×

ليبيا على طبق

ليبيا على طبق

      قصة‭ ‬نكهات‭ ‬عبرت‭ ‬الحدود

   ‬البازين‭ ‬والكسكسي‭ ‬

    على‭ ‬بساط‭ ‬الريح‭ ‬في‭ ‬رحلة‭  ‬المذاق‭

 

    لم‭ ‬يعدْ‭ ‬الأكل‭ ‬الليبي‭ ‬مجرد‭ ‬تجربة‭ ‬تقليدية‭ ‬حبيسة‭ ‬البيوت،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬عنصر‭ ‬جذب‭ ‬يلفت‭ ‬الأنظار‭ ‬في‭ ‬المطاعم‭ ‬الراقية،‭ ‬وأسواق‭ ‬الطعام‭ ‬الحرفي،‭ ‬وحتى‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬حيث‭ ‬يكتشف‭ ‬الذواقة‭ ‬أسرار‭ ‬أطباق‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬حكايات‭ ‬الصحراء‭ ‬وسواحل‭ ‬المتوسط‭..‬

‭ ‬ببراعة‭ ‬استثنائية،‭ ‬استطاع‭ ‬الطهاة‭ ‬الليبيون‭ ‬في‭ ‬المهجر‭ ‬تحويل‭ ‬تراثهم‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬عالمية،‭ ‬يمزجون‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬التقاليد‭ ‬العريقة‭ ‬والابتكار‭ ‬الحديث،‭ ‬مقدمين‭ ‬أطباقًا‭ ‬كالبازين‭ ‬والكسكسي‭ ‬والعصبان‭ ‬بأسلوب‭ ‬يستهوي‭ ‬الأذواق‭ ‬الغربية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفقد‭ ‬نكهته‭ ‬الأصلية‭.

    استطلاع‭ :  ‬خديجة‭ ‬المرهاق

    قابلنا « الشيف» وهاوي. الطبخ وصانع المحتوى عبد الرحمن العجمي مقيم بأمريكا كانت له تجربة طويلة في هذا المجال :

كيف‭ ‬كان‭ ‬أول‮«‬‭ ‬سندويتش‮»‬‭ ‬ليبي‭ ‬تقدمه‭ ‬لسياح‭ ‬في‭ ‬أمريكا؟‭ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬ردة‭ ‬فعلهم‭ ‬حول‭ ‬المذاق؟‭

من‭ ‬هاو‭ ‬إلى‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المذاق‭ ‬الليبي‭ ‬

يروي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬هاوي‭ ‬الطبخ‭ ‬والمقيم‭ ‬بأمريكا‭ ‬

بداية‭ ‬رحلته‭ ‬لترويج‭ ‬أول‭ ‬سندويتش‭ ‬مفروم‭ ‬عالمياً‭ ‬لزوار‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وكندا‭ ‬وبعضهم‭ ‬عرب‭ ‬،حين‭ ‬جهزته‭ ‬كانت‭ ‬تفوح‭ ‬منه‭ ‬رائحة‭ ‬شارع‭ ‬المعري‭ ‬والرشيد‭ ‬طهوت‭ ‬لهم‭  ‬بكل‭ ‬أنواع‭ ‬التوابل‭ ‬وبفضل‭ ‬النكهات‭ ‬الفريدة‭ ‬والمميزة‭ ‬اضافة‭ ‬للخبز‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬خبزه‭ ‬بطريقتنا‭ ‬االليبية‭ ‬والمعروف‭ ‬ب‭ ((‬خبزة‭ ‬فرن‭ )) ‬حيث‭ ‬لاقى‭ ‬استحسان‭ ‬الجميع‭ ‬وإعجابهم‭ ‬بهذا‭ ‬‮«‬‭ ‬السندويتش‮»‬‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تحول‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬تجارية‭ ‬حيث‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬لتجهيز‭ ‬الوجبات‭ ‬داخل‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭.‬

كيف‭ ‬أثر‭ ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬المذاق‭ ‬الليبي؟

التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬وتأثيره‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬الأطباق‭ ‬الليبية

        ‬التنوع‭ ‬الثقافي‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬انتشار‭ ‬الطبق‭ ‬الليبي‭ ‬فالتوازن‭ ‬المثالي‭ ‬بين‭ ‬النكهات‭ ‬أدهش‭ ‬المتذوقين‭ ‬فمن‭ ‬خلاله‭ ‬تعرف‭ ‬مدى‭ ‬اعجاب‭ ‬الذواق‭ ‬بالأكل‭ ‬سواء‭ ‬سياحا‭ ‬أو‭ ‬عربا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬فقد‭ ‬أُعجبوا‭ ‬بالطبق‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬فليفر‭( ‬البهارات‭) ‬موازنة‭ ‬وظلوا‭ ‬يلحون‭ ‬علي‭ ‬بالسؤال‭ ‬هناك‭ ‬طعم‭ ‬لم‭ ‬نذقه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬يقصد‭ ‬في‭ ‬التنوع‭ ‬البهارات‭ ‬بطريقة‭ ‬مدهشة‭ ‬مما‭ ‬أضفى‭ ‬ذوقاً‭ ‬رهيباً‭ ‬حين‭ ‬قدمت‭ ‬لهم‭ ‬طبق‭ ‬الكسكسي‭ ‬بالبصلة‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬النكهة‭ ‬غنية‭ ‬جداً‭ ‬والطعم‭ ‬أجمل‭ ‬وكنت‭ ‬سعيداً‭ ‬جداً‭ ‬برأيهم‭ ‬ولأنني‭ ‬كنت‭ ‬أعيش‭ ‬في‭ ‬الغربة‭ ‬استمررت‭ ‬بالترويج‭ ‬لطهو‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الأطباق‭ ‬الليبية‭ ‬الشعبية‭ ‬وحققت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬مما‭ ‬سبب‭ ‬انجذاب‭ ‬السياح‭ ‬إلي‭ ‬من‭ ‬اأجل‭ ‬الأكل‭ ‬للتمتع‭ ‬بلذة‭ ‬المذاق‭ ‬الليبي‭.‬

هل‭ ‬السياح‭ ‬يعودون‭ ‬إليك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأكل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬؟‭ ‬وكيف‭ ‬يتم‭ ‬جذبهم‭ ‬؟

بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬باعتبار‭ ‬تواجدي‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬كزائر‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬التقيت‭ ‬بعدة‭ ‬سياح‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وتركيا‭ ‬أصروا‭ ‬على‭ ‬تناول‭ ‬وجبات‭ ‬شعبية‭ ‬أخرى‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أرشدهم‭ ‬لبعض‭ ‬المطاعم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ليتعرفوا‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬الوجبات‭ ‬الليبية‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كيفية‭ ‬جذبهم‭ ‬أنا‭ ‬أطهو‭ ‬بشكل‭ ‬جميل‭ ‬وأهم‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬الطبق‭ ‬الليبي‭ ‬هو‭ ‬التفنن‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬البهارات‭(‬المسقي‭) ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬الطبق‭ ‬هويته‭ ‬الخاصة‭.‬

‬ياريت‭ ‬تحاول‭ ‬فتح‭ ‬أول‭ ‬مطعم‭ ‬صغير‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجربتك‭ ‬في‭ ‬الغربة‭..‬أُتقن‭ ‬الأطباق‭ ‬الليبية‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها‭ ‬بأسلوب‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬التقليدي‭ ‬والاحترافي‭ ‬فهو‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬حياتي‭ ‬فبعد‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬فتحت‭ ‬مطعم‭ ‬بقلاوة‭ ‬بأمريكا‭  ‬والسواح‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجنسيات‭ ‬ينجذبون‭ ‬إليه‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحضير‭ ‬الأطباق‭ ‬الحارة‭ ‬لنشر‭ ‬ثقافة‭ ‬المطبخ‭ ‬الليبي‭ ‬فهذا‭ ‬العمل‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مرونة‭ ‬أكثر‭ ‬وأمانة‭ ‬علمية‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالترند‭ ‬فبفضل‭ ‬الله‭ ‬طورت‭ ‬المطبخ‭ ‬وأصبحت‭ ‬لدى‭ ‬أدواتي‭ ‬الخاصة‭ ‬ومكاني‭ ‬الخاص‭ ‬وشعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السياح‭ .‬

هل‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬ثقافة‭ ‬المطبخ‭ ‬الليبي‭ ‬رسالة‭ ‬وصلت‭ ‬للسياح‭ ‬للتعريف‭ ‬بتراثنا‭ ‬العريق‭ ‬في‭ ‬الطبخ؟

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬سؤالك‭ ‬صعب‭ ‬جداً‭ ‬فمنذ‭ ‬13عاماً‭ ‬في‭ ‬الغربة‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬ليبيا‭ ‬هي‭ ‬أمانة‭ ‬والمطبخ‭ ‬الليبي‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نبرزه‭ ‬بطريقة‭ ‬جميلة‭ ‬مثل‭ ‬زينا‭ ‬الليبي‭ ‬وحديثنا‭ ‬،لهجتنا‭ ‬،عاداتنا‭ ‬،وتقاليدنا‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نوصل‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬وأنا‭ ‬بكل‭ ‬مصداقية‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أدفع‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬ليبيا‭ ‬لكي‭ ‬يتعرف‭ ‬السواح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬ماذا‭ ‬تحوي‭ ‬ليبيا‭ ‬وماذا‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬جعبتها‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬غنية‭ ‬لكل‭ ‬السياح؟‭ ‬وأنا‭ ‬حالياً‭ ‬أوثق‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أقوم‭ ‬به‭ ‬مع‭ ‬منظمة‭ ‬اليونيسكو‭  ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أسعى‭ ‬إليه‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬ما‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بسلب‭ ‬أطباقنا‭ ‬الشعبية‭ ‬وتنسيبها‭ ‬له‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوجبات‭ ‬الليبية‭ ‬لها‭ ‬مذاقها‭ ‬المعروف‭ ‬الذي‭ ‬تفوح‭ ‬منه‭ ‬رائحة‭ ‬المطبخ‭ ‬الليبي‭ .‬

كيف‭ ‬يتم‭ ‬جذب‭ ‬الزبائن‭ ‬من‭ ‬خلفيات‭ ‬ثقافية‭ ‬مختلفة‭ ‬؟

هذا‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬شخصية‭ ‬‮«‬الشيف‮»‬‭ ‬ففي‭ ‬الأكل‭ ‬لن‭ ‬نستطيع‭ ‬شراء‭ ‬الذوق‭ ‬فنحن‭ ‬نسوق‭ ‬الذوق‭ ‬للمتذوق‭ ‬فلو‭ ‬أعجب‭ ‬بالطبق‭ ‬سيرجع‭  ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يعجبه‭ ‬الطبق‭ ‬صدقيني‭ ‬لن‭ ‬يعود‭ ‬إليك‭ ‬وأنا‭ ‬مؤمن‭ ‬أن‭ ‬طبقنا‭ ‬الليبي‭ ‬رقم‭ (‬1‭)‬فنحن‭ ‬لدينا‭ ‬طلبات‭ ‬وعروض‭ ‬كثيرة‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬نفتخر‭ ‬به‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نفتقر‭ ‬للإعلام‭ ‬ونشر‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬مطبخنا‭ ‬بشكل‭ ‬موسع‭ ‬حتى‭ ‬يتعرف‭ ‬إليه‭ ‬كل‭ ‬السياح‭ ‬أوالعملاء‭.‬

من‭ ‬يدير‭ ‬المطاعم‭ ‬ليبيون‭ ‬أم‭ ‬مستثمرون‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أخرى؟

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬من‭ ‬يدير‭ ‬المطاعم‭ ‬هم‭ ‬أنفسهم‭ ‬أصحابها‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مستثمر‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أرحب‭ ‬بأي‭ ‬مستثمر‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ ‬ليبياً‭ ‬أو‭ ‬أجنبياً‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬ينتشر‭ ‬ويتوسع‭ ‬الطبق‭ ‬الليبي‭ ‬حول‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الشخصي‭ ‬25سنة‭ ‬في‭ ‬الطبخ‭ ‬هو‭ ‬مجهود‭ ‬ذاتي‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬،‭ ‬درست‭ ‬عديد‭ ‬الكتب‭ ‬تخص‭ ‬الطبخ‭ ‬منها‭ ‬‮«‬دروب‭ ‬ليبيا‮»‬‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬ليبيا‭ ‬أشعر‭ ‬وكأنه‭ ‬مسؤولية‭ ‬لتوصيل‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬داعمون‭ ‬بالفعل‭ ‬و‭ ‬أُرحب‭ ‬بهم‭ ‬وأنتظرهم‭ ‬إن‭ ‬أرادوا‭ ‬التعاون‭.‬

أحياناً‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يطلبه‭ ‬السائح‭ ‬أو‭ ‬العملاء‭ ‬من‭ ‬المطبخ‭ ‬الليبي‭ ‬؟

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬تم‭ ‬طلب‭ (‬الأرز‭ ‬المبكبك‭) ‬مراراً‭ ‬مني‭ ‬وحين‭ ‬سألتهم‭ ‬لماذا؟‭ ‬أجابوني‭ ‬بأنهم‭ ‬يشاهدونني‭ ‬أطبخه‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬عبر‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬ولأنه‭ ‬سهل‭ ‬التحضير‭ ‬وغير‭ ‬مكلف‭ ‬فأنا‭ ‬أطهو‭ ‬‮«‬المكس‮»‬‭ ‬مثل‭ ‬القديد‭ ‬والبقوليات‭ ‬والخضار‭ ‬فهم‭ ‬يعلمون‭ ‬حجم‭ ‬البروتينات‭ ‬والكربوهيدرات‭ ‬والدهون‭ ‬الصحية‭ ‬الموجودة‭ ‬بهذه‭ ‬الوجبة‭ ‬الدسمة‭ ‬فهو‭ ‬طبق‭ ‬متكامل‭ ‬ومغذ‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الشتاء‭ ‬ولهذا‭ ‬هم‭ ‬يطرحون‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬تعليمهم‭ ‬الأكل‭ ‬الليبي‭.‬

هل‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تعد‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الأطباق‭ ‬الليبية؟

بالطبع‭ ‬خاصة‭ ‬نحن‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬السريعة‭ ‬فإن‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نسوق‭ ‬لأي‭ ‬منتج‭ ‬ما‭ ‬عليك‭ ‬سوى‭ ‬دخول‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬واستخدام‭ ‬زر‭ ‬صغير‭ ‬لنشر‭ ‬أي‭ ‬منتج‭ ‬تريده‭ ‬فالمنصات‭ ‬وفرت‭ ‬علينا‭ ‬الوقت‭ ‬والمجهود‭. ‬

‭ ‬هل‭ ‬الطعم‭ ‬وحده‭ ‬كان‭ ‬عاملاً‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬النجاح‭ ‬أم‭ ‬الجودة‭ ‬والسعر‭ ‬والخدمة‭ ‬لهم‭ ‬رأي‭ ‬آخر؟

الجميع‭ ‬معاً‭ ‬حزمة‭ ‬متكاملة‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬المنتج‭ ‬أياً‭ ‬كان‭ ‬نوعه‭ ‬فالجودة‭ ‬والموهبة‭ ‬والخدمة‭ ‬تحقق‭ ‬التفوق‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬فالطبق‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬تجهيزه‭ ‬سيكون‭ ‬كاملاً‭ ‬وشاملاً‭ ‬وحين‭ ‬تعملين‭ ‬على‭ ‬تسويقه‭ ‬ستضعين‭ ‬كل‭ ‬إمكاناتك‭ ‬فيه‭ . 

هل‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬للتعريف‭ ‬بالمذاق‭ ‬الليبي‭ ‬؟

التحدي‭ ‬الكبير‭ ‬لو‭ ‬استمررنا‭ ‬في‭ ‬تسويق‭ ‬ثقافتنا‭ ‬الليبية‭ ‬للعالم‭ ‬بشكل‭ ‬بطئ‭ ‬لن‭ ‬نصل‭ ‬بالصورة‭ ‬الصحيحة‭ ‬فالتحدي‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬الوقت‭ ‬والثاني‭ ‬الدعم‭ ‬وثالثاً‭ ‬اتاحة‭ ‬مجال‭ ‬للداعمين‭ ‬فكما‭ ‬تعلمين‭ ‬لدينا‭ ‬جهات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬بالدولة‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تدعم‭ ‬الطبق‭ ‬الليبي‭ ‬فإن‭ ‬احتجنا‭ ‬فرضاً‭ ‬إلى‭ ‬تسهيلات‭ ‬سواء‭ ‬مشاركات‭ ‬دولية‭ ‬أو‭ ‬محلية‭ ‬تساعدنا‭ ‬بالدعم‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لدىّ‭ ‬مشروع‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬وهو‭ ‬مهرجان‭ ‬كبير‭ ‬خاص‭ ‬بالطبق‭ ‬الليبي‭ ‬لينهال‭ ‬علينا‭ ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ليتعرفوا‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬الطبق‭ ‬الليبي‭ ‬فلدينا‭ الخبرات‭ ‬والامكانات‭ ‬و«الشيفات‭ ‬‮»‬‭ ‬وهواة‭ ‬الطبخ‭ ‬،‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬مهرجان‭ ‬الطبق‭ ‬الليبي‭ ‬؟‭! ‬

سائح‭ ‬تركي‭ ‬سألناه‭ ‬حول‭ ‬الطبق‭ ‬الليبي‭ ‬ومدى‭ ‬إعجابه‭ ‬به‭. ‬‮«‬وجبة‭ ‬المبكبكة‭ ‬دسمة‭ ‬ومزيج‭ ‬بين‭ ‬ابداع‭ ‬وثقافة‭ ‬‮»‬

أنا‭ ‬محب‭ ‬للطعام‭ ‬والمأكولات‭ ‬التقليدية‭ ‬لذا‭ ‬كنت‭ ‬متحمساً‭ ‬لتذوق‭ ‬المبكبكة‭ ‬الليبية‭ ‬فقد‭ ‬سمعت‭ ‬عنها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬ليبيين‭ ‬فما‭ ‬لاحظته‭ ‬حول‭ ‬الطبق‭ ‬كانت‭ ‬رائحته‭ ‬قوية‭ ‬لوجود‭ ‬التوابل‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬الطبق‭ ‬طابعاً‭ ‬مميزاً‭ ‬خاصة‭ ‬الفلفل‭ ‬الحار‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الطبق‭ ‬غنياً‭ ‬جدا‭ ‬والمعكرونة‭ ‬المطهية‭ ‬مع‭ ‬اللحم‭ ‬فهو‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬النكهة‭ ‬المنزلية‭ ‬والطابع‭ ‬الحار‭ ‬الذي‭ ‬نجده‭ ‬أحياناً‭ ‬في‭ ‬المأكولات‭ ‬التركية‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلني‭ ‬أشعر‭ ‬بالألفة‭ ‬اتجاهه‭ ‬وما‭ ‬أدهشني‭ ‬بساطة‭ ‬المكونات‭ ‬مقارنة‭ ‬بالنكهة‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬نحصل‭ ‬عليها‭ ‬عند‭ ‬الطهي‭ ‬فهي‭ ‬وجبة‭ ‬دسمة‭ ‬ولكن‭ ‬سأخبرك‭ ‬أنني‭ ‬حاولت‭ ‬اعدادها‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬ولكني‭ ‬فشلت‭

.‬

سائح‭ ‬هولندي‭ ‬يُدعى‭ ‬‮«‬جون‮»‬‭ ‬كان‭ ‬يبتسم‭ ‬بشدة‭ ‬حين‭ ‬سألته‭ ‬حول‭ ‬الطبق‭ ‬الليبي؟

‭ ‬لفت‭ ‬انتباهي‭  ‬طريقة‭ ‬تقديم‭ ‬وجبة‭ ‬الكسكسي‭ ‬الذي‭ ‬يختلف‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬الكسكسي‭ ‬الذي‭ ‬جربته‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المطاعم‭ ‬المغربية‭ ‬فلقد‭ ‬كان‭ ‬مليئاً‭ ‬بالنكهات‭ ‬بمزيج‭ ‬مع‭ ‬الطماطم‭ ‬والبهارات‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬حاراً‭ ‬جداً‭ ‬وأعجبني‭ ‬كثيراً‭ ‬حين‭ ‬تذوقت‭ ‬لحم‭ ‬الخروف‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬طرياً‭ ‬ولكن‭ ‬أريد‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬اتقان‭ ‬الطهي‭ ‬لا‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬الشيف‭ ‬فقط‭ ‬فهناك‭ ‬هواة‭ ‬في‭ ‬الطبخ‭ ‬يقدمون‭ ‬الأكل‭ ‬بطعم‭ ‬جميل‭ ‬جداً‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬وأنا‭ ‬أحب‭ ‬الوجبات‭ ‬الليبية‭ .‬

أما‭ ‬‮«‬الشيف‮»‬‭ ‬سامي‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬معرض‭ ‬الغذاء‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الأكل‭ ‬الليبي‭ ‬سواء‭ ‬الطبق‭ ‬الرئيس‭ ‬أو‭ ‬السندويتشات‭ ‬يواجه‭ ‬تحدياً‭ ‬كبيراً‭ ‬ليثبت‭ ‬تميزه‭ ‬خارج‭ ‬حدوده‭ ‬ويسعى‭ ‬لإحداث‭ ‬توازن‭ ‬واعتماده‭ ‬على‭ ‬أطباق‭ ‬معروفة‭ ‬عند‭ ‬الليبيين‭ ‬وسندويتشات‭ ‬كبدة‭ ‬ومفروم‭ ‬وتن‭ ‬بالزيتون‭ ‬والهريسة‭ ‬العربية‭ ‬والمعدنوس‭ ‬الذي‭ ‬يلاقي‭ ‬إقبالاً‭ ‬كبيراً‭ ‬وبين‭ ‬التجديد‭ ‬حسب‭ ‬رغبات‭ ‬الزبون‭ ‬والطلب‭ ‬الذي‭ ‬زادته‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬انتشاراً‭ ‬وتجديداً‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬الطبق‭ ‬الليبي‭ ‬لازال‭ ‬محافظاً‭ ‬على‭ ‬أصالته‭ ‬وهويته‭ ‬بمكوناته‭ ‬الخاصة‭ .‬

صباح‭ ‬مغتربة‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬قالت‭:‬

تقول‭ ‬الأكل‭ ‬الليبي‭ ‬يثبت‭ ‬نفسه‭ ‬خارج‭ ‬ليبيا‭ ‬بتميز‭ ‬مكوناته‭ ‬وبساطته‭ ‬فهنا‭ ‬تجد‭ ‬كشك‭ ‬‮«‬السندويتشات‮»‬‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬المناطق‭ ‬الليبية‭ ‬سندويتش‭ ‬تن‭ ‬أو‭ ‬بيض‭ ‬مطبوخ‭ ‬وجبنة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬فاصوليا‭ ‬أو‭ ‬الفول‭ ‬المدمس‭ ‬أو‭ ‬الشكشوكة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬الأكثر‭ ‬طلباً‭ ‬من‭ ‬الأجانب‭ ‬،‭ ‬الأكل‭ ‬الليبي‭ ‬مطلوب‭ ‬ومرغوب،‭ ‬تحدياته‭ ‬تكمن‭ ‬كيف‭ ‬يظل‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بالأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬لاتستهجن‭ ‬الاكل‭ ‬الدخيل‭ ‬علينا‭ ‬وهذا‭ ‬مسؤولية‭ ‬الأهل‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬السندويتش‮»‬‭ ‬والأطباق‭ ‬الليبية‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬الليبي‭ ‬لتعزيز‭ ‬الترابط‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تفضل‭ ‬الهامبرغر‭ ‬والاسكالوب‭ ‬والسوشي‭. ‬

  ‬حمدان‭ ‬العنزي‭ ‬من‭ ‬الكويت‭ ‬

أحد‭ ‬مرتادي‭ ‬مطعم‭ ‬النجع‭ ‬في‭ ‬تركيا‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬وجهة‭ ‬لكل‭ ‬محبي‭ ‬الأكل‭ ‬الليبي‭ ‬يقول‭ ‬بأن‭ ‬الأكل‭ ‬الليبي‭ ‬أكل‭ ‬له‭ ‬طعم‭ ‬فريد‭ ‬ورائحة‭ ‬مختلفة‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعرفه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬عديد‭ ‬الأطباق‭ ‬لأنه‭ ‬منوع‭ ‬بين‭ ‬الكسكسي‭ ‬كأكلة‭ ‬ليبية‭ ‬معروفة‭ ‬ومعها‭ ‬البصل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬‮«‬البصلة‮»‬‭ ‬وهناك‭ ‬الرشدة‭ ‬والأرز‭ ‬والعصبان‭ ‬والأكل‭ ‬الخفيف‭ ‬المبطن‭ ‬والكفتة‭ ‬الليبية‭ ‬الطبق‭ ‬الليبي‭ ‬عماده‭ ‬المرق‭ ‬باللحم‭ ‬ويتميز‭ ‬بأنه‭ ‬أكل‭ ‬مذاقه‭ ‬فواح‭ ‬وأكثر‭ ‬حرارة‭ ‬من‭ ‬باقي‭ ‬أطباق‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬كلما‭ ‬زرت‭ ‬تركيا‭ ‬اتجه‭ ‬صوب‭ ‬المطبخ‭ ‬الليبي‭ ‬لأني‭ ‬أجد‭ ‬فيه‭ ‬ضالتي‭ ‬وأستمتع‭ ‬بتنوعه‭ ‬وروائحه‭ ‬الشهية‭  .‬

Share this content:

إرسال التعليق