عفاف عبد المحسن
الأحداث دامية بغزة: 2009_ 2023_ 202
إليها مدينة في القلب يحفها عطر البرتقال وتزينها مزارع الحنطة .. أشجارها تموت واقفة ومدائنها تقصف فتعود حصونا منيعة رغم تهشمها ينتقي الأطفال الحجارة سجيلا حارقا .. ثم يبنون بها أعشاشا تدفئهم .. تستقطبني المدينة الصامدة والجليد يتصبب من جبين السماء فلا تتجمد كرامة أولادها .. مدينة بعيدة عبر المديات قريبة هنا في القلب .. نراها على الشاشات تغتال آلاف المرات نمقت أنفسنا .. نحن الذاهبون نحو المجون والخوف في العيون .. وفجأة ينار سراج المسافات تمتد يد ثكلى تمسح دمعا زغرودة للشهيد النائم بين رحمات الباري وتهليلات الصالحين معه في مراتب الأنبياء .. و تمادى الخبر ينغرس في قلوبنا وينتشر على الدروب حين غادرني البكاء إلى الغضب ولغة التبريرات إلى الاتهام وجدت الشعر ميقاته الآن كي أكون المارق عند حافة الهاوية أقتفي أثر المتكلمين .. يتمادى حبري يحرر القواميس من حروف الوهم ليبدأ كلاما بكم من اللاءات .. فكان هذا النبأ.. وإما هيا احملوا معهم شعارات الحقيقة أن لا , أين , إلى , متى , وأيناكم .. أو اسمعوا النبأ وصفقوا لأغنية الخصب القادم في حقول الحامض وعيون الجيل الصامد هناك.
إليكم هذا النبأ.. إلى الذين أحبهم
الأفق ينطفئ .. السماء تختنق
الحاملون دماءهم يهدونها ( لبابا نويل)
فلترسموا لوحة للغروب
عولوا على قتلانا في الجنان
واتركوهم يقتلون مائة ألف أو يكادون
لونوا الشمس بريش الغربان
السنة القمرية هلت بإرهاصات الجريمة
خسفت القمر
الرصاص برائحة النشوة الحرام
جهزوا قطرات ماء للوطن
كفنوه قبل الاحتضار
يامن ينشق الصدر بعشقكم الحلال
الحزن ينتفض.. أرسموه في اللوحة الثانية
في معرض الجرائم القادمة
التقطوا الصور .. إنهم
يصفقون للصورة الدامية
يشجعون الأكثر وحشية
للمعلنة ثورة الدماء والأشلاء
لإصبعين يرسمان علامة النصر
يجهشان بالبكاء
إليكم في عاجل الأنباء
الصهاينة يغرسون الموت في ذاك الصباح
حشدوا لغزة الجراح
ولتقتيل دعم الأصدقاء
فيتو الأمن شجب الجامعة تنديدات القمة
إعلام التظاهرات والنواح , قرر العرب الصياح
إذ لاح البلاء حشدوا الدموع والشموع
قذفوا العدو بوابل الكلام بأمنيات النصر والأحلام
في عاجل الأنباء .. القصف مستمر
والجرح غائر لن يندمل
الأمة في تشرذم والكل يستعر
ونحن بعد كل يوم حافل
بالذنوب والعيوب والأخطاء
نصلي في خشوع..
ونرفع الأكف بالدعـــــــــــــــــاء,,,
التوقيع : صحفي يرمي برسالة شوق لينهض وطن