صائد الألقاب ونجم الكرة الطائرة “محمد الغول”

جاهز لتلبية السويحلي
إن طلبني في البطولة الإفريقية
مذ علت في سماوات النجاح قبل عقد، تنتقل طائرة «الغول» من مطار لآخر، محلقة لا تلوي على شيء إلا إشفاء غليل طموح يتقد ويطرد مع الأيام، وفي ذلك لا تعرف غير الألقاب مبتغى.
من السويحلي إلى الترجي التونسي فسموحة المصري، ثم أثلوس أوريستياداس في بلاد الإغريق، مروراً بمحطات عودة إلى «الحبيب الأول»،مسيرة امتدت عشر سنوات، عرف خلالها لاعب منتخبنا الوطني للكرة الطائرة «محمد الغول» كيف يصنع التاريخ مع هذه الفرق، ليصل ما حققه من الألقاب إلى 17، منها 5 للدوري الليبي وبطولة عربية مع السويحلي وثلاثيتان
تاريخيتان رفقة الترجي التونسي.. ثم حانت لحظة ليشد الرحال إلى رومانيا، استجابة لطلب من أحد كبار بلاد البغدان «ستيوا بوخارست»، الذي أراد أن يعيد وصلامع ماض جميل، طال عليه الأمد.
اليوم وبينما الدوري الروماني للكرة الطائرة ينتصف، يأمل «الغول» أن ينجح فيما كان ديدنه مع فريقه الحالي، فيرفع معه لقب الدوري الروماني، الذي عز على «ستيوا» لثلاثة عقود،ليصبح «تميمة حظ» تفتح لصاحبها أبواب المجد، ويتأهب بعدها لخوض غمار بطولة العالم مع المنتخب الذي تدرج بعزم ضيفنا ورفاقه في مدارج التألق.
قابلنا صائد الألقاب «محمد الغول»، في أول لقاء له مع الصحافة المكتوبة – لنسبر بعضاً من أسراره ونتعرف على تطلعاته وآرائه بشأن تطور الطائرة الليبية وما تعانيه من عقبات كؤود:
كتب : مناف بن دلة
ستيوا بوخارست ناج عريق وأحد أعمدة الكرة الطائرة في رومانيا وأوروبا، تُزين 16 لقباً للدوري المحلي خزائنه، إلى جانب نيله وصافة دوري أبطال أوروبا في مناسبتين، إلا أنه بعيد عن الألقاب منذ زمن بعيد «حيث تعود آخر بطولة للدوري حققها إلى 34 سنة خلت»، وهو الآن يحتل المركز الخامس برصيد 21 نقطة وفارق 6 نقاط خلف المتصدر دينامو بوخارست.. ما هي حظوظ الفريق في تحقيق حلم طال انتظاره؟
الدوري الروماني – وهو أحد أفضل الدوريات على مستوى العالم – صعب وكتوم، لا يبيح بكامل أسراره حتى النهاية، ونحن الان في مرحلة الإياب، ما يعني أن الحديث عن هوية المتوّج سابق لأوانه، خاصة وأن التقارب في المستوى الفني سمة بادية، تتجلى في أن الفرق ال11 جميعها انتصرت وخسرت في مبارياتها.
وإلى أن نبلغ المرحلة الإقصائية «البلاي أوف»
فإنني لا أزيد على تأكيد الحظوظ الوافرة ل»ستيوا» غي معاودة الوصل مع اللقب المحلسي.
الدوري الروماني يختلف في آليته عن دورينا، فالمنافسة نقوم بنظام المجموعة الواحدة ومن 11 فريقا يتواجهون جيئة وذهاباً وبعدها تقام المرحلة الإقصائية.. هل هذا هو الاختلاف الوحيد بين الدوري هناك وعندنا.. أم أن الفوارق كبيرة على مستوى التكوين والتدريب والحضور الجماهيري والاهتمام الإعلامي؟
الفوارق كبرى، فالكرة الطائرة في رومانيا وأوروبا قاطبة متفوقة عما سواها، تجد ذلك في الاهتمام والدعم المقدم من الأندية والحكومة، وينعكس هذا على الاهتمام الإعلامي والجماهيري.
هنا تقابل لوحات إعلانية تحمل صور نجوم الطائرة ووسائل الإعلام لا تفتأ تتابع أخبار اللعبة بكامل التفاصيل، وإزاء ذلك يبدو منطقياً ارتفاع المستوى الفني للمسابقات وتقدم القدرات التكوينية للشباب.

لا أتصور إمكانية لعبي لفريق
آخر غير السويحلي في ليبيا
أما في ليبيا فاقتصار الاهتمام باللعبة على 4 أو 5 أندية يفت في عضد تطور الطائرة.
خلال عقد من الزمن، وقعت على رحلة احتراف طويلة تضمنت محطات متميزة مع الترجي التونسي وسموحة المصري وأثلوس أوريستياداس اليونان والآن شتيوا بوخارست.. ما الفروق بين هذه المحطات والبطولات في تونس ومصر ورومانيا وليبيا؟ كل هذه المحطات أثيرة على قلبي ولإنجازاتي معها قيمة خاصة، بدءاً من السويحلي «ناديّ الأم»، مروراً بالترجي التونسي الذي حققت معه ثلاثيتين، فسموحة أحد أفضل الأندية المصرية، وبعد ذلك إلى اليونان والتي تعتبر أول تجربة احترافية أوروبية وكانت
ناجحة بحصولي على أفضل لاعب و«سمنتر بلحوك» في الدوري، والآن مع ستيوا بوخارست أمضي قدما محاولا السير على ديدن النجاح، وقد كانت البداية بنيل برونزية بطولة البلقان التي أقيمت باليونان.
لطالما كان التتويج ردفاً لحضورك، إذ حققت ألقاباً يصعب حصرها (10 بين الدوري والكأس والبطولة العربية، ثلاثيتان متتاليتان
رفقة الترجي سنة 2019 بالإضافة لتميز لافت مع المنتخب، تقف ذهبية دورة الألعاب العربية وبرونزية البطولة الإفريقية شاهدين عليه.. من بينها أي إنجاز هو الأثير على قلبك؟
أحمد الله أنني أملك رصيداً وافراً من الألقاب، فمع السويحلي رفعت لقب الدوري في 5 مناسبات و4 مثلها في الكأس، إلى جانب الإنجحاز العربي.
ومع نادي الترجي التونسي حظيت بثلاثيتين
«السدوري والسكأس والسوبر»، وفضية البطولة العربية، كما تحصلت على جائزة أفضل «سنتر» في البطولة العربية وكل إنجاز أحققه يبذر السعادة في قلبي
ويحفزني للمزيد.
على ذكر البطولات .. يتجهز السويحلي لاستضافة البطولة الإفريقية خلال الفترة بين 17 و30 أبريل.. هل ستكون جاهزاً لتلبية السويحلي كما فعلت ذلك في مرات سابقة أم أن انشغالكم مع ستيوا بوخارست في الدوري الروماني المقرر انتهاؤه في يونيو سيحول دون ذلك؟
جميل جداً استضافة نادي السويحلي للبطولة الإفريقية، وهذا الأمر بمثابة امتنان لجماهير الطائرة في مدينة مصراتة العزيزة على قلبي، وأجزم أن البطولة ستظهر بأفضل حلة تنظيمياً.
وبالمناسبة أنا جاهز لتلبية طلب السويحلي في أي وقت، لكن ذلك يظل رهناً بتقديم عرض من الفريق وبانتهاء الدوري الروماني قبل انطلاق البطولة
الإفريقية.
وهل يمكن في يوم من الأيام أن تمثل فريقاً محلياً آخر غير السويحلي في عالم الاحتراف لا مكان لكلمة المستحيل،لكن

الإنجازات التي حققتها تبذر السعادة في قلبي
وتحثني لنيل المزيد
في قرارة نفسي لا أتصور وجودي بفريق آخر غير
السويحلي.
ينتظرك عام استثنائي تخوضون فيه غمار كأس العالم في سبتمبر القادم، وهي المرة الثانية التي يتواجد فيها منتخبنا بالمونديال بعد أولى مضى عليها 42 سنة (1982)» في الأرجنتين.
بداية، كيف تصف تحضيرات المنتخب سيما بعد الاستغناء عن المدرب التونسي «غازي قوبعة» الذي وقف وراء انجاز التأهل؟ بداية، لا بد من الإشادة بالطفرة التي تعيشها الكرة الطائرة الليبية، والتي تقف إنجازات عدة كشواهد عليها، ومرجع هذا التقدم ما حظيت به اللعبة من لاعبين متميزين سواءً بالدوري الليبي أو المحترفين
بالخارج.
وقبل 9 أشهر من المونديال، يبدو الحديث عن الاستعدادات سابقاً لأوانه، كما أنه مناط باتحاد اللعبة ولجنة المنتخبات، وكل ما نأمله أن توضع روزنامة مناسبة تضمن وصول اللاعبين إلى ذروة مستوياتهم البدنية والفنية في الأرجنتين.

ستيوا بوخارست يمتلك حظوظاً
وافرة في حصد لقب الدوري
بعد غياب امتد
لثلاثة عقود
هل تعتقد أن ليبيا قادرة على تحقيق فوزها المونديالي الأول، خاصة بعد أن تمكن ناشئو الطائرة من فعلها بباكورة نسخ بطولة العالم للناشئين الصيف الماضي وحصدوا انتصارين في
بطولة العالم ببلغاريا؟
المنافسة في بطولة العالم ستكون أشدّها أمام منتخبات تفوقنا خبرة وتجربة وإمكانات، بينما نخوض تجربة هي الثانية بعد غياب تجاوز 40 عاماً، والمهمة
صعبة بالتأكيد.
وما يهم هنا أن نسجل حضوراً مشرفاً للطائرة الليبية في أعظم حدث للعبة على مستوى العالم،ومتيقن أن مشاركتنا القادمة ستكون
استثنائية، وستكرّس لحضور ليبي في المحافل الدولية.
غياب الدعم الحكومي والإعلامي في دائرة الاتهام
وفق نظرة عامة.. لا يمكن إنكار أو تجاهل الطفرة التي تعيشها الطائرة الليبية سواء على مستوى الفرق والمنتخبات .. ماذا ينقصنا لنقف على قدم المساواة مع دول الجوار أم أن المسألة مسألة وقت فقط وسندلف بقوة باب الألقاب القارية؟ الاستمرار في المشاركات العالمية كفيل بوضعنا على خارطة الإنجازات، وقد بدأت البشائر في ذلك تهل بحصد السويحلي لقب البطولة العربية للأندية.
لكن الاطراد في النجاح والحفاظ عليه صعب جداً،ويتطلب تكاثفاً من الجميع، لاسيما الدولة والأندية،الملزمان بتقديم الدعم المادي والمعنوي اللازم.

ثنائية الإنجازات
وضعف القاعدة الجماهيرية
مفارقة تعانيها الطائرة الليبية
برأيك، لماذا فشلت الطائرة في نيل شعبية توازي الإنجازات التي حققت، إذ ما تزال تتأخر عن ألعاب أخرى ككرة القدم والسلة في القاعدة الجماهيرية؟
لهذه المفارقة التي تعيشها الكرة الطائرة في ليبيا أسباب، على رأسها نأي الدولة والأندية أنفسهم عن دعم اللعبة، ما جعل نطاق التنافس ينحصر في أندية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وانعكس الأمر سلباً على تطور اللعبة.
وأستغرب أن لا يكون هناك توجحه حكومي وإعلامي لإعلاء شأن الطائرة الليبية، وهي صاحبة الصولات والجولات الخارجية، والمكللة بالمجد في الاستحقاقات العربية والإفريقية.
إن ما تعيشه اللعبة اليوم عقد يمكن للدولة والإعلام أن ينظما عليه قصة نجاح استثنائي يضع الكرة الطائرة في واجهة الألعاب الجماهيرية، فالشعبية يمكن أن تكتسب بمعية الإعلام والاهتمام.
وأخشى ما أخشاه أن يفضي هذا التجاهل إلى تراجع مستوى الطائرة الليبية، ونستفيق آنذاك على حلم جميل قضى على مذبح الإهمال.

على المستوى الفني والحضور
الجماهيري والاهتمام الإعلامي
المشهد في أوروبا
مغاير تماماً لما عندنا
Share this content:
إرسال التعليق