الرئيسية / الرئيسية / حيثمـــا توجـــد اللغـة يوجـــد الشعــر ..!! 

حيثمـــا توجـــد اللغـة يوجـــد الشعــر ..!! 

ربما‭ ‬يُصدم‭ ‬القارئ‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬الشعر‭ ‬الإفريقي‭ ‬أقدم‭ ‬من‭ ‬‮«‬إفريقيا‮»‬‭ ‬نفسها،‭ ‬وأكثر‭ ‬إفريقية‭ ‬منها‭.   ‬فمصطلح‭ ‬‮«‬إفريقيا‮»‬‭ ‬مصطلح‭ ‬حديث‭ ‬صاغه‭ ‬الأوروبيون،‭ ‬ربما‭ ‬قبل‭ ‬ألفي‭ ‬عام،‭ ‬وهو‭ ‬الكلمة‭ ‬اللاتينية‭ ‬التي‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬الحافة‭ ‬الشمالية‭ ‬لإفريقيا‭.‬

‭ ‬يعود‭ ‬تاريخ‭ ‬‮«‬إفريقيا‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬جنوب‭ ‬أوروبا‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬مرتبطين‭ ‬ارتباطًاً‭ ‬وثيقًاً‭ ‬بالتجارة‭ ‬والصراع‭ ‬في‭ ‬حضارة‭ ‬متوسطية‭ ‬واحدة،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬‮«‬إفريقيا‮»‬‭ ‬تعني‭ ‬إفريقيا‭ ‬التي‭ ‬نعتقد‭ ‬أننا‭ ‬نعرفها،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬علاقة‭ ‬ببقية‭ ‬القارة،‭ ‬والغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬هناك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديهم‭ ‬أي‭ ‬فكرة‭ ‬عن‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬أفارقة‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬سبب‭ ‬للاعتقاد‭ ‬بذلك،‭ ‬كان‭ ‬لديهم‭ ‬أسماؤهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬ودولهم،‭ ‬وفهمهم‭ ‬للعالم؛‭ ‬ولكن‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بفترة‭ ‬طويلة‭ ‬كان‭ ‬الأفارقة‭ ‬شعراء‭. ‬

فعندما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬إفريقيا‭ ‬‮«‬إفريقيا‮»‬‭ ‬بعد،‭ ‬وكانت‭ ‬مجرد‭ ‬قارة‭ ‬ضخمة‭ ‬يسكنها‭ ‬تنوع‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬والثقافات‭ ‬البشرية،‭ ‬كانت‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬شعر‮»‬‭ ‬كافية‭ ‬للإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الأشكال‭ ‬المتعددة‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬استخدمتها‭ ‬كل‭ ‬ثقافة‭ ‬وتستخدمها‭ ‬لإعطاء‭ ‬الشكل‭ ‬والمعنى‭ ‬للعالم‭. ‬إنها‭ ‬قاعدة‭ ‬عالمية،‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ــ‭ ‬قاعدة‭ ‬تشمل‭ ‬إفريقيا‭ ‬ــ‭ ‬إنه‭ ‬حيثما‭ ‬توجد‭ ‬اللغة‭ ‬يوجد‭ ‬الشعر‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬تمتلكه‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وكانت‭ ‬تمتلكه‭ ‬دوماً‭ ‬بوفرة،‭ ‬فهو‭ ‬اللغة‭. 

الشعر‭ ‬الإفريقي‭ ‬كالقارة‭ ‬نفسها‭ … ‬غني‭ ‬وفريد‭ ‬ومتعدد‭ ‬الأوجه‭ ‬ويعكس‭ ‬تجربة‭ ‬وارث‭ (‬ارثاً‭ ‬غنياً‭) ‬من‭ ‬الأوجاع‭ ‬والآلام‭ ‬ومن‭ ‬الآمال‭ ‬وعشق‭ ‬الجمال‭. ‬الشعر‭ ‬الإفريقي‭ ‬هو‭ ‬بوابة‭ ‬إفريقيا‭. ‬في‭ ‬السطور‭ ‬القادمة‭ ‬ترجمة‭ ‬لأربع‭ ‬قصائد‭ ‬لشاعرين‭ ‬إفريقيين‭ ‬أحدهما‭ ‬من‭ ‬نيجيريا‭ ‬والآخر‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭.

ترجمة‭ ‬وإعداد‭: ‬عطية‭ ‬صالح‭ ‬الأوجل

‭(‬1‭) ‬فــي‭ ‬عالــم‭ ‬آخــر‭  …!!! ‬

رزاق‭ ‬مالك‭ ‬

أريد‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬أباً‭ …‬

لا‭ ‬يعيش‭…. ‬

لحظات‭ ‬جنون‭ ‬أبدي‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬على‭ ‬فقد‭ ‬أطفاله‭…‬

ولا‭ ‬طقوس‭ ‬أجسادهم‭ ‬تعود‭ ‬جثثاً‭ ‬مطوية‭ ‬كسجادة‭ ‬صلاة‭ …..‬

ولا‭ ‬أن‭ ‬أمضي‭ ‬الليل‭ ‬أحدثهم‭ …‬

عن‭ ‬مسقط‭ ‬رأسنا‭ ‬حيث‭ ‬صار‭ ‬الناس‭ ‬غرباء‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬ملاجئ‭.‬

أريد‭ ….‬

أن‭ ‬ينشر‭ ‬أطفالي‭ ‬حصيرة‭ ….‬

خارج‭ ‬بيتي‭ ‬ويلهون‭ ‬دون‭ ‬جدران‭ ‬لمنازل‭ ‬شوهتها‭ ‬البنادق‭ ….‬

وأراهم‭ ‬يرددون‭ ‬اسم‭ ‬بلادهم‭ ‬في‭ ‬خشوع‭ ‬كالصلاوات‭…‬

ويمرحون‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬اصطيادهم‭ …‬

أو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬نهبهم‭ ‬حتى‭ ‬الموت‭….‬

في‭ ‬عالم‭ ‬آخر،

أريد‭ ‬لأطفالي‭ ‬أن‭ ‬يروضوا‭ ‬الجراد‭ ‬في‭ ‬الساحة‭…‬

ويلعبوا‭ ‬مع‭ ‬الدمى‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ….‬

ويستنشقوا‭ ‬رائحة‭ ‬الزهور‭ ‬التي‭ ‬تتموج‭ ‬مع‭ ‬ضربات‭ ‬الرياح‭ ‬،

ويروا‭ ‬الطيور‭ ‬تقيس‭ ‬بأجنحتها‭ ‬عرض‭ ‬السماء‭ .‬

‭ ‬رزاق‭ ‬مالك،‭ ‬شاعر‭ ‬ومترجم‭ ‬نيجيري‭. ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬مؤسسي‭ ‬مجلة‭  ‬talewo،‭ ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬مجلة‭ ‬رقمية‭ ‬مخصصة‭ ‬لنشر‭ ‬الأعمال‭ ‬المكتوبة‭ ‬بلغة‭ ‬اليوروبا‭. ‬وقد‭ ‬نُشرت‭ ‬قصائده‭ ‬في‭ ‬مجلات‭ ‬مثل‭   ‬Kenyon Review‭ ‬وPrairie‭  ‬Schooner‭ ‬وPloughshares‭ ‬وThe Nation‭ ‬

وأماكن‭ ‬أخرى‭  ‬وقد‭ ‬فاز‭ ‬بجائزة‭ ‬الشرف‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬لأفضل‭ ‬قصيدة‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬Elegy‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬One‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬رشحت‭ ‬مجلة‭ ‬Rattle and Poet Lore‭ ‬قصائده‭ ‬لجائزة‭ ‬Pushcart‭. ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬إدراجه‭ ‬في‭ ‬القائمة‭ ‬المختصرة‭ ‬لجائزة‭ ‬Brunel International African Poetry Award‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭. ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المرشحين‭ ‬النهائيين‭ ‬لجائزة‭ ‬Sillerman First Book for African‭ ‬Poets‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018‭.

‭(‬2‭) ‬مرثيــــة‭….  !!!‬

رزاق‭ ‬مالك‭ ‬

في‭ ‬الراديو،‭ ‬يغرق‭ ‬العالم‭ …‬

بأحلام‭ ‬المهاجرين‭ .. ‬

المكدسة‭ ‬في‭ ‬جسد‭ ‬سفينة‭ ‬هش‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬وكأنه‭ ‬أداء‭ ‬بطيء‭ ‬

للحن‭ ‬رثاء،‭ ‬

يتمايل‭ ‬البحر‭ ‬ذهاباً‭ ‬وإياباً،

ووجهه‭ ‬ملطخ‭ ‬بالدماء‭.‬

أحياناً‭ ‬عندما‭ ‬أقول‭ ‬الوطن

يتحول‭ ‬فمي‭ ‬إلى‭ …‬

قبر‭ ‬مؤقت‭ ‬للجثث‭ ‬المفقودة‭.‬

الحزن‭ ‬أحياناً‭ ‬يعني‭ ‬تلاشي‭ ‬الضوء

في‭ ‬عيون‭ ‬رجل

يجدّف‭ ‬بحياته‭ ‬عندما‭ ‬يهيج‭ ‬البحر

ويتقاسم‭ ‬جثث‭ ‬الغرقى‭. ‬

في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬اليوم،

تمسح‭ ‬امرأة‭ ‬نحيفة‭ ‬ومرهقة‭ …‬

ظهر‭ ‬طفلها

لتعرف‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.‬

هناك

طرق‭ ‬عديدة‭ ‬لمغادرة

العالم،‭ ‬لكن‭ ‬البحر‭ ‬هو‭ ‬الأكثر

خطورة‭. ‬

وفي‭ ‬ليله‭ ‬،‭ ‬يتردد‭ ‬صدى‭ ‬صراخ

النساء‭ ‬الحزينات

أعلى‭ ‬من‭ ‬صلوات

أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعودون‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم

‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬لحمل‭ ‬صور

موتاهم‭ ‬مثل‭ ‬لافتة‭.‬

وفي‭ ‬السماء‭ ‬المظلمة،‭ ‬

تغني‭ ‬الطيور

أغاني‭ ‬الحداد‭ ‬المهيبة‭.‬

كل‭ ‬ما‭ ‬يبقى‭ ‬يصبح‭ ‬دليلاً‭ ‬على‭ ‬الغياب‭.‬

‭(‬3‭) ‬ناشط‭ ‬راديكالي‭….  !!!

‮«‬واين‭ ‬فيسر‭ ‬‮»‬

تنعتني‭ ‬ناشطًا‭ ‬راديكاليًا

تدين‭ ‬أفعالي‭ ‬باعتبارها‭ ‬ترويجًا‭ ‬للتطرف

هيه‭ … ‬أمامك‭ ‬الكثير‭ ‬لتتعلمه‭ … ‬

ماتقوله‭ ‬مدح‭ ‬كبير‭ ‬لي‭ …‬

إذا‭ ‬كنت‭ ‬حقاً‭ ‬تعرف‭ ‬ما‭ ‬يعنيه

ماذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ 

إن‭ ‬الراديكالي‭ ‬يعني‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الجذور

يبدأ‭ ‬المزارع‭ ‬بإعداد‭ ‬الأرض

وبذر‭ ‬التربة،‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬يجلب‭ ‬براعم‭ ‬جديدة

أنت‭ ‬تسميني‭ ‬ناشطًا‭ ‬راديكاليًا

لأنني‭ ‬أجد‭ ‬مصدر‭ ‬المشكلة‭ ‬أو‭ ‬السبب‭ ‬النهائي

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الاضطراب

أو‭ ‬الحجب‭ ‬وانتهاك‭ ‬القوانين‭ ‬غير‭ ‬المبررة

وماذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬غير‭ ‬ذلك،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬نشطًا

‭(‬سأكون‭ ‬سلبيًا‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬عندما‭ ‬أنتهي‭ ‬وأموت‭)‬

يحتاج‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬هزة‭ ‬لإيقاظه

ويجب‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬القديمة،‭  ‬مثل‭ ‬الأوراق

أنت‭ ‬تسميني‭ ‬ناشطًا‭ ‬راديكاليًا

وأنا‭ ‬أشكرك‭ ‬جزيل‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التكريم

لا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬طريق‭ ‬البناء

من‭ ‬التشكيل‭ ‬والتحول‭ – ‬مستقبلنا‭ ‬المعاد‭ ‬تشكيل

‭(‬4‭) ‬همس‭ ‬الأحجار‭….  !!!‬

واين‭ ‬فيسر‭  ‬2017

لو‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬هذه‭ ‬الصخور‭ ‬أن‭ ‬تهمس،‭ ‬فما‭ ‬الأسرار‭ ‬الذي‭ ‬سترويها؟

هل‭ ‬ستكون‭ ‬من‭ ‬أحقاب‭ ‬خلت،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬السماء‭ ‬كلها‭ ‬أمطارًا‭ ‬نارية

وتدفقت‭ ‬الحمم‭ ‬البركانية‭ ‬وتجمدت‭ ‬الصخور‭ ‬لنحت‭ ‬هذه‭ ‬السهول‭ ‬؟

أم‭ ‬ستتحدث‭ ‬عن‭ ‬الانقسام‭ ‬العظيم،‭ ‬عندما‭ ‬تمزقت‭ ‬الأرض

بسبب‭ ‬أمواج‭ ‬المد‭ ‬والجزر‭ ‬والرياح‭ ‬الهائجة‭ ‬وهدير‭ ‬الرعد‭ ‬الغاضب؟

لو‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬هذه‭ ‬الصخور‭ ‬أن‭ ‬تهمس،‭ ‬فما‭ ‬هي‭ ‬البدايات‭ ‬التي‭ ‬ستتذكرها؟

هل‭ ‬ستتذكر‭ ‬صرخة‭ ‬الإنسان‭ ‬الأولى،‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬طفلاً‭ ‬في‭ ‬المهد

أم‭ ‬الطفل‭ ‬المتلهف‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬القوس‭ ‬والسهم،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬مقدرًا‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬أسطورة؟

هل‭ ‬ستبتسم‭ ‬للطفل‭ ‬المضطرب‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬جذوره‭ ‬لتنمو

ليكتب‭ ‬ويقرأ،‭ ‬ليبني‭ ‬ويشكل،‭ ‬ليغرس‭ ‬ويحصد‭ ‬ويزرع؟

لو‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬هذه‭ ‬الصخور‭ ‬أن‭ ‬تهمس،‭ ‬فما‭ ‬التاريخ‭ ‬الن‭  ‬سترويه؟

سنوات‭ ‬التمرد،‭ ‬عندما‭ ‬سعى‭ ‬الإنسان‭ ‬المراهق‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬جناحيه

في‭ ‬تلك‭ ‬الأوقات‭ ‬العاصفة‭ ‬من‭ ‬الكبرياء‭ ‬والأنانية،‭ ‬والحرب‭ ‬والعبيد‭ ‬والملوك؟

هل‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الذكريات‭ ‬حية‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬عن‭ ‬أيام‭ ‬مأساوية‭ ‬معاصرة؟

حين‭ ‬اختار‭ ‬أشقاء‭ ‬شباب‭ ‬ساذجون‭ ‬طرقاً‭ ‬متفرقة؟

إذا‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬هذه‭ ‬الصخور‭ ‬أن‭ ‬تهمس،‭ ‬فما‭ ‬القصص‭ ‬التي‭ ‬ستشاركها؟

هل‭ ‬ستكون‭ ‬حكايات‭ ‬عن‭ ‬الجزيرة،‭ ‬عن‭ ‬البراري‭ ‬غير‭ ‬المروضة‭ ‬والرمال‭ ‬العذراء

عن‭ ‬التجار‭ ‬من‭ ‬عبر‭ ‬الخليج‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يجمعون‭ ‬الصخور‭ ‬ويستخرجون‭ ‬المناجم‭ ‬من‭ ‬الأرض؟

ماذا‭ ‬عن‭ ‬المنبوذين‭ ‬المشوهين‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬أعمى‭ ‬عنهم

المنبوذين‭ ‬بسبب‭ ‬قبحهم،‭ ‬والذين‭ ‬تبرأ‭ ‬منهم‭ ‬أقرانهم؟

إذا‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬هذه‭ ‬الصخور‭ ‬أن‭ ‬تهمس،‭ ‬فما‭ ‬الذكريات‭ ‬التي‭ ‬ستظل‭ ‬تطاردها؟

هل‭ ‬ستكون‭ ‬عن‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬الأقفاص،‭ ‬المتهمين‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬شنيعة

أم‭ ‬حراس‭ ‬العدالة‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬بالعمل‭ ‬في‭ ‬محاجر‭ ‬الجير‭ ‬المزعجة؟

كم‭  ‬مؤلم‭ ‬هو‭ ‬مشهد‭ ‬السجانين‭ ‬بعقول‭ ‬مقفولة‭ ‬بأقفال‭ ‬ومفاتيح؟

كم‭ ‬مفعم‭ ‬بالأمل‭ ‬مرهم‭ ‬المغفرة،‭ ‬والمسيرة‭ ‬الطويلة‭ ‬لتحريرهم؟

إذا‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬هذه‭ ‬الصخور‭ ‬أن‭ ‬تهمس،‭ ‬ما‭ ‬الانتصار‭ ‬الذي‭ ‬ستعلنه؟

هل‭ ‬سيكون‭ ‬فجرًا‭ ‬جديدًا،‭ ‬عندما‭ ‬تصبح‭ ‬الجزيرة‭ ‬جسرًا

ملجأً،‭ ‬ومكانًا‭ ‬للتعلم،‭ ‬وصورة‭ ‬ملهمة‭ ‬للعالم؟

تردد‭ ‬أصداء‭ ‬الحجارة‭ ‬الصمت،‭ ‬صمت‭ ‬بحكمة‭ ‬يمنحها‭ ‬الزمن

ولكن‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬هذه‭ ‬الحجارة‭ ‬أن‭ ‬تهمس‭…..‬

فإنها‭ ‬ستقول‭: ‬سامح‭ ‬دائمًا‭ … ‬ولا‭ ‬تنس‭ ‬أبدًا‭.

وُلِد‭ ‬الشاعر‭ ‬واين‭ ‬فيسر‭ ‬في‭ ‬زيمبابوي،‭ ‬ونشأ‭ ‬في‭ ‬كيب‭ ‬تاون،‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬أبيض‭ ‬البشرة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬إفريقي‭ ‬الصوت‭ ‬والمشاعر‭.‬

‭ ‬له‭ ‬مجموعة‭ ‬شهيرة‭ ‬باسم‭ ‬أنا‭ ‬إفريقي،‭ ‬وله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬دواوين‭ ‬شعر‭ ‬منها‭:‬الحلم‭ ‬الإفريقي،‭ ‬أنا‭ ‬إفريقي،‭ ‬إيكاروس،‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬العبور،‭ ‬اغتنم‭ ‬اليوم،‭ ‬الخيط،‭ ‬الكعك،‭ ‬الفقاعات‭ ‬وأنا،‭ ‬وأوراق‭ ‬التمني،‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلى‭ ‬44‭ ‬كتاباً‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬تخصصه‭.

الشاعر‭ ‬واين‭ ‬فيسر‭ (‬Wayne Visser‭)‬

  ‬الموقع‭ ‬الشخصي‭ ‬للكاتب‭ ‬واين‭ ‬فيسر‭  ‬‭ -‬Biography‭ | ‬Wayne Visser‭  

‭-‬https‭://‬en.wikipedia.org/wiki/Wayne_Visser‭ ‬

‭- ‬Meaning Of African Poetry‭. – ‬Literature‭ – ‬Nigeria‭ (‬nairaland.com‭)‬

‭- ‬https‭://‬terseersambaki.wordpress.com/2017/03/12‭/‬african-poetry-by-akeem-kolawole-bello‭/‬

‭- ‬The Novelty of African Poetry‭ ‬–‭ ‬The New Inquiry

شاهد أيضاً

جيـوش مـــن ورق!

مئات‭ ‬المليارات‭ ‬تأكلها‭ ‬جيوش‭ ‬عاطلة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ . ‬ مئات‭ ‬المليارات‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *