الرئيسية / الرئيسية / الزواج بعد الأربعين

الزواج بعد الأربعين

حيـــاة‭ ‬أخـــرى‭  ‬أم‭ ‬حـــل‭ ‬أخيـــــــر‭ .. ‬؟‭

في‭ ‬زمن‭ ‬تتغير‭ ‬فيه‭ ‬المفاهيم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتقاليد‭ ‬بسرعة‭ ‬تبحث‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬جديدة‭ ‬للحب‭ ‬والشراكة‭ ‬،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الزواج‭ ‬بعد‭ ‬الأربعين‭ ‬فرصة‭ ‬لبدء‭ ‬فصل‭ ‬جديد‭ ‬مليء‭ ‬بالسعادة‭ ‬والتجديد‭ ..,..  ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬يحمل‭ ‬تحديات‭ ‬خاصة‭ ‬تتطلب‭ ‬تفكيراً‭ ‬عميقاً‭ ..  ‬؟‭ ‬

سنقوم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬آراء‭ ‬و‭ ‬تجارب‭ ‬النساء‭ ‬اللواتي‭ ‬اخترن‭ ‬الزواج‭ ‬بعد‭ ‬الأربعين‭ ‬،‭ ‬لنسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬المزايا‭ ‬والعيوب‭ , ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حياتهن‭ ‬الشخصية‭ ‬والاجتماعية؟‭                 

صافحتهن‭ : ‬هند‭ ‬الهوني

تجارب‭ ‬ملهمة‭ ‬لنساء‭ ‬تزوجن‭ ‬بعد‭ ‬الأربعين‭ . ‬

الأستاذة‭ ‬الجامعية‭ ‬فاتن‭ ‬العسبلي‭ ‬

التي‭ ‬وصفت‭ ‬نفسها‭ (‬آنسة‭ ‬أربعينيةXXL‭ )  ‬قد‭ ‬تبلّورت‭ ‬لديها‭ ‬فكرة‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الزواج‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العُمر‭ ‬مؤكدة‭ ‬بأنها‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬أصغر‭ ‬لكانت‭ ‬الرؤية‭ ‬مختلفة‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ ‬ضاحكة‭ ‬‮«‬‭ ‬الآن‭ ‬الزواج‭ ‬هو‭ ‬هدفي‭ ‬لآخر‭ ‬العمر‮»‬‭ ‬مستكملة‭ ‬حديثها‭ ‬‮«‬‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬غاية‭ ‬الزواج‭ ‬هو‭ ‬الوصول‭ ‬لهدف‭ ‬آخر‭ ‬كالعمل‭ ‬أو‭ ‬واجهة‭ ‬اجتماعية‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬العُرف‭ ‬المجتمعي‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أعتبره‭ ‬أمراً‭ ‬مُعيباً‭ ‬فالزواج‭  ‬من‭ ‬تعاليم‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬للتفاخر‭ ‬به‭  . ‬لست‭ ‬ممن‭ ‬ينظر‭ ‬للارتباط‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الباب،‭  ‬تحقيق‭ ( ‬استقرار‭ ‬مادي‭ ‬،‭ ‬استكمال‭ ‬دراسة‭ ‬،‭ ‬واجهة‭ ‬اجتماعية‭ ‬،‭ ‬الوصول‭ ‬لهدف‭ ‬شخصي‭ )  ‬أبتغي‭ ‬الزواج‭ ‬كما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬‮«‬‭ ‬سكن‮»‬‭ ‬‮«‬‭ ‬مودة‭ ‬ورحمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬يهمني‭ ‬بناء‭ ‬أسرة‭ ‬جميلة‭ ‬أحقق‭ ‬فيها‭ ‬حلم‭ ‬الأمومة‭ ‬بجيل‭ ‬راقِ‭  ‬يسعى‭ ‬لنهضة‭ ‬المجتمع‭ .  ‬بالنظر‭ ‬إلى‭  ‬مرحلتي‭ ‬العمرية‭ ‬فأنا‭ ‬مستقرة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الجوانب‭ ‬ولو‭ ‬كنت‭ ‬أصغر‭ ‬بعشرين‭ ‬سنة‭ ‬لكانت‭ ‬المسيرة‭ ‬مختلفة‭ . ‬

تزوجت‭ ‬عازه‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬43‭ ‬سنة‭ ‬وهي‭ ‬شابة‭ ‬عزباء‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬يكبرها‭ ‬ب20‭ ‬سنة‭ ‬ولديه‭ ‬أحفاد‭ ‬،‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬‭ ‬جاء‭ ‬زواجي‭ ‬بحكم‭ ‬المضطرة‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬أبي‭ ‬وأمي‭ ‬،‭  ‬إخوتي‭ ‬متزوجون‭ ‬وكذلك‭ ‬أخواتي‭  ‬حيث‭ ‬قرر‭ ‬الجميع‭ ‬بيع‭ ‬البيت‭ ‬وتوزيع‭ ‬الميراث‭  ‬،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬أمامي‭ ‬إلا‭ ‬الموافقة‭ ‬عليه‭ ‬،‭ ‬لربما‭ ‬أنجب‭ ‬آخر‭ ‬عمري‭ ‬وأتحصل‭ ‬على‭ ‬الولد‭ ‬الذي‭ ‬أريد‭  ‬،‭ ‬مضت‭ ‬حياتي‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬وهو‭ ‬كان‭ ‬شخصاً‭ ‬طيباً‭ ‬ولكن‭  ‬انقلبت‭ ‬حياتي‭ ‬رأساً‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬أحدثها‭ ‬أولاده‭ ‬والأحفاد‭ ‬ولازالت‭  ‬،‭ ‬تنهي‭ ‬‮«‬عازه‮»‬‭ ‬حديثها‭ ‬بمضطرة‭ ‬أيضاً‭ ‬‮«‬‭ ‬مضطرة‭ ‬نتحمل‭ ‬العيش‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬أهل‭ ‬يستقبلوني‭ ‬إذا‭ ‬طُلقت‭  ‬ولا‭ ‬عندي‭ ‬خوت‭ ‬مسقمين‭ ‬معايا‭ ‬ولا‭ ‬عندي‭ ‬فلوس‭ ‬نقدر‭ ‬نستقل‭ ‬بروحي‮»‬‭ 

نورة محمد

خطوبتي بعد منتصف الأربعين كانت محل جدل، منهم من استغرب ارتباطي بأعزب ومنهم من قال (حتى الأولاد مش راح تجيب)!!

تتحدث‭ ‬خضرة‭ ‬العلواني‭ ‬عن‭ ‬جيل‭ ‬الثمانينات‭ ‬بأن‭ ‬غالبيتهم‭ ‬العظمى‭ ‬قد‭ ‬أكمل‭ ‬تعليمه‭ ‬وتحصل‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬عليا‭ ‬وهم‭ ‬بأعمالهم‭ ‬ومرتباتهم‭  ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬وضعا‭ ‬اجتماعيا‭ ‬واستقلالا‭ ‬ماديا‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬حالها‭ ‬بشكل‭ ‬شخصي‭ ‬،‭ ‬تستكمل‭ ‬‮«‬‭  ‬لديّ‭ ‬كامل‭ ‬الثقة‭ ‬من‭ ‬والدي‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬والسفر‭ ‬والتطوير‭ ‬الذاتي‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬باقي‭ ‬الملذات‭ ‬من‭ ‬مأكل‭ ‬وملبس‭ ‬وما‭ ‬أشتهي‭ . ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬مارست‭ ‬العمل‭ ‬الوظيفي‭ ‬فور‭ ‬تخرجي‭ ‬الجامعي‭ ‬والذي‭ ‬استحوذ‭ ‬على‭ ‬تفكيري‭ ‬بخلاف‭ ‬فتيات‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬كان‭ ‬الزواج‭ ‬يشكل‭ ‬لهم‭ ‬هاجساً‭ ‬كبيراً‭ . ‬سوف‭ ‬أصدقكم‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬قبل‭ ‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬وخلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تحديداً‭ ‬بدأت‭ ‬فكرة‭ ‬الزواج‭ ‬وأهمية‭ ‬الارتباط‭ ‬تراودني‭ ‬،‭ ‬فكرة‭ ‬تغيير‭ ‬حياتي‭ ‬ووجود‭ ‬طرف‭ ‬ثان‭ ‬فيها‭ ‬،‭ ‬فكرة‭ ‬الحياة‭ ‬المشتركة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬الأهل‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬عاطفية‭ ‬لربما‭ ‬الآن‭ ‬اتضح‭ ‬المسلك‭ ‬الديني‭ ‬لديّ‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬نصف‭ ‬الدين‭ ‬كوننا‭ ‬بشر‭ ‬نحمل‭ ‬غرائز‭ ‬مختلفة‭ ‬،‭ ‬أتحسس‭ ‬الآن‭ ‬هذه‭ ‬الرغبة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬عدة‭ ‬عروض‭ ‬ولكن‭ ‬يهمني‭ ‬الاستقرار‭ ‬العاطفي‭ . ‬الزواج‭ ‬في‭ ‬عُرفنا‭ ‬اليوم‭ ‬يختلف‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬آخر‭ ‬فالموافقة‭ ‬تحتاج‭ ‬للتفكير‭ ‬مليون‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬وليست‭ ‬كما‭ ‬يعتقد‭ ‬الجميع‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬العروض‭ ‬غنيمة‭ ‬علينا‭ ‬الانقضاض‭ ‬عليها‭ ‬،‭ ‬لأننا‭ ‬نعرف‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬ينقصنا‭ ‬شئ‭ ‬مع‭ ‬اعترافنا‭ ‬بأننا‭ ‬نحمل‭ ‬عيوباً‭ ‬أيضاً‭ ‬ولكن‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الأقل‭ ‬ضرراً‭ ‬والأحسن‭ ‬فيمن‭ ‬يُشبهنا‭ . ‬

الوضع‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬يدفعك‭ ‬لتكوين‭ ‬أسرة‭ ‬نجد‭ ‬فيها‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬ماقمنا‭ ‬به‭ ‬نحن‭ ‬لأهلنا‭ . ‬لازلت‭ ‬أؤكد‭ ‬أن‭ ‬الوصول‭ ‬لهذه‭ ‬المرتبة‭ ‬من‭ ‬النضج‭ ‬يحتم‭ ‬علينا‭ ‬الارتباط‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬استقرار‭  ‬فالأربعينيات‭ ‬وما‭ ‬فوق‭ ‬تبحث‭ ‬من‭ ‬يشاركها‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تعشه‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجارب‭ ‬تخوضها‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬فنحن‭ ‬من‭ ‬الشريحة‭ ‬المتعلمة‭ ‬المثقفة‭ ‬تحتاج‭ ‬السند‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬العمر‭ . ‬جاءني‭ ‬هذا‭ ‬التفكير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتنائي‭ ‬بأبي‭ ‬وأمي‭ ‬،‭ ‬تساءلت‭ ‬وقتها‭ : ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لدىّ‭ ‬رفيق‭ ‬للدرب‭ ‬وأبناء‭ ‬؟‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬أصغر‭ ‬عمراً‭ ‬قد‭ ‬تتطلع‭ ‬للزواج‭ ‬في‭ ‬رجل‭ ‬يمسك‭ ‬بيدها‭ ‬وتتفاخر‭ ‬بذلك‭ ‬وتنشره‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬مختلف‭ ‬لمن‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬عمري‭ ‬لديهم‭ ‬الاستقرار‭ ‬النفسي‭ ‬أهم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الشكليات‭ ‬الأخرى‭ .  ‬وأن‭ ‬يتفهم‭ ‬طبيعتنا‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أصل‭ ‬بالزواج‭ ‬لذلك‭ ‬العمق‭ ‬والصلة‭ ‬الوطيدة‭ ‬التي‭ ‬أشاهدها‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬أبي‭ ‬بأمي‭ . ‬

أوجدت‭ ‬حنان‭ ‬محمد‭ ‬معايير‭ ‬جديدة‭ ‬عند‭ ‬زواجها‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭ ‬بخلاف‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تعتمده‭ ‬كأولويات‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬‭ ‬كان‭ ‬تفكيري‭ ‬للزواج‭ ‬قبل‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭ ‬في‭ ‬الناحية‭ ‬المادية‭ ‬،‭ ‬المظاهر‭ ‬الخارجية‭ ‬كالشكل‭ ‬ومن‭ ‬عائلة‭ ‬معروفة‭ ‬ولهذا‭  ‬تأخرت‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬بسبب‭ ‬تمسكي‭ ‬بالمواصفات‭ ‬السابقة‭ ‬،‭ ‬عند‭ ‬وصولي‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭ ‬تغيرت‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭ ‬فمثلا‭ ‬أخلاق‭ ‬الشخص‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬تمسكي‭ ‬بالحالة‭ ‬المادية‭ ‬والراحة‭ ‬مقابل‭ ‬الشكل‭ ‬وهكذا‭ ‬،‭  ‬حدث‭ ‬وأن‭ ‬تقدم‭ ‬لي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬ولكن‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬زوجي‭ ‬لأني‭ ‬اخترت‭ ‬الطيبة‭ ‬فيه‭ ‬والتقارب‭ ‬في‭ ‬الطباع‭ ‬والراحة‭ ‬النفسية‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الحالة‭ ‬المادية‭ ‬،‭  ‬لكن‭ ‬كباقي‭ ‬حالات‭ ‬الزواج‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬عُمر‭ ‬تبقى‭ ‬سنة‭ ‬أولى‭ ‬زواج‭ ‬معرفة‭ ‬طباع‭ ‬الطرفين‭ ‬ويظهر‭ ‬الفاصل‭ ‬الثقافي‭ ‬والفكري‭ ‬وبعدها‭ ‬يبدأ‭ ‬الاثنان‭ ‬في‭ ‬التقارب‭ ‬‮«‬‭ ‬تضيف‭ ‬حنان‭ ‬‮»‬‭ ‬لقد‭ ‬وضحت‭ ‬لأهل‭ ‬زوجي‭ ‬وقت‭ ‬الخطبة‭ ‬أن‭ ‬الفرصة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أقل‭ ‬في‭ ‬الإنجاب‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬ولكن‭ ‬اجابتهم‭ ‬بعثت‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬الطمأنينة‭ ‬بعدم‭ ‬اكتراثهم‭ ‬لأنها‭ ‬بمشيئة‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬يرجع‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زوجة‭ ‬ابنهم‭ ‬الأكبر‭ ‬‮«‬‭ ‬سلفتي‭ ‬حالياً‮»‬‭ ‬مضى‭ ‬على‭ ‬زواجها‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬دون‭ ‬ذرية‭ ‬ولكن‭ ‬حالهم‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬‭ ‬كأنه‭ ‬البارحة‭ ‬زفافهم‮»‬‭  ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬المسبق‭ ‬من‭ ‬حسن‭ ‬حظي‭ ‬فأنا‭ ‬من‭ ‬القلائل‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬نصيبها‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬لا‭ ‬يتدخلون‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الخاصة‭ ‬ولا‭ ‬أتذكر‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬سؤالهم‭ ‬‮«‬‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تعالجون‭ ‬؟‭ ‬‮«‬‭ ‬سواء‭ ‬لي‭ ‬أو‭ ‬زوجة‭ ‬ابنهم‭ ‬الأخرى‮»‬‭ ‬وعن‭ ‬الفارق‭ ‬في‭  ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬بعد‭ ‬تجربة‭ ‬الزواج‭ ‬توضح‭ ‬‮«‬‭ ‬اختلفت‭ ‬حياتي‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬أهلي‭ ‬عنها‭ ‬بعد‭ ‬الزواج‭ ‬ولو‭ ‬نضعهم‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬سوف‭ ‬ترجح‭ ‬كفة‭ ‬الأهل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الراحة‭ ‬وقلة‭ ‬المسؤولية‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬الزواج‭ ‬الصعوبات‭ ‬أكبر‭ ‬وربما‭ ‬هي‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬قلة‭ ‬الإمكانات‭ ‬المادية‭ ‬،‭ ‬تنازلت‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬أساسيات‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بسبب‭ ‬حُسن‭ ‬معاملة‭ ‬زوجي‭ ‬،‭ ‬لقد‭ ‬حقق‭ ‬لي‭ ‬مكانة‭ ‬مجتمعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديره‭ ‬لي‭ ‬أمام‭ ‬أهله‭ ‬وأهلي‭ ‬وفي‭ ‬المجتمع‭ ‬عموماً‭ ‬،‭ ‬مواقفه‭ ‬النبيلة‭ ‬جعلتني‭ ‬أتمسك‭ ‬به‭ ‬وأستمر‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬معه‭ ‬،‭ ‬أنا‭ ‬اليوم‭ ‬قوية‭ ‬بمساندة‭ ‬زوجي‭ ‬وقد‭ ‬منحتني‭ ‬الأربعين‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬وفهم‭ ‬حدود‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬رغم‭ ‬كوني‭ ‬مرتبطة‭ ‬ولكن‭ ‬أتمتع‭ ‬بالاستقلالية‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬عملي‭ ‬وحياتي‭ ‬الاجتماعية‭ ‬يتضح‭ ‬هذا‭ ‬الانسجام‭ ‬والتوافق‭ ‬لدى‭ ‬الجميع‭ ‬ويشيدون‭ ‬به‭ ‬،‭ ‬تختم‭ ‬حنان‭ ‬مشاركتها‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تشكل‭ ‬لي‭ ‬خطراً‭ ‬بحكم‭ ‬أني‭ ‬متعلمة‭ ‬فأنا‭ ‬أعيش‭ ‬وكأني‭ ‬ابنة‭ ‬العشرين‭ ‬فلو‭ ‬كنت‭ ‬جاهلة‭ ‬وغير‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬لكنت‭ ‬انعزلت‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬ولكن‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقوم‭ ‬بدوري‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬ولدىّ‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬موضوع‮»‬

ارتبطت‭ ‬نوره‭ ‬محمد‭ ‬مرتين‭ ‬‮«‬‭ ‬خطوبة‭ ‬‮«‬‭ ‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬46‭ ‬عاما‭  ‬تقول‭ ‬‮«‬‭ ‬الفرق‭ ‬كان‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬نظرة‭ ‬الناس‭ ‬لي‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬الخطوبة‭ ‬الأولى‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬34‭ ‬سنة‭ . ‬كنت‭ ‬وقتها‭  ‬أشدد‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬الرجل‭  ‬‮«‬‭ ‬المظهر‭ ‬العام‭ ‬‮«‬‭ ‬وينحصر‭ ‬فكري‭ ‬في‭ ‬الزواج‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬‭ ‬طلوع‭ ‬،‭ ‬لباس‭ ‬،‭ ‬مطاعم‮»‬‭ ‬حصدت‭ ‬مباركة‭ ‬الجميع‭ ‬وفرحتهم‭ ‬بالخبر‭ ‬واستمر‭ ‬الحال‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اقترب‭ ‬موعد‭ ‬العرس‭ ‬وانتهى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬‮«‬‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الحنة‭ ‬‮«‬‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬التجربة‭ ‬سهلة‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬تقدمي‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬دون‭ ‬فرص‭ ‬وعندما‭ ‬بلغت‭ ‬منتصف‭ ‬الأربعين‭ ‬تمت‭ ‬خطبتي‭ ‬ولكن‭ ‬صدمتي‭ ‬في‭ ‬الأقارب‭ ‬كانت‭ ‬كبيرة‭ ‬،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يبارك‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬أسمعني‭ ‬كلاماً‭ ‬جارحاً‭ ‬بمعنى‭ ‬‮«‬‭  ‬حتى‭ ‬الأولاد‭ ‬مش‭ ‬راح‭ ‬تجيب‭ ‬‮«‬‭ ‬وكانت‭ ‬ردات‭ ‬فعلهم‭ ‬يملؤها‭ ‬الاستغراب‭ ‬لحصولي‭ ‬على‭ ‬رجل‭ ‬أعزب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬يستمر‭ ‬ارتباطي‭ ‬كثيراً‭ ‬و‭ ‬‮«‬‭ ‬فسخت‭ ‬الخطبة‭ ‬‮«‬‭ ‬حالياً‭ ‬أعاني‭ ‬من‭ ‬المحيط‭ ‬بالشفقة‭ ‬والدونية‭ ‬بالإضافة‭ ‬لعبارات‭ ‬التأنيب‭ ‬على‭ ‬فسخ‭ ‬الخطوبة‭ ‬وكأني‭ ‬ارتكبت‭ ‬ذنباً‭ ‬،‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬انعكس‭ ‬سلباً‭ ‬عليّ‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الخروج‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬أسمع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬المؤلم‭ ‬‮«‬‭ ‬اللي‭ ‬بعمرك‭ ‬زوجن‭ ‬بناتهن‭ ‬‮«‬‭ ‬وفي‭ ‬المناسبات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬نظراتهن‭ ‬‮«‬‭ ‬تحز‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬‮«‬‭ ‬بذنب‭ ‬أني‭ ‬لم‭ ‬أتزوج‭. ‬

دخلت‭ ‬إيمان‭ ‬بن‭ ‬عامر‭ ‬الخمسين‭ ‬عاماً‭ ‬وهي‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتفق‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬يمنحه‭ ‬خبرة‭ ‬أوسع‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬،‭ ‬تمر‭ ‬الأنثى‭ ‬تحديداً‭ ‬بظروف‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الإرتباط‭  ‬كأن‭ ‬لا‭ ‬تأتيها‭ ‬عروض‭ ‬زواج‭ ‬أو‭ ‬تحصل‭ ‬عراقيل‭  ‬في‭ ‬اتمام‭ ‬الأمر‭ ‬وربما‭ ‬فكرة‭ ‬الزواج‭ ‬نفسها‭ ‬ليست‭ ‬أولوية‭ ‬أمام‭ ‬بعض‭ ‬الأهداف‭ ‬المُلحة‭ ‬في‭ ‬وقتها‭ ‬وتجدها‭ ‬حاجزاً‭ ‬أمام‭ ‬استكمال‭ ‬الدراسة‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬وتحقيق‭ ‬دخل‭ ‬ثابت‭ . ‬

نشأت‭ ‬إيمان‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬أسرة‭ ‬تربت‭ ‬فيها‭ ‬الفتاة‭ ‬على‭ ‬تحصيل‭ ‬علمها‭ ‬وعملها‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬تزوجت‭ ‬ستكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬‭. ‬وتضيف‭ ‬‮«‬‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭ ‬أشعر‭ ‬بنضج‭ ‬كبير‭ ‬ورؤية‭ ‬أوضح‭ ‬للزواج‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬الزواج‭ ‬على‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬رجل‭ ‬وأنثى‭ ‬،‭ ‬ما‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬إنجاب‭ ‬هو‭ ‬‮«‬‭ ‬بناء‭ ‬أسرة‭ ‬مستقرة‭ ‬‮«‬‭ ‬وعليه‭ ‬فالرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬يكونان‭ ‬بالنضج‭ ‬نفسه‭ ‬والوعي‭ ‬لإدارة‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ . ‬ومن‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الاختيار‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬وفق‭ ‬توافق‭ ‬روحي‭ ‬ومستوى‭ ‬تفكير‭ ‬متقارب‭ ‬والظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬وعليهم‭ ‬السؤال‭ … ‬هل‭ ‬نستطيع‭ ‬نحن‭ ‬الاثنان‭ ‬مع‭ ‬التكوين‭ ‬الشخصي‭ ‬لكل‭ ‬منا‭ ‬وتركيبته‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬من‭ ‬تكوين‭ ‬أسرة‭ ‬واحدة‭ ‬ومستمرة‭ ‬؟‭ ‬هل‭ ‬نستطيع‭ ‬اخراج‭ ‬نشء‭ ‬صحيح‭ ‬للمجتمع؟‭  ‬الإجابة‭ ‬الحقيقية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬العملية‭ ‬برمتها‭ . ‬للعلم‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬مختلفة‭  ‬إلى‭ ‬غريبة‭ ‬جداً‭ ‬عندما‭ ‬تتزوج‭ ‬فتاة‭ ‬لاتتعدى‭ ‬20‭ ‬عاماً‭ ‬برجل‭ ‬يكبرها‭ ‬بعشرين‭ ‬عام‭ !  ‬هذا‭ ‬الفارق‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬والتجربة‭ ‬والخبرة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬تُحدث‭ ‬المشاكل‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬ولكن‭ ‬نأتي‭ ‬لعقدة‭ ‬المجتمع‭  ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬الفتاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬أكثر‭ ‬صحة‭ ‬و‭ ‬بالتالي‭ ‬فرصتها‭ ‬في‭ ‬الإنجاب‭ ‬أكبر‭ ‬،‭ ‬للأسف‭ ‬نظرتهم‭ ‬قاصرة‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬إنسانة‭ ‬لديها‭ ‬طموح‭ ‬تسعى‭ ‬لاثبات‭ ‬قيمتها‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬مستقبلها‭ ‬وتطلعاتها‭ ‬في‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬مصيرها‭ ‬بالإضافة‭ ‬لرغباتها‭ ‬الشخصية‭ . ‬

‮«‬‭ ‬الزواج‭ ‬أرواح‭ ‬تتلاقى‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬ينجب‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬انتهت‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬‮»‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتقبل‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬الإنجاب‭ ‬غير‭ ‬مشروط‭ ‬بالزواج‭ ‬لأنه‭ ‬يقع‭ ‬بمشيئة‭ ‬ربانية‭ ‬حيث‭ ‬جعل‭ ‬الله‭ ‬الإختلاف‭ ‬سمة‭ ‬الكون‭  ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يتزوج‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬تزوج‭ ‬ولم‭ ‬ينجب‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬تزوج‭ ‬وأنجب‭ ‬ثم‭ ‬يختارهم‭ ‬الله‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬تتأخر‭ ‬في‭ ‬الحمل‭ ‬والإنجاب‭ . ‬هي‭ ‬أرزاق‭ ‬تُساق‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬تأتي‭ ‬جميعها‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬منهم‭ ‬شيئاً‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬وضحاها‭ ‬،‭ ‬قصص‭ ‬الحياة‭ ‬تبرهن‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬الشاهد‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬ينقصه‭ ‬الالمام‭ ‬بهذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬أو‭ ‬الاقتناع‭ ‬والتسليم‭ ‬بها‭ . ‬في‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬نجد‭ ‬الحث‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬وبناء‭ ‬أسرة‭ ‬على‭ ‬المحبة‭ ‬والإنسانية‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬عُسراً‭ ‬ولكن‭ ‬المعضلة‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ . ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يرضى‭ ‬الجميع‭ ‬بزواج‭ ‬القاصرات‭ ‬نجدهم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬استهجان‭ ‬وسخرية‭ ‬ممن‭ ‬تزوجت‭ ‬برجل‭ ‬يصغرها‭ ‬،‭ ‬هذه‭ ‬الثقافة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتغير‭ ‬ونتقبل‭ ‬الاختلاف‭ .  ‬نقف‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬طامة‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تفكير‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬ممن‭ ‬يزج‭ ‬بالقاصرات‭ ‬للزواج‭  ‬حتى‭ ‬يتكفل‭ ‬بمعيشتها‭ ‬والصرف‭ ‬عليها‭ ‬الزوج‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬مستقبلها‭ ‬ونفسها‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬سجلات‭ ‬المحاكم‭ ‬كثرة‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬لصغيرات‭ ‬السن‭ ‬ويكون‭ ‬الندم‭ ‬قاسماً‭ ‬مشتركاً‭ ‬على‭ ‬حالتها‭ ‬وأسرتها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬‮«‬‭ ‬تحطيمها‭ ‬نفسياً‮»‬‭ ‬وتلجأ‭ ‬للعلاج‭ . ‬

أنا‭ ‬مع‭ ‬الزواج‭ ‬بمواصفات‭ ‬خاصة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬اهتمامات‭ ‬مشتركة‭ ‬،‭ ‬مُحب‭ ‬للسفر‭ ‬،‭ ‬متوافق‭ ‬فكرياً‭ ‬وروحياً‭ ‬بالتأكيد‭ ‬وقتها‭ ‬سوف‭ ‬أرحب‭ ‬بمن‭ ‬يحمل‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭  . 

هنيده‭ ‬محمد‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬1975‭  ‬يتشابه‭ ‬وضعها‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العمر‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬الدراسة‭ ‬والعمل‭ ‬والعيش‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬العائلة‭ ‬بوجود‭ ‬أب‭ ‬فاضل‭ ( ‬أستاذ‭ ‬بالمعهد‭ ‬العالي‭ ) ‬وأم‭ ‬كريمة‭ ( ‬خريجة‭ ‬علوم‭ ‬سياسية‭ ) ‬تتمتع‭ ‬هنيده‭ ‬بالاستقرار‭ ‬النفسي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الرضى‭ ‬والاتصال‭ ‬الروحي‭ ‬بالله‭ ‬ولكن‭  ‬كما‭ ‬وصفت‭ ‬لديّ‭ ‬جوارحي‭ ‬حيث‭ ‬أصاب‭ ‬بالزعل‭ ‬،‭  ‬بالضيق‭ ‬،‭  ‬بالغضب‭ ‬لأني‭ ‬ذات‭ ‬طبيعة‭ ‬حساسة‭ ‬رغم‭ ‬يقيني‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬لله‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يقدره‭ ‬من‭ ‬تخصيص‭ ‬الشخص‭ ‬المناسب‭  ‬تضيف‭ ‬هنيده‭  ‬يهمني‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شخصاً‭ ‬سوياً‭ ‬في‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬والجانب‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ولا‭ ‬أنكر‭ ‬أن‭ ‬فرص‭ ‬الزواج‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬ولم‭ ‬يكتب‭ ‬لها‭ ‬الإتمام‭ ‬ومثل‭ ‬أي‭ ‬حالة‭ ‬ليبية‭ ‬يحكم‭ ‬عليها‭ ‬العُرف‭ ‬والموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬بأني‭ ‬مًصاب‭ ‬بالعين‭ ‬أو‭ ‬السحر‭ . ‬أنا‭ ‬لست‭ ‬فائقة‭ ‬الجمال‭ ‬ولكن‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬التراتيب‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬دراستي‭ ‬جعلني‭ ‬محط‭ ‬الأنظار‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ .  ‬لدىّ‭ ‬نزعة‭ ‬دينية‭ ‬محتشمة‭ ‬في‭ ‬شكلي‭ ‬والنظرة‭ ‬للزواج‭ ‬اختلفت‭ ‬اليوم‭  ‬مع‭ ‬تقدم‭ ‬العمر‭ ‬فأنا‭ ‬اليوم‭ ‬أمتلك‭ ‬العمق‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬وشخصية‭ ‬ناضجة‭ ‬تؤهلني‭ ‬لحياة‭ ‬مستقرة‭ ‬وبصيرة‭ ‬أحدد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬مناسب‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكافؤ‭ ‬ولست‭ ‬في‭ ‬عجلة‭ ‬من‭ ‬أمري‭ . ‬

المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬نضجاً‭ ‬،‭ ‬ليس‭ ‬بالعناد‭ ‬ولكن‭ ‬بالتوافق‭ ‬مع‭ ‬شريكها‭ ‬فهي‭ ‬بالعاطفة‭ ‬وهو‭ ‬بتحقيق‭ ‬الأمان‭ . ‬يزعجني‭ ‬أن‭ ‬تشعر‭ ‬النساء‭ ‬بالنقص‭ ‬أو‭ ‬القلة‭ ‬كونها‭ ‬عزباء‭ ‬،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬أمر‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬وهو‭ ‬مقسم‭ ‬الأرزاق‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬باقي‭ ‬عطايا‭ ‬الله‭ ‬للإنسان‭ ‬،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قدره‭ ‬الله‭ ‬للإنسان‭ ‬جعل‭  ‬له‭ ‬فيه‭ ‬الرضى‭ ‬والقبول‭ ‬والتسليم‭ ‬بعكس‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬خارج‭ ‬الموضوع‭  ‬ينظرون‭ ‬بالشفقة‭ ‬والحسرة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬وكأننا‭ ‬لسنا‭  ‬كاملين‭ . . ‬أصدقكم‭  ‬القول‭  ‬بأن‭ ‬الأنثى‭  ‬تحمل‭ ‬إحساس‭ ‬الأمومة‭ ‬والعزباء‭ ‬تجد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬أطفال‭ ‬العائلة‭ ‬والبيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬ألمس‭ ‬ذلك‭ ‬شخصياً‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬أخي‭ ‬وكأني‭ ‬أم‭ ‬حقيقية‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يصلهم‭ .  ‬أما‭ ‬زواجنا‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نفصل‭ ‬فيه‭ ‬لأنه‭ ‬‮«‬‭ ‬نصيب‮»‬‭  ‬من‭ ‬الله‭ ‬ولكن‭ ‬نرجو‭ ‬التكافؤ‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬العمر‭ ‬لمن‭ ‬أمضت‭ ‬ريعان‭ ‬شبابها‭ ‬عزباء‭ ‬تتطلع‭ ‬لزواج‭ ‬يوافق‭ ‬احتياجاتها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ( ‬العطف،‭ ‬الإحتواء،‭ ‬التشجيع‭ ) ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬مكتفية‭ ‬فهي‭ ‬أكثر‭ ‬حساسية‭ . ‬شخصياً‭ ‬لا‭ ‬أدخل‭ ‬في‭ ‬نقاشات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬في‭ ‬محيطي‭  ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬نمط‭ ‬التفكير‭ ‬ضيق‭ ‬والحديث‭ ‬عقيم‭ ‬فأنا‭ ‬كواعية‭ ‬،‭ ‬ناضجة‭ ‬،‭ ‬مكتفية‭ ‬لن‭ ‬أغير‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬لأنها‭ ‬معتقدات‭ ‬راسخة‭ ‬ولكن‭ ‬أنا‭ ‬جديرة‭ ‬بثبات‭ ‬صورة‭ ‬حسنة‭ ‬للمجتمع‭ ‬عن‭ ‬المتقدمات‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬دون‭ ‬زواج‭ ‬بأن‭ ‬أكون‭ ‬ناجحة‭ ‬،‭ ‬نافعة‭ ‬لنفسي‭ ‬وغيري‭ ‬،‭ ‬أظهر‭ ‬للعالم‭ ‬نموذجاً‭ ‬سوياً‭ ‬وبذلك‭ ‬يقتنعون‭ ‬ويغيرون‭ ‬تلك‭ ‬النظرة‭ ‬المشوهة‭ . ‬فالعقول‭ ‬الناضجة‭ ‬تستطيع‭ ‬تقبل‭ ‬تطور‭ ‬وتقدم‭ ‬المرأة‭ . . ‬الإسلام‭ ‬وصف‭ ‬الزواج‭ ‬بالميثاق‭ ‬الغليظ‭ ‬أي‭ ‬عقد‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يحترم‭ ‬الرجل‭ ‬ذلك‭ ‬سيكون‭ ‬زواج‭  ‬حبر‭ ‬على‭ ‬ورق‭ .‬‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬ثقافة‭ ‬المجتمع‭ ‬الذي‭ ‬يعتبرها‭ ‬‮«‬‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية‭ ‬‮«‬‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬معتقدات‭ ‬المجتمع‭ ‬صحيحة‭ ‬‮«‬‭ ‬الزواج‭ ‬ليس‭ ‬للإنجاب‭ ‬فقط‮»‬‭ ‬حيث‭ ‬تفاهم‭ ‬الأزواج‭ ‬والاستقرار‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬أصغر‭ ‬سناً‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ينجح‭ ‬الأسرة‭ ‬بأكملها‭ . ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬تغطية‭ ‬عين‭ ‬الشمس‭ ‬بالغربال‭ ‬لأنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الحقيقية‭ ‬لولا‭ ‬معجزة‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬أتفهم‭ ‬ذلك‭ ‬ولدىّ‭ ‬يقين‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يعلم‭ ‬عدم‭ ‬قدرتي‭ ‬على‭ ‬الإنجاب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬وقد‭ ‬يجلب‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬لديه‭ ‬ذرية‭ ‬‮«‬‭ ‬أرمل‭ ‬أو‭ ‬مطلق‮»‬‭ . ‬وتضيف‭ ‬الأستاذة‭ ‬هنادي‭ ‬التركي‭ . ‬مستشارة‭ ‬اجتماعية‭ ‬ومدربة‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬الذات‭ ‬ورفع‭ ‬المهارات‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬عمرية‭ ‬تملك‭ ‬خصائص‭ ‬واحتياجات‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬سيكولوجية‭ ‬وفسيولوجية‭ ..‬وتشهد‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬عمرها‭ ‬اختلافاً‭ ‬في‭ ‬الاحتياجات‭ ‬والمتطلبات‭ ‬والرغبات‭ ‬وهذا‭ ‬شىء‭ ‬مسلم‭ ‬به‭ ‬كلما‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬العمر‭ ‬رؤيتها‭ ‬للحياة‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬آخر‭ ‬حتى‭ ‬مواصفات‭ ‬شريك‭ ‬الحياة‭ ‬تتغير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مرورها‭ ‬بتجارب‭ ‬فالرجل‭ ‬الذي‭ ‬أرادته‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الــ20‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الــ40‭ .‬

وأشار‭ ‬المستشار‭ ‬الأسري‭ ‬المختص‭ ‬في‭ ‬الإرشاد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التربوي‭ . ‬الأستاذ‭ ‬فرج‭ ‬البركي‭  ‬الذي‭ ‬شاركنا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬علمية‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬‭ ‬تأخر‭ ‬الزواج‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمرأة‭ ‬بالذات‭ ‬له‭ ‬تبِعات‭ ‬نفسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وهي‭ ‬نتاج‭ ‬تربية‭ ‬وبيئة‭ ‬معاشة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬ووعيه‭ ‬،‭ ‬هنا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬نقاط‭ ‬لدى‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬زواجها‭ ‬للتركيز‭ ‬عليها‭ ‬وتنطلق‭ ‬منها‭ ‬لتعيش‭ ‬حياتها‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ :- ‬

هناك نقاط لدى من تأخر زواجها للتركيز عليها وتنطق منها لتعيش حياتها بشكل عادي 

تأخر الزواج أمر يأتي من ضمن أقدار الله وعلى المرأة أن تصبر و تعد نفسها بمهارات تأسيس الأسرة المستقبلية .

تعزيز الثقة بالنفس وعدم الالتفات للأسئلة المزعجة و التأثر السلبي من أسلوب البعض.

التعليم إن كانت لازالت في مرحلة تعليمية أكاديمية و الاستزادة من العلم وعدم الاستسلام لأوقات الفراغ.

ممارسة الهوايات النافعة خصوصآ الرياضة و الحرف اليدوية و الالتحاق بالدورات التي تعود بالنفع النفسي و المادي .

التنزه و الزيارات النافعة للمعارف و الصديقات التي تدعم نفسيا ولا يكون الشغل الشاغل لديهم الزواج و الحديث عنه.

الاهتمام بالصحة العامة و الاهتمام بالمظهر.

الترفع و البعد عن كل مكان يكون بؤرة إزعاج وسبب ضيق.

لتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وأن لا يكون هناك ضعف يسمح بقبول عروض زواج لا تكفل حياة كريمة و استقرارا

شاهد أيضاً

لاعب السويحلي والمنتخب الوطني “أسامـــة الشريمــي”

العدد‭ ‬الكبير‭ ‬لفرق‭ ‬الدوري‭ ‬ ستكون‭ ‬له‭ ‬مآلات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الفن نعم‭ ‬هناك‭ ‬فريق‭ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *