القيمز في ليبيا
اقتصاد صغير ينمو في الظل
في أحد أحياء طرابلس الهادئة، يفتح عماد ماطوس أبواب صالة الألعاب الإلكترونية الخاصة به، التي أنشئت عام 2022.
هذه الصالة ليست مجرد مكان للترفيه، بل أصبحت ملتقى للشباب الليبي الباحث عن متنفس بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية.. بعد السابع عشر من فبراير، بدأت وسائل التسلية الجديدة واستثمارات القطاع الخاص تتدفق إلى ليبيا وقد ظهرت بالفعل ست قاعات للألعاب في العاصمة، مع أخرى في المدن الكبرى مثل بنغازي.
الترفيه البريء وإهدار المال
رواد

يجلس اللاعبون على كراسي مريحة أو مقاعد مرتفعة، يتنافسون في مباريات كرة القدم الافتراضية أو يخوضون معارك حماسية في ألعاب الفيديو. يرتدي معظمهم أزياء غير رسمية؛ حيث يظهر الشباب بسراويل «جينز» وقمصان قطنية، بينما يفضل البعض ارتداء سترات رياضية. يضع بعض اللاعبين سماعات رأس حديثة، مما يعكس اهتمامهم بالتفاصيل التقنية لتعزيز تجربة اللعب.
تتراوح أعمار مرتادي هذه الصالات بين المراهقين في سن المدرسة والشباب في العشرينات، مع حضور ملحوظ للذكور، بينما يزداد اهتمام الفتيات تدريجيًا بهذا المجال.
شهادات

يقول عبد الرحمن عندما كنت خارج البلاد في احمدى دول أوروبا غالبا ما أقصد صالات لألعاب إلكترونية
تجذبني الأصوات وتجهيزات الصالات والسماعات والاضواء
وكنت أتمنى عندما أعود إلى ليبيا أن أجد مثل هذه الأماكن هنا، ويضيف: “الشباب في ليبيا بعد حروب وتشتت يعيش حالة اشبه بالعزلة الطويلة فهم بحاجة للتنفيس وهذا مايفسره الطلب القوي على الأماكن التي تسمح لهم باللعب معًا والمشاركة في البطولات.
منذ عام 2018، شهدت ليبيا طفرة في إنشاء صالات الألعاب الإلكترونية، خاصة في المدن الكبرى مثل طرابلس وبنغازي. هذه الصالات توفر بيئة ترفيهية للشباب، حيث يمكنهم التنافس في ألعاب مثل “فيفا”
و”كول أوف ديوتي” و”فورتنايت” و”بوبجي” .
ملتقى وترفيه

أحد مرتادي هذه الصالات، «انس القاضي» يقول:
“هذه الأماكن توفر لنا فرصة للترفيه والتواصل مع أصدقاء جدد، بدلا من قضاء الوقت في المقاهي، نجد هنا بيئة آمنة وممتعة” .
ومع ذلك، يبدي بعض أولياء الأمور قلقهم بشأن تأثير هذه الألعاب على أبنائهم. يقول «محمد صلاح» والد لثلاثة أطفال: هذه الألعاب توفر ترفيهًا، لكنني أخشى من إدمان أبنائي عليها وإهمال دراستهم خصوصا وان تعلقهم بها كبير وانقطاعهم عنها يجعلهم مشدودي الأعصاب وقلقين.
ضوابط وتشريعات
من الناحية القانونية، تم إطلاق اتحاد للرياضات الإلكترونية في ليبيا عام 2018، بهدف تنظيم هذا القطاع ووضع ضوابط للمسابقات والبطولات ،ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة لمزيد من التشريعات والرقابة لضمان حماية اللاعبين، خاصة صغار السن، من المحتوى غير المناسب والتأثيرات السلبية المحتملة.
في تصريح لرئيس الاتحاد الليبي للرياضات الإلكترونية، علاء الدين التومي، أكد أن الاتحاد يعمل على تنظيم بطولة ليبيا للرياضات الإلكترونية في طرابلس، والتي ستشمل ألعابًا مثل “بوبجي”، “تيكين”، و”فيفا”. وأشار التومي إلى أن هذه الجهود تأتي في إطار تعزيز مشاركة الشباب الليبي في الرياضات الإلكترونية وتطوير هذا القطاع في البلاد، وأعلن الاتحاد الليبي للرياضات الإلكترونية، عن المشاركات الدولية المقررة لعام 2025، حيث سيشارك المنتخب الليبي في بطولات ينظمها الاتحاد العالمي للرياضات الإلكترونية، والاتحاد العربي للرياضات الإلكترونية، واتحاد البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية. ودعا الاتحاد اللاعبين والفرق إلى الاستعداد والتسجيل لتمثيل ليبيا في هذه المحافل الدولية.
أخيرا
تُعد صالات الألعاب الإلكترونية في ليبيا ظاهرة حديثة نسبيًا، لكنها سرعان ما أصبحت جزءًا أساسيًا من المشهد الترفيهي للشباب، وبينما توفر هذه الصالات مساحة للتواصل والتنافس، يبقى التوازن والرقابة أمرين ضروريين لضمان استفادة الجميع بشكل إيجابي من هذه التجربة، على الرغم من التحديات التقنية التي تواجهها شبكة الإنترنت في البلاد، إلا أن هذه الصالات نجحت في خلق بيئة ترفيهية للشباب الليبي، مما يعكس رغبة قوية في التواصل والانخراط في مجتمع الألعاب.
من “البلايستيشن” إلى البطولات..
كيف أصبحت صالات «القيمز»
ملاذًا للشباب؟
مع وضع ضوابط ولوائح تنظيمية وبرامج توعية مصاحبة
لهذه الالعاب..
Share this content:
إرسال التعليق