الرئيسية / الدراسة / سن التقاعد الوظيفي في ليبيا

سن التقاعد الوظيفي في ليبيا

محطة‭ ‬إذلال‭ ‬

ونكــران‭ ‬وجحــود‭ ‬وقسمـة‭ ‬ضيــزى

استطلاع‭ :‬عبدالله‭ ‬الوافي

المتقاعدون‭ ‬كم‭ ‬مهمل‭ ‬ومهمش‭ !‬

يتظاهر‭ ‬الأوروبيون‭ ‬سنوياً‭ ‬لتقديم‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬وللتمتع‭ ‬بالحقوق‭ ‬والمهايا‭ ‬والمزايا‭ ‬والتأمين‭ ‬الطبي‭ ‬ومكافآت‭ ‬نهاية‭ ‬الخدمة‭ ‬وليطوفوا‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬لغرض‭  ‬السياحة‭ ‬التي‭  ‬لا‭ ‬تنقطع‭ ‬بينما‭ ‬ينظر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬ومن‭ ‬أبرزهم‭ ‬الموظفون‭ ‬العامون‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬كمحطة‭ ‬إذلال‭ ‬ونكران‭ ‬وجحود‭ ‬وقسمة‭ ‬ضيزى،‭ ‬إذ‭ ‬تهوي‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المحطة‭  ‬مرتباتهم‭ ‬المتدنية‭ ‬أساساً‭ ‬إلى‭ ‬سقوف‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬من‭ ‬التدني‭ ‬ويحرمون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الحقوق‭ ‬وأولها‭ ‬التأمين‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬يصير‭ ‬المتقاعد‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إليه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تطفو‭ ‬على‭ ‬جسده‭ ‬المنهك‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬العطاء‭ ‬الطويلة‭ ‬أمراض‭ ‬الشيخوخة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬فيجد‭ ‬نفسه‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قدم‭ ‬لبلده‭ ‬زهرة‭ ‬شبابه‭ ‬كماً‭ ‬مهملاً‭ ‬ومتاعاً‭ ‬منتهي‭ ‬الصلاحية‭ ‬وعلى‭ ‬أرفف‭ ‬النسيان‭ ‬والجحود‭ ‬والنكران‭  ‬وتزداد‭ ‬آلامه‭ ‬النفسية‭ ‬حين‭ ‬يرى‭ ‬بأم‭ ‬عينه‭ ‬شرائح‭ ‬أخرى‭ ‬قليلة‭ ‬تتمتع‭ ‬بالحظوة‭ ‬والمكانة‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬التي‭ ‬حرم‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬دليل‭ ‬دامغ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬قسمة‭ ‬ثروة‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬قسمة‭ ‬ضيزى‭  ‬لا‭ ‬عدالة‭ ‬فيها‭ ‬،وبينما‭ ‬يحاول‭ ‬الموظفون‭ ‬العامون‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬تقديم‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬والتبكير‭ ‬بها‭ ‬ليتمتعوا‭ ‬بالراحة‭ ‬والكرامة‭ ‬والسعادة‭ ‬والرخاء‭ ‬بعد‭ ‬سنين‭ ‬الشقاء‭ ‬يتهرب‭ ‬نظراؤهم‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتخلفة‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المحطة‭ ‬ليبعدوا‭ ‬عنهم‭ ‬شبح‭ ‬الإهمال‭ ‬بالمطالبة‭ ‬بالاستمرار‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬ورفع‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬وحتى‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬الأعمار‭ ‬وتعديلها‭ ‬تصغيراً‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المحاكم‭ ‬للتشبث‭ ‬بأسمال‭ ‬العمل‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ 

الهروب‭ ‬من‭ ‬كماشة‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬

علي‭ ‬منصور‭ ‬متقاعد‭ ‬قال‭ ‬بأن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر‭ ‬شرقاً‭ ‬وغرباً‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬و‭ ‬أوروبا‭ ‬يتظاهرون‭ ‬لتقديم‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬بينما‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬يتمنى‭ ‬الموظف‭ ‬العام‭ ‬باستثناء‭ ‬بعض‭ ‬الشرائح‭ ‬ومنها‭ ‬شريحة‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬النفط‭  ‬يتمنون‭ ‬أن‭ ‬يظلوا‭ ‬في‭ ‬أعمالهم‭ ‬حتى‭ ‬مفارقتهم‭ ‬للحياة‭ ‬لأنهم‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬التقاعد‭ ‬معناه‭ ‬الموت‭ ‬السريري‭ ‬فالمعاش‭ ‬الضماني‭ ‬المحتشم‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المواطن‭ (‬علي‭) ‬معاش‭ ‬مذل‭  ‬للمتقاعد‭ ‬ولا‭ ‬يكفيه‭ ‬حتى‭ ‬لتأمين‭ ‬شراء‭ ‬بعض‭ ‬الطعام‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬الدواء‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬الكساء‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬التأمين‭ ‬الطبي‭ ‬والذي‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬يموت‭ ‬المتقاعد‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬دون‭ ‬علاج‭ ‬فالمستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬تعاني‭ ‬الأمرين‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬المعدات‭ ‬والتجهيزات‭ ‬والأدوية‭ ‬،‭ ‬والعيادات‭ ‬الخاصة‭ ‬تقدم‭ ‬خدماتها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غلاء‭ ‬فاحش‭ ‬لا‭ ‬يطيقه‭ ‬المتقاعد‭ ‬بالدراهم‭ ‬القليلة‭ ‬التي‭ ‬ينالها‭ ‬متأخرة‭ ‬عن‭ ‬موعدها‭ ‬كل‭ ‬شهر‭  .. ‬الأستاذ‭ ‬علي‭ ‬قال‭ ‬بأن‭ ‬قسمة‭ ‬الثروة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬وفي‭ ‬ليبيا‭ ‬قسمة‭ ‬ضيزى‭ ‬وظالمة‭ ‬فكيف‭ ‬يتمتع‭ ‬البعض‭ ‬بمرتبات‭ ‬مجزية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬النفط‭ ‬غير‭ ‬المزايا‭ ‬الأخرى‭ ‬كالسفر‭ ‬والتأمين‭ ‬الطبي‭ ‬لهم‭ ‬وللأصول‭ ‬وللفروع‭ ‬بينما‭ ‬تحرم‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬الحقوق‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحقوق‭ ‬الضمانية‭ ‬وحقوق‭ ‬المتقاعدين‭ ‬والمسنين‭ ‬الذين‭ ‬أفنوا‭ ‬زهرة‭ ‬شبابهم‭ ‬في‭ ‬العطاء‭ ‬للمجتمع‭ ‬الجحود‭ … ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬التمييز‭ ‬ليس‭ ‬قانونياً‭ ‬فهو‭ ‬لايبنى‭ ‬على‭ ‬طبيعة‭ ‬الشغل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الصعوبة‭ ‬أو‭ ‬الخطورة‭ ‬ولا‭ ‬يبنى‭ ‬على‭ ‬الدرجات‭ ‬الوظيفية‭ ‬ولا‭ ‬يبنى‭  ‬على‭ ‬سنوات‭ ‬الخدمة‭ ‬ولا‭ ‬يبنى‭  ‬حتى‭ ‬على‭ ‬المؤهلات‭ ‬العلمية‭  ‬بل‭ ‬يبنى‭ ‬على‭ ‬مجرد‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬لقطاعات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬أو‭ ‬الإدارية‭ ‬أو‭ ‬الرقابية‭ ‬وهو‭ ‬تمييز‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬لا‭ ‬عدالة‭ ‬ولا‭ ‬منطقاً‭ .‬

المتقاعدون‭ ‬كم‭ ‬مهمل‭ ‬ومهمش‭ ‬

السيد‭ ‬علي‭ ‬أبوذينة‭ ‬معلم‭ ‬تربوي‭ ‬وإعلامي‭ ‬كبير‭ ‬أفنى‭ ‬زهرة‭ ‬شبابه‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬منذ‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭ ‬ثم‭ ‬التحق‭ ‬بالعمل‭ ‬النقابي‭ ‬والعمل‭ ‬الإعلامي‭ ‬وأبلى‭ ‬فيهما‭ ‬البلاء‭ ‬الحسن‭ ‬قال‭ ‬واصفاً‭ ‬أوضاع‭ ‬المتقاعدين‭ ‬بأنهم‭ ‬يصبحون‭ ‬فور‭ ‬بلوغ‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬مجرد‭ ‬كم‭ ‬مهمل‭ ‬ومهمش‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭ ‬ولا‭ ‬أقل‭ ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬المتقاعد‭ ‬محروم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الحقوق‭ ‬والمزايا‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬نظيره‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الأخرى‭ ‬سواء‭ ‬المتقدمة‭ ‬أو‭ ‬متوسطة‭ ‬التقدم‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المرتب‭ ‬المناسب‭ ‬والتأمين‭ ‬الطبي‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬اختفاء‭ ‬كل‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأخرى‭ ‬ومختلف‭ ‬المزايا‭ ‬العينية‭ ‬والمالية‭  ‬والتي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬،‭ ‬فالمتقاعد‭ ‬يضيف‭ ‬الأستاذ‭ ‬السيد‭ ‬لا‭ ‬يتمتع‭ ‬بتذاكر‭ ‬سفر‭ ‬منخفضة‭ ‬السعر‭ ‬ولا‭ ‬يتمتع‭ ‬بخدمات‭ ‬تخفيض‭ ‬في‭ ‬الفنادق‭ ‬وفي‭ ‬الركوبة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬البر‭ ‬أو‭ ‬البحر‭ ‬أو‭ ‬الجو‭ ‬ولا‭ ‬يتمتع‭ ‬بمؤسسات‭ ‬عامة‭ ‬ترعاه‭ ‬وتحفظ‭ ‬حقوقه‭ ‬وتصون‭ ‬كرامته‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يتمتع‭ ‬بأندية‭ ‬أو‭ ‬جمعيات‭ ‬تخص‭ ‬المتقاعدين‭ ‬والمسنين‭ ‬يلتقي‭ ‬فيها‭ ‬بنظرائه‭ ‬من‭ ‬المتقاعدين‭ ‬والذين‭ ‬يمرون‭ ‬بنفس‭ ‬السن‭ ‬ويعايشون‭ ‬نفس‭ ‬الواقع‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والحياتي‭ ‬فيجدون‭ ‬سلوى‭ ‬تقاسم‭ ‬الأفراح‭ ‬والأتراح‭ ‬والآلام‭ ‬والاهتمامات‭ .. ‬أخيراً‭ ‬شدد‭ ‬الأستاذ‭ ‬السيد‭ ‬أبوذينة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمتقاعد‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬العناية‭ ‬والرعاية‭ ‬له‭ ‬وعدم‭ ‬تركه‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الإهمال‭ ‬والنسيان‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬عمره‭ ‬الأخيرة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اشتعل‭ ‬شمعة‭ ‬تحترق‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إضاءة‭ ‬عتمة‭ ‬الأوطان‭ .‬

محطة‭ ‬التقاعد‭ ‬محطة‭ ‬سيئة‭ ‬يتهرب‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬وصولها‭ ‬

المواطن‭ ‬خ‭. ‬م‭ ‬رفض‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬اسمه‭ ‬وحاول‭ ‬حتى‭ ‬تجنب‭ ‬الحديث‭ ‬ورد‭ ‬بزفرات‭ ‬حارقة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬بأنه‭ ‬متقاعد‭ ‬وأنه‭ ‬تمنى‭ ‬لو‭ ‬تعود‭ ‬به‭ ‬الأيام‭ ‬ليحسن‭ ‬اختيار‭ ‬عمل‭ ‬حر‭ ‬يحفظ‭ ‬له‭ ‬كرامته‭ ‬ويجنبه‭ ‬مذلة‭ ‬السؤال‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬عمره‭ ‬بسبب‭ ‬تدني‭ ‬مرتبات‭ ‬جل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الوظيفة‭ ‬العامة‭ ‬باستثناء‭ ‬شريحة‭ ‬أو‭ ‬شريحتين‭ ‬تنعمان‭ ‬بالمرتب‭ ‬والسفر‭ ‬والتأمين‭ ‬الطبي‭ ‬بينما‭ ‬تتضور‭ ‬بقية‭ ‬الشرائح‭ ‬جوعاً‭ ‬ولا‭ ‬حياة‭ ‬لمن‭ ‬تنادي‭ ‬،‭  ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬محطة‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬السيئة‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المتخلفة‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ليبيا‭ ‬وأضاف‭ ‬بأن‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الوظيفة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬يتظاهرون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقديم‭ ‬سن‭ ‬التقاعد‭ ‬ليستريحوا‭ ‬راحة‭ ‬تامة‭ ‬ويتمتعوا‭ ‬بالراحة‭ ‬والحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والتأمين‭ ‬الصحي‭ ‬بينما‭ ‬يفر‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وفي‭ ‬الدول‭ ‬المتخلفة‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬بشتى‭ ‬الوسائل‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الطعن‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المحاكم‭ ‬ليتجنب‭ ‬الفاقة‭ ‬والحرمان‭ ‬والنكران‭ ‬والجحود‭ ‬الذي‭ ‬يلقاه‭ ‬بمجرد‭ ‬تقاعده‭ ‬منادياً‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بسن‭ ‬التقاعد‭ ‬وبالمتقاعدين‭ ‬والمسنين‭ ‬جميعاً‭ ‬لأن‭ ‬الكل‭ ‬يصلون‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المحطة‭ ‬المقيتة‭ ‬إذا‭ ‬مد‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬أنفاسهم‭ .‬

هل‭ ‬تنتقل‭ ‬عدوى‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي؟

أثنى‭ ‬السيد‭ ‬جمعة‭ ‬محمد‭ ‬خليفة‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬المتقاعدين‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالمجتمع‭ ‬وخاصة‭ ‬جمعية‭ ‬بيوت‭ ‬الشباب‭ ‬الليبية‭ ‬والهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬والكشافة‭ ‬بالشرائح‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬معها‭ ‬وتوقف‭ ‬نشاطها‭ ‬بسبب‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬لكنها‭ ‬لازالت‭ ‬تحظى‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التكريم‭ ‬الذي‭ ‬يتلقاه‭ ‬أفرادها‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الاهتمام‭ ‬الذي‭ ‬أبدته‭ ‬جمعية‭ ‬بيوت‭ ‬الشباب‭ ‬الليبية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬بالرعيل‭ ‬الأول‭ ‬فيها‭ ‬وبالمؤسسين‭ ‬والرواد‭ ‬بعد‭ ‬اختيار‭ ‬مجلس‭ ‬رئاسي‭ ‬استشاري‭ ‬من‭ ‬المتقاعدين‭ ‬وقدامى‭ ‬الرواد‭ ‬والمؤسسين‭ ‬والاستفادة‭ ‬منهم‭ ‬وتكريمهم‭ ‬والاهتمام‭ ‬بأوضاعهم‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭  ‬والاهتمام‭ ‬بتسفيرهم‭ ‬لأداء‭ ‬العمرة‭ ‬والحج‭ ‬على‭ ‬نفقة‭ ‬الجمعية‭  ‬وبالأعداد‭ ‬الغفيرة‭ ‬من‭ ‬المستحقين‭ ‬لهذا‭ ‬التكريم‭ ‬متمنياً‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬هذه‭ ‬العدوى‭ ‬الرائعة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وإلى‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ايفاء‭ ‬المواطن‭ ‬المتقاعد‭ ‬حقه‭ ‬كاملاً‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الكد‭ ‬والاجتهاد‭ ‬طيلة‭ ‬سنوات‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬الإدارية‭ ‬والإنتاجية‭ ‬والخدمية‭ ‬المتنوعة‭ .‬

جمعية‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬في‭ ‬هون‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬ينتظر‭ ‬الجميع‭ ‬

حاولنا‭ ‬الاتصال‭ ‬بالسيد‭ ‬حميدة‭ ‬سنوسي‭ ‬دارفون‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬المسنين‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬بمدينة‭ ‬هون‭ ‬والذي‭ ‬استقبل‭ ‬مكالمتنا‭ ‬بصدر‭ ‬رحب‭ ‬رغم‭ ‬ظرفه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬القاسي‭ ‬ولم‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬محادثته‭ ‬بتوسع‭  ‬وزرنا‭ ‬الجمعية‭ ‬والتي‭ ‬أثلجت‭ ‬صدورنا‭ ‬إذ‭ ‬تقدم‭ ‬الجمعية‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تأسيسها‭ ‬بالجهد‭ ‬الجماعي‭ ‬التطوعي‭ ‬خدمات‭ ‬جليلة‭ ‬للمتقاعدين‭ ‬والمسنين‭ ‬حيث‭ ‬تستقبلهم‭ ‬برحابة‭ ‬صدر‭ ‬و‭ ‬كرم‭ ‬وتوفر‭ ‬لهم‭ ‬المقام‭ ‬المناسب‭ ‬الذي‭ ‬يلتقون‭ ‬فيه‭ ‬ويمارسون‭ ‬بعض‭ ‬هواياتهم‭ ‬ويجدون‭ ‬فيه‭ ‬العيادة‭ ‬التي‭ ‬يكشفون‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬صحتهم‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬ببعض‭  ‬العلل‭  ‬المتفشية‭ ‬مثل‭ ‬السكر‭ ‬والضغط‭ ‬وغيرهما‭ ‬كما‭ ‬تستقبلهم‭ ‬مكتبة‭ ‬أنيقة‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬متميز‭ ‬بالهدوء‭ ‬والسكينة‭ ‬كما‭  ‬توجد‭ ‬قاعة‭ ‬لمشاهدة‭ ‬الأشرطة‭ ‬وفضاء‭ ‬خارجي‭ ‬صيفي‭ ‬لممارسة‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬نراه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬الليبية‭ ‬لتقدم‭ ‬بعض‭ ‬الرعاية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬المتقاعد‭ ‬والمسن‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬عمره‭ ‬المتقدمة‭ …‬

أخيراً‭ ..‬‭ ‬

ظل‭ ‬حال‭ ‬المتقاعد‭ ‬حالاً‭ ‬موجعاً‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬كل‭ ‬التزاماتها‭ ‬نحو‭ ‬مواطنيها‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬تأمين‭ ‬أبسط‭ ‬الحقوق‭ ‬المعيشية‭ ‬للجميع‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬و‭ ‬عبر‭ ‬قانون‭ ‬ضماني‭ ‬يكفل‭ ‬للمتقاعد‭ ‬نيل‭ ‬معاش‭ ‬ضماني‭ ‬تقاعدي‭ ‬يرتفع‭  ‬قدره‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬المعيشة‭ ‬ولا‭ ‬يتجمد‭ ‬عند‭ ‬سقف‭ ‬الدراهم‭  ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تسد‭ ‬الرمق‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬الآن‭ ‬وعبر‭ ‬رعاية‭ ‬طبية‭ ‬يكفلها‭ ‬له‭ ‬تأمين‭ ‬طبي‭ ‬صحي‭ ‬اُسوة‭ ‬بالمتقاعدين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬المعمورة‭ ‬و‭ ‬اُسوة‭ ‬ببعض‭ ‬الشرائح‭ ‬الوظيفية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬التمييز‭ ‬والتفريق‭ ‬في‭ ‬معاملة‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬الواحد‭ ‬وظيفياً‭ ‬وتقاعدياً‭ ‬أثناء‭ ‬الخدمة‭ ‬وبعدها‭ .‬

شاهد أيضاً

Stanly Cap

 » حسام‭ ‬الوحيشي سنترك‭ ‬نقاش‭ ‬القضايا‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬وشأنها‭ ‬العميق‭ ‬ليتداولها‭ ‬ذوو‭ ‬الاختصاص‭ ‬من‭ ‬أكاديمي‭ ‬جامعة‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *