«تاريخ الحضارة الليبية القديمة»

مرجع مهم يستعرض تاريخ ليبيا منذ أقدم العصور
رغم ندرة المصادر التاريخية التي تتحدث عن تاريخ ليبيا القديم، قدم الكاتب والباحث “د. عبد العزيز الصويعي” كتابه «تاريخ الحضارة الليبية القديمة» كمرجع مهم يستعرض تاريخ ليبيا منذ أقدم العصور. صدر الكتاب، الذي يتكون من 351 صفحة، عام 2013م عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني.
وذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أن هذا العمل انطلق من المقولة الشهيرة: “من ليبيا يأتي الجديد”، والتي كانت محور لسلسلة محاضرات ألقاها لمدة سنتين. لاحظ من خلالها اهتماماً واسعاً من المختصين، وخاصة بين الشباب، مما دفعه لتأليف هذا الكتاب تحت نفس العنوان لتشجيع المزيد من البحث وإعادة قراءة تاريخ ليبيا القديم.
يتناول الكاتب في مؤلفه أسئلة جوهرية عن أصول الليبيين القدماء وانتماءاتهم الثقافية، وعلاقتهم بجيرانهم مثل المصريين القدماء، الكنعانيين، والإغريق.
وتحدث عن الهجرات البشرية المبكرة إلى شمال فريقيا، مستنداً إلى أدلة أثرية مثل “وجود جماجم بشرية في كل من الجزائر وليبيا واليمن وفلسطين
تتطابق مع بعضها البعض تطابقاً تاماً”. كما استند إلى مصادر تاريخية نتناول أسماء القبائل الليبية، أسلوب حياتها، وتحولها من الصيد والالتقاط إلى الاستقرار والزراعة.
وسلط الكاتب الضوء على الموقع الجغرافي والتكوين الجيولوجي لليبيا.
بداية من حضارات العصر الحجري
القديم وانتشار الزراعة والتدجين في المنطقة. معرجاً على حضارة النقوش الصخرية، مواقعها وأهم مكتشفيها،
بالإضافة إلى حضارات مدن جرمة
وسرت الكبرى ولبدة العظمى.
ويصف الباحث الحضارة الفينيقية
غي مؤلفه بأنها «دخيلة تأصلت»، متتبعاً تأثيرهما على الليبيين القدماء.
كما استعرض أسباب هجرة الإغريق


يتناول الكاتب في مؤلفه أسئلة جوهرية عن أصول الليبيين القدماء
وانتماءاتهم الثقافية، وعلاقتهم
بجيرانهه

إلى هذه البلاد، وعلاقتهم بسكانها، والتأثيرات المتبادلة بين الحضارات الأصلية والدخيلة.
وناقش الصويعي فترة حكم الأسرة الثانية والعشرين في مصر بقيادة شيشنق الأول، ودوره في تأسيس إمبراطورية شملت فلسطين، حيث تناول الدوافع السياسية، العسكرية، الاقتصادية والعاطفية
وراء هذا التوسع، والنتائج التي ترتبت عليه.
أيضاً، بحث الكاتب في الكتابة الليبية القديمة، بما في ذلك الرسوم الصخرية والجوانب الفنية المرتبطة بها، إلى جانب استعراض العلاقة بين ليبيا ومصر من خلال لوحات وادي جبارين مثل لوحة
«الآلهات الصغيرات» ولوحة «القربان»، مشيراً إلى تأثير الهيروغليفية على الرسوم الليبية وسرّ التشابه بين الكتابتين الليبية والمصرية.
وخصص المؤلف جزءًا للأديان في ليبيا، بدءًا من الوثنية، مرورًا بالمسيحية، وصولًا إلى الإسلام، سلط الضوء على الآلهة الليبية القديمة، موضحاً أن نبوغ الليبيين في الفكر المسيحي سهَل عملية الفتح الإسلامي في البلاد. كما ناقش الاندماج الديني بيمن الليبيين القدماء والفينيقيين، مستعرضاً رمزية الأرباب التي كشفتها الحفريات في مدينة صبراتة. وتطرق إلى المعتقدات حول الحياة الأخرى التي تتضح من المدافن القديمة.
واختتم المؤلف كتابه باستعراض الفنون والثقافة
العامة في ليبيا، مقدمًا لمحات موجزة عن الحياة الاجتماعية اليومية.
ما يجعل هذا الكتاب مهماً، أنه يشجع القارئ المحلي على التفكير والتساؤل في تاريخ بلاده،
ويوضح كيف يعتمد بناء تاريخ ليبيا القديم على جهود الباحثين واجتهاداتهم في محاولة للوصول إلى قراءة تاريخية متماسكة رغم ندرة المصادر.
كيف يعتمد بناء تاريخ ليبيا القديم على جهود الباحثين واجتهاداتهم للوصول إلى قراءة تاريخية متماسكة ؟


سيرة المؤلف
“د. عبد العزيز الصويعي” أستاذ بارز في التاريخ القديم، عرف بإسهاماته الكبيرة في الدراسات التاريخية والأدبية. وبمؤلفاته التي تدرس في عديد الجامعات العربية والأوروبية، كما تعاون في أبحاث مع جامعات ألمانية وأمريكية مرموقة، مما يجعله أحد أبرز الباحثين العرب في مجاله.
Share this content:
إرسال التعليق