×

الفارس الليبي الوحيد الحائز على ذهبية في سباق بأوروبا

الفارس الليبي الوحيد الحائز على ذهبية في سباق بأوروبا

‭ “‬عادل‭ ‬القيادي‭” 

سنة‭ ‬218‭ ‬مخر‭ “‬حن‭ ‬بعل‭” ‬بأفياله‭ ‬عُباب‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬نحو‭ ‬أوروبا،‭ ‬حاملاً‭ ‬آمالاً‭ ‬في‭ ‬مفاجأة‭ ‬روما‭ ‬وكاتباً‭ ‬الفصل‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬البونية،‭ ‬وهذا‭ ‬العام‭ ‬شدّ‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭ ‬المتوسطي‭ ‬فارسٌ‭ ‬ملؤه‭ ‬الطموح‭ ‬الرحال‭ ‬إلى‭ ‬القارة‭ ‬العجوز،‭ ‬مفسحاً‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬الفروسية‭ ‬الليبية‭ ‬كي‭ ‬تجد‭ ‬موطئ‭ ‬قدم‭ ‬في‭ ‬الخارطة‭ ‬العالمية‭.‬

رحلتان‭ ‬بينهما‭ ‬1800‭ ‬عام‭ ‬ويزيد،‭ ‬وتباينات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها،‭ ‬بيد‭ ‬أنهما‭ ‬يتقاطعان‭ ‬في‭ ‬الرغبة‭ ‬الجامحة‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬أبواب‭ ‬نجاح‭ ‬غير‭ ‬اعتيادية،‭ ‬والإيمان‭ ‬بأن‭ ‬المستحيل‭ ‬مجرد‭ “‬عبارة‭ ‬زائدة‭ ‬عن‭ ‬قاموس‭ ‬الأبطال‭”.‬

الفارس‭ “‬عادل‭ ‬محمد‭ ‬القيادي‭” ‬لا‭ ‬يفتأ‭ ‬يصل‭ ‬الليل‭ ‬بالنهار‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حصد‭ ‬التألق‭ ‬تلو‭ ‬التألق،‭ ‬يهب‭ ‬حياته‭ ‬للفروسية،‭ ‬فمنذ‭ ‬مطلع‭ ‬الفجر،‭ ‬ووسط‭ ‬أنفاس‭ ‬الخيول‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬عالم‭ ‬المجد‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬يفتح‭ ‬ذراعيه‭ ‬لمن‭ ‬يريد‭.‬

      مناف‭ ‬بن‭ ‬دلة

خالفت‭ ‬أوامر‭ ‬المدرب‭

فتوجت‭ ‬في‭ ‬مضمار‭ “‬دوفيل‭” ‬الفرنسي

مسيرته‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬الإرادة‭ ‬والشغف‭ ‬البالغ‭ ‬حدّ‭ ‬التتيّم،‭ ‬والعزيمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنكسر،‭ ‬ودافعه‭ ‬عشقٌ‭ ‬للخيل‭ ‬وسباقاتها‭ ‬نما‭ ‬في‭ ‬الفؤاد‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة،‭ ‬لتصبح‭ ‬المعجزات‭ ‬في‭ ‬حضرته‭ “‬واقعاً‭”‬،‭ ‬ويستحيل‭ ‬التوقف‭ ‬ستّ‭ ‬سنوات‭ ‬عن‭ ‬امتطاء‭ ‬الصهوات‭ ‬منطلقاً‭ ‬لانتصارات‭ ‬تالية‭.‬

أما‭ ‬الخيل‭ ‬فهي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬شريك،‭ ‬هي‭ ‬رفيقٌ‭ ‬تعزف‭ ‬معه‭ ‬أجمل‭ ‬السيمفونيات‭ ‬على‭ ‬المضامير،‭ ‬وتصبح‭ ‬تحت‭ ‬زمام‭ “‬الجوكي‭” ‬رجلاه‭ ‬في‭ ‬الركض‭ ‬رجل،‭ ‬واليدان‭ ‬يد،‭ ‬وفعله‭ ‬ما‭ ‬تفعل‭ ‬الكف‭ ‬والقدم‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬يفتح‭ ‬الفارس‭ “‬عادل‭ ‬القيادي‭” ‬قلبه‭ ‬لـ«الليبية‮»‬،‭ ‬متحدثاً‭ ‬عن‭ ‬محطاته‭ ‬الاستثنائية‭ ‬وقصة‭ ‬صعوده‭ ‬من‭ ‬مخاضات‭ ‬الألم‭ ‬إلى‭ ‬القمة،‭ ‬وتصوره‭ ‬لواقع‭ ‬الفروسية‭ ‬الليبية،‭ ‬حيث‭ ‬يتطرق‭ ‬إلى‭ ‬الطفرة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬سباقات‭ ‬الميادين،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬دعم‭ ‬كبير‭ ‬تناله‭ ‬عبر‭ ‬إسطبلات‭ “‬غرغار‭” ‬–‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬بيده‭ ‬نحو‭ ‬العالمية‭ ‬–‭ ‬و‭”‬ذات‭ ‬الرمال‭” ‬و‭”‬الليث‭” ‬وغيرها،‭ ‬والمآلات‭ ‬المستقبلية‭ ‬المتوقعة‭ ‬للعبة‭.‬

حققتم‭ ‬انتصارات‭ ‬لافتة‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬الحالي‭.. ‬أربعة‭ ‬ألقاب‭ ‬في‭ ‬الجولة‭ ‬الـ35‭ ‬وخمسة‭ ‬في‭ ‬الـ15‭.. ‬ما‭ ‬سرّ‭ ‬هذا‭ ‬التألق‭ ‬الكبير؟

كأي‭ ‬فارس،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬أُصيب‭ ‬مجرد‭ ‬بطولة‭ “‬مارفيلية‭” ‬مني،‭ ‬بل‭ ‬نتاج‭ ‬تعاون‭ ‬مشترك‭ ‬بيني‭ ‬كفارس‭ ‬والخيل‭ ‬والمدرب‭.‬

وهذا‭ ‬الموسم‭ ‬كسابقاته،‭ ‬عنيتُ‭ ‬جيداً‭ ‬بالخيل‭ ‬التي‭ ‬أمتطي،‭ ‬وحرصتُ‭ ‬رفقة‭ ‬المدربين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بكامل‭ ‬جاهزيتها‭ ‬صبيحة‭ ‬السباق،‭ ‬وبالإصرار‭ ‬والتركيز‭ ‬والتوفيق‭ ‬يصير‭ ‬الحلم‭ ‬واقعاً‭.‬

الإصابة‭ ‬الخطيرة‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬امتطاء‭ ‬الصهوات‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬لن‭ ‬تكون‭  ‬كافية‭ ‬لانتزاعي‭ ‬من‭ ‬عشق‭ ‬السباقات

معادلة‭ ‬الفوز‭ ‬ثلاثية‭ ‬في‭ ‬سباقات‭ ‬الخيل،‭ ‬معاملاتها‭ ‬الفارس‭ ‬والفرس‭ ‬والمالك‭.. ‬برأيكم‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬هو‭ ‬الأبرز‭ ‬والقادر‭ ‬على‭ ‬ترجيح‭ ‬الكفة؟‭ ‬وهل‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬جهود‭ ‬الفارس‭ ‬تتوارى‭ ‬خلف‭ ‬التغني‭ ‬بإمكانات‭ ‬الفرس‭ ‬في‭ ‬جلّ‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المهتمة‭ ‬بالفروسية؟

الفروسية‭ ‬أشبه‭ ‬بلوحة‭ ‬لا‭ ‬تكتمل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬كل‭ ‬ألوانها،‭ ‬فالفارس‭ ‬هو‭ ‬اليد‭ ‬التي‭ ‬تمسك‭ ‬بالريشة،‭ ‬لكنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬المدرب،‭ ‬والخيل‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬الألوان،‭ ‬وتوفير‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الثلاثة‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬مندوحة‭ ‬منه‭ ‬لحصد‭ ‬النجاح‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتعامل‭ ‬الإعلامي،‭ ‬فصراحة‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الإعلام‭ ‬الليبي‭ ‬متوازن‭ ‬في‭ ‬تعاطيه،‭ ‬ولطالما‭ ‬كال‭ ‬المديح‭ ‬للفرسان‭ ‬الأبطال،‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬الإعلام‭ ‬الخارجي‭ ‬الذي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬مواصفات‭ ‬الخيل‭ ‬المشاركة‭.‬

هناك‭ ‬طقوس‭ ‬بعينها‭ ‬للجوكي‭ ‬يقدم‭ ‬عليها‭ ‬قبل‭ ‬التجهيز‭ ‬للسباقات‭ ‬تتضمن‭ ‬تدريبات‭ ‬معينة‭ ‬ومعايير‭ ‬صارمة‭.. ‬هلا‭ ‬أضأتم‭ ‬عليها؟

يوم‭ ‬الفارس‭ ‬يبدأ‭ ‬مبكراً،‭ ‬فمنذ‭ ‬الساعة‭ ‬الرابعة‭ ‬فجراً‭ ‬ننزل‭ ‬الميدان،‭ ‬وكل‭ ‬مدرب‭ ‬له‭ ‬برنامجه‭ ‬الخاص،‭ ‬فبعضهم‭ ‬يطالب‭ ‬بالتمرن‭ ‬مع‭ ‬الخيل‭ ‬لمسافات‭ ‬محددة‭ “‬800‭ ‬أو‭ ‬1000‭ ‬متر‭ ‬مثلاً‭”‬،‭ ‬وآخرون‭ ‬يتركون‭ ‬للفارس‭ ‬العنان‭.‬

أما‭ ‬التدريب‭ ‬خارج‭ ‬الميدان‭ ‬فلا‭ ‬نجده‭ ‬عندنا،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬التدريب‭ ‬مع‭ ‬الخيل‭ “‬أحياناً‭ ‬نمتطيها‭ ‬30‭ ‬مرة‭ ‬يومياً‭” ‬يستنزف‭ ‬طاقات‭ ‬الفارس‭.‬

كيف‭ ‬تتعامل‭ ‬يوم‭ ‬السباق‭ ‬مع‭ ‬الضغط‭ ‬النفسي‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬المنافسة‭ ‬الشديدة‭ ‬في‭ ‬عشرة‭ ‬أشواط‭ ‬وضغط‭ ‬الجمهور؟

بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬أتعامل‭ ‬معه‭ ‬بهدوء‭ ‬وكأنه‭ ‬يوم‭ ‬عادي،‭ ‬أؤمن‭ ‬بأن‭ ‬المنافسة‭ ‬تتضمن‭ ‬الفوز‭ ‬والخسارة،‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬أفرح‭ ‬بالأولى‭ ‬أتقبل‭ ‬الثانية‭ ‬بصدر‭ ‬رحب،‭ ‬ولعمري‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المقاربة‭ ‬هي‭ ‬الأنجع‭.‬

كتبتم‭ ‬اسمكم‭ ‬بأحرف‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬عندما‭ ‬صرتم‭ ‬أول‭ ‬فارس‭ ‬ليبي‭ ‬يحرز‭ ‬ذهبية‭ ‬في‭ ‬المضامير‭ ‬الأوروبية‭ ‬–‭ ‬تحديداً‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬دوفيل‭ ‬بفرنسا‭ ‬–‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬شعوركم‭ ‬في‭ ‬حينها؟

كانت‭ ‬لحظة‭ ‬تختصر‭ ‬عمراً‭ ‬من‭ ‬الحلم،‭ ‬لعب‭ ‬فيها‭ ‬الإصرار‭ ‬والتوفيق‭ ‬دوراً‭ ‬كبيراً‭.‬

يومها،‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬المرشح‭ ‬الأول،‭ ‬الفرس‭ ‬التي‭ ‬أمتطي‭ ‬صنفت‭ ‬خامسة،‭ ‬والمتابعون‭ ‬توقعوا‭ ‬أن‭ ‬أحل‭ ‬عاشراً،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬المدرب‭ ‬نصحني‭ ‬بالتمسك‭ ‬بالمركز‭ ‬الخامس‭ ‬فعلاً‭.‬

لكن‭ ‬عندما‭ ‬انطلقت،‭ ‬شعرت‭ ‬أن‭ ‬الريح‭ ‬تدفعني،‭ ‬سرى‭ ‬الأدرينالين‭ ‬في‭ ‬شراييني‭ ‬وقررت‭ ‬مخالفة‭ ‬أوامر‭ ‬المدرب،‭ ‬لأحقق‭ ‬المستحيل‭ ‬وأظفر‭ ‬بسباق‭ ‬السرعة‭ ‬ذاك‭.‬

كثيرون‭ ‬ممن‭ ‬يتابعون‭ ‬هذه‭ ‬السباقات‭ ‬لماماً‭ ‬يسارعون‭ ‬لعقد‭ ‬مقارنات‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تُجرى‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬لاسيما‭ ‬إمارة‭ ‬دبي‭.. ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬لكم‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬دبي‭ ‬وفرنسا‭.. ‬هلا‭ ‬رصدتم‭ ‬أهم‭ ‬الفوارق‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬السباقات‭ ‬والتي‭ ‬تُنظم‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬يوم‭ ‬نبلغ‭ ‬فيه‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬التنظيم‭ ‬العالي؟

اسطبلات‭ “‬غرغار‭” ‬و‭”‬ذات‭ ‬الرمال‭” ‬و‭”‬عكارم‭” ‬و‭”‬الليث‭”

فتحت‭ ‬أبواب‭ ‬التألق‭ ‬أمام‭ ‬سباقات‭ ‬الميدان

‭ ‬وأخرجتها‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬فروسية‭ ‬قفز‭ ‬الحواجز

الفوارق‭ ‬واضحة‭.. ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬هناك‭ ‬نظام‭ ‬صارم،‭ ‬وأرضية‭ ‬مثالية‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الخيل‭ ‬والفارس،‭ ‬ولكل‭ ‬فارس‭ ‬مساره،‭ ‬ولا‭ ‬مجال‭ ‬للمضايقة‭ ‬أو‭ ‬العشوائية‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬فالوضع‭ ‬يتحسن،‭ ‬لكننا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬الأرضية‭ ‬وتنظيم‭ ‬الميدان،‭ ‬فالأرضية‭ ‬هي‭ ‬سرّ‭ ‬تميز‭ ‬سباق‭ ‬عن‭ ‬غيره‭.‬

ما‭ ‬نوع‭ ‬السباقات‭ ‬التي‭ ‬تفضّلها؟

أحب‭ ‬سباقات‭ ‬المسافات‭ ‬المتوسطة،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الميل‭ ‬والميل‭ ‬وربع‭ ‬الميل،‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬2000‭ ‬متر‭.‬

تلك‭ ‬المسافات‭ ‬تسمح‭ ‬للفارس‭ ‬بأن‭ ‬يوظف‭ ‬إمكاناته‭ ‬ويظهر‭ ‬مقدرته،‭ ‬بينما‭ ‬يكون‭ ‬اللاعب‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬سباقات‭ ‬السرعة‭ ‬إمكانات‭ ‬الخيل‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭.‬

وإن‭ ‬سألناك‭: ‬كيف‭ ‬ترى‭ ‬واقع‭ ‬الفروسية‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬المشهدين‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي‭, ‬فبماذا‭ ‬تجيب‭ ‬؟

تنظيمياً‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬أمامنا‭ ‬الكثير،‭ ‬لكنني‭ ‬أؤمن‭ ‬بقدرتنا‭ ‬على‭ ‬التقدم،‭ ‬لاسيما‭ ‬وأن‭ ‬شغف‭ ‬الليبيين‭ ‬بالخيل‭ ‬استثنائي‭.. ‬هناك‭ ‬الفروسية‭ ‬صناعة،‭ ‬أما‭ ‬عندنا‭ ‬فشغف‭ ‬وتيمم،‭ ‬إذ‭ ‬تجد‭ ‬أحدهم‭ ‬ينفق‭ ‬بسخاء‭ ‬على‭ ‬الخيل‭ ‬لأنه‭ ‬يحبها‭ ‬ولا‭ ‬يرتجي‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فوزاً‭ ‬أو‭ ‬مكسباً،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬إرضاء‭ ‬لشغفٍ‭ ‬يملؤه‭ ‬واتباعاً‭ ‬لعادات‭ ‬الأجداد‭.‬

تستعد‭ ‬لمشاركة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭.. ‬حدثنا‭ ‬عنها؟

سأشارك‭ ‬في‭ ‬الـ23‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬الإمارات‭ ‬المقرر‭ ‬إجراؤه‭ ‬بالمغرب،‭ ‬رفقة‭ ‬الجواد‭ “‬الزير‭” ‬التابع‭ ‬لإسطبلات‭ “‬غرغار‭”‬،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬أرفع‭ ‬اسم‭ ‬ليبيا‭ ‬عاليًا‭.‬

لنعد‭ ‬إلى‭ ‬البواكير‭.. ‬كيف‭ ‬كانت،‭ ‬ومتى‭ ‬أحسست‭ ‬أنك‭ ‬خُلقت‭ ‬لتكون‭ ‬فارساً؟

الفروسية‭ ‬تسري‭ ‬في‭ ‬دمي،‭ ‬فهي‭ ‬إرث‭ ‬عائلتنا،‭ ‬ومنذ‭ ‬طفولتي‭ ‬أمتطي‭ ‬صهوة‭ ‬الجواد،‭ ‬ولم‭ ‬تحل‭ ‬إصابة‭ ‬قوية‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬سنة‭ ‬2013‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أستمر‭ ‬فارساً‭.‬

توقفت‭ ‬حينها‭ ‬ستّ‭ ‬سنوات،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬عودتي‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬الانتصارات‭ ‬الكبرى‭.‬

بعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭.. ‬ما‭ ‬هو‭ ‬طموحك‭ ‬القادم؟

مواصلة‭ ‬النجاحات،‭ ‬كما‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أقوى‭ ‬ملاك‭ ‬الخيل‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وأن‭ ‬أُسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬مستقبلٍ‭ ‬مشرق‭ ‬للفروسية‭ ‬الميدانية‭.‬

ختاماً‭.. ‬لابد‭ ‬أنكم‭ ‬لاحظتم‭ ‬التطور‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬سباقات‭ ‬الميادين‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬والتي‭ ‬نجحت‭ ‬مؤخراً‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬فروسية‭ ‬قفز‭ ‬الحواجز‭.. ‬أترى‭ ‬أن‭ ‬مردّ‭ ‬ذلك‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليه‭ ‬مؤخراً؟‭ ‬وهل‭ ‬تعتقد‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬لتلامس‭ ‬العالمية؟

بالتأكيد،‭ ‬النجاحات‭ ‬رهينة‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬والتغطية‭ ‬الإعلامية،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬استأثرت‭ ‬فروسية‭ ‬قفز‭ ‬الحواجز‭ ‬بالاهتمام،‭ ‬جاء‭ ‬الدور‭ ‬على‭ ‬سباقات‭ ‬الميادين،‭ ‬وهي‭ ‬الأقرب‭ ‬لموروثنا‭ ‬الشعبي‭ ‬وصاحبة‭ ‬الشعبية‭ ‬الأكبر‭.‬

بفضل‭ ‬إسطبلات‭ ‬مثل‭ “‬غرغار‭” ‬و‭”‬ذات‭ ‬الرمال‭” ‬و‭”‬عكارم‭” ‬و‭”‬الليث‭” ‬وغيرها،‭ ‬خطت‭ ‬سباقات‭ ‬الخيل‭ ‬بسرعة‭ ‬وطفقت‭ ‬تحقق‭ ‬الإنجازات‭ ‬وتجذب‭ ‬اهتمام‭ ‬المتابعين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدبٍ‭ ‬وصوب،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬تستحق‭ ‬عليه‭ ‬هذه‭ ‬الإسطبلات‭ ‬جزيل‭ ‬الشكر‭.‬

Share this content: