فقدت زوجتي بالحياة
في خضم الحياة الزوجية التي امتدت لخمس وعشرين عاماً، عاش رجل في الخمسينات من عمره قصة زواج مستقرة ظاهرياً، ولكنها خالية من أي إثارة أو تجديد. كانت حياته الزوجية تسير على نمط رتيب ممل، يخلو من التواصل العاطفي العميق والشغف الذي يربط بين الزوجين. .ذات يوم، قرر هذا الرجل أن يبوح بمشكلته التي أثقلت صدره، فتوجه إلى مستشار علاقات زوجية. بدأ حديثه بأسى وحسرة، وكأنه يحمل في قلبه جرحاً عميقاً لم يندمل بعد.

إشراف :منى أبوعزة
قال: «فقدت زوجتي بعد كل هذا العمر، ولكن ليس بالموت، بل بالحياة، وبأفعالي أنا.»
لم يستطع الرجل أن يكمل حديثه من شدة تأثره، فسأله المستشار عن سبب هذا الفراق. أجاب الرجل بصوت خافت: «أقدمت على خيانتها، ولن أقول إنها نزوة عابرة، بل هي خيانة مع سبق الإصرار والترصد. اكتشفتها زوجتي، وسامحتني، ولكنني لم أستحق هذا العفو، وكررت فعلتي.»
استرسل الرجل في حديثه، وكشف عن تفاصيل خيانته لزوجته مع صديقتها التي كانت تتردد على بيتهما. قال: «حاولت صديقتها التقرب مني في البداية، فرفضت، ولكنني ضعفت أمام إلحاحها بعد فترة، وخرجنا في مواعيد، وكانت تستغلني مالياً زوجتي شعرت بالأمر، وطلبت مني أن أقطع علاقتي بها، ولكنني لم أفعل.»
وأضاف: «زوجتي كانت تشك في الأمر، ولكنني كنت أنكر ذلك باستمرار، إلى أن عثرت على محادثاتنا وصورنا في هاتفي، بكت وغضبت وثارت، وتأسفت منها ووعدتها بأن ذلك لن يتكرر، ولكنني لم ألتزم بوعدي.»
بعد مرور عام، عاد الرجل إلى التواصل مع تلك المرأة، مبرراً ذلك بإلحاحها وتهديدها بنشر صورهما. اكتشفت زوجته خيانته مرة أخرى، ولم تستطع أن تسامحه هذه المرة. غادرت المنزل، وتشتت الأسرة، وحمل الأبناء وزر ما حدث.
ندم الرجل على فعلته، وقطع علاقته بتلك المرأة، ولكن زوجته رفضت حتى مقابلته. يقول الرجل: «زوجتي سيدة محترمة، وربت أبناءنا تربية فاضلة، ولكنني لم أحافظ عليها.»
يشخص المستشار جذر المشكلة بأنه «الصمت الزواجي» والرتابة التي تخللت العلاقة الزوجية، مما أدى إلى ضعف التواصل العاطفي بين الزوجين، ووصول العلاقة إلى مرحلة «الطلاق العاطفي».
نصح المستشار الرجل بتكرار المحاولة لاستعادة ثقة زوجته، والتواصل مع جميع أفراد الأسرة بطريقة إيجابية، وبذل كل ما في وسعه لإعادة الدفء والحب إلى منزله.
الخلاصة:
هذه القصة المؤلمة تسلط الضوء على أهمية التواصل العاطفي في الحياة الزوجية، وضرورة تجديد العلاقة باستمرار، كما تحذر من مغبة الخيانة، التي قد تهدم أسراً وتشتت عائلات.
Share this content:
إرسال التعليق