هوية وطنية بلكنة أجنبية
مدارس اللغات يمكن أن تساهم في تحسين التعليم اللغوي في البلاد في ظل عقود من التذبذب في قرارات تدريس اللغات الأجنبية من المنع التام إلى الإباحة إلى الإلزام المحتشم الخالي من أطقم التدريس ذات الكفاءة ومن المعامل الخاصة ومن الدورات الخارجية وورش العمل ومن الوسائل المساعدة لها، أنها يمكن أن تقدم للمجتمع مخرجات بشرية متميزة في مختلف المجالات وفي مختلف التخصصات عبر جامعات دولية ومحلية متميزة ومخرجات أخرى في مجال الترجمة من العربية إلى كل لغات العالم الحية لتسد ثغرات في الترجمة الفورية وثغرات في العمل الدبلوماسيوثغرات في العمل الدعوي الديني الإسلامي عجز التعليم العام البائس عن سدها، وعليها أن تلتزم بالمحافظة على الهوية الوطنية المحلية والعربية والإسلامية عبر مناهج تهتم اهتماماً خاصاً باللغة العربية والتربية الوطنية والتاريخ الوطني والقومي
والإسلامي والتربية الإسلامية..
هل تنجح مدارس اللغات في معادلة الأصالةوالمعاصرة ؟
» استطلاع :عبداللهالوافي
من داخل المدرسة الفرنسية بطرابلس وهي تسمى بمدرسة الائتلاف الأفضل للتعليم الفرنسي وتمتلكها وتديرها الأستاذة فرح عبدالسلام بن عثمان التي التقيناها في مكتبها بالمدرسة الواقعة في حي الأندلس فقالت :
أول مدرسة تدرس باللغة الفرنسية يتم اعتمادها
المدرسة هي أول مدرسة تقوم بتدريس اللغة الفرنسية من حيث تحصلها على الاعتماد الحكومي الليبي لمزاولة التدريس باللغة الفرنسية وأضافت بأن جميع المواد العلمية المختلفة يتم تدريسها باللغة الفرنسية وهي تحتضن مختلف مراحل التعليم من الروضة عند سن الثلاثة أعوام حتى نهاية المرحلة الثانوية العامة والخريجون منها يستطيعون دخول الجامعات الليبية ويستطيعون مواصلة دراستهم
الجامعية في الخارج سواء في فرنسا أو في غيرها من الدول الناطقة بالفرنسية أو الدول الأخرى مؤكدة
بأن المؤهلات الممنوحة منها معترف بها في العالم وفي الدولة الفرنسية تحديدا.
ابنتي إحدى خريجات هذه المدرسة وتدرس اليوم في السوربون
الأستاذة فرح عبدالسلام مديرة المدرسة الفرنسية بطرابلس قالت بأن ابنتها تحصلت على الثانوية العامة من هذه المدرسة وهي تمدرس اليوم في جامعة السوربون الشهيرة في فرنسا وستتخرج السنة القادمة، وأضافت بأن المدرسة حريصة أيضا على تدريس اللغة العربية والدين من الصف الأول الابتدائي إلى نهاية المرحلة الثانوية، وأضافت بأن كل المواد تدرس باللغة الفرنسية وأن هناك لغات أخرى عالمية غير العربية وغير الفرنسية يبدأ تدريسها من الصف الأول الإعدادي ومن بينها اللغة الإسبانية مؤكدة بأن منهج اللغة العربية يأتي من فرنسا وهو منهج دسم للغاية باعتراف المتخصصين في اللغة العربية من أساتذة محليين كبار.
السفارة الفرنسية في ليبيا تهتم بالمتميزين
الأستاذة فرح مديرة المدرسة الفرنسية قالت
بأن هناك تعاونا كبيرا ، مع السفارة الفرنسية في طرابلس من خلال خطط تتعلق بحصول تلاميذ المدرسة على دورات قصيرة للغة في فرنسا عند وصولهم إلى الصف الرابع الابتدائي، كما تقوم السفارة بإلحاق المتميزين من طلابها بعد نيلهم الثانوية العامة بالجامعات الفرنسية، وأضافت بأن المدرسة لها تنسيق مع مؤسسات مختلفة علمية وأكاديمية مناظرة للارتقاء بقدرات المنتسبين لها، ومن بين تلك المؤسسات جامعة ناصر، من خلال تعاون علمي وأكاديمي يتعلق بإقامة ورش عمل في اللغة الإنجليزية وتعاون أكاديمي علمي مع قسم اللغة الفرنسية في أكاديمية الدراسات العليا بجنزور، وأضافت بأن المدرسة أقامت حفلاً بمناسبة اعتمادها تم خلاله عرض أشرطة تلفزيونية تتعلق بإمكانيات خريجيها وتألقهم في الجامعات الفرنسية بعد حصولهم على الثانوية العامة منها، وأضافت بان المدرسة حريصة على الاهتمام بتدريس اللغة الفرنسية في المؤسسات التعليمية الليبية من خلال إقامة دورات خاصة بمدرسي اللغة الفرنسية الليبيين المقبلين على تدريس اللغة الفرنسية في المؤسسات
التعليمية الليبية.
مناهجنا مراقبة من قبل مركز البحوث بالوزارة
الأستاذة فرح عبدالسلام قالت بان المناهج الخاصة بالمدرسة الفرنسية التي تديرهما في العاصمة مراقبة من قبل مركز البحوث في وزارة التعليم الليبية بما يضمن ارتباطها بالمجتمع العربي الليبي وسلامة مفرداتها ،وأشارت إلى أن اللغة الفرنسية لا تحظى بالاهتمام الذي تحظى به اللغة الإنجليزية في ليبيا، رغم أهمية اللغة الفرنسية من حيث كثرة الناطقين بها في العالم الأوروبي ،ومن حيث كثرة الناطقين بها في دول القارة الإفريقية والذين تربطهم بنا مصالح قارية وجغرافية ومصيرية مشتركة ،مؤكدة بأن اطقم التدريس بالمدرسة يحملون الجنسيات الليبية والتونسية والجزائرية والافريقية وان المدرسة ستركز مستقبلا على حملة الجنسية الليبية المميزين في التدريس باللغة الفرنسية ومن ذوي الكفاءة الكبيرة وحول النظام التعليمي الفرنسي، قالت الأستاذة فرح بانه نظام تعليمي قوي خاصة في عدد من اللغات وهي العربية والفرنسية والألمانية والانجليزية، وحول أهمية اللغة الفرنسية قالت بان المدرسة تسعى الى تخريج مترجمين جيدين لتغطية النقص الحاد في مجال الترجمة من والى الفرنسية في البلاد، مشيرة الى انتشار اللغة الفرنسية في ربوع افريقيا وفي العالم، أجمع وأن حامل اللغة الفرنسية يسهل عليه بعد اتقان الفرنسية تعلم اللغات العالمية الأخرى وإتقانها وحول الفئات الأكثر إقبالا على الدراسة في المدرسة قالت بأن أبناء الليبيين الذين كانوا يعملون او يدرسون في مدارس فرنسية بالخارج في اوروبا أو إفريقيا أو في دول أخرى هم من أكثر المهتمين باستكمال دراستهم في المدرسة كذلك الراغبين

التعليم في زمن الفوضى
المدارس الأجنبية
كملاذ للتميز والانضباط
في دراسة هذا التخصص اللغوي الهام وفئات أخرى
متعددة.
الاستثمار في الأولاد أفضل استثمار
الأستاذة فرح عبدالسلام مديرة المدرسة الفرنسية بالعاصمة طرابلس قالت بأن الاستثمار في الجيل الجديد المتمثل في أولادنا هو أفضل استثمار من خلال اختيار الدراسة في مؤسسات تعليمية متقدمة تساهم في تقديم مخرجات بشرية مؤهلة في مختلف العلوم والمعارف لتساهم في النهوض بالمجتمعات مؤكدة بأن المدرسة تهتم أيضاً بالجوانب الاجتماعية وغرس القيم الأخلاقية والإنسانية في صدور منتسبيها، وتهتم بالنشاط الرياضي وتسعى لإدماج تلاميذها في مختلف المراحل الدراسية في النشاط الرياضي والاجتماعي والإنساني ،كما تهتم بإشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية والاجتماعية داخل وخارج المؤسسة التعليمية ،فقد أقامت ماراثونات رياضية للتلاميذ باشتراك أولياء الأمور فيها كما تم دمج التلاميذ في برامج اجتماعية تتعلق بزيارة مرضى الأورام والوقوف على أوضاعهم ودعمهم معنوياً، مضيفة بأن من مزايا النظام التعليمي الفرنسي اشراك أولياء الأمور في مختلف الأنشطة التي يتم تبنيها في المدارس الفرنسية.
الامتحانات في تونس

الأستاذة فرح اختتمت قولها بأن الامتحانات الخاصة بالمدرسة تجرى حالياً في تونس لضمان أكبر قدر من الضبط والربط في العملية القياسية ولضمان
تحقيق أكبر قدر من الصدقية فيما يمنح من مؤهلات أكاديمية للدارسين في المدارس الأجنبية بالدولة الليبية.
المدارس الأجنبية في ليبيا الأكثر انضباطا والأفضل مخرجات الدكتورة زينب السائح وهي ناشطة سياسية واجتماعية قالت بأن المدارس الأجنبية في ليبيا أكثر انضباطاً مدرسياً والأفضل من ناحية المخرجات وهي غالباً لا تتأثر بالوضع الإداري المضطرب في البلاد غبل وبعد فبراير مؤكدة بأن أولياء أمور الطلبة الذين يدرسون بها يملكون حرصاً كبيراً على استفادة أولادهم الاستفادة العلمية الحقيقية ولا يهتمون بمجرد يلهم المؤهلات العلمية دون التحصيل العلمي وأضافت بأن الامتحانات التي تقام بالمدارس الأجنبية امتحانات حقيقية خالية من الغش وتقيس ما تسم تحصيل خلال السنة الدراسية من علوم ومعارف وأضافت أيضاً بأن مستويات اللغة الأجنبية عند خريجي المدارس الأجنبية مستويات عالية جداً وتؤهل الخريج بعد حصوله على الثانوية العامة لدخول جامعات دولية فيالدول الناطقة باللغة التي تم التدريس بها في هذه المدارس.
المدارس الأجنبية تسد الثغرات المؤسفة في إمكانات المتخصصين المحليين في الترجمة

الدكتورة زينب السائح قالت بأن المدارس الأجنبية في ليبيا نظراً لأنها تقوم على نظام التعلم باللغة الأجنبية من مرحلة الروضة إلى نهاية المرحلة الثانوية العامة في جميع المواد فإنها تؤهل وتعد مخرجات بشرية ممتازة في اللغة الأجنبية خاصة وأن تلك المخرجات تتاح لها فرصة تلقي دورات لغة في الخارج وفي محيط أجنبي كله علاوة على استكمال الدراسة باللغة الأجنبية في جامعات دولية ما يساعد الخريجين منها على سد ثغرات العجز والضعف الكبير في العمل الترجمي السياسي والإداري والتعليمي والاجتماعي وحتى الدعوي، مشيرة إلى ما وقع في أكثر من مناسبة رسمية عند المؤتمرات الصحافية السياسية الكبيرة التي عقدت في البلاد، والتي ظهر فيها المترجمون على نحو فاضح ومضحك بسبب الضعف الكبير في اللغات الأجنبية وأضافت بأن مجال الترجمة الفورية في المحافل السياسية ومجال تدريس اللغة الأجنبية في المؤسسات الليبية العامة التعليمية على أهميتهما ليسا المجمال الوحيد الذي ينبغي تطعيمه بخريجي المدراس الأجنبية للارتقاء باللغة الأجنبية في البلاد بل هناك مجالات كثيرة من بينها المجال الدعوي الذي يبرز من بين تلك المجالات في حاجته إلى متميزين في اللغات الأجنبية ،وهذا أمر يتعلق بالأوقاف والشؤون الإسلامية والحملات الدعوية في الخارج والتي ينبغي أن تتعاون مع هكذا مؤسسات تعليمية هامة من أجل اختيار نسبة من خريجيها للعمل في هذا الحقل باعتبار أن إجادة اللغات الأجنبية إجادة تامة من أهم شروط جاح الحملات الدعوية للإسلام الحنيف.ثالوث اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية للمحافظة على الهوية.
مناهجنا مراقبة
من قبل مركز البحوث بالوزارة

الدكتور عبدالكريم القبلاوي ناشط في مجال العمل التطوعي وحقوق الإنسان قال بأن المدارس الأجنبية التي تقوم بتدريس المواد المختلفة باللغات الأجنبية من بداية أول مرحلة حتى نهاية مرحلة الثانوية العامة من أهم العناصر التربوية والتعليمية في ظل فوضى التعليم المحلي وانتشار الغش في مؤسسات التعليم إلى درجة استقالة بعض المسؤولين بعد استفحال الغش وإلى انتشار النتائج التي تعتبر محل شك يراود المراقبين ، وأضاف بأن الحرص في مثل هذه المؤسسات التعليمية ينبغي أن ينصب على ثالوث هام يتضمن الاهتمام باللغة العربية والاهتمام بغرسها في التلميذ المحلي والذي وإن كان يعيش في بيئة محلية ناطقة باللغة العربية بعاميتها الليبية وفي محيط يتحدث كله باللغة العربية في البيت والشارع والمسجد ووسائل الإعلام إلا أن هذا لا ينبغي ان يكون مبررا لعدم الاهتمام باللغة العربية الفصحى في المدارس الأجنبية، بل ينبغي أن يكون منهج اللغة العربية منهجا دسما وهاما ،فالمترجم لا يستطيع الترجمة الدبلوماسية او أداء الواجبات الدعويةأو الاجتماعية او التعليمية ما لحم يكن مجيدا للغتين العربية والأجنبية كما ينبغي ان يتم في المدارس الأجنبية الاهتمام بالتربية الوطنية اهتماما خاصا، ولو جاء ذلك في كتب منهجية باللغة الأجنبية والاهتمام بتاريخ البلاد النضالي والعلمي والثقافي من اجل ربط التلميذ بواقعه الاجتماعي المحلي، وكذا الحال بالنسبة للتربية الإسلامية التي ينبغي أيضا الاهتمام بها في المدارس الأجنبية ،وقد تنقسم التربية الإسلامية إلى قسمين يحويان القران الكريم باللغة العربيةوالمواضيع الدينية الأخرى باللغة الأجنبية المستخدمة مؤكدا على أن هذا الاهتمام باللغة الام وبالتربية الوطنية والتربية الإسلامية في المدارس الأجنبية من شأنه دون شك المحافظة على الهوية الليبية والعربية والإسلامية.

طلاب المدارس الخاصة على هامش الجامعات العامة
تحسين التعليم اللغوي الأجنبي في البلاد
أيمن محمد، أشار إلى أن انتشار المدارس الأجنبية التي تقوم على تدريس كل مناهجها باللغات الأجنبية العالمية من شأنه تحسين التعليم اللغوي في البلاد والذي يعاني الكثير والكثير بسبب ما تعرضت له اللغة في بلادنا خلال العقود الزمنية الماضية من تذبذب في القرارات التعليمية التي تمنعها حيناً منعاً تاما وتعيدها حيناً بشكل محتشم وبدون توفير أساتذة قادرين على تعليمها أو مناهج تعليمية طموحة أو إمكانات ضرورية ما تسبب في ضعف عمام في تدريس اللغات الأجنبية جميعها خاصة في ظمل تعليم منهار بسبب الأسباب المتنوعة التي لا تخفى على أحد في هذه البلاد
لا مشاكل في التحاق خريجي
ثانويات المدارس الأجنبية بالجامعات الليبية
حملنا سؤالا يتعلق بخريجي المدارس الاجنبية العاملة في ليبيا والصعوبات المتوقعة عند التحاقهمبالجامعات الليبية المحلية بعد نيلهم الثانويات العامة في المدارس الأجنبية ونقلنا مخاوفنا إلى الاستاذ علي الرتيمي وهو أستاذ تربوي فقال بانه لا توجد مشكلة فيما يتعلق بالتحاقخريجي هذه الثانويات بالجامعات الليبية لأن الطالب في الأساس ناطق باللغة العربية وباللهجة الليبية وفي محيط أسري ومجتمعي يتحدث بنفس اللغة وبنفس اللهجة التي يتم التدريس بها في الجامعات الليبية كما المنهج الجامعي لا يحاكي غالبا المناهج في المراحل التعليمية التي سبقته بل هو منهج خاص في مختلف التخصصات وفيما يتعلق بالدراسات الأدبية في اللغة العربية وفي التربية الإسلامية فان الطالب يحمل رصيدًا كافيًا من البيئة والمحيط والأسرة والجامع وحتى المدرسة الأجنبية التي تقدم منهجا عربيا ودينيا دسما وكل هذه الاعتبارات تذلل أمام الطالب كل العقبات التي تتعلق بلغة التدريس في الجامعات الليبية وتجعله يندمج بسرعة فيها كمتفاعل جيد ومتلق لبق. بينما يكون في غاية التفوق اذا درس في تخصصات تتعلق باللغة الأجنبية التي درس بهما في التعليم الثانوي وكذا الحمال إذا درس في الطبيات والصيدلة وبعض التخصصات العلمية الأخرى. لذا فإننا نرى بأنه لا وجود لمشكلة في التحاق خريج الثانويات الاجنبية بالجامعات الليبية.
Share this content:
إرسال التعليق