×

سيرة فنّ تتحدى الممنوع والمألوف

سيرة فنّ تتحدى الممنوع والمألوف

        في فضاء الفن الليبي، حيث تتشكل ملامح الإبداع وتتجدد الرؤى، تشرق نجمةً واعدةً تسعى لتثبيت حضورها بقوة وتميز:

إنها الفنانة عواطف العربي. بمزيج فريد من التجديد والبهجة، لم تكتفِ عواطف بإثراء المشهد الفني المحلي فحسب،

بل امتد تأثيرها ليلامس آفاق الفن العربي الأوسع.

نتجلى بصمتها الفنية في كل عمل تخوضه، لتصوغ أسلوبًا متفرذا في عالم الدراما والمسرح.

لقد تألقت عواطف العربي إلى جانب قامات الفن الليبي، وبزغ نجمها على خشبات مسارح القاهرة العريقة، مثبتةً بذلك حضورها كفنانةِ تمتلك وعيًا فنيًا استثنائيًا.

على الرغم من ولوجها عالم الفن في مرحلة متأخرة نسبيا، إلا أن ذلك لم يحل دون احتلالها مكانة مرموقة بين كبار الفنانين، فجذبت الأنظار بأدائها المتقن وأسلوبها الخاص الذي يميزها عن غيرها. ورغم شح الإمكانات وغياب الأضواء الكثيفة، لم تنثن عواطف عن مواصلة مسيرتها الفنية بإصرار لا يلين، متسلحة بموهبتها الفطرية وشغفها الجامح، لتصنع لنفسها اسفا لامغا يضاف إلى سجل الفنانات الليبيات المتميزات.

بين التحديات والطموح هوية فنية تنبض بالشغف

حاورتها : عفاف الفرجاني

بداية حدثينا عن عواطف العربي قبل أن تكون ممثلة

    كان حلم جميل لم أتوقع ان يتحقق في يوم مع معطيات وضعي الاجتماعي كوني زوجة وأنا طالبة في الشهادة الثانوية وفجاة بالصدفة البحتة وجدت نفسي في إحدى المؤسسات الاعلامية موظفة وأثناء ذالك جاءت الفرصة واكتشفت فعليًا موهبتي في التقديم وكانت البداية سنة 2014 على تلفزيون الوطنية في برنامج صباح ليبيا

بالإضافة لتجربتي الممتعة المسموعة والتي استمرّت حتى 2019 وخلالها قدمت العديد من المهرجانات الثقافية والفنية والوطنية والمعارض وغيرها وبالإضافة إلى موسمين متتاليين البرنامج الرمضاني (الكاميرا الخفية) وبعدها توالت التجارب واستمرت الرحلة حتى وصلت ل لحظة وقوفي لأول مرة فوق خشبة المسرح في دولة مصر الحبيبة بمسرحية ( عفاريت نحص سوى

) والتي عرضت ايضاً على شاشة تلفزيون إحدى القنوات المصرية وكانت تجربة رائعة فتحت لي ابواب العمل الدرامي. 

مالذي ألهمك لممارسة مهنة التمثيل؟ وما الذي أثار شغفك بالحرفة؟ حدثيني عن تجارب مبكرة مررت بها مع التمثيل، مثل الاداء او مشاركات المدرسية؟

تجربة «الكاميرا الخفية» كانت ناجحة وكانت هي الإلهام لدي لخوض تجربة التمثيل وهذه من ضمن عدة مواهب امتلكها وكانت واضحة للجميع منذ الطفولة عندما كنت أشارك في الفعاليات والحفلات المدرسية وانضمامي المستمر في الفرق الموسيقية بالمدرسة والغناء فالمناسبات الوطنية باختيار الأساتذة في المدرسة .

ماهي تحديات التمثيل الصعبة وما تعتبره أكبر عقبة مهنية لديك حتى الآن ؟

تحديات التمثيل كثيرة أصعبها الجرأة في اداء بعض الأدوار الجريئة والتى تكشف بعض المشاكل والمواضيع المسكوت عنها في المجتمع الليبي بناء على عقلية مجتمعنا ضمن إطار أو شماعة العسادات والتقاليد وأكبر عقبة في مهنة التمثيل هي قلة الخبرة والإنتاج الفني والتسي بسببها قلة الأعمال الدرامية الليبية .

بعد نجاحك كممثلة كيف تقومين بتحليل النص المعروض عليك؟ وما هي التقنيات التي تستخدمينها للوصول إلى الشخصية المطلوب تجسيدها في العمل؟

قراءة كاملة للنص وفهم قصة العمل من كل الجوانب ومن تم تحليل الشخصية والحوار وفهم مابين السطور ومعرفة خلفيتها وأبعادها ودوافعها وتحديد الهدف الذي تسعى الشخصية لتحقيقه ودراسة العلاقة بينها وبين باقي شخصيات العمل.

حدثينا عن كيفية تعاونكِ مع المخرجين والممثلين لخلق أداء متماسك خاصة وأنك عملتي مع قامات وشخصيات ليبية لها تاريخها في هذا المجال؟

بالطبع كان شعورا جميلا وشرفا كبيرا وخاصة مع اول تجربة لي في الدراما الليبية ولمست التعاون منهم والتقدير وهذا الحذي لحم أكمن أتوقعه منهم ..

بصراحة كان التعامل في منتهى الروعة والسلاسة وخاصة بعد إعجابهم وإشادتهم بموهبتي وأدائي

العفوي .

ماهي انوع الأدوار التي تستمتع عواطف بأدائها ؟ وما هي نقاط قوتك كممثلة ؟

بصراحة دور الأم في مسلسل (حسن وكناينه )

لامس نفسي وحياتي كأم و زوجه تخاف على زوجها و اولادها من المشاكل والصراع الدائر بين الاقارب بسبب المال.. هذا الدور كان من أقرب الشخصيات لقلبي وكنت ولا زلت اطمح لأداء شخصيات أخرى مختلفة اكتشفت من خلالها ما تملكه عواطف من قدرة وحب وشغف للتمثيل.

على المسرح

من غياب النص إلى فرصة للإبداع

اشتغلت في المسرح وحققت نجاحا جديدا في جمهورية مصر العرببة. كيف القيمين تجريتك ؟وهل للهجة دور في تجسيدك للعمل ؟

كانت الأولى والأجمل وأروع التجارب المسرحية وخاصة طبعا عندما تكون في بلاد الفن والثقافة وصناعة السينما وايضا إيمان مخرج العمل الأستاذ

(محمد عصام ) بموهبتي وإعطائي الفرصة في دور البطولة (شهرزاد) اما بالنسبة للهجة بالعكس لم تكن عائقا أبدا بإعتبار أننا الشعب الوحيد الذي بإستطاعته إتقان اي لهجة بكل سهولة ويسر وهذا كان من عوامل نجاح المسرحية.

التمثيل مواجهةُ

كيف تكسرُ عواطف العربي

«تابوهاتٍ» المجتمع بالفنْ؟

هل كانت لديك خبرة في الارتجال وما إذا كنت مرتاحه في الاستمرار في المسرح وخاصة أن المسرح يعتمد على الأداء الحقيقي والمباشر ؟

نعم كانت لدي القدرة على الارتجال وليس الخبرة وهذا وحده كفيل بالاستمرار في العمل المسرحي والذي يتطلب من الفنان الموهبة الحقيقية بالدرجة الأولى ليستطيع الوقوف على خشبة المسرح ومواجهة الجمهور وجها لوجه .

ما هي أكثر الأعمال التي تفتخرين بها كممثلة وتعتبر نقطة تحول في مسيرتك الفنية؟

العمل الوحيد حتى الان هو مسلسل (حسن وكناينه ) للمخرج المبدع الأستاذ (مصطفى الكرماجي)

للكاتب الكبير الأستاذ ( عبدالرحمن حقيق ) والذي عرض في شهر رمضان العام الماضى 2024 وكنت جدا سعيدة وفخورة بنفسي و بأدائي وإتقاني للشخصية..

وأتمنى ان يتجدد التعامل ثانية في أعمال أخرى مختلفة تخدم وتعجب المشاهد الليبي والعربي في المستقبل القريب إن شاء الله

ما تقييمك لما يقدم من أعمال في الدراما الليبية، ومن المخرج الذي تطمحين للعمل معه ؟

الأعمال الفنية تختلف من عمل إلى أخر مابين الكوميديا والتراجيديا و دراما المهزله ومابين الجيد والممتاز والمشاهد هنا هو الأحق بالتقييم .. اما بالنسبة لطموحي ورغبتي للعمل مع مخرجين بصراحة هم كثر منهم المخرج العملاق مؤيد الزابطيه والمخرج المبدع اسامة رزق وغيرهم الكثير من المخرجين المبدعين الموجودين في الساحة الفنية باعمالهم الرائعة ورؤيتهم الفنية التي تخدم الفنان بالدرجة الأولى.

رحلة الفن والشجن

بين المسرح الليبي

وأضواء القاهرة

هل لديك تفسير لفقر الموضوعات الدرامية على الصعيدين المحلي والعربي؟

التفسير الوحيد هو سيطرة رأس المال والمسوق للعمل الدرامي وشركات الإنتاج والتي من شروطها صناعة أعمال مستنسخة وتشملها السطحية والابتذال في الطرح والهدف الرئيس والوحيد هو الكسب المادي ولهذا السبب جميعنا لاحظنا التغيرات غير مرجوة لمجتمعتنا على الصعيد الاجتماعي والانفتاح ومحاولة تفكيك المجتمع بأكثر الطرق فاعلية وهو للأسف الوجه الآخر لصناع الدراما.

انجهت مؤخر ا لظهور على التيك توك، ما الدافع وراء ذلك؟ هل للانتشار السريع؟ ام ماتقتضيه الشهرة الآن؟

بصراحة هما الاتنين معًا وخاصة مع التطور السريع في كل مجالات الحياة والتطور التكنولوجي وهذا يقتضي من البحث دائما عن إيجاد فرص للعمل ومن ضمنها التسويق لنفس مع وجود أعداد كبيرة من المنافسين في هذا المجال .

عواطف العربي بنت ليبية وام من بيئة محافظة كيف كسرتي حاجز الخوف في المجتمع، ودخلت التميثل؟ وماهي التحديات التي تواجهينها اليوم كونك ممثلة؟

للأسف جاءتني الفرصة من سنوات ولكن لحم يكن الأمر سهلا مع عدم تقبل الأهل والأقارب أولا وظرووف الحياة والاولاد وإقامتي خارج ليبيا ثانيا بدون عمل والمسؤوليات والمصاريف المادية القليلة وشغفي

الكبير بالتمثيل وقررت المحاولة واغتنام الفرصة التي عرضت عليّ من جديد والتي كانت في مسلسل (حسن وكناينه ) والاستمرار رغم الظروف الصعبة التي احيانا تحول بيني وبين اختياري او عدم اختياري في عمال فنية أخرى وبعض من خيبات الأمل في بعض صناع الدراما و ووعودهم المزيفة .

التوازن بين الفن التقليدي

ومواقع التواصل الحديثة!

حسب تقديرك هل تشعرين ان المرآة الليبية مسلوب حقها في مجال العمل التلفزيوني او المسرحي ؟ مع كلمة توجهيها للقائمين على الأعمال الفنية من تلفزيون ومسرح في ليبيا؟

لا اعتقد اليوم وبعد الانفتاح السريع أنحه بإمكان المرأة الليبية أن تمتلمك القدرة على تحمل قرار العمل في مجال التمثيل مع وجود خرجين من مختلف المدن الليبية والتخصصات الفنية كمخرجة تلفزيونية او منتجة أو كاتبة أو إعلامية غيرها من المجالات المشكلة هي في عدم وجود فرص للعمل والبيئة

الآمنة والمريحة للحركة بحرية .. اتمنى منهم التركيز اكثر في توزيع الفرص على الموجودين اليوم في الساحة الفنية وعدم اقتصارها على مجموعة معينة تستحوذ طول الوقت على الساحة ومنح الفرصة للمواهب الفنية التي تحتاج منهم الدفع بيهم واظهار مواهبهم المدفونة وعدم استغلالها بشكل جيد ..

الكاميرا الخفيةُ

بوابتي إلى عوالم الدراما

وشكرا لك من كل قلبي واتمنى لك التوفيق دائما ..

Share this content:

إرسال التعليق