الرئيسية / الرئيسية / مساعد مدرب الأهلي طرابلس “رضا عطية” لـ”الليبية” :

مساعد مدرب الأهلي طرابلس “رضا عطية” لـ”الليبية” :

يجب‭ ‬إلغاء‭ ‬الدوري‭ ‬

والبدء‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬شاملة‭ ‬للبنية‭ ‬الكروية‭

قال‭ ‬أسطورة‭ ‬الكرة‭ ‬الهولندية،‭ ‬الراحل‭ ‬‮«‬يوهان‭ ‬كرويف‮»‬،‭ ‬ذات‭ ‬تجلٍ‭ ‬لا‭ ‬تركض‭ ‬كثيراً‭ ‬،‭ ‬فهي‭ ‬لعبة‭ ‬تلعبها‭ ‬بعقلك‮»‬‭.‬

ومتوسط‭ ‬الميدان‭ ‬الدولي‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬رضا‭ ‬عطية‮»‬‭ ‬كان‭ ‬مثالاً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬بدا‭ ‬عقله‭ ‬السلاح‭ ‬الذي‭ ‬مكّنه‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬محدودية‭ ‬بنيته‭ ‬الجسدية،‭ ‬وصيّره‭ ‬‮«‬مايسترو‮»‬‭ ‬في‭ ‬الملعب،حيث‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭ ‬أجيال‭ ‬ذلك‭ ‬المنتخب‭ ‬الليبي‭ ‬العملاق،‭ ‬هدف‭ ‬عطية‭ ‬الرائع‭ ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬فلامينجو‭ ‬البرازيلي،‭ ‬وهكذا،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مستغرباً‭ ‬أن‭ ‬يتجه‭ ‬رضا‭ ‬عطية‭ ‬إلى‭ ‬التدريب‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬اعتزال‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬كلاعب‭.,

أجـرى‭ ‬اللقاء‭ :  ‬كمــال‭ ‬رمضان

غير‭ ‬ان‭ ‬لاعبنا‭ ‬الفذ‭ ‬قرر‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬الملاعب،‭ ‬وإن‭ ‬فارق‭ ‬المستطيل‭ ‬الأخضر‭ ‬إلى‭ ‬الخط‭ ‬الجانبي،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬حصد‭ ‬النجاح‭ ‬–‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬لاعباً‭ ‬–‭ ‬تاركاً‭ ‬بصمته‭ ‬مع‭ ‬فرق‭ ‬عدة،‭ ‬أبرزها‭ ‬المدينة‭ ‬والاتحاد‭ ‬المصراتي‭ ‬والخمس،‭  ‬وإزاء‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مستغرباً‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬بيته‭ ‬الأول،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وقع‭ ‬اختيار‭ ‬إدارة‭ ‬الأهلي‭ ‬طرابلس‭ ‬عليه‭, ‬ليكون‭ ‬مساعداً‭ ‬للمدرب‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬ديديه‭ ‬غوميز‮»‬،والفريق‭ ‬يسارع‭ ‬الخطى‭ ‬التحضيرية‭ ‬للموسم‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬الممتاز‭ .‬

‮«‬رضا‭ ‬عطية‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يدير‭ ‬الكرة‭ ‬بعقله‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تركلها‭ ‬قدماه،‭ ‬يمتلك‭ ‬رؤية‭ ‬خاصة‭ ‬لمستقبل‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية،‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬إلمامه‭ ‬بالراهن‭ ‬ونظرته‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬الواقعية‭ ‬منهجاً،‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الطوباوية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لمسناه‭ ‬في‭ ‬لقائنا‭ ‬معه‭.

الاستعانة‭ ‬بكوادر‭ ‬أجنبية‭ ‬و‭ ‬الدفع‭ ‬بالشباب‭ ‬والصبر‭ ‬على‭ ‬النتائج

‭ ‬خطوات‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬من‭ ‬اقتفائها‭ ‬لوضع‭ ‬قاطرة‭ ‬كرتنا‭ ‬على‭ ‬سكة‭ ‬التطوير

لا‭ ‬أثق‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬الدوري‭ ‬الممتاز‭ ‬في‭ ‬موعده

التمدد‭ ‬الأفقـي‭ ‬لعــدد‭ ‬الأنديــة‭ ‬والابتعـــاد‭ ‬عن‭ ‬التخصيــص‭ ‬والمحـاصصــة‭ ‬أسباب‭ ‬رئيــسـة‭ ‬في‭ ‬تـردي‭ ‬اللعبـة

‭-  ‬كيف‭ ‬تسير‭ ‬استعدادات‭ ‬الأهلي‭ ‬طرابلس‭ ‬للدوري‭ ‬الممتاز‭ ‬؟

لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقدم‭ ‬وصفاً‭ ‬لحالة‭ ‬الفريق‭ ‬الفنية‭ ‬والبدنية‭ ‬وأنا‭ ‬ما‭ ‬زلت‭ ‬في‭ ‬البدايات‭ ‬،‭ ‬وهمّي‭ ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬أؤسس‭ ‬لعلاقة‭ ‬مهنية‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬الفرنسي‭ ‬‮«‬غوميز‮»‬‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬الدوري‭ ‬الممتاز‭ ‬سينطلق‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أعلنت‭ ‬لجنة‭ ‬المسابقات‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قلائل‭ ‬؟

بالرغم‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬نضع‭ ‬روزنامتنا‭ ‬التحضيرية‭ ‬وفقاً‭ ‬لهذا‭ ‬الموعد،‭ ‬لكنني‭ ‬لا‭ ‬أجزم‭ ‬بقدرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬ولجنة‭ ‬المسابقات‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬بوعدهم‭ ‬هذا‭.‬

‭- ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنكم‭ ‬تتفقون‭ ‬مع‭ ‬الطيف‭ ‬الواسع‭ ‬من‭ ‬الشارع‭ ‬الرياضي‭ ‬الذي‭ ‬يتهم‭ ‬اتحاد‭ ‬اللعبة‭ ‬بالسقوط‭ ‬حتى‭ ‬ناصيته‭ ‬في‭ ‬وحل‭ ‬التخبط‭ ‬الإداري؟

هذا‭ ‬التخبط‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬وهو‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬اللحظة‭,‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬اطرد‭ ‬مؤخراً،‭ ‬وأفضت‭ ‬التراكمات‭ ‬في‭ ‬العشوائية‭ ‬والمناكفات‭ ‬والعمل‭ ‬بردات‭ ‬الفعل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نعانيه‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬دوامة‭ ‬مشاكل‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬والتي‭ ‬هوت‭ ‬بكرتنا‭ ‬إلى‭ ‬هوة‭ ‬لا‭ ‬قرار‭ ‬لها‭.‬

اليوم‭ ‬وقد‭ ‬اعتمدت‭ ‬لجنة‭ ‬المسابقات‭ ‬باتحاد‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬نظام‭ ‬المجموعات‭ ‬الأربع‭ ‬للدوري‭ ‬الممتاز‭ .. ‬أتراها‭ ‬آلية‭ ‬مناسبة‭ ‬لكرتنا‭ ‬؟‭ ‬

لو‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬بيدي‭ ‬لأصدرت‭ ‬قراراً‭ ‬شجاعاً‭ ‬بإيقاف‭ ‬الدوري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنظيم‭ ‬المشهد‭ ‬الرياضي،‭ ‬إذ‭ ‬يبدو‭ ‬معيباً‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬عند‭ ‬المناقشات‭ ‬حول‭ ‬الشكل‭ ‬الأمثل‭ ‬للدوري‭ ‬بينما‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬المتنافسين‭ ‬،بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العام‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬نهايته،‭ ‬والدوريات‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬تجاوزت‭ ‬13‭ ‬جولة‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬تحملته‭ ‬الأندية‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬والتعاقدات‭ ‬التي‭ ‬أُبرمت‭ ‬مع‭ ‬اللاعبين‭ ‬يحتمان‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬تجاوز‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬العوائق‭ ‬والمضي‭ ‬قدماً‭ ‬رغم‭ ‬حلكة‭ ‬التخبطات،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬تتغير‭ ‬نظرتي‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬دوري‭ ‬مشي‭ ‬حالك‮»‬،‭ ‬لن‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭.‬

‭-  ‬وما‭ ‬المفترض‭ ‬برأيكم‭ ‬؟

كما‭ ‬قلت‭ ‬إلغاء‭ ‬الدوري‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬البنية‭ ‬الكروية‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬اتحاد‭ ‬اللعبة،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬معايير‭ ‬صارمة‭ ‬إبان‭ ‬ذلك‭.‬

فما‭ ‬نراه‭ ‬من‭ ‬تمدد‭ ‬أفقي‭ ‬للأندية‭ ‬لا‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬تخصيص‭ ‬هذه‭ ‬الأندية‭ ‬دلائل‭ ‬على‭ ‬التسارع‭ ‬القهقرى‭ ‬لكرتنا،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬المحاصصة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أم‭ ‬الكوارث‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬والمسؤولة‭ ‬حالة‭ ‬التردي‭ ‬الحالي‭.‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬يلزم‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬بسرعة،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الارتكاس‭ ‬المطرد‭.‬

‭-  ‬وصّفت‭ ‬الواقع‭ ‬بدون‭ ‬رتوش‭ ..‬لكن‭ ‬من‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬هذا‭ ‬التخبط‭ ‬تحديداً‭ ‬؟

هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬دولة،‭ ‬فكرة‭ ‬القدم‭ ‬فارقت‭ ‬منذ‭ ‬أمد‭ ‬بعيد‭ ‬مرحلة‭ ‬الهواية‭ ‬أو‭ ‬الإقصاء‭ ‬من‭ ‬التضمين‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬للحكومات،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬مازلنا‭ ‬لا‭ ‬ننظر‭ ‬للعبة‭ ‬بالاحترام‭ ‬الذي‭ ‬تستحق‭.‬

وكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإهمال‭ ‬ليست‭ ‬استثناءً‭ ‬من‭ ‬بقية‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية،‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬تهميشاً‭ ‬ولا‭ ‬يفارق‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬منطقة‭ ‬النظرة‭ ‬النمطية‭ ‬كأداة‭ ‬للتسلية‭.‬

الأندية‭ ‬الكبرى‭ ‬تراجعت‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬دورها‭ ‬

وتركت‭ ‬الساحة‭ ‬شاغرة‭ ‬لأندية‭ “‬الحقائب‭”‬

ولتغيير‭ ‬ذلك‭, ‬ينبغي‭ ‬إحداث‭ ‬ثورة‭ ‬رياضية‭ ‬والسير‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬حظيت‭ ‬تجاربها‭ ‬بالنجاح‭, ‬وما‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬عنا‭ ‬ببعيد‭.‬

‭-  ‬هل‭ ‬أوضحت‭ ‬لنا‭  ‬معالم‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬التي‭ ‬تنادي‭ ‬بها‭ ‬؟

بداية‭ ‬وكما‭ ‬أسلفت‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬البنية‭ ‬الكروية‭ ‬كاملة‭, ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إعطاء‭ ‬الفرصة‭ ‬للشباب‭ ‬وضخ‭ ‬دماء‭ ‬جديدة‭ – ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مفاصل‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬فقط،‭ ‬فالعالم‭ ‬كله‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬ما‭ ‬خلا‭ ‬ليبيا‭ ‬التي‭ ‬تكبل‭ ‬شبابها‭ ‬عن‭ ‬تبوؤ‭ ‬المناصب‭ ‬القيادية‭ ‬ووضعها‭ ‬على‭ ‬قاطرة‭ ‬التنمية‭ ‬والتقدم‭.‬

أما‭ ‬من‭ ‬يسمون‭ ‬بالكفاءات‭ ‬فيجب‭ ‬عليهم‭ ‬التأخر‭ ‬خطوة‭ ‬واحترام‭ ‬مسيرتهم‭ ‬السابقة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬الفشل‭ ‬ديدنهم،‭ ‬أو‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالدوري‭ ‬الاستشاري‭ ‬على‭ ‬أقصى‭ ‬تقدير‭.‬

وعند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الكفاءات‭ ‬والخبرات‭ ‬الإدارية‭, ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬شيئين‭ ‬مهمين‭, ‬أولهما‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستعانة‭ ‬بكوادر‭ ‬أجنبية‭ ‬لها‭ ‬باعها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬والثاني‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬البقاء‭ ‬تحت‭ ‬رهن‭ ‬ثنائية‭ ‬‮«‬لاعب‭ ‬سابق‭ ‬–‭ ‬إداري‭ ‬حالي‮»‬،‭ ‬فالتسيير‭ ‬علم‭ ‬بذاته،‭ ‬وكثيرون‭ ‬نجحوا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬ولم‭ ‬يطؤوا‭ ‬يوماً‭ ‬المستطيل‭ ‬الأخضر‭ ‬كلاعبين‭ ‬محترفين‭, ‬مثل‭ ‬‮«‬فوزي‭ ‬لقجع‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬لإنجازات‭ ‬المغرب‭ ‬الأخيرة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لاعباً‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

كذلك‭ ‬لا‭ ‬مندوحة‭ ‬من‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالبنية‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬ملاعب‭ ‬وغيرها‭, ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قيام‭ ‬الأندية‭ ‬الكبرى‭ ‬بدورها،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تراجعت‭ ‬تاركة‭ ‬الساحة‭ ‬شاغرة‭ ‬لأندية‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬شيئاً‭ ‬للعبة‭ ‬كي‭ ‬تتحكم‭ ‬في‭ ‬مصير‭ ‬الدوري‭.‬

‭- ‬ولكن‭ ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬قائل‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬محاباة‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬بها‭ ‬بين‭ ‬الأندية‭ ‬؟

هذا‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬تسهيلات‭ ‬أو‭ ‬تفريق‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تطبيق‭ ‬القوانين،‭ ‬أما‭ ‬الأدوار‭ ‬فتختلف‭ ‬حسب‭ ‬التاريخ‭ ‬والجمهور‭ ‬وكذلك‭ ‬المسؤوليات‭.‬

وبعيداً‭ ‬عن‭ ‬العواطف‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬البتة‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬ناديين‭ ‬أحدهما‭ ‬يمتلك‭ ‬قاعدة‭ ‬جماهيرية‭ ‬وتاريخاً،‭ ‬وآخر‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬كونه‭ ‬‮«‬حقيبة‮»‬‭ ‬بيد‭ ‬مسؤول‭.‬

بل‭ ‬إنني‭ ‬أصارحك‭ ‬بأن‭ ‬وجود‭ ‬أندية‭ ‬مغمورة‭ ‬في‭ ‬الدرجات‭ ‬العليا‭ ‬مثلبة‭ ‬تعود‭ ‬بالسلب‭ ‬على‭ ‬كرتنا،‭ ‬فالتنافس‭ ‬عندها‭ ‬سينحدر،‭ ‬ولا‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نستغرب‭ ‬الإقصاء‭ ‬المبكر‭ ‬لممثلينا‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬القارية‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬هذه‭ ‬المهزلة‭.‬

‭-  ‬نعيش‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جديد‭ ‬لاتحاد‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ .. ‬وما‭ ‬بين‭ ‬المطالبات‭ ‬ودعاوى‭ ‬التأجيل‭ ‬تتلبد‭ ‬الغيوم‭ ‬فوق‭ ‬سماء‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭ ‬ويحذر‭ ‬كثيرون‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬مرتقب‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ .. ‬هل‭ ‬توافق‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬؟

إن‭ ‬كان‭ ‬التدخل‭ ‬بالتشاور‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬تسييرية‭ ‬فالأمر‭ ‬هيّن،‭ ‬ففي‭ ‬رأيي‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬‮«‬الفيفا‮»‬‭ ‬سيأخذ‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬شكل‭ ‬التجميد‭ ‬والإيقاف‭.‬

‭- ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬كرتنا‭ ‬دون‭ ‬شجون‭ .. ‬ويمتد‭ ‬إلى‭ ‬منتخبات‭ ‬الفئات‭ ‬السنية‭ ‬التي‭ ‬حصدت‭ ‬مؤخراً‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ .. ‬هو‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬كثيرون‭ ‬انعكاس‭ ‬للواقع‭ ‬المتردي‭ .. ‬أظنكم‭ ‬تنحون‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬كذلك‭ ‬؟

بالضبط،‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يزرع‭ ‬لا‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يحصد،‭ ‬والأسلوب‭ ‬الخاطئ‭ ‬لإدارة‭ ‬اللعبة‭ ‬وتخطيطها‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نشاهده‭ ‬واقعاً‭ ‬مؤسفاً‭.‬

‭- ‬واللاعب‭ ‬الليبي‭ .. ‬كيف‭ ‬تقيّم‭ ‬إمكاناته‭ ‬؟‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬اتهامات‭ ‬بدأت‭ ‬تكال‭ ‬له‭ ‬بالمحدودية‭ ‬الفنية‭ ‬

في‭ ‬ظل‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬معدومة،‭ ‬وغياب‭ ‬تأهيل‭ ‬اللاعبين‭ ‬الناشئين‭ ‬عن‭ ‬الخارطة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬للفرق‭ ‬–‭ ‬لاسيما‭ ‬الكبرى‭ ‬منها‭ ‬–‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬التطلع‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الراهن‭ ‬بكل‭ ‬مساوئه‭.‬

أيعقل‭ ‬أن‭ ‬الأندية‭ ‬الكبرى‭ ‬لا‭ ‬تعتمد‭ ‬أكاديميات‭ ‬بأجهزة‭ ‬فنية‭ ‬خارجية،‭ ‬ولم‭ ‬تسمع‭ ‬البتة‭ ‬بنظام‭ ‬فرق‭ ‬الكشافة‭ ‬‮«‬السكاوتينغ‮»‬،‭, ‬هذا‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬2024،فأنّى‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬الجيران‭ ‬والدول‭ ‬الإفريقية‭ !‬

وما‭ ‬يؤلم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأندية‭ ‬تدفع‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬لاعبي‭ ‬الفريق‭ ‬الأول‭ ‬بينما‭ ‬تحرم‭ ‬الفئات‭ ‬السنية‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬الضروريات‭.‬

‭- ‬هناك‭ ‬كلام‭  ‬عن‭ ‬مشروع‭ ‬واعد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬للأهلي‭ ‬طرابلس‭ .. ‬هلا‭ ‬أعلمتنا‭ ‬بملامحه‭ ‬الرئيسة‭ ‬؟

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يمضي‭ ‬مشروع‭ ‬الأهلي‭ ‬طرابلس‭ ‬في‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالأجهزة‭ ‬الفنية‭ ‬والإدارية‭ ‬الأجنبية‭ ‬وتعميمها‭ ‬على‭ ‬الفئات‭ ‬السنية‭, ‬قدماً،‭ ‬وأن‭ ‬تحذو‭ ‬الأندية‭ ‬الأخرى‭ ‬حذوه‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬توجسي‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬مناط‭ ‬بالصبر‭ – ‬لاسيما‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ – ‬كي‭ ‬يؤتي‭ ‬أكله‭.. ‬هذا‭ ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬الجزع‭ ‬كان‭ ‬العادة‭ ‬التي‭ ‬قضت‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬رياضية‭ ‬واعدة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬؟

واقع‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭ ‬يدعو‭ ‬للأسف،‭ ‬لكن‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬الرثاء‭ ‬وننهض‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الهوة‭ ‬السحيقة،‭ ‬وأكرر‭ ‬مجدداً‭ ‬أن‭ ‬الحلول‭ ‬تتطلب‭ ‬ثورة‭ ‬شاملة‭ ‬والصبر‭ ‬على‭ ‬النتائج‭.‬

شاهد أيضاً

البدينات يحظين بنصيب الأسد

ركزت الأرتست زينب فريد هذا الموسم على الفئة المهمشة((البدينات)) ووضعت لمساتها بشكل متقن بين الألوان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *