×

حليقة.. منمقة.. كثيفة أو أكثر ..!

حليقة.. منمقة.. كثيفة أو أكثر ..!

قبل فترة ليست بالطويلة، سحب ناشز شهير مشاركته

لأحد مناشيري، بعد أن أشار له روائي معروف إلى أن كل ما كتبته يهدف فقط إلى تمرير كلمة واحدة، لها علاقة مريبة بلحيتي الطويلة غير المشذبة.. بدوري،

لطالما استهجنتُ استغلال «الأخ القائد الأبدي» لمعايير

شكلية، لوسم أعدائه السياسيين ب» متاعين اللحي». وعلى صعيد آخر، فإن عدد الفلاسفة والمفكرين

والكتاب والصحفيين الملحدين الذين تملأ وجوههم

الشعور، أكثر من أن يحصرهم مقال، مهما طال واتسع. مقطعُ مرئي قصير، لشابين يُعفيان لحيتيهما، ظهر

بصدفةٍ فلفّقة على التايملاين، جعلني أغتاظ – لبرهة

من البشر جميغا، فما بالك بأصحاب اللحى غير المهذبة!

تابعث أحدهما يواصل «النُصح) بثبات، متحدثًا عن

العدوان الصهيوني على إيران، ناظزا إليه من زاوية

غريبة، تقول بأنهما دولتان كافرتان، و«الله لا يبرد

بينهم سبطانة».

حينها، تعلمل كل المكيافليين في قبورهم، ولحق

بهم الملاحدة صارخين.

حتى من هذه الزاوية، فإن الذكاء يستدعي أن تقف

مع العدو الأقل خطرا ضد العدو الأشد خطرا.

ولكن هيهات! في عوالم أولئك، لا رمادي بين الأسود

والأبيض.

خلاياهم الدماغية أقل عددًا، وأوهن من أن تتواصل

مع جيرانها لإيقاد شرارة فكرة في الضباب الكثيف الذي يغمر هذا الكوكب

نعم، قد يزعجك الشعر النابت أسفل الخدين، لا لشيء

إلا لأن ذاكرتك مفعمةُ بأغبياء ملتحين.

وقد تصاب بالتوتر لمجزد رؤية هذا «الزمز» الذي لم. يعد رمزياً.

فلحية الحلاج كانت تصوفا في عصره، ولحية ابن تيمية

كانت صرخة بمقاييس زمانه.

وصدام حسين، وحافظ الأسد، ونجله بشار، وبرويز

مشرف، وعلي عبد الله صالح، وثلة من الاشتراكيين

الذين حكموا دولا عربية ومسلمة، أعفوا الحقل الذي

يقع أسفل أنوفهم من الحصاد، ربما لأسباب تتعلق

بالتوزيع العادل للثروات، أو المساواة الظالمة، أو لسبب

آخر…

لكنهم، رغم ذلك، كانوا يحصدون حقل اللحى كل يوم،

بدأب لا يكل، كلما نبتت فيه سنبلة.

لم يرَأحدُ «الملاعمر» في صورة واضحة، لكنه كان

ملتحيا، ككارل ماركس، والبابا شنودة (أو نظير جيد

روفائيل، حسب اسمه في شهادة الميلاد)، وهرتزل

كذلك!

أما نيتشه، فقد ربّى شنبَا عظيفا، اقتطف منه هتلر

بضع سنتيمترات، وزرعها في منتصف وجهه.

الشّعر، أيا كان موضعه، ليس أيديولوجيا.

لكنه قد يُستعمل كأداة أيديولوجية.

ما يُشكل الأيديولوجيا، هو يقينياتها الجوهرية، تلك

التي لا يمكن حذفها حتى أثناء ارتداء ثياب التقيّة أو

بزّة المخابرات.

بوسعك أن تصلّي وأنت تحرس الحدود الجنوبية الشرقية

للكيان الصهيوني، وبالطبع، يمكنك أن تزكّي، وأن تصل

رحمك أثناء الإجازات القصيرة التي ستمنح لك.

ما لا يمكنك فعله، هو إسقاط النصوص الدينية على

.

الواقع، وإدراك موقعك الحقيقي على خارطة السياسة

الإسلامية.

باقة «المزايا» التي تُكبل عقلك، ستقودك في

النهاية لطاعة «ولي الأمر»، ذاك الربّ الفعلي الذي

تعبده، شئت أم أبيت.

حسام الوحيشي

 

Share this content:

إرسال التعليق