أورام يتم علاجها.
أمراض الصدرية لفيا مستشفى أبى ستة الذي يشتغل بمنظار واحد فقط وهو المنظار التشخيصي .. سمعينا وقدمنا طلبات لوزارة الصحمة لتوفير باقي أنواع المناظيرو كانت الوعود كبيرة إلا- أننّا لا زلنا ننتظر! .. ونطالب بتجهيز حجرتي عمليات جراحة الصدر بمستشفى أبي ستة ولابد من وقفة جادة من الحكومة والوزارة لتجهيزهما .
العمليات الجراحية بأمراض الصدرية
عمليات جراحة الصدر تضاهي عمليات جراحة القلب المفتوح وهذا يحتاج إلى أطقم ذات خبرة كبيرة في التخدير وتجهيزات أكبر.
وهنا لايسعنا إلا أن نشكر مجلة “الليبية” الموقرة على هذه الزيارة على أمل أن يصل صوتنا إلى المسؤَولين .
Share this content:
إرسال التعليق