حيـــاة أخـــرى أم حـــل أخيـــــــر .. ؟
في زمن تتغير فيه المفاهيم الاجتماعية والتقاليد بسرعة تبحث العديد من النساء عن فرص جديدة للحب والشراكة ، هل يمكن أن يكون الزواج بعد الأربعين فرصة لبدء فصل جديد مليء بالسعادة والتجديد ..,.. أم أنه يحمل تحديات خاصة تتطلب تفكيراً عميقاً .. ؟
سنقوم في هذا الاستطلاع بالبحث عن آراء و تجارب النساء اللواتي اخترن الزواج بعد الأربعين ، لنسلط الضوء على المزايا والعيوب , وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على حياتهن الشخصية والاجتماعية؟
صافحتهن : هند الهوني
تجارب ملهمة لنساء تزوجن بعد الأربعين .
الأستاذة الجامعية فاتن العسبلي
التي وصفت نفسها (آنسة أربعينيةXXL ) قد تبلّورت لديها فكرة الهدف من الزواج في هذا العُمر مؤكدة بأنها لو كانت في سن أصغر لكانت الرؤية مختلفة حيث تقول ضاحكة « الآن الزواج هو هدفي لآخر العمر» مستكملة حديثها « بالتأكيد لن تكون غاية الزواج هو الوصول لهدف آخر كالعمل أو واجهة اجتماعية كما هو السائد في العُرف المجتمعي وهذا ما أعتبره أمراً مُعيباً فالزواج من تعاليم ديننا الإسلامي ولا مجال للتفاخر به . لست ممن ينظر للارتباط من هذا الباب، تحقيق ( استقرار مادي ، استكمال دراسة ، واجهة اجتماعية ، الوصول لهدف شخصي ) أبتغي الزواج كما نص عليه القرآن الكريم « سكن» « مودة ورحمة» في هذا العمر يهمني بناء أسرة جميلة أحقق فيها حلم الأمومة بجيل راقِ يسعى لنهضة المجتمع . بالنظر إلى مرحلتي العمرية فأنا مستقرة اليوم في جميع الجوانب ولو كنت أصغر بعشرين سنة لكانت المسيرة مختلفة .
تزوجت عازه في سن 43 سنة وهي شابة عزباء من رجل يكبرها ب20 سنة ولديه أحفاد ، تقول « جاء زواجي بحكم المضطرة بعد وفاة أبي وأمي ، إخوتي متزوجون وكذلك أخواتي حيث قرر الجميع بيع البيت وتوزيع الميراث ، فلم يكن أمامي إلا الموافقة عليه ، لربما أنجب آخر عمري وأتحصل على الولد الذي أريد ، مضت حياتي بشكل طبيعي في الأول وهو كان شخصاً طيباً ولكن انقلبت حياتي رأساً على عقب من كثرة المشاكل التي أحدثها أولاده والأحفاد ولازالت ، تنهي «عازه» حديثها بمضطرة أيضاً « مضطرة نتحمل العيش لأنه ليس لدي أهل يستقبلوني إذا طُلقت ولا عندي خوت مسقمين معايا ولا عندي فلوس نقدر نستقل بروحي»
نورة محمد
خطوبتي بعد منتصف الأربعين كانت محل جدل، منهم من استغرب ارتباطي بأعزب ومنهم من قال (حتى الأولاد مش راح تجيب)!!
تتحدث خضرة العلواني عن جيل الثمانينات بأن غالبيتهم العظمى قد أكمل تعليمه وتحصل على شهادات عليا وهم بأعمالهم ومرتباتهم مما يعني وضعا اجتماعيا واستقلالا ماديا وهذا ما ينطبق على حالها بشكل شخصي ، تستكمل « لديّ كامل الثقة من والدي في العمل والسفر والتطوير الذاتي بالإضافة إلى باقي الملذات من مأكل وملبس وما أشتهي . من ناحية أخرى مارست العمل الوظيفي فور تخرجي الجامعي والذي استحوذ على تفكيري بخلاف فتيات البيئة المحيطة كان الزواج يشكل لهم هاجساً كبيراً . سوف أصدقكم القول إنه قبل هذه المشاركة وخلال هذا العام تحديداً بدأت فكرة الزواج وأهمية الارتباط تراودني ، فكرة تغيير حياتي ووجود طرف ثان فيها ، فكرة الحياة المشتركة بعيداً عن مفهوم الأهل ولكن من ناحية عاطفية لربما الآن اتضح المسلك الديني لديّ في أن الزواج نصف الدين كوننا بشر نحمل غرائز مختلفة ، أتحسس الآن هذه الرغبة مع وجود عدة عروض ولكن يهمني الاستقرار العاطفي . الزواج في عُرفنا اليوم يختلف من منظور آخر فالموافقة تحتاج للتفكير مليون ألف مرة وليست كما يعتقد الجميع بأن تلك العروض غنيمة علينا الانقضاض عليها ، لأننا نعرف أنه لا ينقصنا شئ مع اعترافنا بأننا نحمل عيوباً أيضاً ولكن نحتاج إلى الأقل ضرراً والأحسن فيمن يُشبهنا .
الوضع بشكل عام يدفعك لتكوين أسرة نجد فيها ومن خلالها ماقمنا به نحن لأهلنا . لازلت أؤكد أن الوصول لهذه المرتبة من النضج يحتم علينا الارتباط مع وجود استقرار فالأربعينيات وما فوق تبحث من يشاركها الحياة في الجانب الذي لم تعشه أو من خلال تجارب تخوضها لأول مرة فنحن من الشريحة المتعلمة المثقفة تحتاج السند في آخر العمر . جاءني هذا التفكير من خلال اعتنائي بأبي وأمي ، تساءلت وقتها : لماذا لا يكون لدىّ رفيق للدرب وأبناء ؟ من هي أصغر عمراً قد تتطلع للزواج في رجل يمسك بيدها وتتفاخر بذلك وتنشره على مواقع التواصل الإجتماعي ، في حين أن الأمر مختلف لمن هم في عمري لديهم الاستقرار النفسي أهم بكثير من كل الشكليات الأخرى . وأن يتفهم طبيعتنا الطرف الآخر ، عن نفسي أتمنى أن أصل بالزواج لذلك العمق والصلة الوطيدة التي أشاهدها في علاقة أبي بأمي .
أوجدت حنان محمد معايير جديدة عند زواجها في سن الأربعين بخلاف ما كانت تعتمده كأولويات تقول « كان تفكيري للزواج قبل سن الأربعين في الناحية المادية ، المظاهر الخارجية كالشكل ومن عائلة معروفة ولهذا تأخرت عن الزواج بسبب تمسكي بالمواصفات السابقة ، عند وصولي سن الأربعين تغيرت بشكل مختلف فمثلا أخلاق الشخص جاءت في مقابل تمسكي بالحالة المادية والراحة مقابل الشكل وهكذا ، حدث وأن تقدم لي أكثر من شخص ولكن وافقت على زوجي لأني اخترت الطيبة فيه والتقارب في الطباع والراحة النفسية بغض النظر عن الحالة المادية ، لكن كباقي حالات الزواج في أي عُمر تبقى سنة أولى زواج معرفة طباع الطرفين ويظهر الفاصل الثقافي والفكري وبعدها يبدأ الاثنان في التقارب « تضيف حنان » لقد وضحت لأهل زوجي وقت الخطبة أن الفرصة قد تكون أقل في الإنجاب وأنا في هذا العمر ولكن اجابتهم بعثت في قلبي الطمأنينة بعدم اكتراثهم لأنها بمشيئة الله ، وقد يرجع هذا الموقف إلى أن زوجة ابنهم الأكبر « سلفتي حالياً» مضى على زواجها 30 سنة دون ذرية ولكن حالهم يقول « كأنه البارحة زفافهم» قد يكون هذا الوضع المسبق من حسن حظي فأنا من القلائل التي جاء نصيبها في عائلة لا يتدخلون في الشؤون الخاصة ولا أتذكر في يوم من الأيام سؤالهم « لماذا لا تعالجون ؟ « سواء لي أو زوجة ابنهم الأخرى» وعن الفارق في نمط الحياة بعد تجربة الزواج توضح « اختلفت حياتي في بيت أهلي عنها بعد الزواج ولو نضعهم في ميزان سوف ترجح كفة الأهل من حيث الراحة وقلة المسؤولية ، بعد الزواج الصعوبات أكبر وربما هي تحديات في قلة الإمكانات المادية ، تنازلت عن عدة أساسيات في الحياة بسبب حُسن معاملة زوجي ، لقد حقق لي مكانة مجتمعية من خلال تقديره لي أمام أهله وأهلي وفي المجتمع عموماً ، مواقفه النبيلة جعلتني أتمسك به وأستمر في العيش معه ، أنا اليوم قوية بمساندة زوجي وقد منحتني الأربعين القدرة على التعبير وفهم حدود العلاقة بين الرجل والمرأة رغم كوني مرتبطة ولكن أتمتع بالاستقلالية في ممارسة عملي وحياتي الاجتماعية يتضح هذا الانسجام والتوافق لدى الجميع ويشيدون به ، تختم حنان مشاركتها بالقول « ثقافة المجتمع لم ولن تشكل لي خطراً بحكم أني متعلمة فأنا أعيش وكأني ابنة العشرين فلو كنت جاهلة وغير منفتحة على العالم لكنت انعزلت خوفاً من نظرة المجتمع ولكن أستطيع أن أقوم بدوري الاجتماعي في التواصل ولدىّ القدرة على الحديث والرد على أي موضوع»
ارتبطت نوره محمد مرتين « خطوبة « وهي الآن في سن 46 عاما تقول « الفرق كان كبيراً في نظرة الناس لي ، في الخطوبة الأولى كان عمري 34 سنة . كنت وقتها أشدد على شكل الرجل « المظهر العام « وينحصر فكري في الزواج إلى أنه « طلوع ، لباس ، مطاعم» حصدت مباركة الجميع وفرحتهم بالخبر واستمر الحال إلى أن اقترب موعد العرس وانتهى كل شيء « في يوم الحنة « لم تكن التجربة سهلة خصوصا مع تقدمي في العمر دون فرص وعندما بلغت منتصف الأربعين تمت خطبتي ولكن صدمتي في الأقارب كانت كبيرة ، هناك من لم يبارك وهناك من أسمعني كلاماً جارحاً بمعنى « حتى الأولاد مش راح تجيب « وكانت ردات فعلهم يملؤها الاستغراب لحصولي على رجل أعزب في هذا العمر ، لم يستمر ارتباطي كثيراً و « فسخت الخطبة « حالياً أعاني من المحيط بالشفقة والدونية بالإضافة لعبارات التأنيب على فسخ الخطوبة وكأني ارتكبت ذنباً ، هذا الأمر انعكس سلباً عليّ ، في عدم الخروج حتى لا أسمع المزيد من الكلام المؤلم « اللي بعمرك زوجن بناتهن « وفي المناسبات الاجتماعية نظراتهن « تحز في نفسي « بذنب أني لم أتزوج.
دخلت إيمان بن عامر الخمسين عاماً وهي تقول « علينا أن نتفق أن تقدم الإنسان في العمر يمنحه خبرة أوسع في الحياة ، تمر الأنثى تحديداً بظروف معينة في موضوع الإرتباط كأن لا تأتيها عروض زواج أو تحصل عراقيل في اتمام الأمر وربما فكرة الزواج نفسها ليست أولوية أمام بعض الأهداف المُلحة في وقتها وتجدها حاجزاً أمام استكمال الدراسة أو العمل وتحقيق دخل ثابت .
نشأت إيمان في كنف أسرة تربت فيها الفتاة على تحصيل علمها وعملها بالاعتماد على نفسها حتى وإن تزوجت ستكون قادرة على تحمل المسؤولية . وتضيف « ما بعد سن الأربعين أشعر بنضج كبير ورؤية أوضح للزواج ، من وجهة نظري لا يقتصر الزواج على الارتباط بين رجل وأنثى ، ما ينتج عنه من إنجاب هو « بناء أسرة مستقرة « وعليه فالرجل والمرأة على حد سواء يكونان بالنضج نفسه والوعي لإدارة هذه الحياة . ومن الأفضل أن يتم الاختيار من الأول وفق توافق روحي ومستوى تفكير متقارب والظروف المحيطة وعليهم السؤال … هل نستطيع نحن الاثنان مع التكوين الشخصي لكل منا وتركيبته النفسية والاجتماعية من تكوين أسرة واحدة ومستمرة ؟ هل نستطيع اخراج نشء صحيح للمجتمع؟ الإجابة الحقيقية على هذه الأسئلة لها دور في نجاح العملية برمتها . للعلم ثقافة المجتمع الليبي مختلفة إلى غريبة جداً عندما تتزوج فتاة لاتتعدى 20 عاماً برجل يكبرها بعشرين عام ! هذا الفارق في السن والتجربة والخبرة في الحياة تُحدث المشاكل بين الطرفين ولكن نأتي لعقدة المجتمع الذي يربط الفتاة الصغيرة أكثر صحة و بالتالي فرصتها في الإنجاب أكبر ، للأسف نظرتهم قاصرة عن كونها إنسانة لديها طموح تسعى لاثبات قيمتها في تحقيق مستقبلها وتطلعاتها في قدرتها على تحديد مصيرها بالإضافة لرغباتها الشخصية .
« الزواج أرواح تتلاقى ومن لم ينجب لا يعني أن الحياة انتهت بالنسبة له » يجب أن نتقبل هذا الواقع وهو أن الإنجاب غير مشروط بالزواج لأنه يقع بمشيئة ربانية حيث جعل الله الإختلاف سمة الكون فهناك من لم يتزوج وهناك من تزوج ولم ينجب وهناك من تزوج وأنجب ثم يختارهم الله وهناك من تتأخر في الحمل والإنجاب . هي أرزاق تُساق ، قد تأتي جميعها وقد لا يجد منهم شيئاً في ليلة وضحاها ، قصص الحياة تبرهن على ذلك ، الشاهد أن المجتمع الليبي ينقصه الالمام بهذه الحقيقة أو الاقتناع والتسليم بها . في الدين الإسلامي نجد الحث على الزواج وبناء أسرة على المحبة والإنسانية ولم يكن عُسراً ولكن المعضلة تأتي من العادات والتقاليد التي تحكم قبضتها على الأفراد . ففي الوقت الذي يرضى الجميع بزواج القاصرات نجدهم في حالة استهجان وسخرية ممن تزوجت برجل يصغرها ، هذه الثقافة يجب أن تتغير ونتقبل الاختلاف . نقف اليوم أمام طامة كبرى في تفكير أولياء الأمور ممن يزج بالقاصرات للزواج حتى يتكفل بمعيشتها والصرف عليها الزوج على حساب مستقبلها ونفسها وقد أثبتت سجلات المحاكم كثرة حالات الطلاق لصغيرات السن ويكون الندم قاسماً مشتركاً على حالتها وأسرتها بعد أن تم « تحطيمها نفسياً» وتلجأ للعلاج .
أنا مع الزواج بمواصفات خاصة وهي أن تتوفر اهتمامات مشتركة ، مُحب للسفر ، متوافق فكرياً وروحياً بالتأكيد وقتها سوف أرحب بمن يحمل هذه الصفات .
هنيده محمد من مواليد 1975 يتشابه وضعها مع من هم في نفس العمر من استكمال الدراسة والعمل والعيش في كنف العائلة بوجود أب فاضل ( أستاذ بالمعهد العالي ) وأم كريمة ( خريجة علوم سياسية ) تتمتع هنيده بالاستقرار النفسي من حيث الرضى والاتصال الروحي بالله ولكن كما وصفت لديّ جوارحي حيث أصاب بالزعل ، بالضيق ، بالغضب لأني ذات طبيعة حساسة رغم يقيني أن الأمر لله في الوقت الذي يقدره من تخصيص الشخص المناسب تضيف هنيده يهمني أن يكون شخصاً سوياً في الأخلاقيات والجانب الاجتماعي ولا أنكر أن فرص الزواج كانت حاضرة في وقت سابق ولم يكتب لها الإتمام ومثل أي حالة ليبية يحكم عليها العُرف والموروث الشعبي بأني مًصاب بالعين أو السحر . أنا لست فائقة الجمال ولكن حصولي على التراتيب الأولى في مراحل دراستي جعلني محط الأنظار من المجتمع . لدىّ نزعة دينية محتشمة في شكلي والنظرة للزواج اختلفت اليوم مع تقدم العمر فأنا اليوم أمتلك العمق في التفكير وشخصية ناضجة تؤهلني لحياة مستقرة وبصيرة أحدد من خلالها من هو مناسب لي من حيث التكافؤ ولست في عجلة من أمري .
المرأة بشكل عام عليها أن تكون أكثر نضجاً ، ليس بالعناد ولكن بالتوافق مع شريكها فهي بالعاطفة وهو بتحقيق الأمان . يزعجني أن تشعر النساء بالنقص أو القلة كونها عزباء ، علينا أن ندرك أن الزواج أمر من الله وهو مقسم الأرزاق مثله مثل باقي عطايا الله للإنسان ، علينا أن نعرف أن ما قدره الله للإنسان جعل له فيه الرضى والقبول والتسليم بعكس من هم خارج الموضوع ينظرون بالشفقة والحسرة وغيرها من المشاعر وكأننا لسنا كاملين . . أصدقكم القول بأن الأنثى تحمل إحساس الأمومة والعزباء تجد ذلك في أطفال العائلة والبيئة المحيطة ألمس ذلك شخصياً مع أبناء أخي وكأني أم حقيقية وهذا ما يصلهم . أما زواجنا من عدمه لا نستطيع أن نفصل فيه لأنه « نصيب» من الله ولكن نرجو التكافؤ في آخر العمر لمن أمضت ريعان شبابها عزباء تتطلع لزواج يوافق احتياجاتها في هذه المرحلة ( العطف، الإحتواء، التشجيع ) وإن كانت مكتفية فهي أكثر حساسية . شخصياً لا أدخل في نقاشات من هذا النوع في محيطي حيث إن نمط التفكير ضيق والحديث عقيم فأنا كواعية ، ناضجة ، مكتفية لن أغير نظرة المجتمع لأنها معتقدات راسخة ولكن أنا جديرة بثبات صورة حسنة للمجتمع عن المتقدمات في العمر دون زواج بأن أكون ناجحة ، نافعة لنفسي وغيري ، أظهر للعالم نموذجاً سوياً وبذلك يقتنعون ويغيرون تلك النظرة المشوهة . فالعقول الناضجة تستطيع تقبل تطور وتقدم المرأة . . الإسلام وصف الزواج بالميثاق الغليظ أي عقد مع الله وإن لم يحترم الرجل ذلك سيكون زواج حبر على ورق . أما عن ثقافة المجتمع الذي يعتبرها « منتهية الصلاحية « ليس كل معتقدات المجتمع صحيحة « الزواج ليس للإنجاب فقط» حيث تفاهم الأزواج والاستقرار حتى وإن كان أصغر سناً هو من ينجح الأسرة بأكملها . ومع هذا لا أستطيع تغطية عين الشمس بالغربال لأنها جزء من الحقيقية لولا معجزة من الله ، أتفهم ذلك ولدىّ يقين إن الله يعلم عدم قدرتي على الإنجاب في هذا العمر وقد يجلب لي من لديه ذرية « أرمل أو مطلق» . وتضيف الأستاذة هنادي التركي . مستشارة اجتماعية ومدربة في وعي الذات ورفع المهارات أن كل مرحلة عمرية تملك خصائص واحتياجات من ناحية سيكولوجية وفسيولوجية ..وتشهد النساء في مراحل عمرها اختلافاً في الاحتياجات والمتطلبات والرغبات وهذا شىء مسلم به كلما تقدم بها العمر رؤيتها للحياة يأتي من منظور آخر حتى مواصفات شريك الحياة تتغير من خلال مرورها بتجارب فالرجل الذي أرادته في سن الــ20 لن يكون نفسه في سن الــ40 .
وأشار المستشار الأسري المختص في الإرشاد الاجتماعي التربوي . الأستاذ فرج البركي الذي شاركنا من ناحية علمية بالقول « تأخر الزواج بالنسبة للمرأة بالذات له تبِعات نفسية واجتماعية وهي نتاج تربية وبيئة معاشة من خلال نظرة المجتمع ووعيه ، هنا يجب أن تكون هناك نقاط لدى من تأخر زواجها للتركيز عليها وتنطلق منها لتعيش حياتها بشكل عام :-
هناك نقاط لدى من تأخر زواجها للتركيز عليها وتنطق منها لتعيش حياتها بشكل عادي
تأخر الزواج أمر يأتي من ضمن أقدار الله وعلى المرأة أن تصبر و تعد نفسها بمهارات تأسيس الأسرة المستقبلية .
تعزيز الثقة بالنفس وعدم الالتفات للأسئلة المزعجة و التأثر السلبي من أسلوب البعض.
التعليم إن كانت لازالت في مرحلة تعليمية أكاديمية و الاستزادة من العلم وعدم الاستسلام لأوقات الفراغ.
ممارسة الهوايات النافعة خصوصآ الرياضة و الحرف اليدوية و الالتحاق بالدورات التي تعود بالنفع النفسي و المادي .
التنزه و الزيارات النافعة للمعارف و الصديقات التي تدعم نفسيا ولا يكون الشغل الشاغل لديهم الزواج و الحديث عنه.
الاهتمام بالصحة العامة و الاهتمام بالمظهر.
الترفع و البعد عن كل مكان يكون بؤرة إزعاج وسبب ضيق.
لتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وأن لا يكون هناك ضعف يسمح بقبول عروض زواج لا تكفل حياة كريمة و استقرارا