في بيتنا معلمة شنطة ..
معلم خصوصي ((مفردة دخلت قاموسنا الليبي ليس حديثآ وليس مبكرآ .. الحالة تطورت لدينا من دورات مع بداية الامتحانات إلى وقت مكمل لليوم الدراسي ، ومن دروس خاصة ودورات تقوية إلى معلمة شنطة.
أسئلة كثيرة مفتوحة حول ظاهرة تفرض نفسها بقوة.
-هل الوعاء الزمني،أو ساعات التمدرس داخل المدارس لم تعد كافية..؟
-هل نحن في حاجة إلى نظام اليوم الكامل الذي يدخل فيه الطالب المدرسة في الصباح ويخرج في المساء؟
هل الأسرة لدينا ليس لها الوقت، أو القدرة على فتح الحقيبة المدرسية لصغارها ؟أسئلة كثيرة مطروحة .. وحائرة حول ظاهرة يراها الكثير كحالة محيرة.
إستطلاع :سعاد معتوق
تصوير :حسناء سليمان
إذن من يذهب للمدرسة، لماذا يذهب ؟!
ظاهرة سلبية في ذاتها ،وتحمل في طياتها ظواهر سلبية ، وينتج عنها سلبيات ، لها أبعادها وآثارها الإجتماعية والتعليمية والإقتصادية والشخصية كأقل تقدير تنتج جيلاً متواكلاً .
في وقت نحن في إنتظار أجيال تتعلم لتفكر وتبحث وتبتكر لا لتلقن العلم بالملعقة مرة وإثنتان وثلاث مرات !!
التلميذ الليبي ماهر جداً في البحث عن الألعاب وفيديوهات التسلية الإلكترونية، وفاشل فشلاً ذريعاً في الاستيعاب والبحث عن معلومات في كتابه المدرسي ، فهل هو في حاجة إلى تعليم يحاكي زمنه ؟
ظاهرة قد يتحمل مسؤوليتها ، كافة المعنيين بالعملية التعليمية ))المدرسة ، المعلم ، الأسرة ، التلميذ))
منظومة إجتماعية ، تربوية ، تعليمية ، أقل ما يقال عنها عاجزة .. عن ماذا ..؟
تساؤلات احتمالية تخمينية تحتمل الخطأ والصواب .
- هل يوجد قصور من المؤسسة التعليمية عن أداء دورها بتوفير أجواء تعليمية تساعد على الإستيعاب والتحصيل العلمي ؟
- هل هو تقصير من قبل المعلمين في توصيل المعلومة بالشكل الكافي ؟
هل تهرب أولياء الأمور من مسؤولياتهم في المذاكرة لأبنائهم ؟
- هل توجد مشكلة في عدم الإستيعاب الجماعي للتلاميذ ؟
… والقائمة تطول .
لابد من وجود معطيات مسبقة أحدثت هذه المخرجات ولتسليط الضوء ومناقشة هذه الظاهرة والوقوف على الأسباب التي أوجدتها الآثار والسلبيات المترتبة عليها والحلول المقترحة للحد منها كانت لنا حزمة من اللقاءات مع أولياء الأمور والمعلمات وأساتذة علم الإجتماع وعلم النفس.
آمنه الصيد:
لعدم كفاءة المعلمة عانت ابنة أخي من التعنيف وبطريقة غير لائقة
- ضرورة تأهيل المعلمين
آمنة الصيد / ولية أمر
هي ولية أمر لتلميذتين ، ثالث ورابع إبتدائي بدأت حديثها بلهجة متذمرة تنم عن حرقة ، قائلة : سبب لجوئي للدروس الخصوصية إبنتي ظلمت ، نظراً لسوء التعليم العام ، فعطاء المعلمات غير جيد و التلميذ لا يستفيد من شرح المعلمة القائم على كتابة الدرس على السبورة والتلقين دون مراعاة الفروق الفردية في المستوى بين التلاميذ أو حتى التأكد من فهم التلميذ للدرس من عدمه، وتصف حالة ابنتها بقولها : ابنتي ))يارا)) ثالث إبتدائي 9 سنوات في هذه السن لا تستطيع كتابة الأرقام بالحروف ،الأساس لم يكن متيناً منذ البداية نتيحة إهمال معلمات صفوفها الأولى .. وقد وجدت في معلمة )الشنطة( الملاذ لحل مشكلتها فبفضل مجهوداتها وقدرتها على توصيل المعلومة ببساطة تجاوزت إبنتي المشكلة .
بعكس المعلمة النظامية أقولها و بأسف ليس طعناً في المعلمات أو تقليلاً من قدرهن بعض المعلمات لا يستحق هذا الشرف والمكانة العظيمة وهذه الرسالة السامية وبصراحة هذا واقع معاش وظاهرة عامة منتشرة في المجتمع ،غالبية الأمهات يشتكين من ضعف مستوى أبنائهن وتقصير المعلمات ، وتضيف المشكلة تجاوزت العملية التعليمية إبنة أخي ثالث إبتدائي بالإضافة لعدم كفاءة المعلمة عانت من التعنيف والضرب بطريقة غير لائقة من قبل المعلمة الضرب)بالطوبو( على رأسها ، مما أثر عليها نفسياً وتحولت إلى حالة مرضية، تبول لا إرادي وتأتأة في الكلام مما دفع بوالديها لإلحاقها بمعلمة)الشنطة)وبفضل الله تحسن مستواها و حالتها الصحية.
من المفترض أن المعلمة تراعي الله وتفصل بين حياتها الخاصة وعملها كتربوية قبل أن تقدم علماً .
وتشير قائلة حتى أكون منصفة المسؤولية لا تقع على المعلمات فقط ، فبعض الأمهات لا يتابعن مع أبنائهن وإتخذن من معلمة)الشنطة) ذريعة للهروب من واجبهن واستسهالآ للموضوع، وعن نفسي لست مقصرة، مهتمة بتدريس بناتي بالرغم من صعوبة وطبيعة عملى في المستشفى ، دوريات ليلية وأضطر أحيانآ للتغيب عن المنزل يومين متتاليين وبرغم ذلك أتواصل مع المعلمة بالهاتف وفي حال تطلبني تجدني.
ولية أمر :
بسبب لجوئي للدروس الخصوصية ابنتي ظلمت فعطاء المعلمات غير جيد
– تاجرة)شنطة)
فوزية علي .. ولية أمر
استهلت حديثها قائلة: من المفترض أن تقتصر الدروس الخصوصية على المواد الصعبة كالإنجليزي والرياضيات أما معلمة )الشنطة) (تاجرة الشنطة(مرفوضة نهائياً سلبياتها تفوق إيجابياتها أبنائي درسوا مراحل التعليم الأساسي الأولى دون الإستعانة بالدروس الخصوصية وكانت مستوياتهم ممتازة بفضل معلماتهم ومتابعتي لهم خطوة بخطوة وتضيف الأفضل أن يعي أولياء الأمور دورهم وواجبهم إتجاه أبنائهم وعدم تضييع الوقت واهدار الأموال ،
- التعليم تغير عن السابق
مختار الككلي / ولي أمر
ولي أمر لتلميذين رابع وخامس إبتدائي يضيف مستغربآ ، التعليم تغير عن السابق كان المعلم يشرح الدرس ويحل المناقشة مع التلاميذ أيامنا هذه المعلم ينتظر من ولي الأمر شرح الدرس وحل المسائل ، القول السائد بين المعلمات }خلي أمك تقريك في الحوش { مشاركة ولي الأمر مطلوبة ولكن ليس إلى هذا الحد ، المعلم هو الأساس .
كما لاحظت نقص الإهتمام بالأنشطة التي تنمي مهارات وقدرات التلاميذ وتخلق لديهم آفاقاً واسعة وتعلقهم بالمدرسة والمعلمين، ويشير قائلاً: تشكل الدروس الخصوصية عبئاً مادياً ثقيلاً أضطر أحياناً لحرمان نفسي وأسرتي من بعض الأمور، زد على ذلك غلاء المعيشة ولكن الصعب يهون في سبيل تعليم أبنائي على أسس متينة .
– وإلتقيت حسناء محمد / وليه أمر
أصبحت معلمة )الشنطة( مهمة جداً للرفع من مستوى المتعلمين، إبني رابع إبتدائي يخضع لدروس خصوصية في منهج السنة القادمة خامس إبتدائي أثناء العطلة الصيفية كخطوة استباقية قبل بداية العام الدراسي ليأخذ فكرة جيدة عن المنهج ويستمر مع ذات المعلمة حتى نهاية السنة الدراسية وذلك تخوفاً من وقوعه بين يدي معلمات مقصرات أو عطاؤهن غير جيد .
وكان لي لقاء مع مجموعة من التلاميذ لرصد آرائهم :.
- أوسمة علي / تلميذة ثالث إبتدائي .
قالت أشعر بإرتياح كبير مع معلمة الشنطة معلمة المدرسة تتعامل بعصبية وتنهر طوال الوقت وتضرب التلاميذ وخاصة من لم يفهم أو يحفظ ، لا أحب الدراسة في المدرسة.
- وقالت يارا / تلميذة ثالث إبتدائي:
معلمة المدرسة لا تولينا أي اهتمام تهتم بالتلاميذ الجالسين في المقاعد الامامية كما أنها تشرح الدروس بشكل سريع مما يصعب علىَّ الفهم .
-و قال مراد حسن / تلميذ سادس إبتدائي .
مستواي الدراسي ممتاز تحصلت العام الماضي على نسبة ٪92 وأتوجه يومياً لمعلمة الشنطة لتساعدني على حفظ الدروس وحل الواجبات أما والديَّ فهما يذاكران معي أولاً بأول بعكس بعض زملائي والديهم معتمدين إعتماداً كلياً على معلمة (الشنطة) .
وفيما يخص المعلمات أداء معلمة المدرسة لا يختلف عن معلمة (الشنطة) وأفهم من الأثنتين .
مراد حسن تلميذ سادس ابتدائي :
مستواى الدراسي ممتازه وأتوجه كل يوم إلى معلمة الشنطة لتساعدني
وكان لي رصد لآراء المعلمات جاء فيه
صعوبة المناهج مشكلة أساسية
إعتماد / معلمة (شنطة) .
إستأنفت حديثها قائلة : تعتبر الدروس الخصوصية حلاً لبعض المعلمات في تحسين وضعهن المعيشي ، في ظل غلاء الأسعار ، وصعوبة تأمين الإيجار أو ماشابه ، كما أنها تعتبر فرصة للتلاميذ ، لتحسين مستواهم الدراسي ، مما يعني أنها فائدة مشتركة .
فبعض التلاميذ بحاجة لدروس خاصة ، نتيجة للظروف غير المتاحة داخل المدارس ، التي لاتمُكِّن المعلِّمة من العطاء الكافي ، أو مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ نذكر منها : تزايد أعداد التلاميذ في الفصل الواحد ، وصعوبة المناهج وهذه إشكالية كبيرة ، والوقت الزمني للحصة لايسمح بالشرح الكافي ، ومن وجهة نظري هذه عوامل تبرئ ساحة المعلم إن صح التعبير من الشكوى المثارة حول ضعف مستواه ، أوتدني عطائه ، ولايتحمل مسؤولية إنتشار الظاهرة ، المشكلة تكمن عند أولياء الأمور ، بعدم الإهتمام بأبنائهم ومتابعتهم و المذاكرة معهم .
وعن الشكوى من إرتفاع سعر الحصص ، إستنكرت الموضوع وقالت صراحة أعتبره إستغلالاً واضحاً ، وجشعاً من بعض المعلِّمات ، وفعلاً يصل سعر الساعة الدراسية الواحدة إلى 30 ديناراً مايعادل 300 دينار شهرياً ، أي ما يُقارب ثُلث مرتب ولي الأمر ،وهذا غير جائز ، من اللازم مراعاة الظروف ، وإيجاد حلاً وسطاً ، وسعراً مناسباً ، يُرضي الطرفين ، وبالنسبة لي السعر معقول جداً ، 10 دنانير للساعة الواحدة .
وتنوه بشدة بالعودة للمناهج لاتتماشى مع واقعنا ، وتُشكل عقبة أمام المعلِّم ، ومن الصعب على التلاميذ إستيعابها بسهولة ، مثلاً مادة الحساب الذهني ، للصف ثالث إبتدائي حل المسائل مطوَّل جداً ، مقارنة بالمناهج الأخرى .
وفي هذا الجانب وزارة التعليم ، تتحمل المسؤولية الكاملة ، من الضروري إعادة النظر في وضع مناهج مناسبة ، وتقسيم المنهج مشكلة أخرى تحتاج لوقفة .
حلٌ للأم العاملة
وكان لفاطمة عمر / معلمة مدرسة رأي مختلف فقالت بصفتي معلِّمة في التعليم العام وولية أمر بالدرجة الأولى، أؤيدفكرة «معلمة الشنطة» من منطلق كونها تعُطي حلولاً ناجعة للأمهات العاملات ، في ظل ضيق الوقت ، والإنشغال بالأمور الحياتية .
أبنائي الأربعة (كجي، 1 كجي2 ثالث ورابع ابتدائي، لا أملك الوقت الكافي لتدريس كل منهم على حدة ، فلجأت لمعلمة الشنطة، تخوفآ من حدوث أي تقصير من قبلي ، يؤثر على مستوياتهم ، يضاف إلى تقصير بعض المعلمات ، وحقيقة استفادوا بشكل كبير ، الدروس الخصوصية مكملة للتعليم العام.
وإلتقيت عليا فرج / معلّمة (شنطة ).
أعتقد أن أحد الأسباب الرئيسة للجوء ولي الأمر لمعِّلمة الشنطة في كافة المواد ، نتيجة لضعف المستوى الدراسي في مادة اللغة العربية ، وللأسف هذه ظاهرة شائعة بين التلاميذ ، وبحكم تدريسي لصفوف دراسية متعددة ، التلميذ يجهل أساسيات اللغة العربية ، ولا يعرف القراءة ، وبالتالي هذا ينطبق على كافة المواد ، حتى العلمية منها كالحساب والعلوم ، والتي تحتوي على مسائل لفظية ، مما يضطره أن يدرسها جميعاً .
وتضيف دور ولي الأمر لايُذكر ، قياساً بالمطلوب منه ، المعلِّمة النظامية لا تتحمل مسؤولية أي تقصير ، ينتهي دورها داخل أسوار المدرسة .
وللإحاطة بالظاهرة ومدارسة دوافعها وتأثيراتها كان لنا لقاء مع أساتذة علم نفس وإجتماع .
خلل في المنظومة التعليمية
د. نعيمة أبوشاقور / تربية وعلم نفس
شعبة مناهج وطرق تدريس
بدأت حديثها بالنسبة لظاهرة معلِّمة الشنطة ظاهرة منتشرة بشكل واسع ، فلا نستطيع أن نطلق على شئ ما ظاهرة إلا إذا كان منتشراً ، وهي ظاهرة غير صحية مطلقاً تترك آثاراً سلبية تعُود على المتعلم ، ومن سلبياتها :-
إعتماد المتعلم على معلِّمة الشنطة، في معالجة واجباته ، فهي تقوم بكل الأمور ، وعدم الإعتماد على قدراته ، ولهذا إنتشرت ظاهرة الغش في مرحلة التعليم الأساسي ، لأن المتعلم لم يحب الدراسة ، ولم يبذل جهداً، وعند الإمتحان المعلِّمة تُعطي الأسئلة ، إن لم يكن بالنص تلمح على أهم المواضيع ، مما يولد عنده شعور باللامبالاة ، وعدم الإكتراث بالمعلمة النظامية ، أيضاً يصبح عنده شعور بعدم الثقة في النفس ، دائماً متردد في إعطاء الإجابات ، وإن كانت عنده الإجابة الصحيحة ، وهذا مؤشر سلبي ينشئ إنساناً سلبياً ، لايملك روح القيادة أو الجرأة . وإشكالية أخرى غالبية المعلِّمين في المدارس ليسوا تربويين ، خريجون من جميع التخصصات ، لم يدرسوا تربية وعلم نفس أو طرق تدريس .
وهناك عامل رئيس إنشغال الأب والأم بأعباء الحياة وإلتزاماتها يؤدي بهما إلى إختيار من ينوب عنهما ، في مراجعة الواجبات والمذاكرة للأبناء .
وعن وجود خلل في المنظومة العلمية قالت :
بالتأكيد يوجد خلل في إحدى العناصر الثلاث المعلم ،المنهج ،المتعلم ، خلل في المتعلم ،نجاح المتعلمين ذوي المستويات المتدينة ، بالغش أو توصية الوالدين للمعلمين عن الإبن ، هذا في حد ذاته خلل من اللازم يصعد المتعلم السلم درجة درجة يؤدي به إلى إكتساب خبرات مرتبطة بمنهج السنة الدراسية التالية .
خلل في المناهج، قد تكون ممتازة ، كما حدث عندما أُستعين بالمناهج السنغافورية ،ولكن لم ترفق معها طرق تدريسها، ولم تعط دورات كافية للمعلمين ،فعندما تكون المناهج أعلى من مستوى المعلم هذه كارثة ، ومن جانب آخر أحياناً يكون المنهج أعلى من المرحلة العمرية للمتعلم ،أو فوق قدراته فيشكل صعوبة ،أو أقل من قدراته بسيط جداً لا يتحدى قدرات المتعلم .
خلل في المعلم ،أصبح التعليم مهنة من لامهنة له ، قد يكون المعلم مستواه ضعيف ناجح بتقدير مقبول أو ليس لديه إهتمام ،يدرس لكسب المال ،أو طرق تدريسيه تقليدية ، لايمتلك وسائل لشرح الدرس ،أو أدوات التقويم غير المناسبة آخر العام الدراسي يجهز أسئلة تحريرية ،أو إمتحاناً شفوياً ، التقويم يكون مستمر منذ بداية العام الدراسي إلى نهايته، وطوال الحصة يقوم ويسأل ويعطي واجبات ، وهذا طبعاً يتطلب جهد اً وتعباً ، لايقوم .به إلا معلم عنده ضمير مهني .
وللأسف هذا الخلل يعود على المتعلم ،أهم مدخلات العملية التعليمية وأهم مشترك في المنظومة التعليمية ،عندما يجد المتعلم مناهج محددة في مبنى مدرسي ، ومعلم متخصص ، بالتأكيد ينتج متعلماً جيد اً ،أما عندما يكون المعلم ضعيفاً ، والمنهج فوق قدرة المعلم والفصول لا توجد بها العوامل المساعدة على الإستيعاب والفهم ،والوسائل التعليمية منعدمة والمدير غير قائم بدوره، بالتالي ينتج متعلماً غير جيد .
وعمن من يتحمل مسؤولية هذا الإنتشار للظاهرة قالت:
الأسرة تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى وفي ظل وجود هذه الظاهرة لو أن أي أسرة قامت بدورها كما ينبغي ، على الأقل تشجيع الأبناء وسؤالهم عن يومهم الدراسي ، ولم تشجع المعلمة ، لكنا تخلصنا من هذه الظاهرة ،لكن الأسرة ترحب ترحيباً شديداً ،
فالأم في العمل، أو منشغلة بجلساتها الإجتماعية أو تتصفح وسائل التواصل وتضيف الوسائل الإعلامية غير مهتمة بتناول هذه الظاهرة ، رغم أنها موجودة في جميع مراحل التعليم بدءً بمرحلة التعليم الأساسي ،إلى مرحلة التعليم الجامعي ، يشكو منها الطلبة ،لأنها تكلف الأسرة مالاتطيق ))أعباء مادية ((ويضطر المتعلم لتلقي دروس أو يرسب وتشير إلى الحلول التي لو أخذ بها تتقلص الظاهرة:
ينبغي على وزارة التعليم أن تتابع هذه الظاهرة ،وتضع قوانين رادعة، والمعلم الذي يقوم بإعطاء دروس خصوصية يحاسب في بعض الدول، القوانين موجودة لردع المعلمين ،وأحياناً تصل إلى حد فصل المعلم ،لابد من التركيز على إختيار المعلم الجيد ، وخاصة مرحلة التعليم الأساسي الشق الأول والشق الثاني لأنها هي الركيزة والأساس، تبنى عليها المراحل الدراسية القادمة ، أيضاً إقامة دورات تدريبية للمعلمين ، سواء القدامى أو الجدد ،و هذه تسمى )) رخصة مزاولة المهنة(( تقوم على إجراء إختبارات وإمتحانات للمعلمين ،في حال نجح المعلم يستمر ، ولو أ خفق يستبعد وللموجه التربوي دور كبير في تقييم عطاء المعلم أثناء الحصة شريطة الإبتعاد عن المجاملات والمحاباة بين المعلمين ،وإعداد التقارير الصحيحة القائمة على المهنية والأمانة العلمية ، وعن رأيها في أن التعليم الحالي لايناسب الجيل الجديد قالت: وسائل التعليم التقنية تساعد المعلم والمتعلم على حد سواء يستفيد المعلم في التواصل مع المتعلمين وعندما تكون المناهج مفرغة في (أيبادات( وحواسيب ،تسهل على المتعلمين ،يعني توظيف التقنية لخدمة التعليم.
عدم الإهتمام بالدراسات والأبحاث عن الظواهر السلبية
د. محمود ونيس / علم إجتماع .
لكل ظاهرة سلبيات وإيجابيات تؤثر في المجتمع فمن الإيجابيات تساعد في تحسين مستوى المتعلمين بشكل كبير ، وتكوين علاقة متبادلة بين المعلم والمتعلم ،من خلال الحوار والنقاش ،مما يعطيه الدعم بوجود من يهتم به ويحل مشاكله الدراسية .أما السلبيات في غاية الخطورة نذكر منها شعور التلاميذ بالإعياء والتعب ،خاصة الذين يتلقونها بعد إنتهاء الدوام المدرسي مباشرة ، فباستمرار عملية التعليم والتعلم ،تحرم المتعلم من الراحة الكافية .
أيضاً إهمال التلاميذ للحصص وعدم الإنتباه للشرح داخل الفصل وكثرة الغياب ،نتيجة لتنامي روح الإتكالية عند التلاميذ ، والتي تعتبر مشكلة سلوكية خطيرة ، تقتل الرغبة لديهم في البحث والإستقصاء نظراً لإعتمادهم على معلمة الشنطة .
تشكل الحقيبة المدرسية عبئاً مادياً على الأسرة ، فهي إحدى قنوات إستنزاف الدخل الأسري وخاصة إذا كان للأسرة أكثر من إبنة و إبن يتلقون هذا النوع من التعليم ويشير إلى وزارة التعليم تتحمل المسؤولية الكبرى ، نظراً لسوء التخطيط ، وعدم الرجوع للدراسات والأبحاث الموجودة ، حول هذه الظاهرة ،وغيرها من الظواهر ، ففي الدول المتقدمة تخصص الجزء الأكبر من الأموال ))للبحث العلمي)) وفي هذه الحالة يمكن إجراء دراسات ، وبحوث علمية منظمة حول هذه الظاهرة ،ومعرفة أسبابها وعلاجها بشكل تكون الدراسة مبنية على فرضيات وتساؤلات صحيحة ،وإستبيان يستهدف أولياء الأمور والمعلمات ووضع قوانين صارمة من قبل وزارة التعليم للحد من انتشار هذه الظاهرة.
إعادة النظر في القوانين والتشريعات التي تحكم الرواتب والحوافز الخاصة بالمعلمين ،من المفترض وجود لجنة إشراف من الخبراء تحضر مع المعلم أثناء الحصة،عقد ندوات تعمق الوازع الديني وأن هذا العمل أمانة يحاسب عليها الله.
كلمة أخيرة :-
لابد أن يعي أولياء الأمور أهمية التعليم النظامي ،فأكثر الوقت يقضيه التلميذ في المدرسة ،وأن التربية لاتقتصر على المنزل، من اللازم متابعة دراسته وتعميق حب المدرسة وإحترام المعلم عنده .
التعليم مهنة صعبة ،من الواجب على المعلم إعطاءها حقها ، بأن يطور من نفسه ومعلوماته ووسائله ، ويبذل الجهد الكافي .