بين فكي النرجسية والإدمان
»إشراف : منى أبوعزة
بين فكي النرجسية والإدمان
غي زحمة الحياة، وبين أروقة الاستشارات، تطل علينا حكاية أخرى، بطلتها «س.م»، تخفي وراء خجلها وترددها قصة موجعة كانت «س.م» قد طلبت موعدًا لمقابلتي، ولكنها اختفت فجأة، ثم عادت مرة أخرى، تحمل في طياتها خوفًا وترددًا. حددنا موعدًا للقاء، وذهبت إلى مكتبي وأنا على يقين بأن قصتها نحمل في طياتها شيئًا ما.
دخلت الغرفة وجلست بخجل، ترتسم على محياها ابتسامة خافتة. سألتها عمن اسمها وعمرهما، فأجابت: «اسمي س.م». لم أركز على الاسم، ففي عملنا كاستشاريين، الأسماء ليست هي الأهم
تحدثت «س.م» عن زواجها الذي دام أربع سنوات من رجل يسكن في منطقة بعيدة عن عائلتها. كانت تعيش معه في معاناة دائمة، فهو مدمن لا يعمل ولا ينفق عليها. لم تكن تعلم بإدمانه قبل الزواج، وحاولت جاهدة أن تتأقلم معه، ولكنها لم تستطع.
عادت «س.م» إلى بيت أهلها، وقررت الانفصال عنه، ولكنها وجدت نفسها في منفى، حيث تواجحه مشاكل أخرى.
عندما استدرجتها في الحديث، اتضح أن والدتها شخصية نرجسية متسلطة، تسببت في تعاسة زوجها الذي انفصل عنها منذ زمن، وترك لها أطفالًا يعانون من نرجسيتها.
الأمر الأكثر غرابة هو أن شقيقة «س.م» قد طلبت استشارة مني قبلها، وكانت تعاني من نفس المعاناة.
تحدثت «س.م» عن جراح طفولتها التي أبكتها كثيرًا أمامي.
كانت تبحث عن حل لمشاكلها، وتفكر في العودة إلى زوجها السابق، ولكنها كانت خائفة من التورط مرة أخرى.
جذر المشكلة
تزوجت «س.م» زواجًا غير متكافئ، من رجل يحمل عيوبًا كبيرة، هربًّا من والدة شوهت شخصيتها ونفسيتها بتسلطها.
الحل:
مثل هذه المشاكل معقدة وتحتاج إلى الكثير من الصبر والحكمة في التعامل. يجب على «س.م» أن تتعامل مع والدتها بما يرضي الله، وأن تدرك أن العودة إلى زوجها المدمن فكرة غير صائبة.
عليها أن تخلق مسافة آمنة بينها وبين والدتها، وأن تبدأ في بناء حياتها من جديد، وأن تفتح الباب أمام أي تغيير قد يحدث في حياتها.
أما بالنسبة للضغط اليومي في المنزل، فيمكنها تجنبه بساعات
العمل خارج المنزل، وأن تهيء نفسها فسيًا للتعامل مع استفزاز والدتها
المستمر، وتحاول تجنب الصدام معه
قدر الإمكان.
Share this content:
إرسال التعليق